عاد التوتر السياسي الإثني مجددًا إلى البوسنة، بعد تصريحات لرئيس وزراء "جمهورية صربسكا " (الاسم القانوني لكيان صرب البوسنة) اعتبرها زعيم "حزب العمل الديمقراطي" سليمان تيهيتش، تجاوزًا لاتفاقية دايتون، وخرقًا لسيادة البوسنة كدولة ذات سيادة وعضو في الأممالمتحدة. وقال تيهيتش: إنه لن يحضر الاجتماع الذي كان مقررًا في بنيالوكا بين زعماء أكبر ثلاثة أحزاب في البوسنة، والتي يمثلها كل من رئيس وزراء صرب البوسنة، ورئيس حزب، اتحاد الاشتراكيين المستقلين، ميلوراد دوديك، ورئيس، التجمع الكرواتي الديمقراطي، دراغن تشوفيتش، ورئيس، حزب العمل الديمقراطي، سليمان تيهيتش، وبحضور المبعوث الدولي إلى البوسنة، فلانتين انزكو. وقد جرى الاجتماع في غياب تيهيتش الأمر الذي ألقى بظلاله على الجلسة، وعلى الوضع العام في البوسنة في ظل تجاذب الآراء حول مستقبل البوسنة، بين دعوات الدولة المركزية، كما يريد البوشناق المسلمون، والدول الكنفدرالية، كما يرغب الكروات الكاثوليك، والانفصال كما يسعى إلى ذلك الصرب الأرثذوكس. وذلك وسط موقف أوروبي ضعيف، يضع الشروط ولا يساهم في تحقيقها على أرض الواقع، كما يقول الكثيرون. وكان رئيس وزراء صرب البوسنة دوديك قد كرّر تصريحات سابقة بخصوص الانفصال، إلى جانب وضع أملاك الدولة تحت تصرف، حكومة الكيان الصربي. وهو ما يرفضه الجانب البوشناقي. وقال المبعوث الدولي إلى البوسنة، فلانتين انزكو: إن "قضية ممتلكات الدولة، وإلغاء تأشيرة الدخول لدول الاتحاد الأوروبي، كانت محور اجتماع بنيالوكا " وعبر عن أسفه لغياب تيهيتش عن الحضور. وقال ميلوراد دوديك: إن "مسألة ممتلكات الدولة ستكون في مقدمة المباحثات" واعتبر غياب تيهيتش عن الاجتماع "قضية تخصه" في حين قال دراغن تشوفيتش: إن " الجلسة تطرقت لقضية إصلاح الدستور ، وممتلكات الدولة ، وغيرها من القضايا " وتوقع بإنهاء قضية ممتلكات الدولة قبل نهاية يوليو القادم ، كما توقع التوصل إلى اتفاق بخصوص دستور جديد للبلاد . لكنه شدد على أنه " يجب تقوية مؤسسات الدولة قبل أي شئ آخر". من جانبه قال سليمان تيهيتش إن غيابه عن اجتماع بنيالوكا "يعني انهيار المحادثات الثلاثية، لكن ذلك لا يفقد الأمل في النهاية" وتابع "ميلوراد دوديك، نفى وجود البوسنة ، وقوانينها ، ونفى الدولة " وطالب المبعوث الدولي فلانتين انزكو ، بأداء وظيفته كاملة، وبالنظر إلى المؤسسات في كيان صرب البوسنة بكونها مناهضة لاتفاقية دايتون " واتهم المؤسسات التابعة للأمم المتحدة بأنها " تمارس ضغوطا على الذين يرغبون في حل المشاكل بالحوار والتفاهم " وهو ما عده كثيرون إشارة لتعرضه لضغوط من قبل المبعوث الدولي ، أو الجهات التي لها تأثير على القرار السياسي في البوسنة. وأوضح تيهيتش بأن " الاتحاد الأوروبي يعطي الأفضلية لصربيا ، ولاندماجها الأوروبي ، وهو ما جعل البوسنة تدفع ثمن الاستقرار في صربيا " وتابع " صربيا هي المفضلة أوروبيا ، ويظنون أن أي ضغط على صرب البوسنة وميلوراد دوديك سيقوي الراديكاليين في صربيا " و" لذلك لم يتلق المبعوث الدولي ، دعمًا أوروبيًا لإلغاء قرارات برلمان صرب البوسنة" وطالب بتدخل أمريكي لإحداث توازن مع الاتحاد الأوروبي "نريد أن نعلن بأننا نريد تدخلاً أمريكيًا لحل المشاكل في البوسنة، لأننا شهود على عجز الاتحاد الأوروبي في هذا السياق".