تشهد مصر حاليًا أزمة في الكهرباء بسبب دخول شهر رمضان، رغم تأكيدات المسئولين مرارًا بأن شركات الكهرباء قد استعدت لمواجهة زيادة الأحمال خلال الشهر الكريم. فقد شهد اليومين الماضيين انقطاعات متكررة ومستفزة للتيار الكهربائي عن عدد كبير من محافظات الجمهورية، خاصة في محافظات الصعيد وبعض مدن الدلتا، ولم تسلم بعض أحياء القاهرة والجيزة من تلك الانقطاعات التي استمر بعضها معظم ساعات اليوم، وخاصة في مدينة 6 اكتوبر وبعض قرى الجيزة!! وبعد الأزمة سادت حالة من التخبط تصريحات "السادة المسئولين"، فبينما أكدت مصادر مطلعة داخل شركات الكهرباء أن الانقطاعات وخاصة أثناء فترات المساء تأتي "بقرار من جهات سيادية" لتخفيف الأحمال بعد ما وصلت معدلات الاستهلاك إلى مستويات غير مسبوقة، مشيرة الي أن الأزمة احتدمت منذ حوالي عشرة أيام، ووصلت إلي ذروتها، موضحة أنه كان لابد من تخفيف الأحمال من خلال قطع التيار الكهربائي بصفة منتظمة علي بعض المناطق، نفت وزارة الكهرباء أن تكون هناك أزمة في انتاج الكهرباء، مؤكدة أن تخفيف الأحمال لا يتم بشكل يومي، وإنما ب "التناوب" علي فترات تصل إلي عدة أيام لكل منطقة، مشيرة إلي أن المشكلة ناتجة عن زيادة الاستهلاك التي وصلت إلي معدلات غير مسبوقة. وقد رصدت شركات الكهرباء عشرات الشكاوى من المواطنين بانقطاع الكهرباء عنهم طوال اليوم أو ضعفها مما يؤدي إلى عدم قدرتها على تشغيل بعض الأجهزة الكهربائية مثل الثلاجات والتليفزيونات. من جهته نفي المهندس محمد البكري، رئيس شركة مصر العليا لتوزيع الكهرباء، أن تكون مسألة انقطاع الكهرباء ظاهرة عامة خلال الفترة الحالية، مشيراً الي أنها حالات خاصة في أماكن محددة يتم التعامل معها. وحول وجود أعطال في بعض المحطات أدت إلي تفاقم الأزمة، قال البكري: "هذا الكلام خاطئ وغير صحيح بالمرة». وأضاف: «هناك مبالغات من جانب المواطنين حول مسألة انقطاع الكهرباء". بينما قال المهندس عبدالستار أبوراس، رئيس مجلس إدارة شركة مصر الوسطي لتوزيع الكهرباء: "إن المواطنين هم الذين تسببوا في هذه الأزمة نتيجة زيادة معدلات الاستهلاك لمعدلات غير مسبوقة". وأشار أبوراس إلي أن الامور استقرت في المنيا بدءاً من أمس الأول، خاصة بعد التزام المواطنين بتعليمات الشركة. وقال: "كان لابد من فصل بعض الأحمال عن بعض المحولات حتي لا تصل الي المرحلة الحساسة التي كنا نتخوف منها»، مشيراً الي أن أجهزة التكييف هي المتسبب الأول في زيادة الاستهلاك. من جهته نفي الدكتور حسن يونس، وزير الكهرباء، أن تكون هناك أعطال في بعض محطات التوليد، وقال: "إن شركات الكهرباء قد تقوم بقطع الكهرباء عن المواطنين (استسهالاً) رغم وجود توجيهات تنهاهم عن ذلك، حيث تشير قرارات مركز التحكم إلي أنه لا يتم تخفيف الأحمال بشكل يومي علي مناطق بعينها، بحيث إذا تم قطع الكهرباء عن منطقة معينة لا يتم تكرار ذلك القطع إلا بعدها بعدة أيام عن نفس المنطقة ولفترات محددة".