- 57 دولة عربية وإسلامية يمكنهم أن يغيروا كثيرا، ولكنهم لن يفعلوا شيئا. - أعياد المستوطنين حولت حياة المقدسيين إلى جحيم، وقريبا تتحول المنطقة إلى كرة اللهب. - متى تصبح الحكومات العربية صاحبة قرار، ولا تتلقى قرارتها من الخارج؟. اقتحمت قوات الاحتلال الصهيونى باحة المسجد الأقصى، ودنسته بعد أن اعتدت بوحشية على المصلين، وأوقعت أكثر من 30 إصابة داخل المصلى القبلى فى المسجد الأقصى المبارك، وذلك بالتزامن مع اقتحامات المستوطنين احتفالا بعيد "العرش" اليهودى. وقال "عدنان الحسينى"، محافظ مدينة القدس: "إن الوضع سيء جدا فى مسجد الأقصى المبارك، ومهيأ لما هو أسوأ، وذلك عقب دخول مجموعة من المستوطنين كالعادة اليوم إلى المسجد تزامنا مع احتفال اليهود ب"عيد العرش". وقال المحافظ الحسينى بمدينة "رام الله" بالضفة الغربية، صباح اليوم الإثنين: "إن المسجد الأقصى المبارك يعد شبه مغلق منذ الصباح، ومُنع المصلون من دخوله، وأن هناك بعض الشباب موجودون داخل المسجد، وهم مرابطون ويحاولون حماية المكان". وأوضح المحافظ أن هذا الأمر يأتى استمرارا لثلاثة أسابيع ماضية، وهى أسابيع الأعياد، التى تحول حياة المسلمين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص إلى جحيم؛ مضيفا أن هذا الأمر يستمر هذا العام، والذى أصبح أكثر حدة، وأكثر خطورة، ويحتاج إلى موقف مختلف حتى لا تتدهور الأمور أكثر من ذلك. وردا على سؤال حول ما هو الموقف المغاير الذى يجب اتخاذه حاليا، أجاب "الحسينى" أن هناك 57 دولة عربية وإسلامية يمكنهم أن يغيروا كثيرا، ولكن لا يوجد اهتمام منهم. وحول استمرار الانتهاكات التى يتعرض لها الأقصى من قبل اليهود، أكد "الحسينى" أن الحكومة الإسرائيلية هى حكومة مستوطنين، وأن رئيس الحكومة ضعيف وليس صاحب قرار؛ مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية بما فيهم الرئيس لا يوجد لديها أجندة سلام نهائيا. ووصف هذه الحكومة ب"مجموعة" تعتقد أنه بإمكانها سرقة الأرض والسكان، وأن يطردوا السكان منها أيضا.. مؤكدًا أن هذا التفكير عقيم وغير منطقى، و"يقودون أنفسهم إلى أوضاع صعبة"، على حد تعبيره. وشدد "الحسينى" على أن المنطقة تحترق وتلتهب، وتتحول المنطقة إلى أمور لها طابع ورائحة دينية، وأن هذا الأمر ليس لصالح الحكومة الإسرائيلية، ودعاها إلى إعادة النظر كثيرا، وإلا فالقادم سيكون سيئًا على الجميع، وليس على الفلسطينيين وحدهم. وحول وقوع العشرات من الإصابات خلال مواجهات المصليين مع قوات الاحتلال فى الأقصى المبارك، أجاب "الحسينى" أن كلما زاد رد فعل الفلسطينيين لحماية مقدساتهم كلما زاد قمع الاحتلال ووصفها ب "المعادلة الفرضية الواضحة". وأكد أن المعركة مستمرة والمواجهة مستمرة؛ مشيرا إلى أن "اليهود يعتقدون أن قضية الأقصى المبارك، هى قضية سهلة يمكن احتواءها بشيء من الضغط والاعتقال والقمع، ولكنهم نسوا أنه يوجد فى القدس مرابطون أشداء، ولهم تاريخ طويل وعريق، وواجهوا العديد من الغزوات والحملات، وفى النهاية بقوا فى القدس، وحافظوا على الأقصى، وبالتالى فإن المسيرة مستمرة. وأعرب "الحسينى" عن أمله فى أن يبقى أهالى القدس قادرون على القيام بواجبهم .. ملمحا إلى أن المسجد الأقصى ليس فقط للفلسطينيين والمقدسيين، ولكن يجب أن يعى العالم العربى والإسلامى أن المسجد الأقصى، هو علامة "كرامة الأمة، فعندما يكون الأقصى كريما تكون الأمة كريمة، عندما يهان الأقصى تهان الأمة كما هى مهانة الآن". ووجه "الحسينى" رسالة إلى المرابطين داخل الأقصى، قائلا: "إن هؤلاء الشباب القلة بصدورهم العارية، والذين أتوا إلى المسجد؛ للتصدى لهذه القوة الكبيرة تعد عزة للأمة العربية والإسلامية؛ وذلك فى الوقت الذى لم تتمكن فيه العديد من الجيوش العربية من التصدى لهذه القوة. وشدد على ضرورة أن يكون الشعب فى موقعه السليم، و تقدم له كل الإمكانيات؛ ليبقى صامدًا وقادرًا على مواجهة هذه القوة على أرضه ومقدساته، كما أعرب عن اعتزازه وفخره بهؤلاء المرابطين، قائلا: "إننا ننحنى؛ إجلالا لهم، ولصمودهم العظيم، وخاصة للنساء المقدسيات". وفى نهاية حديثه، أعرب "الحسينى" عن أمله فى أن تكون الأمة صاحبة قرار، ولا أن تتلقى فقط القرارات من الخارج، وكان نائب رئيس الكنيست الصهيونى "موشيه فيجلين"، قد قام باقتحام المسجد الأقصى المبارك، صباح اليوم، وذلك برفقة عشرات المستوطنين، وبحماية قوات الاحتلال، وبالتزامن مع حصار المرابطين داخل المصلى القبلى، وإغلاق كافة أبواب المسجد الأقصى أمام المسلمين . يذكر أن قوات الاحتلال مع الضوء الأول لفجر اليوم، قامت بقطع الكهرباء عن المصلى القبلى فى المسجد الأقصى المبارك؛ حيث يتواجد عشرات المرابطين، ولأول مرة اعتلت قوات من الجيش سطح المصلى القبلى، كما قامت بإغلاق كافة أبواب المصلى القبلى بالجنازير الحديدية، وتمركزت على الشبابيك؛ لتطلق الرصاص المطاطى على كل من يتحرك فى الداخل، فيما اعتلت وحدة القناصة فى جيش الاحتلال أسطح البيوت حول المسجد الأقصى.
