ما بين الكدمات والكسور والاعتداءات بالضرب، وجد أهالي الفتيات المعتقلات بسجن القناطر بناتهم عقب أول زيارة لهن، عقب الاعتداء عليهن يوم الثلاثاء 10 يونيو 2014، وحالة من الذهول أصابت والدتهن. 10 فتيات إجمالي من تعرضن للاعتداء، ليتم في النهاية ترحيل 4 فتيات منهن إلى خارج سجن القناطر. أسرة روفيدة لا تعلم مكانها روفيدة إبراهيم أحمد، 22 عامًا، تم اعتقالها منذ يوم 24 ديسمبر 2013، من داخل جامعة الأزهر، ليتم الحكم عليها بالسجن 5 سنوات و100 ألف جنيه غرامة، بتهمة إتلاف ممتلكات عامة، والشغب وخرق قانون التظاهر. "منعرفش روفيدة اترحلت فين حتى الآن، في ناس بتقول في سجن دمنهور، وناس تانية قالت لنا في سجن بنها أو جمصة، منعرفش أي حاجة عن روفيدة حتى الآن، ميعاد زيارتها لسه مجاش"، هكذا تقول والدتها ل"مصر العربية". وتتابع: "والدها من الصبح يحاول الوصول لمكانها وإدارة السجن لا تعطيه أي معلومات، وحتى مصلحة السجون قالت له استنى 4 أيام علشان تعرفوا مكانها". تروى والدة روفيدة بداية الاعتداءات داخل سجن القناطر قائلة ان الوضع بدأ في التطور عقب اعتداء مضايقة إحدى السجانات لإحدى المعتقلات التي تدعى سماح، وهو ما دفعها للرد عليها بجملة "احترمى نفسك"، فبدأت السجانة بالاعتداء عليها بالضرب، واستدعاء حراسة السجن والاعتداء على جميع المعتقلات في العنبر. وتضيف والدة روفيدة أن القسم استدعى قوات مكافحة الشغب، وجردوهم من ملابسهم، وتركوهم ب"عباية"، السجن البيضاء، موضحة أن بعض الفتيات أصيبن بكسور وجروح وكدمات، وعقب الاعتداء عليهن، رحلت إدارة السجن أربع فتيات. كدمات في الظهر لم تعلم أسرة أسماء نصر بما حدث، إلا أمس أثناء الزيارة، ويوضح أحمد شقيق أسماء، أن عند دخولهم حاول أمناء الشرطة منعهم من الزيارة بحجة اعتداء الفتيات على مأمور القسم بالضرب، ولكن عقب محاولات استطاعت أسرة أسماء من الدخول، لتجدها في حالة إعياء ومصابة بكدمات في القدم واليد والظهر. ويقول أحمد: إن الفتيات تعرضن للتعذيب والضرب، وسرقة متعلقاتهن الشخصية والكتب والملابس والأدوية، ويتابع "خدوا منهم كل متعلقاتهم وسابوهم "حافيين" في العنابر" بملابس بالية وشفافة، موضحًا أنه عقب الاعتداء عليهن تم تفريقهم على عنابر الجنائيات، وهو ما جعلهن عرضة لمضايقات الجنائيات واستهزائهن المستمر. يوضح أحمد أن تلك هي المرة الأولى التي تحدث فيها تلك الاعتداءات، مشيرًا إلى إصابة أسماء بعدد من الكدمات في يدها وقدمها وظهرها. يشير أحمد إلى أن شقيقته، 18 عامًا، لم يصدر في حقها حتى الآن حكم، فمنذ القبض عليها في يوم 28 ديسمبر 2013، من داخل جامعة الأزهر. تعذيب.. وذهول "لما شفنا بناتنا جات لنا حالة ذهول"، هكذا بدأت والدة المعتقلتين سارة وآلاء محمد عبد العال حديثها، وتتابع "سابوا بناتنا بعبايات خفيفة للغاية، وأخدوا منهم كل هدومهم، وادوهم عبايات من الجنائيات"، وتقول والدة الطالبتين: إن المعاملة داخل سجن القناطر كانت سيئة لكنها لم تبلغ ذروتها إلا يوم الثلاثاء، عقب زيادة المضايقات التي تتعرضان لها من قبل السجينات. وتوضح أن الاعتداءات بدأت عقب التعدي على المعتقلة سماح من قبل إحدى السجينات وتدعى "سيدة فاروق"، بصفعها على وجهها، وهو ما أثار حفيظة الفتيات، فتم استدعاء المأمور، والجنائيات وتناوبوا في الاعتداء على الفتيات، واستدعت قوات مكافحة الشغب داخل السجن، على حد قولها. وتشير إلى أن سارة وآلاء أخبراها أن الجنائيات والسجينات قمن بالتحرش بهما عقب الاعتداء عليهما بالضرب، وهو ما أصابهما بكسور وكدمات، فضلًا عن إصابة ياسمين ممدوح بنزيف، لتعمد الاعتداء عليها بالقدم والعصا في منطقتي الظهر والبطن، على حد قولها. ونفت والدة الفتاتين تلقيهما علاجًا طبيًا، عقب الاعتداء عليهما، وتقول "رموهم في الأرض في عنابر الجنائيين، وتكرر الاعتداء عليهم أمس الأربعاء في الصباح"، وتختتم حديثها قائلة "ما حدث كان تعذيب بمعنى الكلمة". عدالة تحتضر وقال الناشط الحقوقي، نجاد البرعي، عضو المجلس القومي لحقوق الإنسان السابق: إنه أثناء تواجده في المحكمة لحضور الاستئناف مع المعتقلة سارة خالد، ظهرت عليها آثار الضرب، عقب الاعتداء عليها من قبل الجنائيات في سجن القناطر، موضحًا أن إدارة السجن حررت ضدها محضرًا باعتدائها على الجنائيات". وأضاق البرعي معلقا "العدالة في مصر تحتضر أو تكاد، ولا يريد أحد أن يتقدم لإنقاذها" المصدر: مصر العربية