قالت مديرة منظمة الصحة العالمية مرجريت تشان، خلال مؤتمر صحفى إن «فيروس «H1N1» لا يمكن وقفه». وأضافت «قررنا رفع مستوى الإنذار من الدرجة الخامسة إلى الدرجة السادسة»، مؤكدة أن الفيروس جديد كلياً وهو ينتقل بين البشر مشيرة مع ذلك إلى أن الوباء «متوسط القوة». وبالرغم من أن الوباء أصاب حوالى 28 ألف شخص فى العالم، فإن المنظمة لا توصى بإغلاق الحدود أو بفرض قيود على حركة تنقل الأفراد والسلع والخدمات، وقالت تشان: «نحن لا نوصى بإغلاق الحدود، ولا ينبغى فرض أى قيود على حركة الناس والسلع والخدمات». وحذرت المنظمة المكسيك التى بدأ فيها المرض وانتهت موجته الأولى من تخفيف حذرها مطالبة باستمرار الانتباه حيث إن موجة ثانية قد تبدأ خاصة مع صعوبة التنبؤ بسلوك الفيروس. ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس H1N1 المسبب لمرض "أنفلونزا الخنازير" في مصر، إلى خمس عشرة حالات خلال أسبوع من ظهور المرض الذي أثار قلقاً عالمياً، بعدما أعلنت وزارة الصحة الأربعاء، عن اكتشاف حالتين جديدتين، كما تم احتجاز اثنين من السائحين الأجانب، بعد الاشتباه في إصابتهما بالمرض. وأعلن المتحدث باسم ووزارة الصحة المصرية، عبد الرحمن شاهين، أن الحالتين الجديدتين تم اكتشاف أحداهما في العاصمة القاهرة، والأخرى بمدينة الإسكندرية الواقعة على ساحل البحر المتوسط، مشيراً إلى أن عدد حالات الإصابة المؤكدة بالمرض، ارتفعت إلى عشر حالات، دون أن يكشف عن مزيد من التفاصيل. من ناحية أخرى حذر أطباء متخصصون فى الأمراض المتوطنة والصدر، سكان منطقة الزمالك من التواجد فى الأماكن المزدحمة والمغلقة، وطالبوا بضرورة توزيع الأقنعة الواقية على كل من يتواجد فى تلك الأماكن، إثر إعلان وزارة الصحة عن إصابة 7 طلاب من الجامعة الأمريكية بأنفلونزا الخنازير، وطالبوا بضرورة إعطاء مصل »التاميفلو« لكل من اختلط بالحالات التي ثبت إصابتها بالفيروس سواء من الطلبة أو العاملين فى الجامعة الأمريكية كنوع من»الوقاية«. وقال الدكتور أشرف عمر، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد والأمراض المتوطنة، بكلية طب قصر العيني، »يجب تشديد الإجراءات الوقائية فى البؤر التي ظهر فيها الفيروس، لذا يفضل توزيع الماسكات فى أماكن التجمعات المزدحمة بالمواطنين، أما عن سكان منطقة الزمالك التي يوجد بها مبنى سكان طلاب الجامعة الأمريكية، فقال عمر: عليهم ارتداء الماسكات وغسل الأيدي بصفة مستمرة باستخدام الماء والصابون والكحول، كما يفضل أن يتم تطبيق ذلك أيضا فى الأماكن القريبة من مبنى الجامعة الأمريكية«،
وأضاف: كأحد أنواع الوقاية الدوائية، يجب أن يتم استعمال مصل التاميفلو مع كل من ثبت اختلاطه بالطلبة المصابين بالفيروس، كما يتم إعطاؤه لكل من ظهرت عليه أعراض المرض خلال 48 ساعة.
وطالب الدكتور عمرو بدر الدين، أستاذ ورئيس قسم أمراض الصدرية بطب بنها، الدولة بتوزيع الماسكات على كل من يضطره عمله إلى التواجد فى الأماكن المزدحمة، وإذا ظهرت أي من أعراض الأنفلونزا على المخالطين للطلبة المصابين سواء من زملائهم أو العاملين فى الجامعة فعليهم التوجه للمستشفى على الفور، مشيرا إلى أن أعراض الإصابة ستظهر على المصاب خلال 3 أو 5 أيام من إصابته بالفيروس.
من جانبه، قال الدكتور عادل خطاب، أستاذ ورئيس قسم الصدر بطب عين شمس، مستشار وزارة الصحة للأمراض الصدرية، إنه فى حال ظهرت أعراض الأنفلونزا على أي من المخالطين للمصابين، فعليه التوجه إلى مستشفى حميات العباسية على الفور، مشيرا إلى أنه لا يجب تهويل الأمر حتى لا يصاب المواطنون بالفزع.
ومن جانب اخرقال الدكتور محمد فوزي عبد الرحمن، رئيس قطاع إدارة الأزمات والكوارث فى مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، إنه لا صحة لأي معلومات تتردد عن إمكانية انتشار مرض أنفلونزا الخنازير فى المناطق المزدحمة والشعبية والعشوائيات فى مصر،
لأن المرض حتى الآن لم يظهر إلا بين أفراد كانوا قادمين من الخارج، موضحاً أن وزارة الصحة تابعتهم رغم مرور أيام على وصولهم إلى مصر،
مشيراً إلى جدية جميع الجهات المختصة فى التعامل مع الأزمة وعلى رأسها وزارتا الصحة والزراعة، وحرصها على الإعلان بمنتهى الشفافية عن أي حالة جديدة تثبت إصابتها بالمرض.
وأضاف فوزي أن غرفة العمليات تتابع الموقف فى جميع المحافظات على مدار اليوم بيقظة، إلى جانب متابعة وزارة الصحة لجميع القادمين من الخارج، خاصة من المناطق الموبوءة، مثل الولاياتالمتحدةالأمريكية، ومتابعة حالاتهم، وهو ما أدى للكشف عن الإصابات.
وتابع فوزي: «علينا اتخاذ جميع الاحتياطات الصحية التي تنشرها وزارة الصحة دون إثارة للبلبلة أو القلق بلا داع، إلى جانب ضرورة نشر الوعي الصحي بين المواطنين، سواء فيما يتعلق بالتوجه للطبيب فى حال ظهور أي أعراض لمرض الأنفلونزا، أو فيما يتعلق بإتباع السلوكيات الخاصة، وفى مقدمتها غسل الأيدي باستمرار ومسح أي أسطح يتعامل معها المواطن كالمكاتب أو الموائد».
وأضاف فوزي: «التاميفلو هو العقار الوحيد والبسيط فى علاج فيروس H1N1 حتى الآن، ولكنه يباع للأسف فى السوق السوداء وبعض الصيدليات التي توهم الناس بأنه يقي من المرض وهذا غير صحيح، حيث إن المصل لا يستخدم للوقاية ولكن للعلاج فى حال ظهور المرض».
وأشار فوزي إلى أن خطة الطوارئ الخاصة بالتعامل مع المرض، فى حال انتشاره بين المواطنين، تتم متابعتها أولاً بأول مع جميع المحافظات والتنسيق فيما بينها وبين الوزارات المعنية، موضحاً أنها تشمل تأمين استمرار العمل فى جميع مرافق الخدمات الأساسية والحيوية بالمحافظات تحت مختلف الظروف، إلى جانب تأمين جميع الخدمات الأساسية كالكهرباء والمياه.
وعلى صعيد الأزمات أيضا قال الدكتور عبد السلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، إن اللجنة العليا لمكافحة أنفلونزا الطيور ستعقد اجتماعاً عاجلاً خلال ساعات لمناقشة الأوضاع المتردية للمرض، مشيراً إلى أنه سيتم اتخاذ إجراءات جديدة لمحاصرة المرض.
تزامن ذلك مع احتجاز 25 حالة للاشتباه فى إصابتهم بالمرض بينهم 11 فى مستشفى صدر المنصورة، كما تم احتجاز 7 حالات فى المنيا و6 فى البحيرة وحالة فى أسيوط.
وفى القليوبية، قرر المحافظ المستشار عدلي حسين، إغلاق 12 مزرعة دواجن بالقناطر الخيرية وكفر شكر لبيع المسئولين عنها دواجن مصابة بالمرض، كما تم إعدام نحو 100 ألف طائر.
وعالميا أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، أمس، أنها اكتشفت 5 إصابات جديدة بفيروس «N1 H1» المعروف عالميا باسم أنفلونزا الخنازير مؤكدة أنها تابعت رصد وعزل هذه الحالات، موضحة أن إحدى الحالات لشابة لبنانية قدمت من الولاياتالمتحدةالأمريكية أواخر شهر مايو الماضي عبر اسطنبول، وأن الحالات الأربع الأخرى لعائلة تتكون من أب، و3 أولاد قدموا إلى لبنان من أستراليا عبر الإمارات. وأكدت وزارة الصحة أنه تم عزل ومعالجة كل هذه الحالات، كما تم إعطاء الدواء اللازم لجميع من تعاملوا مع هذه الحالات، وأن جميع المرضى تماثلوا للشفاء. وبدوره، استبعد مصدر فى وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية المغربية إلغاء موسم الحج لهذا العام بعد اكتشاف ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الخنازير فى السعودية، وقال المصدر المغربي لصحيفة «الصباح» المغربية إن انتشار المرض فى الأراضي المقدسة لم يصل بعد إلى المستوى الذي يستدعى إلغاء موسم الحج». وفى غضون ذلك، تستضيف المكسيك قمة دولية تشارك فيها 40 دولة حول مرض أنفلونزا الخنازير خلال الفترة من الأول من يوليو المقبل فى منتجع كانكون (شرق) بعد 3 أشهر على ظهور المرض الذي أودى بحياة 106 أشخاص فى البلاد، مع أكثر من 25 ألف إصابة فى 73 دولة فى الوقت الذي تجرى فيه الاستعدادات لإنتاج مصل مضاد للوقاية من الفيروس. وقالت وزارة الصحة المكسيكية إن القمة ستجمع 40 بلدا. وفى أستراليا، أعلنت السلطات الصحية إغلاق مركز لرعاية الأطفال فى ولاية كوينز لاند بعد إصابة أحد الأطفال بفيروس أنفلونزا الخنازير وأوضحت السلطات أن عدد الإصابات المؤكدة بالمرض تزيد على 1500 حالة.