أشارت مصادر دبلوماسية مطلعة الى ان الاستخبارات الروسية حذرت المقاومة في حزب الله من تحضيرات اسرائيلية لشن حرب خاطفة ضده، وكذلك ابلغ الاميركيون بالمعلومات حيث طلب اليهم الضغط على رئيس وزراء العدو الاسرائيلي “بنيامين نتانياهو” لمنعه من شن العملية في ظل الاوضاع التي تعانيها المنطقة. وأشارت دراسة أمنية صادرة عن مركز استراتيجي غربي إلى أنّ حزب الله أنشأ شبكة أنفاق متشعّبة في جنوبلبنان، بديلة عن شبكة أنفاقه التي استخدمها خلال حرب تمّوز 2006، وشكّلت عاملاً من عوامل صموده وانتصاره. ولعلّ الحزب تعلّم من دروس الحرب الماضية، فأنشأ أنفاقاً أكثر تطوّراً وتجهيزاً وتحصيناً بالتنسيق مع خبراء إيرانيّين، وذلك بغية استخدامها خلال أيّ حرب محتملة مع إسرائيل، لتأمين الحماية لمقاتليه من القصف الجوّي الإسرائيلي. وتؤكد مصادر امنية ان قيادة حزب الله تبلغت من جهات استخباراتية عسكرية ايرانية، معلومات مفادها ان اسرائيل انهت فعلاً استعداداتها لضربة عسكرية خاطفة ضد حزب الله، قد يكون موعدها في مطلع شهر حزيران المقبل. وفي اطار التدابير التي يتخذها حزب الله خوفاً من ضربة اسرائيلية محتملة، قيامه باعلان التعبئة العسكرية السرية وباستدعاء الوحدة القتالية المسماة “وحدة النصر”، ونشرها في المناطق الحدودية مع اسرائيل في البقاع الغربي، وإقامة غرف عمليات عسكرية في عدد من المناطق الجنوبية.وتؤكد المصادر ان حزب الله يعمد الى تعزيز جبهة البقاع الغربي التي يعتبرها الاكثر خطورة، كونها البوابة المطلة على دمشق والتي يتوقع ان تكون مسرحاً للعمليات العسكرية الاسرائيلية. *وحدة الجراد: واضافة الى استدعاء (وحدة النصر) ، فان مصدر من حزب الله اشار الى ان الحزب عاد واستدعى عناصره التابعة ل(وحدة الجراد)، و فضلت قيادة الحزب نشر هذه الوحدات في عمق المناطق الجنوبية في لبنان، ووضعها في حالة جهوز لمقاومة اي عدوان اسرائيلي. ويواصل حزب الله في هذا الاطار ارسال مقاتليه ومجموعاته الى الجنوب، من بينها مجموعات انهت مؤخراً دورات تدريب عسكرية متقدمة في حرب العصابات والمدفعية والصواريخ. المصادر أشارت الى ان الجيش الاسرائيلي يستعد لحرب قصيرة وحاسمة ضد حزب الله تتضمن عملية عسكرية مشتركة جوية وبرية واسعة النطاق، تقودها أجهزة استخباراتية جديدة، مستخدمةً اسلحة دقيقة الكترونية لتوجيه ضربة حاسمة لمراكز مفترضة لصواريخ متطورة، تؤكد اسرائيل ان حزب الله تولى نقلها مؤخراً من سوريا، والقضاء على الحزب كقوة مقاتلة للسنوات المقبلة.وفي الوقت ذاته وبهدف مواجهة حزب الله- تضيف المصادر – ان اسرائيل تستعد وتعزز قدراتها الجوية بطريقة لم يسبق لها مثيل كي تتمكن من تدمير مئات الاهداف في اليوم الواحد. الخبراء الإيرانيون أشرفوا على حفر أنفاق في البقاع من وادي الشعرة حتى الحدود السورية شمالاً في جرود الهرمل والجبال الشرقية المطلّة على سوريا. عبارة وردت ضمن تقرير ديبلوماسي صادر عن سفارة أوروبّية، جعلت عدداً من الأجهزة الأمنية الغربية يسلّط الضوء على هذا الموضوع، ويسعى إلى اكتشاف حقيقته ودقّته. الدراسة الامنية الصادرة عن المركز الاستراتيجي الغربي أكّدت أنّ شبكة الأنفاق هذه، أقيمت في جنوب نهر الليطاني وفي عدد من المناطق اللبنانية، وهي تتمتّع بميزات عسكرية متطوّرة، وأفضل من أنفاق القطارات في باريس أو لندن أو إسبانيا، وهي مجهّزة بأفضل وسائل التهوئة والإنارة والرصد والمراقبة، وحتى بوسائل الاتصال، ومحصّنة ضدّ العمليات العسكرية البرّية والجوّية. وإلى جانب هذه الأنفاق، أقيمت مخازن سلاح وذخائر تحت الأرض، في مناطق مختلفة ضمن ما يسمّى “خطة النمل”، عبر إقامة مخازن ثابتة ونقّالة، حتى لا تتعرّض معدّاته الحربية للتدمير. وأوضحت الدراسة أنّ هذه الحصون تحتوي على مواقع لإطلاق النار ومنشآت لتخزين الذخائر وغرف عمليّات ومهاجع ومنشآت طبّية وأنظمة إضاءة وتهوئة ومطابخ ومراحيض وأنظمة لتسخين المياه، مجهّزة بشكل يسمح لعشرات المقاتلين بالعيش تحت الأرض لأسابيع من دون الحاجة للتزوّد بالمؤن. كشفت معلومات خاصة أنّ حزب الله أقام من ناحية أخرى شبكة أنفاق خارج الجنوب، وهذه الأنفاق لها أهمّية استراتيجية كونها بعيدة عن المواجهات العسكرية، وقريبة من سوريا، بحيث يمكن للحزب من خلالها تهريب الصواريخ والعتاد والذخائر عبر الأراضي السورية في حال حصول مواجهات عسكرية مع الإسرائيليين. إلا أن رصد الأنفاق ومحاولة تحديد أماكنها باتت مهمة إسرائيلية مرهقة بالتنسيق مع أجهزة غربية، وتردد أن إسرائيل تمكنت من رصد عملية حفر الأنفاق وهي تمتلك صوَراً جوّية عنها. وقال مصدر في حزب الله : “ترسل أجهزة مخابراتية دولية من وقت إلى آخر مجموعات إلى المناطق التي تعتقد أنّها تخفي أنفاقاً للاستطلاع والترقّب، ونحن ندرك ذلك، ونعلم بكل هذه التحركات، وليحاولوا ما شاؤوا!. وفي هذا الإطار، أكدت مصادر في حزب الله أن “العدوّ الإسرائيلي سيُفاجأ، في حال أقدم على مغامرة عسكرية طائشة، بردنا المختلف كلياً وجذرياً عن حرب تموز الماضية. فلم تعُد المسألة تتعلق بالأنفاق، بل بمنصّات الصواريخ المزروعة على طول البلاد وعرضها سرياً. ونحن دائماً في جهوزية عسكرية، وشعارنا دوماً: “جنوباً ,,,, دُر” .