بحث جديد نشرته وكالة (ابسوس) الفرنسية للأبحاث ( IPSOS) التي يديرها الفرنسي الماروني "إداورد موناه" ، والتي تستند اليها فضائية رجال الاعمال المصرية المؤيدة للانقلاب في الادعاء أنها الأكثر مشاهدة بين الجمهور المصري والعربي ومن ثم تستحوذ علي الكعكة الأكبر في سوق الاعلانات ، صدر يوم 22 يناير الجاري 2014 صدم ملاك هذه الفضائيات لأنه كشف عزوف الشعب المصري عنها بعدما غالت في الكذب والنفاق لسلطة الانقلاب وانحازت لمصالح أصحاب الدولة العميقة في مصر . البحث الذي رصد أخر نسب مشاهدة القنوات الفضائية، كشف عن تحقيق قناة الجزيرة مباشر مصر المرتبة الثانية في نسب المشاهدة على مستوى المشاهدين في مصر متقدمة عشر درجات دفعة واحدة ، بعدما كانت في المركز الثاني عشر ، واستمرار قناة الحياة المصرية في المرتبة الاولى، بينما لم تحقق اي قناة مصرية حكومية اي نسب مشاهدة تنافس القنوات الفضائية العربية . التقرير الذي اغضب مالكي المحطات المصرية ينقل أيضا قناة mbc مصر من المرتبة العاشرة حسب آخر إستطلاع تم بعد شهر رمضان الماضي إلى المرتبة الرابعة بين المحطات المصرية المختلفة في نسب المشاهدة، وبعد أسابيع قليلة من انتقال الإعلامي محمد عبد المتعال من رئاسة قناة الحياة الي أم بي سي مصر وهو ما اعتبرته القنوات المصرية محاولة لتجميل صورة المحطة السعودية .
تهديد الامن القومي
أما سبب الغضب الحقيقي - الذي وصل لقيام أصحاب هذه الفضائيات الفلولية الموالية للانقلاب باتهام المجموعة الفرنسية بأنها تهدد الامن القومي المصري (!) - فهو أن أخر تقرير في ديسمبر أظهر أن قنوات الفلول مثل قناتي CBC وقناة النهار اللتان يملكهما رجل الاعمال محمد الامين الذي لعبت قنواته دورا في اسقاط الرئيس مرسي احتلتا المركز الثاني والثالث ، ولكنهما تراجعا الي ما دون المراكز العشرة الأولي في أخر تقرير لأبسوس الذي رصد نسب المشاهدة في 11 دولة عربية خلال الاسبوع الاخير من ديسمبر 2013 والاسبوع الاول من يناير 2014 !. الامر نفسه تكرر مع التقييم الاخير لنسب المشاهدة للقناة الأولي بالتلفزيون المصري التي كانت في الترتيب الخامس وتاخرت لما دون العشرة الاوائل بسبب سياسة الاقصاء والرأي الواحد التي اتبعتها هي وباقي فضائيات الفلول ، ومع قنوات أون تي في والقاهرة والناس والتحرير ودريم التي تقهقرت بدورها . ولهذا اتهمت عشرة من قنوات الفلول «النهار، الحياة، سى بى سى وأون تى فى» شركة “إبسوس” للأبحاث السوق بتهديد الأمن القومى في مصر، وتعمد تغيير الحقائق فى التقارير الصادرة عنها حول ترتيب القنوات ونسب المشاهدة لصالح محطات فضائية أجنبية (تقصد الجزيرة وأم بي سي مصر) . وحرروا محضراً يحمل رقم 316 لسنة 2014 يشكون فيه من تضررهم مما وصفوه ب «التلاعب» الذي تقوم به شركة «إبسوس» لصالح قنوات أجنبية فى إصدار تقارير نسب المشاهدة الخاصة بالقنوات الفضائية ، بيد أن شركتا (إبسوس) و(سيغما) للأبحاث،أكدتا في بيانين منفصلين، صحة نتائج استطلاعيهما اللذين خلصا إلى أن قناة الجزيرة الإخبارية تحتل المكانة الأولى في المشاهدة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا . وعلى الرغم من عمل شركة "إبسوس" لبحوث نسب المشاهدة في مصر منذ عدة سنوات وإصدارها تقارير لصالح هذه القنوات ومجاملتها لقناة (الحياة) في تقارير لحد اتهام وزارة الصناعة لمجموعة اللبناني (شويري) باحتكار سوق الاعلانات في مصر ، ما جعل هذه القناة تأتي دائما في المركز الاول في نسب المشاهد وفق تقرير "أبسوس" ، إلا أن القنوات المصرية اتخذت قراراً بمقاطعتها بسبب قيامها بإصدار هذا التقييم الاخير الذي أظهر تراجعها وأعلنت الحرب على الشركة الفرنسية اللبنانية من خلال بلاغات رسمية واتهمتها بتهديد الأمن القومي. التقرير المدعم بالأرقام فضح فضائيات الفلول واظهو تدني نسبة مشاهدي القنوات الفضائية المصرية بصورة مرعبة منذ 30 يونيو 2013 (تاريخ الانقلاب علي الرئيس مرسي وتحولها لدعم الانقلاب) مقارنة بالقنوات الفضائية الأجنبية والعربية، وأكد أن الجمهور المصري عزف عن القنوات المصرية بعد أن فقدت مصداقيتها ، ولجأ إلي القنوات الفضائية العربية، ولهذا شاط غضبهم وقرروا فسخ العقد مع "أبسوس" .
خناقات مالية !
ويقول مراقبون إعلاميون أن هذه الخناقات التي نشبت بين الشركة الفرنسية – اللبنانية وبين فضائيات الفلول هي خناقات مالية علي أموال الاعلانات لأن نسب المشاهدة وترتيب القناة تجعل المعلنين يذهبون للقنوات الأعلي مشاهدة بحسب تقييم "أبسوس" ، وأن هذه ثاني فضيحة تكشف الخلافات المالية بينهم وبين بعضهم البعض . ففي فبراير الماضي 2013 ، والتزامن مع بدء نيابة الأموال العامة المصرية التحقيق مع "السيد البدوي" - رئيس حزب الوفد ومالك قنوات (الحياة) - في اتهامه باحتكار الإعلانات على القنوات الفضائية الخاصة ، تكشفت وثيقة أمنية خطيرة تؤكد أن هناك غزو (صهيوني – ماروني) للإعلام الفضائي العربي من باب الإعلانات ، وأن شخص "ماروني" غامض (شويري) علي علاقة باليهود يتحكم في 60% من سوق الإعلان في مصر ليسهل له توجيه سياسات الفضائيات ، وأن السيد البدوي رئيس قنوات (الحياة) المصرية سهل له السيطرة على الإعلام! ونشرت (المجتمع) حينئذ تفاصيل نسخة من وثيقة سرية عبارة عن خطة مضادة وضعتها وزارة الصناعة المصرية وهيئة الرقابة لمواجهة سعي (مجموعة شويري) الاعلانية اللبنانية للسيطرة علي الاعلان في السوق المصرية تمهيدا للسيطرة عليه "إعلاميا"، وتشييد فضائيات جديدة وشراء مذيعين ومذيعات مشهورات ، حتي أنهم أغروا المذيعة منى الشاذلي ب 12 مليون جنيه سنوياً في عقد جديد تركت بموجبه قناة دريم وانتقلت الي M.B.C مصر التي بدأت تستحوذ علي غالبية السوق الاعلانية . الوثيقة – السرية جدا - عبارة أيضا عن تقرير من (جهاز سيادي) في تقرير "سري جداً" يفضح سيطرة هذه المجموعة الإعلانية المارونية (مجموعة شويري) علي سوق الاعلان في مصر ، ويكشف تعاونه مع "السيد البدوي" لاحتكار سوق الاعلان ، والأخطر أنه يكشف عن علاقة مشبوهة بين هذه المجموعة وبين مجموعة شركات إعلانية يهودية أمريكية تسيطر علي سوق الاعلان ، وعلاقات اخري مشبوهة بمجموعات بحوث فرنسية ويهودية تتحكم في تحديد أي القنوات هي الاكثر مشاهدة ، ومن ثم مجاملة القنوات التي تسيطر علي اعلاناتها مجموعة شويري وإظهار أنها الأكثر مشاهدة فيذهب إليها المعلنون !!.. ومن هذه المجموعات الشهيرة المشبوهة ( IPSOS) التي يديرها الفرنسي الماروني "إداورد موناه" ، والتي تستند اليها القنوات الفضائية المصرية – خصوصا قناة الحياة – في الادعاء أنها الأكثر مشاهدة بين الجمهور المصري والعربي ومن ثم تستحوذ علي الكعكة الأكبر في سوق الاعلانات ، وأن "شويري" – كوكيل إعلاني – يتحكم في اتجاهات هذه القنوات من خلال التحكم في عملية التمويل النقدي وتوفير السيولة المالية لها .
أهداف المخطط
التقارير الأمنية المصرية قالت أيضا أن هناك لوبي يقوده انطوان شويري مع بعض الاثرياء العرب وبمشاركة مجموعة من شركات الدعاية وبحوث الاعلان الفرنسية والأمريكية واليهودية والمارونية للسيطرة علي السوق الاعلاني العربي تمهيدا لفرض أجندة إعلامية محددة علي الاعلام الموجود أو إنشاء قنوات فضائية جديدة بأهداف محددة . وضمن هذا المخطط جرت السيطرة على الاعلان بشبكة قنوات الحياة ، وإطلاق قناة "أم بي سي مصر" بتمويل من شويري" والشيخ وليد الابراهمي للحصول علي أكبر جزء من كعكة الاعلانات في مصر .
تزوير التقارير الإعلامية
وكشف التقرير الامني المصري النقاب عن أن شويري يساعده شركات البحوث الإعلامية العاملة في مصر في هذه السيطرة علي سوق الاعلان ثم الاعلام نفسه ، حيث تقوم هذه الشركات – التي يسيطر عليها مارون ويهود وفرنسيين - بتقييم القنوات الفضائية من حيث كثافة المشاهدة ، وتعمل علي "إبراز القنوات التابعة لشويري كأكثر القنوات مشاهدة في مصر " ، وبالتالي زيادة المساحة الاعلانية لها بزعم أنها اكثر الفضائيات من حيث نسبة المشاهدة . ومن هذه الشركات التي تعاونهم في تزوير نسب المشاهدة للقنوات لكي تمكنها من الحصول علي أكبر قدر من كعكة الاعلان كل من : شركة أبسوس(IPSOS) التي يديرها الفرنسي اللبناني الماورني (إدوارد موناه ) ، وشركة ( TNS) ، وهي انجليزية تابعة لمجموعة WBB الاعلامية ويملكها رجال اعمال يهود . والغريب أن هذه الشركات المرتبطة بالمجموعات الاعلامية اليهودية على مستوى العالم وخاصة الأمريكية تعمل في مصر بشكل مباشر ومن خلال وجود رسمي في صناعة الاعلام المحلية، دون وجود أي رقابة عليها . خلاصة ما كشف عنه صراع الديناصورات الاعلامية الاخير هو أنه كشف صراعهم علي كعكة أموال الاعلانات فاختلفوا فيما بينهم .. وخلافهم كشف ضمنا تلاعبهم في أرقام تقييم مشاهدة القنوات الفضائية ، بعدما لم تستطع أبسوس كشف حقيقة تقهقر هذه القنوات في نسب المشاهدة بعد الانقلاب !