أكدت مصادر أمنية أن قنبلة استهدفت حافلة مدنية بمدينة طرابلس في شمال لبنان يوم الأربعاء مما أسفر عن سقوط 18 قتيلا على الأقل بينهم تسعة جنود. وأصيب ما لا يقل عن 45 شخصا في الانفجار الذي أسقط أكبر عدد من القتلى العسكريين منذ المعارك التي خاضها الجيش مع مسلحين إسلاميين، ووقع الانفجار في اليوم المقرر لزيارة الرئيس اللبناني ميشال سليمان لسوريا، وهي أول زيارة لرئيس لبناني لهذه البلد المجاور للبنان منذ أن سحبت دمشق جيشها منه عام 2005.
وضرب الجيش اللبناني طوقا حول مكان الانفجار الذي وقع وقت الذروة الصباحية في موقف للحافلات يضم سبعة مصارف مستهدفا حافلة وموقعا أضرارا بأخرى حسب مراسل الجزيرة نت في المدينة.
وأدى الانفجار القوي إلى تطاير أشلاء القتلى إلى سطوح المباني المجاورة فيما هرع رجال الإسعاف إلى موقعه لإجلاء الجرحى.
ونقلت وكالة أسوشيتد برس عن مصدر عسكري قوله إن التفجير كان موجها للجيش مباشرة وأن المتورطين فيه وضعوا في حساباتهم التوتر السياسي القائم بالبلاد.
وكان جندي لبناني قد قتل في مايو الماضي في منطقة العبدة شمال طرابلس وأعلنت جماعة فتح الإسلام -التي خاضت العام الماضي مواجهة مع الجيش في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين أدت إلى مقتل نحو 400 شخص بينهم 170 عسكريا- مسؤوليتها عن الحادث.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن انفجار اليوم الذي قدر مسؤولون أمنيون حجم العبوة المستخدمة فيه بنحو عشرين كيلوغراما من المواد المتفجرة.
وقال الجيش في بيان "ان هذا الانفجار الإرهابي يستهدف بشكل مباشر الجيش ومسيرة السلم الأهلي في البلاد" مشيرا الى ان الانفجار سببه "عبوة ناسفة كانت موضوعة داخل حقيبة عند نقطة توقف لباصات يقصدها العسكريون للانتقال الى مراكز عملهم."
ونقل الصليب الأحمر الضحايا من موقع الانفجار. وعرضت لقطات تلفزيونية مشاهد للمنطقة وقد بدت الأرض مغطاة بالدماء وقطع الزجاج.
ووصف الرئيس ميشال سليمان الذي ظل قائدا للجيش حتى انتخابه رئيسا للبنان في مايو الماضي الانفجار بانه جريمة ارهابية، وجاء في بيان لرئاسة الجمهورية "ان الجيش اللبناني والقوى الامنية لن تخضع لمحاولات ارهابها بالاعتداءات والجرائم التي تطاولها وتطاول المجتمع المدني وتاريخ الجيش يشهد بذلك."
وقاد سليمان الجيش خلال الاشتباكات التي دامت 15 اسبوعا في العام الماضي مع جماعة فتح الاسلام التي تسلتهم نهج القاعدة والتي كانت تتمركز في مخيم نهر البارد للاجئين القريب من طرابلس. وفقد الجيش 170 جنديا في الاشتباكات.
وقال وزير الإعلام طارق متري ردا على تحليلات اعلامية بأن الهجوم استهدف تقويض زيارة من المقرر أن يقوم بها سليمان الى سوريا يوم الاربعاء " التحقيقات بدأت وهناك تفسيرات كثيرة.. تفسيرات سياسية."
ويزور سليمان دمشق يوم الاربعاء للمرة الاولى منذ انتخابه رئيسا للبنان. ومن المنتظر ان يجتمع مع الرئيس السوري بشار الاسد خلال الزيارة التي ينظر اليها على انها علامة على تحسن العلاقات بين بيروتودمشق.
وكانت سوريا قد اعتبرت الحكومة السابقة المدعومة من الولاياتالمتحدة برئاسة رئيس الوزراء فؤاد السنيورة حكومة عدائية. وقد ساندت دمشق تحالفا لمجموعات لبنانية بقيادة حزب الله خلال الصراع السياسي مع التحالف الحكومي والذي استمر 18 شهرا.
وادى اتفاق بوساطة قطرية في مايو الى نزع فتيل الأزمة كما ادى الى انتخاب سليمان رئيسا وتشكيل حكومة الوحدة الوطنية التي نالت ثقة البرلمان في اقتراع جرى يوم الثلاثاء.