أعلنت قوات حلف شمال الأطلسي (الناتو) في أفغانستان مقتل اثنين من جنودها، وإصابة ثالث في هجوم على عربتهم شرقي البلاد. وقال بيان رسمي: أعلنت القوة الدولية في أفغانستان (إيساف) التابعة لحلف الناتو (الاحتلال) مقتل اثنين من جنودها وإصابة ثالث في انفجار قنبلة استهدفت دوريتهم في ولاية باكتيكا شرقي أفغانستان. ويأتي الإعلان عن مقتل الجنديين بعد يوم واحد من مقتل جندي أسترالي وإصابة اثنين آخرين في انفجار عبوة ناسفة استهدفت دوريتهم في إقليم زركان جنوبأفغانستان وأوضح قائد القوات الجوية الأسترالية إنجس هيوستون في مؤتمر صحفي في كانبيرا أن جنديًّا من قوات الائتلاف أصيب بجروح خطيرة في الهجوم إضافة إلى جنديين أستراليين. على صعيد آخر، أقر وزير الدفاع البريطاني ديس براون بصعوبة الوضع في أفغانستان معتبراً إياه تحدياً أكبر من العراق ، خاصة بالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها ، مشيراً إلى أن ذلك سيتطلب التزامًا من المجتمع الدولي على مدى جيل كامل. وقال براون - الذي يزور الولاياتالمتحدة بمناسبة الذكرى الخمسين لاتفاقية الدفاع المشترك بين أمريكا وبريطانيا-: إنه يجب على الإدارة الأمريكية القادمة أن تعطي أولوية لإعادة تغيير دور حلف شمال الأطلسي عما كان عليه إبان الحرب الباردة للمساعدة في ضمان النجاح على المدى الطويل في أفغانستان. وأضاف براون -في خطاب ألقاه في معهد بروكنجز وهو مؤسسة أبحاث في واشنطن -: "ليس لديّ أي شك في أن المسعى الشاق سيستمر لفترة طويلة في أفغانستان". وتابع قائلاً: "طبيعة وتعقيدات التحديات هناك أكبر من طبيعة وتعقيدات التحديات في العراق، سيستغرق الأمر جيلاً لإعادة البناء". وكان تقرير عسكري حول أفغانستان صدر عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" في وقت سابق ، قد أفاد بأن الوضع الأمني في كثير من المناطق الأفغانية "هشّ" وأن مقاتلي حركة طالبان أعادوا تنظيم أنفسهم بحيث أصبحوا أكثر قوة. وتواجه قوات الاحتلال في أفغانستان مقاومة شديدة البأس من مقاتلي الحركة، منذ الانسحاب التكتيكي لها أواخر 2001؛ تفاديًا لوقوع مدنيين. يأتى هذا فى الوقت الذى أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن 9 من أفراد قواتها المتمركزة في أفغانستان أصيبوا في حادث "نيران صديقة" في إقليم هلمند. ووقع الحادث حين أطلقت مروحية بريطانية من طراز أباتشي النار على قوات من كتيبة المظلات بعد أن "ظنت خطأ أنهم أعداء". ونقل أحد الجنود المصابين إصابة شديدة إلى بريطانيا للعلاج، في حين يرقد اثنان في القاعدة العسكرية "كامب باستيون"، والتحق الستة الباقون بالخدمة ثانية. "تحديات صعبة" وأوضحت وزارة الدفاع أن الحادث حصل حينما طلبت دورية بريطانية تقوم بمهمة روتينية دعما لدى مواجهتها قوة من العدو. "وبعد الاشتباك بنجاح مع أحد مواقع العدو أطلقت المروحية النار على موقع آخر ظنا منها أنه للعدو أيضا". "غير أنه وسط الاضطراب الناجم عن تبدل الموقف بسرعة وفي تلك البيئة المليئة بالتحديات يبدو أنه ظن أن القوات الصديقة هي معادية، ونتيجة لذلك أصيب ثلاثة من أفراد الدورية إصابات شديدة فكانت إصابة الستة الآخرين طفيفة". وبدأ التحقيق في الحادث كما أعلنت الوزارة التي أضافت "إنه من غير المناسب التعليق حتى يتم الانتهاء من التحقيق". إيساف تطالب بطائرات وعلى الصعيد الأفغاني نفسه فقد طلبت قوة المساعدة الأمنية الدولية "إيساف" التي تشارك في احتلال أفغانستان من منظمة حلف شمال الأطلسي الناتو تزويدها بطائرات رادار "أيواكس" لدعم عملياتها ضد حركة المقاومة الإسلامية الأفغانية طالبان. وأعلن مصدر مسئول رفض الكشف عن هويته أن إيساف بعثت رسالة إلى القائد الأعلى في أوروبا الجنرال بانتز جون كرادوك وإلى المقر العام للحلف، وهم بصدد دراسة هذا الطلب . ولم يكشف المسئول عدد الطائرات التي طلبها القائد العام لايساف الجنرال الأمريكي ديفيد ماكيرنان ولا وجهة استخدامها المقررة ولا المهلة المتوقعة للحصول على الرد بشأنها. ويمتلك حلف شمال الأطلسي في أوروبا أسطولاً من 18 طائرة من طراز "أيواكس A-3I"، وهذه الطائرات مزودة بأنظمة تعقب الكترونية تسمح لها بالتعرف على الطيران المعادي في حال وجوده وبالتالي اعتراضه. وقال المراقبون إن هذه الطائرات المجهزة بنظام استطلاع دقيق جدًا ستستخدم في مجال الرصد الجوي للتحركات البرية للمقاومة ونقل المعلومات بسرعة فائقة عن المقاتلين. وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن "إيساف" تضم حوالي 52 ألف جندي من نحو 40 بلدًا وتعمل بتفويض من الأممالمتحدة لمواجهة حركة طالبان التي ضاعفت هجماتها ضد قوات الاحتلال الأجنبية. وذكرت الوكالة أن تلك الطائرات يمكنها أن تقوم بمهمات مراقبة للحدود بين أفغانستان وباكستان التي تصعب للغاية مراقبتها بسبب وعورة المنطقة.