يحتفل العالم بعد غد - السبت - باليوم العالمي لمكافحة الانتحار 2011 تحت شعار "الوقاية من الانتحار في المجتمعات متعددة الثقافات"، والغرض من اليوم العالمي لمنع الانتحار الموافق 10 سبتمبر هو تعزيز الالتزام والعمل في شتى أرجاء العالم من أجل منع حالات الانتحار. وتسعى منظمة الصحة العالمية بالتعاون مع الرابطة الدولية لمنع الانتحار إلى الدعوة من أجل توفير العلاج المناسب لمن يحاولون الانتحار ومتابعتهم، وحث وسائل الإعلام على توخى المزيد من العقلانية لدى تغطية حالات الانتحار، إلى جانب إذكاء الوعى بأن الانتحار من أهم أسباب الوفاة المبكرة التى يمكن توقيها، ويجب على الحكومات وضع أطر سياسية للاستراتيجيات الوطنية الخاصة بمنع الانتحار. وتشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى تسجيل أكثر من 800 ألف حالة انتحار سنويًا، وأمام هذا العدد الضخم كان لابد من إجراء العديد من الدراسات والأبحاث حول هذه الظاهرة الخطيرة، ففي كل 40 ثانية هناك شخص ينتحر في مكان ما من العالم، وفي كل عام مئات الآلاف من الأشخاص يموتون منتحرين في العالم، وفي كل عام يموت 873 ألف إنسان بعمليات انتحار مختلفة، وبلغت معدلات انتحار الأطفال 16 لكل 100 ألف طفل. وأظهرت التقارير أنه في السنوات ال 45 الماضية ارتفعت معدلات الانتحار بنسبة 60% في جميع أنحاء العالم، ويعتبر الانتحار على الصعيد العالمي إحدى مسببات الوفاة الرئيسية الثلاثة لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و44 عامًا، والسبب الرئيسي الثانى للوفاة بين الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و24 سنة، وهذه الأرقام لا تشمل محاولات الانتحار التى تصل إلى 20 أضعاف الانتحار الفعلي. وتشير الإحصاءات في مختلف أنحاء العالم إلى أن الانتحار يمثل 8ر1% من عبء المرض العالمي الإجمالي في عام 2008، و4ر2% في البلدان ذات الأسواق والاقتصادات الاشتراكية السابقة في عام 2020، كما أن معدلات الانتحار في تزايد بين المسنين الذكور وفى صفوف الشباب سواء في البلدان المتقدمة والبلدان النامية. وقد تعددت وتباينت أسباب الانتحار، ووضع الباحثون العديد من النظريات التى تقف وراء ارتفاع معدلات الانتحار، ومن مسبباته العامل الاقتصادي الذى انهار في الآونة الأخيرة وسبب خسائر مالية فادحة وولد الفقر والبطالة اللذين يلعبان دورًا كبيرًا في دفع الفرد إلى ذلك، وبسببهما قام بعض الأشخاص بقتل عوائلهم ثم أقدموا على الانتحار. وكشفت الدراسة أن الإناث الصغيرات هن أكثر شيوعًا بين الدول النامية في الانتحار، فيما وجد الباحثون أن متوسط معدلات الانتحار الدولية بين فئة النساء تصل إلى 48 حالة. وذكرت الدراسة أن ارتفاع حدوث حالات الانتحار عند الرجال إلى 4 أمثال المرأة، فيما محاولات الانتحار عند المرأة 2 إلى 3 أمثال الرجال (أى أن المرأة أكثر انتحارًا من الرجل)، بينما الرجل ينجح في الانتحار أكثر من المرأة. وفي المقابل وجد أن أقل معدلات الانتحار 10 لكل 100 ألف شخص، توجد في مصر وأيرلندا وإسبانيا وإيطاليا، والرقم العالمي المتوسط لمعدل الانتحار هو 5ر12 شخص لكل 100 ألف من مجموع السكان، وهناك ما يسمى بحزام الانتحار، وهو يضم الدول الإسكندنافية وسويسرا وألمانيا والنمسا ودول أوروبا الشرقية، إضافة إلى اليابان، حيث يبلغ معدل الانتحار في هذه الدول 25 شخصًا لكل 100 ألف من السكان.