سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فضيحة .. الإعلان عن ترميم تمثال السفاح ديليسبس لوضعه مع تمثالى "الفلاح المصرى وعبد الناصر" بمدخل القناة متحف ديليسيبس وإعادة تمثاله مقابل وعود فرنسية بمنح معونة والزعم بعودة السياح إلى مصر
- .الخطة ممنهجة من العام الماضى بوضع حجر أساس لمتحف ديليسبس بتخليد قاتل أكثر من 125 ألف مصرى الأهرام قاد الصحف الحكومية فى التدليس، وبدل صفة رئيس جمعية أصدقاء ديليسبس بأصدقاء القناة. والمساء انفرد بعودة ترميم التمثال. هطل إعلامى: تخليد أسماء من ماتوا فى حفر القناة على لوحة بالمتحف رغم أعدادهم الضخمة والجهل بأسمائهم. - تخليد ديليسبس بالمتحف تحدٍّ لمشاعر أبناء مدن القناة وإهانة لجموع المصريين. - هل يجهل كل المسئولين ما فعله "ديليسبس" ليقوموا بتخليده أم أن المنحة أذلت الفكر والكرامة؟! كتب - على القماش دون أى تعليق من الصحفيين والإعلاميين والمثقفين - خاصة الناصريين - نشرت الصحف ( السبت 16 أغسطس2014 ) خبرا أكد فيه اللواء سماح قنديل محافظ بور سعيد أنه سيتم وضع تمثال للفلاح المصرى الذى حفر القناة، وتمثال آخر للزعيم جمال عبد الناصر الذى أممها، وإعادة تمثال دليسبس إلى قاعدة تمثاله بتكلفة 420 ألف جنيه، على أن تقوم وزارة السياحة بعمل برنامج الصوت والضوء فى المنطقة، وتحكى قصة حفر القناة. هذا الخبر يعنى بوضوح إعادة الاحتفاء بالجلاد الذى أمر بتعذيب اكثر من مائة ألف فلاح مصرى؛ ليعملوا بالسخرة، ومات معظمهم بسبب سوء المعاملة والحرمان من أبسط مقومات الحياة، وتزداد المفارقة بوضعه بجانب تمثال عبد الناصر رغم تدمير أبناء بور سعيد لتمثال ديليسبس ونسفه عام 1956، وها هو المحافظ يعلن عن الإفراج عنه بعد 58 سنة، وهو ما يعنى إعادة تجميع بقاياه وترميمه ، وكأنه إنجازا ما بعده إنجاز. أما الأكثر عجبا، فهو الإعلان عن إعداد برنامج للصوت والضوء يحكى قصة حفر القناة، ليصاحب المنطقة التى سيعرض بها التماثيل فى مدخل القناة ببور سعيد، وهو ما يعنى فى حالة عودة التمثال والاحتفاء به تزييف التاريخ، وقد أجمع كبار علماء التاريخ والآثار أن ديليسبس لص سارق المشروع ونصاب وجلاد، وقد حكم عليه بالسجن فى الخارج، بينما نقوم بتكريمه. أما سبب التكريم الحقيقى، فهو مجاملة بعض الأشخاص الذين يطلقون على أنفسهم محبى ديليسبس – أى محبى السفاح .. ولله فى خلقه شئون! – وعلى وعد بافتتاح متحف له، مقابل منحة فرنسية والزعم بتشجيع السياحة، ولا يعرف أحد لماذا صمت الإعلام - خاصة الناصريين - والذين سبق أن ملأوا الدنيا ضجيجًا، والآن ارتضوا أن يتم وضع تمثال لعبد الناصر بجوار تمثال السفاح دون أدنى احتجاج؟! هذا المخطط ليس جديدًا، ويبدو أن البعض يراهن على ضعف الذاكرة، كما راهنوا على نسيان ما قام به الجلاد ديليسبس. فقد نشرت " الأهرام " فى ( 18 نوفمبر 2013 ) أى منذ عام تقريبا، وهو ما يدلل على أن هناك خطة ممنهجة لعودة التمثال، ونشر وقتها وسط " هطل " إعلامى؛ لتلطيف تكريم ديليسبس، بأنه سيتم وضع تمثال للفلاح المصرى، ووضع أسماء الفلاحين الذين رحلوا أثناء الحفر، وكأن هناك لوحة رخامية تتسع لكتابة 125 ألف شخص، علمًا بأن أسماؤهم مجهولة؛ حيث كان يتم القبض على معظمهم من الشوارع، والحقول، والأسواق، ويقادوا كالقطيع للقناة؛ للحفر تحت تعذيب السياط، ونشرت الأهرام وقتها بفخر (!!)قيام وزير الثقافة والآثار، ومحافظى مدن القناة بوضع حجر الأساس لمتحف قناة السويس، والذى فى حقيقته متحفا للجلاد ديليسبس. بل إن فكرة تكريم ديليسبس وإعادة التمثال ترجع إلى عهد المخلوع مبارك ، حيث قام أحد الفنانين بإعادة تجميعه وترميمه، وفى التسعينيات أعلنت الدعوة عن إعادة وضع التمثال فوق القاعدة الخاصة به بدعوى قيام فرنسا بتقديم منحة، والزعم بأن عودة التمثال سوف يساعد على تشجيع السياحة وتكررت الدعوة عام 2005 ثم فى عام 2008 إلا أن أهالى بورسعيد تصدوا لها، لتعود ثانية، وكأنه إصرار على إهدار كل ما نادت به ثورة يناير، وكأنه مكتوب علينا تكريم اللصوص، والاحتفاء بالجلادين والمستعمرين، أو كأننا مصابون بالسادية أى (مرض التلذذ بالتعذيب، وجلد الذات)، فمنذ عام جاءت تصريحات وزير الآثار مطالبًا بعودة وضع تمثال ديليسبس على قاعدة بمدخل قناة السويس ببورسعيد .. وبدلاً من رفض مثل هذه الآراء الشاذة بقوة وقتها، استقبل الفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس بمكتب مبنى الإرشاد بالإسماعيلية وفدًا من جمعية تسمى أصدقاء قناة السويس وفرديناند ديليسبس برئاسة أرنو راميير دى فورتانيه، وأعضاء الجمعية المذكورة، وناقش الوفد الفرنسى مع رئيس الهيئة، إمكانية تحويل المقر القديم لشركة قناة السويس - الذى كان يشغله الحزب الوطنى كمقر له - إلى متحف عالمى يحكى تاريخ قناة السويس منذ بداية الحفر حتى الآن .. أى عمل متحف؛ لتكريم ديليسبس، واستبدال احتلال الحزب الوطنى البائد للمبنى باحتلال ديليسبس، وبالفعل سافر وفد رفيع المستوى إلى فرنسا؛ للحث على المساهمة فى تمويل المشروع. حقيقة تاريخ الجلاد ديليسبس. تاريخ ديليسبس تناوله كثير من الكتاب والمؤرخين وعلماء الآثار والتاريخ، وهو تاريخ غير مشرف، ولكنه مشوق لما فيه من قصص وعبر، ومما كتب عنه : "إن مشروع قناة السويس لم يكن مشروعه ، بل إنه استولى على التقرير المساحى الذى أعده المهندس الفرنسى " ج . م . لابير" أحد مهندسى حملة نابليون على مصر، وقد تضمن هذا التقرير مشروعا بحفر قناة لتوصيل البحر الأحمر بالمتوسط؛ لاختصار المسافة بين أوربا، والهند، وغيرها من المستعمرات الآسيوية والأفريقية، وأن ديليسبس لم يقم بحفر القناة لصالح مصر، بل كان هدفه الأول خدمة السياسة الاستعمارية الفرنسية، وهو الذى أغوى الخديوى إسماعيل ببيع حصة مصر فى شركة القناة، وتولى الوساطة فى الصفقة بين الخديوى وإنجلترا التى اشترت الحصة من أسهم مصر بأبخس الأثمان، وأصبحت شريكا لفرنسا فى ملكية الشركة، ثم دفعته أطماعه، للقيام بمشروع حفر قناة بنما؛ لتوصيل المحيط الأطلنطى بالمحيط الهادى، وهو المشروع الذى كشف فساده بالرشوة وإفساد الذمم، وهى جريمة أدت إلى تصفية شركة قناة بنما التى أسسها على نمط شركة قناة السويس، وبعد أن انكشف أمره تمت محاكمته وابنه - الذى كان يساعده - أمام محكمة فرنسية عام 1893، وصدر ضدهما حكم بالسجن خمس سنوات. . وليس من المنطقى أن يكون شخصًا هذا تاريخه، ويتم تخليده! وأن ديليسبس شخص لاعلاقة له بالهندسة، أو العمارة استطاع أن يحتال على زوجة المهندس الفرنسى وينجيرللى بعد وفاته، وسرق المشروع، والذى كان يحتفظ به بمنزله، ثم قام بنسبه لنفسه، ومن الطريف أن فى بور سعيد شارع شهير يحمل اسم وينجيرللى، واستغل ديليسبس صداقته بالخديوى سعيد، والذى حكم مصر فى 14 يوليو 1854، وعرض عليه مشروع شق قناة السويس، ووافق الخديوى سعيد وأصدر " فرمان " امتيازًا بعقد بتاريخ 30 نوفمبر من نفس العام أى بعد توليه الحكم بأقل من خمسة شهور! وقام ديليسبس بتكوين شركة تحمل اسم " الشركة العالمية لقناة السويس البحرية "، وطلب من السلطات الفرنسية حث الشعب الفرنسى على المساهمة بأكثر من نصف رأس مال المشروع، وأخذ فى حث السلطات المصرية؛ لإجبار المواطنين، على الحفر بالسخرة، وبدأت أعمال حفر القناة فى 25 أبريل 1859 من مدينة الفرما ( بور سعيد )، وتوفى الخديوى سعيد فى يناير 1863مع حفر نصف مسافة القناة ، وتواصل الحفر فى عهد الخديوى إسماعيل، حتى تم الانتهاء من القناة فى 18 أغسطس 1869 بعد أن لاقى نحو 125 ألف مصرى حتفهم نتيجة الحفر بالسخرة، وتم افتتاح القناة فى 16 نوفمبر 1869 فى حفل أسطورى، وتمت فيه دعوة نحو ستة آلاف شخص، وهو الحفل الذى كلف الخزانة المصرية أموالا طائلة، ومن الطريف أن الخديوى إسماعيل كان مغرما بالملكة أوجينى زوجة نابليون الثالث، فقام بشراء، وبناء أفخم القصور لمجرد احتمال مبيتها فى إحداها -عقب وصولها على اليخت " النسر " - ومنها قصر سمى باسمها فى مدينة السويس، وقصر عمر الخيام بالزمالك، وقصر منتجع مينا هاوس بالهرم، وقد تحولت مؤخرا إلى فنادق - وقصر عابدين والذى أصبح مقرا للحكم- أما أغرب المفاجآت، فقد جاءت بأن التمثال الذى كان الخديوى إسماعيل يعد لوضعه بمدخل القناة، هو تمثالُ الحريةِ الموجود ب"نيويورك" بأمريكا. فقد طلب الخديوى إسماعيل من الفنان الفرنسى الشهير بارتولدى عملَ تمثالٍ على هيئة فلاحة مصرية بملابسها القروية تحمل مشعلا بيدها، كفنار يهدى السفن إلى مدخل القناة، وكرمز للأصالة المصرية والتنوير والمعرفة، وأن ينبعث النور من غطاء الرأس رمزا عن أن مصر حاملة وناشرة الحضارة والثقافة، وأن يكون التمثال بارتفاع لا يقل عن 100 متر، ليصير أكبر من تمثال روديس، والذى كان يعد أحد عجائب الدنيا السبعة، وكان يستخدم كفنار فى العصور القديمة. وتمت دعوة الفنان الفرنسى لزيارة الآثار المصرية، ورؤية التماثيل خاصة الضخمة منها، والذى انبهر بها، وبالفعل بدأ فى عمل التمثال إلا أن الضغوط الاقتصادية، والسياسية التى واجهت الخديوى إسماعيل جعلته يعدل عن استكمال التمثال، ولمواجهة "بارتولدى"، لهذا الوضع قام بالاتصال ببعض "الليبراليين الفرنسيين"، ممن كانوا يطالبون بأن تقوم فرنسا بتقديم هدية بعمل تعديلات للتمثال؛ ليتماشى مع الهدف الجديد منها: فى العيد المئوى لاستقلال أمريكا عام 1876 التذكير بدور فرنسا فى مساعدة أمريكا على الاستقلال، ومع مساهمة الشعب الفرنسى فى التكاليف، قام بتغيير وضع مشعل الفنار من الذراع اليسرى المناسبة لمدخل القناة إلى الذراع اليمنى؛ لتتماشى مع مدخل بوغاز نيويورك، كما قام بإجراء تعديلات طفيفة فى ملامح الوجه مع الاحتفاظ بالعيون، والنظرات الفرعونية السرمدية المليئة بالطيبة، كما احتفظ بأصابع اليدين والقدمين الفرعونية للتمثال ، وقام بتعديل الرداء القروى المصرى؛ ليكون أقرب للرداء الرومانى، واحتفظ بحجر التمثال، إلا أنه انتهى من عمله بعد مرور الذكرى المئوية، حيث تم تثبيت التمثال على القاعدة ب"نيويورك" فى 23 أكتوبر 1886. وقد نجح ديليسبس فى وضع تمثال له بمدخل القناة ببورسعيد إلى أن قامت المقاومة بنسفه ب"الديناميت" إثر العدوان الثلاثى عام 1956 ، حيث كان يمثل رمزًا للاحتلال وللسخرة واستعباد مئات الآلاف من العمال والفلاحيين الذين أزهقت أرواحهم من التعذيب فى سبيل شق القناة. وبعد هذا الحادث نقل التمثال إلى أحد مخازن هيئة قناة السويس قابعًا مع متعلقاته .. وظلت قاعدة التمثال خالية، حتى وإن اقترح الفنِّيون التشكيليون وضع تماثيل بديلة مناسبة. قبل وضع التمثال. أما عن عودة تمثال ديليسبس، فنحن نؤيد ما أعلنه الدكتور على رضوان (أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة، وعميد الآثار الأسبق – جامعة القاهرة ) .. يغلق ملف ديليسبس، وتمثاله نهائيا ..فما يستحق الرجل وتمثاله أن يشغل بالنا، ويصرفنا عما هو أهم وأجدى بالبحث والفحص والتأمل فى وقت تحيط فيه بالأمة العربية والإسلامية حشود من الذئاب لا تشبع من الدماء، ولا يفتر اهتمامها بإلغاء الأمتين إلغاءً تامًا أن أمكن، أو تقليص حجمها إلى ما يقرب من الصفر. إن البعض يراها ويريدها مُفَرْنَجَة، وذلك بتشويش جهالة مريبة فيها طمس ومسخ وعولمة، ونراها بكل صدق ويقين مصرية، وذلك بوثائق حضارة عتيدة فيها أصالة وشموخ وهوية .. رغم وجود من يستحقوا التكريم خاصة فى مجال حفر القنوات، وهو ما برع فيه قدماء المصريين. فبحسب طبيعة أرض مصر، فلقد برع أهلها منذ عصورهم القديمة فى شق الترع والقنوات التى تخدم وتنظم عمليات الرى، ومشروعات التوسع الزراعى، وكان الملك العظيم "سنوسرت الثالث"، هو صاحب الاهتمام الخاص ببلاد الشرق، وكما سجل على لوح رجل الدول على أيامه المدعو "سبك خو" إنه كان صاحب الفضل الأول فى ربط النيل بالبحر الأحمر بواسطة قناة حفرها؛ لتصل إلى منطقة البحيرات - بحيرة التمساح والبحيرات المرة- ولذا فكل الرجاء أن يتم تكريم ابن مصر العظيم "سنوسرت الثالث"، بأن نضع نسخ مقلدة من تمثاله الأشهر فى الوضع واقفا فوق القاعدة الشهيرة عند مدخل القناة فى بورسعيد ( الملك هنا بتاج الشمال الأحمر)، وأخرى عند مدخل القناة الجنوبية فى السويس ( الملك بتاج الصعيد الأبيض )، والثالثة عند مدخل مبنى هيئة قناة السويس بالإسماعيلية ( الملك بالتاج المزدوج ). كما أن حملة " ضد عودة تمثال ديليسبس "، قد اقترحت منذ سنوات أن يوضع على قاعدة التمثال الموجودة حاليا خالية تمثال يرمز للفلاح المصرى الذى حفر القناة، واقترحنا أن يتم هذا بالاكتتاب بين الشعب، وعقد مسابقة بين الفنِّيين المصريين؛ لعمل تصميم لهذا التمثال المصرى. و لو تم عمل مسابقة قومية لإنشاء صرح جمالى يعبر عن الكفاح المصرى الذى ارتبط بتاريخ القناة، سوف يقدم الفنِّيون التشكيليون أعمالًا رائعة، وأهمها أن الفلاح المصرى، أولى بالتكريم بدلاً من تخليد المستعمر الجلاد، والذى يجرى الأعداد؛ لإعادة تمثاله، وإقامة متحفًا له فى سياق طمس مراحل من تاريخ مصر من أجل تحولات جديدة فى المجتمع ومجاملة دولة استعمرتنا. وهناك تماثيل بالفعل تصلح لوضعها بمدخل قناة السويس، ومنها تماثيل أثرية، مثل "سنوسرت"، ومنها أيضًا تماثيل حديثة مثل تمثال حارس القناة للفنان صبرى ناشد، وتمثال "العبور" للفنان الراحل جمال السجينى، والذى يصور فيه كل رموز الكفاح ضد المستعمر فى العصر الحديث، كما يمكن أن يقدم كبار الفنانين، مثل د. محمد العلاوى، ود. فاروق إبراهيم، وزوسر مرزوق، ومحمد رزق، ومحمد سليمة، وغيرهم من الفنِّيين التشكيليين، وأساتذة النحت بكلية الفنون الجميلة أعمالاً صالحة وأكثر إفادة من تمثال ديليسبس. أخيرا تجدر الإشارة إلى وجود متحف لمقتنيات ديليسبس بالفعل بإحدى فيلات هيئة قناة السويس بشارع صلاح سالم بالإسماعيلية، وقد شاهدناه، وحصلنا على صور لكافة المقتنيات، والتى من أهمها عربة ديليسبس الخاصة، والتى كان يستقلها فى تحركاته، وهى موجودة داخل غرفة زجاجية بحديقة المتحف، والعربة من طراز العربات الملكية التى كانت منتشرة بين الملوك، والأمراء فى القرن الثامن عشر، وتتصف بالسير بواسطة حصان يجرها، ولها أربع عجلات، العجلتان الخلفيتان أكبر حجمًا أما جسم العربة، فهو عبارة عن مقعد، وبينه وبين السائق فاصل أى أنها أقرب لمنظر عربات الحنطور، ولكن بشكل أنيق. وتضم غرفة ديليسبس سريره الخاص، وهو ذو أعمدة نحاسية، وخلفه ستارة وبجانبه " كوميدينو " فوقه قوارير زجاجية ، وعلى الجانب الآخر من الغرفة مكتب ديليسبس، وفوقه مفكرته التى كان يكتب بها ملاحظاته، وبالحائط عدد من البراويز لصور مختلفة، أبرزها صور له مع زوجته وصديقه وينجيرللى، وصورة للملكة أوجينى، ولوحة من النسيج المشغول يدويا بها منظر لورد فى دائرة يحيطها أغصان، كما تضم القاعة منضدة فوقها عدد من مقتنياته منها ساعة داخل تمثال برونزى، وأعلى المنضدة رف فوقه ثلاث من الأوانى الفخارية، أما أسفل المنضدة، فتوجد بعض المقتنيات، ومنها إبريق من النحاس، كما تضم القاعة دولابًا ومكتبة تحتوى على مقتنيات للزينة، ومنها قوارير زجاجية وعلب صدف وعلب مغلفة بالقطيفة وأوانى زخرفية وخزفية. ألا تكفى هذه المقتنيات دون نقل تمثاله الخبيث، ودون إعادته فوق القاعدة بمدخل القناة، وليظل رابضا وسط المهملات، كأقل جزاء لمن أهمل الشعب المصرى؟!، وهل يمكن تجاهل تكريمه وتخليد السفاح النصاب بوضع لافتة داخل القصر تؤكد على هذه المعانى أم أن المعونة أذلت أعناق الحكومة؟