مع حلول ذكرى اليوم العالمى لمنع الانتحار الذى يوافق العاشر من سبتمبر، كشف تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية أمس، 5 سبتمبر 2014 ، عن أنه برغم من تقلص حالات الانتحار فى العالم العربى مقارنة بدول أجنبية أخرى بسبب تدين العرب، إلا أن الشباب العربى فى أقليم شرق المتوسط الذى تتبعه مصر تزيد حالات الانتحار بينهم بسبب الأوضاع الاقتصادية والبطالة. وقال الدكتور علاء الدين العلوان، مدير الإقليم لشرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية أن هناك أدلة على أن معدلات الانتحار مرتفعة نسبياً بين فئات عمرية محددة فى الإقليم الشرق أوسطى (مصر و15 دولة عربية) خاصة بين الشباب من الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و29 سنة والرجال والنساء من عمر 60 عاماً فأعلى، وأنه يحدث الانتحار فى الغالب نتيجة لسلسلة من الأحداث والعوامل على مدار حياة المرء وليس نتيجة لحدث أو عامل واحد. وتشير دراسات اجتماعية إلى أن العنوسة والبطالة هما ابرز أسباب الانتحار لدى الشباب المصرى بجانب قصص الحب الفاشل بين المراهقين. وكشفت إحصائية صادرة عن المركز القومى للسموم التابع لجامعة القاهرة عن تزايد أعداد الشباب المصريين المنتحرين بسبب العنوسة والبطالة، وإقدام حوالى 2700 فتاة مصرية على الانتحار سنويا بسبب العنوسة، وإقدام العديد من الشباب على الانتحار أيضا بسبب البطالة وصعوبة الزواج . ويقول بيان للمركز الأقليمى للصحة العالمية بالقاهرة صدر ، أمس الجمعة 5 سبتمبر، أن الانتحار أضحى مشكلة خطيرة على الصحة العامة فى جميع أنحاء العالم، وأنه فى كل عام، يقضى أكثر من 800 ألف شخص نحبهم منتحرين، وهو ما يعنى حالة انتحار كل 40 ثانية تقريباً. وقال تقرير الصحة العالمية أن معنى هذه الأرقام أنه فى كل عام، يزهق الانتحار أرواحاً أكثر من ضحايا جرائم القتل والحروب معاً، ونوه لأن حالات الانتحار فى الدول العربية اقل من غيرها بسبب انتشار التدين الإسلامى. ويسلط التقرير، وهو أول تقرير عالمى من نوعه حول منع الانتحار، الضوء على هذه القضية ومحاولات الانتحار وجهود منعها، ويحدد الطرق والأساليب المعززة بالأدلة لصياغة السياسات ووضع برامج الوقاية التى يمكن تطبيقها وفقاً للظروف والبيئات المختلفة. ويوضح تقرير الصحة العالمية أن معدلات الانتحار التقديرية فى إقليم شرق المتوسط لمنظمة الصحة العالمية ، تبدو عموماً أقل بكثير من الأقاليم الأخرى لمنظمة الصحة العالمية. ويفسر ذلك مدير المنظمة بالتدين الاسلامى قائلاً: "قد تفسر لنا المعتقدات الدينية والعادات الاجتماعية والثقافية تجاه الانتحار ومحاولاته، إلى حدٍ ما، أسباب انخفاض معدلات الوفاة بالانتحار فى هذا الإقليم عن غيره من أقاليم العالم"، أى أن الدين يلعب دورا فى تقليل الانتحار فى المنطقة العربية.