كتب المعتقل مصطفي أحمد الشرقاوي الطالب بالثانوية العامة أحد معتقلي الذكرى الثالثة للثورة رسالة نشرتها بوابة ينايرمن داخل محبسه «أموات بروح داخل مقابر السجون». الشرقاوي أحد المقبوض عليهم بشكل عشوائي من منطقة وسط البلد بجوار ميدان الأوبرا من داخل مدخل عمارة وتم سحله وترحيله لقسم الأزبكية وتعذيبه هناك وتم الحكم عليه هو و68 آخرين بنفس المحضر بعامين سجن وعامين مراقبة من محكمة جنح الأزبكية في المحضر رقم 1292 ونقله لسجن أبوزعبل، وتم استئناف الحكم برقم 3370 وموعد الاستئناف في 22 يونيو المقبل. وجاء نص الرسالة : «أموات بروح داخل مقابر السجون» أننى أعيش فى زنزانة مساحتها 6 أمتار × 5 أمتار بالحمام..ومن غير الحمام 6 أمتار × 3.5 متر .. وعددنا بداخل الزنزانة 22 معتقل!! عارفين يعنى إيه 22 شخص يعيشوا فى زنزانة بالحجم ده؟!! عارفين كمية الأمراض اللى بتجيلنا تحت دراجة حرارة تتراوح ما بين 37 درجة و39 درجة تقريبا..ده غير النفس وعدم التهوية!! ده لو أسرة مكونة من 6 أشخاص مبتعرفش تعيش فى شقة حجمها 80 متر!! الزنزانة مواعيد المياه فيها من 8 : 10 صباحاً و 4 : 5 عصراً و 7 : 9 مساءاً!! .. يعني المياه بتيجى فى اليوم 5 ساعات بس من أصل 24 ساعة..يعنى المياه مقطوعة فى اليوم 19 ساعة..ومبنعرفش ندخل الحمام بسبب التزاحم عليه..غير ده كله المياه ملوثة لا تصلح للإستخدام..أو الاستحمام حتى!!* ده غير إننا بنملأ زجاجات مياه ونخليها داخل الحمامات لغسيل الوجه..وبنغسل الاكل منها كمان!! زنزانة لايوجد بها أى “ارفف” لنضع عليها الطعام..ونضطر لوضع الطعام بجانب الحمام عشان نعرف ننام!!..وبرضه مبنعرفش ننام لأن إحنا متكربسين فوق بعضنا!!. وشنط الملابس بنربطها بأحبال فى الحائط..وتسمى “عصفورة” وبيتجمع عليها الحشرات والصراصير..ده غير أحبال الغسيل فوق رؤوسنا مربوطة من شباك الزنزانة إلى شباك الحمام «أننى أعيش فى مقبرة بلا ضوء ولا هواء» مواعيد التريض ساعة واحدة فقط فى اليوم..وبنخرج 5 أيام فى الاسبوع..بنخرج فى طرقة عرضها متر واحد فى إمتداد طول 7 زنازين..يعنى مش بنشوف الشمس!..يعنى 23 ساعة فى الزنزانة نَفسنا فى نَفس بعض ومفيش تهوية!!. الزنزانة بيدخلها وجبتين فى اليوم : الفطار :- عبارة عن فول بس مش فول بنى أدمين! للأسف فول “بهايم” “علف” وبناكل فول ملوش طعم! الغداء :- كل يوم أرز بالحصو بتاعه!! وخضار مطبوخ بقشره ومش بعيد يكون بالطين بتاعه!! ويوم الاثنين والخميس “لحمة” بس عبارة عن قطعة “كوتش” مبتتكلش وكل واحد له 3 أرغفة فى اليوم ميتكلوش!!* أما بقى الزيارة مدتها 10 دقائق فقط في الزيارة بتعامل معاملة سيئة من الظباط والأمناء..والمخبرين بيجبروني أن أجلس وسط الجنائيين بجوار السارقين والقتلة وتجار المخدرات! ده غير انتهاك العرض “التحرش الجنسي” والتعذيب البدنى والتفتيش السئ! “إنهم يتعاملون معى كعدو لهم!” ولو حد عارض كل ده يتعمله “محضر تأديب”!! زى ما حصل معايا ومع غيرى كتير. محضر التأديب عبارة عن حبس إنفرادى 72 ساعة داخل زنزانة متر × متر ونصف بداخلها حمام..مبيدخلكش غير رغيف الصبح ورغيف بالليل!!..وممكن ميدخلكش غير رغيف واحد بس!! “وبعد اللى بيحصلى ده كله..مش عارف إيه ممكن يحصل تانى” “بس أنا مش هطاطى..لأن مفيش رجوع” وننشر صورة لرغيف العيش الذى يتم توزيعه على المعتقلين بسجن أبوزعبل والمياه الملوثة.