تعيش "داليا شراب" من مدينة خان يونس في جنوب قطاع غزة واقع معاناة الفصل الجغرافي مع الضفة الغربيةالمحتلة التي يقطن فيها خطيبها "راشد فضة" ولم يتمكنا منذ أكثر من أربعة أعوام من اللقاء المباشر. ومنذ عام 2010 يحاول العريس "راشد" الالتقاء بعروسه "داليا" التي تبعد عنه مسافة ساعتين فقط لكن وصوله من منطقة منزلة في نابلس إلى الولاياتالمتحدة قد يكون أسهل له من لقاء عروسه في خان يونس ولذا فقد قرر الخطيبان إطلاق حملة لجمع شملهما بعنوان "وصّل العروس للعريس يا رئيس". وكان "راشد"صاحب ال 35 عامًا التقى بخطيبته "داليا" التي تصغره بثلاثة أعوام في العام 2010 في العاصمة عمان وفيها أعجبا ببعضهما تمهيدًا لخطبتها آنذاك ووافقا على الاقتران ببعضهما بعد استشارة ذويهما. وتحاولُ الحملة جمعَ أكبر عددٍ من المتضامنين وإقناع المسؤولين في المستوى السياسي بالتدخل من أجل جمع شملِ الخطيبين. وتؤمن داليا أن مسافة ال 170 كيلومتر التي تفصلها عن خطيبها قد نكون محفوفةً بكثير من المعيقات الجغرافية التي ستقف أمام إتمام زفافها لكن القلق لم يساورها يومًا أن شيئًا سيمنع التقاءهما في بيتٍ زوجي واحد. وتقول "داليا" إنها تعرفت على خطيبها خلال المشاركة في ملتقى في الأردن حيث تقدم لخطبتها وأخبرت أهلها بالآمر ليتفقا على أن ألا تتم مراسم الزواج إلا بضمان وصولها إلى نابلس. وتمكن "راشد" من الالتقاء ب"داليا" بالقدوم إليها عبر معبر رفح البري مع مصر حيث أمضى في خان يونس أربعة أيام بعد أن عقد قرانه على أن يُكمل والده جهوده لاستخراج تصريحٍ لانتقال "داليا" إلى جوار عريسها في نابلس لكن ذلك لم يتم حتى الآن. وتقول "داليا" انه بدأت معاناة استخراج التصريح فالمسؤول الذي وعدنا قال بعد مرور عام إنه لا يعلم شيئًا عن قضيتها وكذلك مر العام الثاني ثقيلا على قلبينا. وبعدما فشلت الجغرافيا الجمع بين العروسين اتفقا على الانتظار حتى إتمام المصالحة التي وقعت بين حركتي "فتح" و"حماس" قبل سبعة أشهر عبر إعلان "الشاطئ" الذي مهد لتشكيل أول حكومة وفاق وطني. غير أن هذه الخطوة المنشودة شعبيا لم تسهم عمليا في إنهاء الانقسام الداخلي بين الضفة وغزة وكذلك في جمع شمل الخطيبين. وتضيف "داليا" إن لم يكن لدي ذرة من الأمل أن تلك المصالحة ستتم كما هو الحال مع قصتي وهو ما حدث فعلا. وتبقي "داليا" وخطيبها يجهدان أنفسهما في البحث عن أي وسيلة تمكنهما من جمع شملهما بما في ذلك التوسط لدى شخصيات كبيرة في السلطة الفلسطينية. وتشير إلى أن أشخاصاً انتقلوا إلى الضفة من غزة أخبروها أن الطريقة الوحيدة لحل مشكلتها هي تدخل من جهات كبيرة من قبل السلطة ومن خلال تحويلة طبية أو ما شابه وقد حاولت الحصول على تحويلة لكن لم يساعدها أحد. أما "راشد" ووالدته فكانا هما أيضًا أسيرا نفس الدوامة حتى أن نجلها تمكن من حجز قاعة الأفراح وأتم طباعة بطاقات الدعوة وفوق ذلك نقل ملكية شقته باسم زوجته المنتظرة دون أن يجتمع شملهما حتى الآن. وتشير "داليا" إلى أن خطيبها تمكن ذات مرة من لقاء رئيس حكومة الوفاق الوطني رامي الحمد الله إلا أنه لم يغير شيئًا حتى اللحظة. ولم يمل الخطيبان من تحقيق حُلمهما في الزواج إلى أن دشَنا حملة عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تحت شعار "وصّل العروس للعريس يا رئيس" للم شملهما. وحظيت الحملة بتفاعل محلي ودولي "لكن صوتهم لم يصل بعد للمسؤولين" كما تقول داليا.