أعلن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر أن الحزب يتمسك بسلاحه، مشيرًا إلى عدم قدرة أي جيش في العالم على نزع سلاح الحزب، وقال نصر الله- في الاحتفالية التي نظَّمها الحزبُ في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت-: إن حزب الله لا يزال يمتلك أكثر من 20 ألف صاروخ، قائلاً "وضع شحطتين (خَطين) تحت أكثر" وذلك رغبة منه في التأكيد على استمرار بقاء المقاومة اللبنانية على درجة من القوة تكفي للتصدي لأي عدوان صهيوني جديد على لبنان. وأضاف الأمين العام لحزب الله- في الاحتفالية التي نظمها الحزب أمس الجمعة 22 سبتمبر تحت عنوان "النصر الإلهي"- قائلاً "المقاومة وخلال أيام قليلة وهي خارجة من حرب ضروس استعادت كامل بنيتها العسكرية والتنظيمية والتسليحية" مشيرًا إلى أن "المقاومة اليوم أقوى مما كانت عليه عشية 12 يوليو"؛ وذلك لأنها "راكمت في الحرب تجربةً جديدةً وعقلاً جديدًا وإرادةً جديدةً وعزمًا جديدًا"، وقال نصر الله أيضًا إن الإجراءات الرامية لوقف إعادة تسليح حزب الله من ضمنها نشْرُ القوة الدولية على السواحل والإجراءات الأمنية على الحدود مع سوريا لن تضعف حزب الله.
وبخصوص قوة ال"يونيفيل 2" المنتشرة في الجنوب اللبناني أكد نصر الله أن مهمة تلك القوات ليس نزع سلاح حزب الله، وقال "نحن رحَّبنا بكم وأجدِّد الترحيب بكم في إطار مهمة واضحة" مشيرًا إلى أن تلك المهمة هي "مساندة الجيش اللبناني وليس مهمتكم التجسس على حزب الله أو نزع سلاح المقاومة".
كما دعا الأمين العام لحزب الله الحكومة اللبنانية إلى الاستقالة، مطالبًا بتشكيل حكومة وحدة وطنية؛ حيث أكد أنه في مواجهة هذه التحديات "لا يستطيع الفريق الحاكم حاليًا في لبنان أن يواصل السلطة" مشيرًا إلى أن المدخل الطبيعي هو تشكيل حكومة وحدة وطنية، وأضاف: "وأنا هنا لا أتحدث عن إسقاط أحد ولا شطب أحد ولا عزل أحد ولا حذف أحد" في دلالةٍ على طبيعة رؤيته لحكومة وحدة وطنية لا تستثني أيًّا من ألوان الطيف السياسي اللبناني.
وقال نصر الله إن لبنان تمر حاليًا بمأزق سياسي، لكنه أشار إلى أن الانقسام الذي تعانيه هو انقسام سياسي وليس مذهبيًّا، محذرًا وسائل إعلام قوى 14 آذار التي تقود الأغلبية من التمادي في "الاعتداء الإعلامي" على المقاومة وجمهورها؛ حيث أوضح أن على أن حملاتها على المقاومة "أصبحت لا تطاق".
كذلك انتقد نصر الله القادة العرب لفشلهم في الدفاع عن الشعب اللبناني وفي امتناعهم عن استخدام سلاح النفط، وقد حضر الاحتفال مئاتُ الآلاف من أنصار حزب الله وتقول الأنباء إن بعضًا من الحضور قد أتى إلى الضاحية الجنوبية سيرًا على الأقدام من المناطق الجنوبية التي تعتبر معقلاً تقليديًّا لحزب الله.
وفي أول رد فعل لها اعتبرت الحكومة اللبنانية في بيان صادر عن بيان صادر عن المكتب الإعلامي لرئيسها فؤاد السنيورة أن تركيز نصر الله على موضوع الحوار "أمرٌ جيدٌ"، وقال البيان إن من شأن ذلك "أن يفتح آفاقًا مستقبليةً"، بينما أكد وزير الدولة اللبناني ميشيل فرعون أنه يتفق مع نصر الله على ضرورة معالجة أسباب الحرب بالحوار المباشر وضرورة تطبيق اتفاق الطائف، لكنه أشار في تصريحات لإخبارية (الجزيرة) الفضائية إلى أن تلميح نصر الله في خطابه إلى مسألة تغيير الحكومة الحالية هو أمرٌ "دقيقٌ وخطيرٌ في هذه المرحلة".
وفي الوقت ذاته نقلت وكالة (أسوشيتيد برس) عن الرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل وصفه لكلمة نصر الله بانها "خطيرة" بدعوى أنها تربط بين نزع سلاح حزب الله وتغيير الحكومة اللبنانية.
فيما زعم الصهاينة أن كلمة نصر الله أظهرت ما دعاه المتحدث باسم الخارجية الصهيونية مارك ريجيف "عدم احترام للمجتمع الدولي"، واتهم ريجيف الأمين العام لحزب الله بأنه "مدعوم من إيران".
فيما يتعلق بأوضاع القوات الصهيونية في الجنوب اللبناني تشير الأنباء إلى أن تلك القوات لم تكمل انسحابها من الجنوب؛ وذلك بسبب ما دعاه رئيس الأركان الصهيوني دان حلوتس "عدة قضايا ينبغي تسويتها" قبل إمكانية إتمام الانسحاب، وكان الصهاينة قد أعلنوا أنهم سوف ينسحبون نهائيًّا من لبنان أمس الجمعة وذلك قبل مطلع رأس السنة اليهودية، إلا أنهم أجَّلوا الانسحاب الكامل؛ حيث لا تنسحب بعض القوات، فيما لا يزال بعض آخر متمركزًا في مواقع داخل الأراضي اللبنانية.
وفي محاولة أمريكية لتحقيق المزيد من التدخل الدولي في لبنان قال مدير المخابرات القومية الأمريكية جون نجروبونتي إن الولاياتالمتحدة "تأخذ على محمل الجد إمكانية توسيع القاعدة أنشطتها لتصل إلى لبنان" مستغلة الصراع هناك، وأضاف أن مثل هذه الخطوة- والتي حث عليها علانية بالفعل زعماء تنظيم القاعدة- لا يمكن استبعادها على الرغم من الهوة بين القاعدة وحزب الله اللبناني الشيعي.
وذكر نجروبونتي أن طموح القاعدة بالتوسع في المنطقة ورد في رسالة بعث بها الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري العام الماضي إلى زعيم التنظيم بالعراق آنذاك أبو مصعب الزرقاوي وتم التقاطها ونشرتها الولاياتالمتحدة بعد التقاطها.
وكان الظواهري قد دعا في شريط صوتي بمناسبة مرور خمس سنوات على هجمات 11 سبتمبر "كل المسلمين الصادقين" القادرين على الوصول لجنوب لبنان إلى الذهاب هناك؛ وذلك ل"هزيمة القوات الصهيونية التي تغزو لبنان"، لكن بعض المراقبين يقلِّلون من هذه الدعوات ويعتبرون البيانات التي أصدرتها القاعدة في الآونة الأخيرة محاولةً لتفادي تواريها أمام حزب الله الذي حظِيَ بشعبية واسعة في العالم العربي لاستطاعته نقل القتال إلى داخل الكيان الصهيوني وكذلك صموه في مواجهة القصف الصهيوني.