اسمه نيكولاي تشاوشيسكو من أشهر الدكتاتوريين في التاريخ المعاصر حكم رومانيا لمدة أربعة وعشرين عاماً من 1965 حتى 1989 بالحديد و النار. سبب قتلة
أصيب تشاوشيسكو بجنون العظمة في نهاية حياته فكان يطلق على نفسه القائد العظيم والملهم ودانوب الفكر - نسبة لنهر الدانوب - والمنار المضيء للإنسانية والعبقرية الذي يعرف كل شيء. كان لا يقبل أي انتقاد ولا يبدى أية رحمة لمعارضته ومما زاد في غروره وفي جنون العظمة عنده وجود المنافقين والمطبلين حوله يصفونه بأوصاف مبالغ فيها كوصفه بيوليوس قيصر وبالأسكندر الأكبر ومنقذ الشعب وأن عصرة هو العصر الذهبي وبأنه الشمس التي تشع الدفىء حتى كرهه شعبة وقام بالثورة عليه.
وقد تمت مقارنة بين ما يملكه تشاوشيسكو وما تملكه ملكه بريطانيا فذكروا أن ملكه بريطانيا لها مكتب واحد بينما يوجد لتشاوشيسكو ثلاثة مكاتب، ولملكة بريطانيا ثلاثة قصور بينما تشاوشيسكو يمتلك خمسة قصور إحداها به ألف حجرة وقدرت قيمة بناء ذلك القصر بعدة مليارات من الدولارات فقد بلغت مسطحات بناء ذلك القصر 45000 م2 وارتفاعه عن الأرض مائه متر وقد شارك في بنائه خمسة عشر ألف عامل عملوا ليلاً ونهاراً حتى تم بناؤه كما كان يمتلك تسعة وثلاثون فيللا فاخرة ويعيش ببذخ فاحش بينما يعيش معظم شعبة تحت مستوى الفقر في ظل حكم شيوعي قمعي لا يرحم، وكان يمتلك تسع طائرات مجهزة كقصور طائرة وثلاث قطارات خاصة به كبيوت متنقلة عبر أنحاء رومانيا.
كيف تم قتلة
انفجرت المظاهرات في رومانيا فجأة وبشكل لم يكن متوقعاً وخصوصاً بعد أن قامت قوات الرئيس بقتل عدد من المتظاهرات من الطلبة في 20 ديسمبر من عام 1989م وكانت المظاهرات العنيفة قد وصلت إلى قصر الرئيس الفخم فخرج تشاوشيسكو يخطب فيهم لكن المتظاهرين كانوا يهتفون ضده مما أضطره إلى قطع خطبته وفي اليوم التالي ازدادت المظاهرات حدة برغم عدد القتلى الذي فاق المئات والجرحى الذي تعدى الألوف فغصت المستشفيات بهم واستطاع المتظاهرون حصار القصر وأخذت أصوات المتظاهرين تهدر مما أصاب تشاوشيسكو بالرعب فاضطر للهرب عن طريق الممرات السرية لقصره وبواسطة طائرة هليوكوبتر حطت به هو وزوجته خارج المدينة أستقل بعدها سيارة سرقها أعوانه من إحدى المزارع للبحث عن مخبأة السري الخاص الذي لم يعرف مكانه واستطاع الفلاحون القبض عليه وتسليمه للسلطة فعملت له محاكمة سريعة تم تسجيلها على أشرطة سينمائية بثتها إحدى شبكات التلفزيون الفرنسية فكانت حدث العام - وقد كان تشاوشيسكو مع زوجته أثناء محاكمتهما في غاية العصبية وجنون العظمة فقاموا بشتم القضاة مما دفع المحكمة لتنفيذ حكم الإعدام بهما وحين رأى تشاوشيسكو جدية الموضوع أخذ يبكي كالأطفال وخصوصاً حين قام الجنود بتقييده قبل إطلاق الرصاص عليه وقد قامت زوجته العجوز والبالغة من العمر ثلاثة وسبعين عاماً بضرب أحد الجنود على وجهه حين حاول تقييدها قبل تنفيذ حكم الإعدام بها. ضياء الصاوى الموضوع مقتبس من كتاب ( كيف ماتوا ) المؤلف/ خليفة بن إسماعيل الإسماعيل