الصفقة التي عقدها قائد الانقلاب مع فرنسا من أجل توريد طائرات رافال الفرنسية أثرت لغطا شديدا ، وحسب موقع مصر العربية فقالت صحيفة فلايت انترناشيونال من خلال تقرير لها : رافال التي تنتجها شركة داسو الفرنسية ليست مجرد برنامج لإنتاج طائرات مقاتلة، وإنما هي أكثر من ذلك، فالرافال يتوقف عليها مستقبل فرنسا كرائدة في مجال تكنولوجيا الطيران، وهذه الطائرة تعني لفرنسا أكثر من أي برنامج مماثل في العالم. هكذا استهلت صحيفة "FLIGHT INTERNATIONAL" الأسبوعية البريطانية تقريرا عن المقاتلة الفرنسية رافال كانت قد نشرته في عددها الصادر في 10 يونيو 1989، وهي الطائرة التي اشترى الجيش المصري مؤخرا 24 نسخة منها في صفقة بلغت كلفتها ما يقرب من ستة مليارات دولار.
ونشرت الصحيفة تقريرها تحت عنوان "رافال .. فجر جديد لداسو"، مشيرة "في ذلك الوقت" إلى أن فترة التسعينات ستشهد أوقاتا مثيرة مع انطلاق الجيل الرابع من الطائرات المقاتلة التي ستنافس في سوق المقاتلات.
وذكر تقرير الصحيفة "آنذاك" أن هذه الطائرة يعتمد عليها استقلال فرنسا في مجال الدفاع، وكذلك وضعها الريادي في تكنولوجيا الطيران، ولذلك فإنه من البديهي القول إن فرنسا لا يمكن أن تتحمل تكاليف إنتاج الرافال دون أن تنجح.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكلفة تطوير برنامج الرافال "آنذاك" تبلغ ستة مليارات دولار، أي ما يساوي تقريبا قيمة صفقة بيع المقاتلات ال24 لمصر. وكشف الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند يوم الخميس الماضي عن توقيع اتفاق بين باريس والقاهرة تشتري بموجبه مصر طائرات رافال ومعدات عسكرية، لتصبح بذلك أول مستورد يشتري المقاتلة الحربية الفرنسية، حيث أكد شراء مصر 24 طائرة رافال وكذلك فرقاطة متعددة المهام، وذلك في بيان نشره قصر الإليزيه.
وفي بيان آخر نشرته شركة "داسو" تعقيبا على إعلان الصفقة، قالت الشركة إن هذه المقاتلة تتماشى واحتياجات الدول التي تتطلع، مثل مصر، إلى السيادة في مجال القوة الجوية على أعلى مستوى.
والرافال مقاتلة فرنسية متعددة المهام من الجيل "الرابع والنصف"، وهي تخدم كمقاتلة متعددة المهام في القوات الجوية الفرنسية، وقد أبدت عدة دول اهتمامها بالطائرة لكن لم توقع أي صفقة لبيعها حتى عام 2015 حين وقع أول عقد تصديري مع مصر، وصنع من الرفال 290 نسخة لصالح القوات المسلحة الفرنسية.
وتبلغ سرعة الطائرة القصوى في الارتفاعات العالية 2,000 كم/ساعة وتأتي بعدة فئات منها الفئة "M" الصالحة للاستخدام من على متن حاملات الطائرات وتستخدمها البحرية الفرنسية، والفئة الجوية لسلاح الجوي الفرنسي وهي الرافال C.
وقامت كل من المملكة المتحدةوفرنساوألمانياالغربية وإيطاليا وإسبانيا في عام 1983 بإطلاق برنامج مشترك يهدف إلى إنتاج طائرة مقاتلة أوروبية، إلا أن فرنسا كانت تريد طائرة ذات قدرة على الاقلاع من على متن حاملات الطائرة الأمر الذي دفع كل من المملكة المتحدةوألمانياالغربية وإيطاليا إلى الانسحاب وتشكيل برناج جديد خاص بهم في 2 أغسطس 1985 الذي تمثل بطائرة يوروفايتر تايفون، بينما مضت فرنسا في برنامجها الذي تمثل بطائرة الرفال.
فئات الرافال
رافال A: مساعد تقني طارت لأول مرة عام 1986. رافال D: فئة لسلاح الجو الفرنسي أول التسعينيات. رافال B: نسخة ذات مقعدين لسلاح الجو الفرنسي. رافال C: نسخة ذات مقعد واحد لسلاح الجو الفرنسي. رافال M: نسخة لسلاح البحرية الفرنسية قادرة على الاقلاع من على متن حاملات الطائرات.
صفقات فاشلة لبيع الرافال
قامت فرنسا بتسويق رافال للتصدير إلى بلدان مختلفة، وكان معلقون ومصادر صناعية قد سلطوا الضوء علي أن التكلفة العالية للطائرة يجعلها ضارة بتوقعات المبيعات للمقاتلة رافال، فتكلفة امتلاك مقاتلة واحدة تبلغ تقريبا 100 مليون دولار أمريكي (في العام 2010)، في حين أن تكلفة التشغيل تدور حول 16,500 دولار أمريكي (في العام 2012) عن ساعة طيران.
في أكتوبر 2008، رشحت القوات الجوية البرازيلية ثلاثة مقاتلات لشرائها، وهي رافال، وجريبن إن جي والبوينج ف\أيه-18إي\إف، وفي 5 يناير 2010، ذكرت تقارير إعلامية أن تقرير التقييم النهائي للقوات الجوية البرازيلية وضعت المقاتلة جريبن قبل المتنافسين الآخرين على أساس تكلفة الوحدة وتكاليف التشغيل، وفي فبراير عام 2011، أفادت تقارير بأن رئيسة البرازيل ديلما روسيف قررت شراء الإف-18 الأمريكية، وفي ديسمبر 2013 بعد تأخيرات كبيرة بسبب قيود الميزانية، اختارت الحكومة البرازيلية المقاتلة جريبن إن جي في صفقة تقدر بخمسة مليار دولار لتجهيز القوات الجوية في البلاد.
في عام 2005 شرعت القوات الجوية السنغافورية في برنامجها الخاص بالجيل القادم من المقاتلات (Next Generation Fighter)، وذلك لاستبدال أسطولها الشائخ من المقاتلات إيه-4 إس يو سوبر سكاي هوك، وتم النظر في عدد من الخيارات وأجرت وكالة العلوم وتكنولوجيا الدفاع (DSTA) تقييما فنيا مفصلا، فضلا عن اختبارات محاكاة وغيرها من التجارب لتحديد اختيارها النهائي.
وفي أعقاب ذلك، تم تخفيض القائمة الأصلية من المقاتلات المنافسة إلى مقاتلتين نهائيتين هما رافال و إف-15 إس جي سترايك إيجل، وفي ديسمبر 2005، طلبت سنغافورة شراء 12 طائرة إف-15إس جي.
ووفقا لجريدة صناعة الدفاع اليومية، هناك سبب واحد رئيسي لذلك الاختيار، فبالرغم من أن الديناميكا الهوائية لرافال كانت فائقة، إلا أنها تفتقر إلى المدي والرادار ذو القدرة، كما كانت لا تمتلك التوحيد الكافي للأسلحة وأجهزة الاستشعار.
في فبراير 2007، أفيد بأن سويسرا تنظر بعين الاعتبار لرافال ومقاتلتين أخريتين ليحلا محل مقاتلاتها ورثروب إف-5 تايجر، وبدأ التقييم الذي استمر لشهر واحد في أكتوبر 2008 في قاعدة إمين للقوات الجوية والذى كان يتكون من حوالي 30 طلعة للتقييم.
وكانت رافال يتم تقييمها جنبا إلى جنب مع ساب جاس-39 جربين ويوروفايتر تايفون، وبالرغم من أن تقريرا مسربا لتقييم القوات الجوية السويسرية كشف أن رافال فازت في المسابقة لأسباب فنية، وفي 30 نوفمبر 2011، أعلن المجلس الاتحادي السويسري أنه كان يخطط لشراء 22 مقاتلة جريبن إن جي نظرا لانخفاض تكاليف اقتنائها وصيانتها، ونظرا للاستفتاء عام 2014، لم يتم هذا الشراء.
ليبيا
في يناير 2007، ذكرت الجريدة الفرنسية دو ديمانش أن ليبيا تسعى لاقتناء من 13 إلي 18 مقاتلة رافال "في صفقة تصل قيمتها الى 3.24 مليار دولار"، وفي ديسمبر 2007، أعلن سيف الإسلام القذافي عن رغبة ليبيا في شراء الرافال، لكنه لم يقدم أي طلب للشراء، وتم إرسال مقاتلات رافال فرنسية في وقت لاحق إلى ليبيا كجزء من التدخل العسكري الدولي خلال الحرب الأهلية الليبية عام 2011.
وتدرس الهند تدرس منذ ثلاث سنوات شراء 126 طائرة من طراز رافال مقابل 22 مليار دولار أمريكي للصفقة، ولم تتم الصفقة حتى الآن وهناك معارضة في الهند لإتمامها. وبررت المعارضون رفضهم للصفقة بأن كلفة الحصول على الطائرة مرتفعة عن الطائرات المنافسة في السوق، إضافة إلى سبب آخر سياسي بعد أن جمدت فرنسا صفقة سلاح كان من المقرر إتمامها مع روسيا، وحالت المشكلة الأوكرانية دون إتمام الصفقة بعد الحظر الذي فرضه الاتحاد الأوروبي، ووفقا لتصريحات للرئيس الفرنسي، وضعت كل من ألمانيا والولايات المتحدة ضغوطا كبيرة عليه من أجل أن يجمد الصفقة، مما حدا بالهند – التي يجمعها مع روسياوالبرازيل وجنوب أفريقيا والصين في تجمع دول بريكس - بإبداء الامتعاض والتأرجح كيلا لا يقع لها موقف مشابه من تجميد صفقة بعد إتمام الاتفاق.