لم تكتف الولاياتالمتحدة بتدمير البيئة والبنية التحتية فأرادت أن يشمل التدمير النسيج الاجتماعي العراقي بعد الغزو عام 2003 وقلب الحقائق فأضحي العميل فيها بطلاً والوطني خائنا ارهابيا تطارده أعينُ العملاء والخونة الذين تدربوا في أوروبا ومن تبعهم من مزيفي الوقائع رغم علمنا ان أفعالهم تذهب أدراج الرياح لأن ذاكرة التاريخ تحتفظ بوثائق ارتباطاتهم المعروفة بدول لها ماضٍ عدائي وثأري واستخذائهم وهم يعرضون خدمات مختلفة للغزاة حتي وان كان ذلك علي حساب ازهاق أرواح الكثير من الأبرياء وحتي الي (التصاهر مع المحتلين؟!) ولكن ذلك لم يوقف سَوْرَة ألحِقد لدي راعية الارهاب العالمي أمريكا واعطاء الرأي العام الفرصة لتكوين قناعة بما أستبقت العدوان والغزو من انها جاءت من اجل تخليص العراق من نظام (دكتاتوري حكم العراق وجَوَّعَ أهله كما يزعمون) وقد ظهر نواياها (الحقيرة) باصدار الحاكم المدني للعراق (بول بريمر) سيئ الصيت بأول انجاز يسجل لأمريكا ولتقول للعالم من خلاله نحن أفضل من النظام السابق فحل الجيش العراقي والأجهزة الأمنية التي كان لهم الدور الكبير في ما كان العراق ينعم به من تماسك اجتماعي وامني تحسده عليه دول الشرق الأوسط، ونظام صحي وتعليمي متطور وجيش قوي قادر علي الدفاع عن بناء ومنجزات كبيرة وبلد يخلو من المخدرات والجريمة المنظمة وكأن لسان حالهم يقول (هذا جزاء وعقاب لكم لأنكم كنتم تسهرون علي أمن الشعب) فمجموع الخمسمائة ألف منتسب لهذه الأجهزة وعوائلهم يعانون من ضيق اليد ونظرة متخلفة اليهم وكأنهم هم (الغزاة) متجاهلين مشاعرهم وعوائلهم لو أضفنا اليهم بأقل تقدير ان كل عائلة تتكون من أربعة أفراد فان المجموع سيكون مليونا انسان يضافون الي الأربعة ملايين مهجر في دول العالم وأربعة ملايين في الداخل ومثلهم من الأيتام والأرامل والمعوقين ومليون ونصف من الشهداء (فالحكومة) تحكم أرضاً بلا شعب... والأشد مرارة من ذلك التلاعب بمشاعر الناس رغم الجوع والألم هو ان فضائيات الحكومة بين الحين والآخر تظهر اعلانات من علي شاشات الفضائيات تدعو هؤلاء الي مراجعة دوائرهم لترويج معاملات احالتهم علي التقاعد فيستبشرون خيراً ولكنهم لا يؤملونه (من شثاثة) وعند مراجعة السفارات والدوائر يواجهون بأجوبة لاتسمن ولا تغني من جوع أجوبه عبارة عن (تخدير) اعلامي الغرض منه التسويف ولأطالة أمد عمر الحكومة التي هي في كل المقاييس ليس لها من الأمر شيء سوي استلام أوامر (كروكر وكوندي) فيتم توجيه هؤلاء حتي عندما يظهرون علي شاشات الفضائيات وتصوير الأمر للناس بأن ما عليهم الاّ أن يُحضروا خزائنهم الفارغة ليتم ملؤها وعوداً وعهوداً وقوانين عفو لازالت حبراً علي ورق (وجيب ليل وخذ عتابه) (وليجعلوا من الشط مرقاً ومن الأشجار خواشيك) كما يقول أهلنا في العراق فهل هذا هو النموذج العراقي الموعود في الشرق الأوسط؟؟!! تُرجِمَتْ هذه الوعود الأمريكية الي نموذج علي السائرين والذين يمنون النفس بالنموذج العراقي حقاً أن تفتخر به أمريكا فالبلد أصبح أكثر البلدان فساداً، بطالةً. نظام صحي متهالك، الاكثرفقراً، الاسوأ أمنا، مع اكثر من أربعمئة سجن سرية وعلنية يحتجز فيها مئات الآلاف من المعتقلين ينتظرون العفو المهزلة يطلقون عليه مصطلح العفو العام لايخرج منه الا من يدفع الثمن الباهض وتشرد الكثير من ذوي المعتقلين بعد بيعهم بيوتهم ثمناً لشراء أرواح أبنائهم فعن أي عفو يتحدثون... فالاولي بالحكومة ان (تقلب صفحة) وتفرج عن جميع المعتقلين سنة وشيعة اذا هي ارادت مصالحة حقيقية ولكن كيف لها ان تفعل وأين هي من القرار بعد أن أصبح المحتل ُ قاضياً والذئبُ راعياً.... ويا حاسد الحكومة عينك تبلي بالعمي. [email protected]