وجه الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله تهديدا جديدا للكيان الصهيوني، وقال إن المقاومة سوف توسع نطاق عملياتها وتنتقل "لمرحلة ما بعد حيفا وما بعد ما بعد حيفا ولن يبقى حدود لقصفنا", في إشارة إلى إمكانية استهداف المزيد من المستعمرات الصهيونية بالقصف الصاروخي خلال الأيام المقبلة. وقال إنه "إذا تطورت الأمور فسوف نختار الزمان الذي ننتقل فيه إلى ما بعد ما بعد حيفا". وتلميحا إلى قوة الحزب قال نصر الله إن مرحلة جديدة من السلاح قد بدأت، وحسب الكيان، فإن حزب الله يملك صواريخ قادرة على الوصول إلى تل أبيب وحتى إلى بئر السبع جنوبا.
وأكد نصر الله في كلمة بثتها قناة المنار على جاهزية حزب الله للمواجهة البرية وقال إن "المعيار هو مقدار الخسائر التي يتم إلحاقها بالعدو الصهيوني" وليس مقدار الأرض التي يسيطر عليها الاحتلال، مشيرا إلى أن القتال يجري بنظام حرب العصابات.
كما نفى الأمين العام لحزب الله سقوط بلدة بنت جبيل في أيدي قوات الاحتلال الصهيوني, ووصف ما أعلنه الكيان في هذا الصدد بأنه يندرج في إطار الحر النفسية, مشيرا إلى أن تل أبيب ستواصل الإعلان عن مثل هذه "الإنجازات الوهمية" للتأثير على المقاومين. وتعهد نصر الله بأن يسترد حزب الله أي أرض يحتلها الكيان.
واعتبر نصر الله أن المعارك البرية تقدم للمقاومة فرصة كبيرة للنيل من الجيش الصهيوني, قائلا "إن الهدف الإسرائيلي وهو وقف القصف الصاروخي لن يتحقق". وأوضح نصر الله "نؤكد لكم أن التوغل البري لم يحقق هدفه وهو منع قصف المستعمرات في شمال فلسطينالمحتلة".
واستطرد قائلا "أي مجيء لجيش الصهاينة إلى أرضنا سيعطينا فرصة أوسع لتدمير المزيد من ضباطه وجنوده ودباباته وطائراته... وسوف يعطينا فرصة أوسع للاشتباك المباشر واستننزاف قوات هذا العدو".
التسوية السياسية
من جهة أخرى وجه نصر الله انتقادات حادة للجهود السياسية التي تقوم بها الولاياتالمتحدة وقال إن "كل من جاء إلى لبنان كان يحمل إملاءات أمريكية". كما اعتبر أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس لبيروت وتل أبيب منحت الكيان الفرصة لتوسيع ومواصلة عملياته.
كما اعتبر نصر الله أن كل الجهود الحالية تصب في اتجاه مزيد من الضغوط على كل من سوريا ولبنان وفلسطين. وفي هذا الإطار قال إنه "لا سوريا ولا إيران مستعدة للمساومة على المقاومة في فلسطين ولبنان".
وفيما يتعلق بشروط التسوية شدد نصر الله على أن المقاومة لن تقبل بأي "شرط مذل" وقال إن هناك خطوطا حمراء هي المصالح الوطنية والسيادة اللبنانية، وأضاف أنه "لا يمكن أن نقبل أي شرط مذل لوطننا أو شعبنا أو مقاومتنا". ومع ذلك أكد أن حزب الله "منفتح على أي نقاش سياسي".
أسر الجنديين
ودافع الأمين العام لحزب الله عن عملية أسر الجنديين الصهيونيين ورفض التفسير الذي يعتبر أن العملية قدمت لتل أبيب ذريعة لتدمير لبنان.
وفي هذا الإطار قال نصر الله إن "العدوان الإسرائيلي كان يجري التجهيز له حتى لو لم تقع عملية أسر الجنديين", وأوضح أن لدى حزب الله معلومات بأن العدوان الصهيوني كان مخطط للبدء فيه في سبتمبر أو أكتوبر ، معتبرا أن "تسرع إسرائيل في الرد أفقدها عنصر المفاجأة".
وأشار نصر الله إلى أن مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يتحدث عنه الكيان الصهيوني والولاياتالمتحدة كان يجري الترتيب له منذ فترة, وقال إن الولاياتالمتحدة ترى في سوريا وإيران وحزب الله والمقاومة في فلسطين "عقبات تجب إزالتها".
وشدد في هذا السياق على أن جميع الموفدين خصوصا وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس جاؤوا "بتعليمات أمريكية صهيونية ولم يطرحوا أي تسوية أو حل".
وأكد أن "الأسبوع المقبل أو الأيام العشرة القادمة ستكون حاسمة" داعيا "للمزيد من الحزم والوحدة". وقال إن "صمود الشعب اللبناني يقترب من المعجزة".
وأوضح "قدرنا هو أن نواجه هذا المخطط.. نشن حربا لتحرير أراضينا التي لا تزال محتلة (مزارع شبعا) وأسرانا" من السجون الصهيونية. وختم بالقول "إنها معركة من أجل السيادة والاستقلال" واعدا بالنصر.