قالت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، أن الاتفاق الذي توصلت إليه القوى الكبرى (5+1) مع إيران حيال برنامج طهران النووي المثير للجدل، يُفسد صفقة تعاون بين الولاياتالمتحدة والمملكة العربية السعودية. وذكرت المجلة، أن العلاقة بين واشنطنوالرياض تستند فى جوهرها على صفقة بسيطة مفادها ضمان أمريكا لأمن المملكة في مقابل ضمان السعودية استقرار أسعار النفط العالمية، إلا أن السعودية أصبحت تشعر بالانزعاج الشديد حيال التقارب الأمريكي الإيراني، بما يسبب الاضطرابات الحادة للعلاقة بين الدولتين، ويهدد استمرار الصفقة التي بينهما. وقالت المجلة: "إن المخاوف السعودية من إيران تتجاوز البرنامج النووي الإيراني، فالمخاوف من إيران نفسها باعتبارها تمثل تهديدات جيوسياسية واقتصادية لمكانة الرياض في المنطقة". وحددت المجلة 3 مخاوف رئيسية ربما تمثل تهديدًا للسعودية: "الأول أن إيران تشكل خطرًا على الأمن الخارجي للمملكة، والثاني أن السعودية تعتبر إيران تهديدًا للأمن الداخلي عبر الطائفية، أما الثالث فهو إعادة النفط والغاز الإيراني إلى الأسواق العالمية". وأضافت المجلة، أن الولاياتالمتحدة تعاملت مع السعودية كشريك أساسي في الخليج، وربما فى الشرق الأوسط ككل لمدة 30 عامًا، مشيرة إلى أن هذا التعاون تجسد في عدد من القضايا المشتركة كمواجهة التوسع السوفييتي ومكافحة الإرهاب. وأشارت المجلة إلى، أن ما وراء الصفقة أن الدولتين تتعاونان في عدد من القضايا الأخرى دبلوماسيًا واستخبارتيًا وماديًا حيث تقدم السعودية الدعم المالي والدبلوماسي فى عملية السلام فى القضية الفلسطينية واليمن وسوريا، بجانب الاهتمام المشترك بمكافحة المتطرفين الذين يمثلون تهديدًا للدولتين على حد سواء. وكانت ثمة خلافات فرعية موجودة بين البلدين في عدد من القضايا تم إهمالها وحل بعضها وتجاوز وتجاهل البعض الآخر، أو تمت التسوية من طرف واحد، كل ذلك للحفاظ على الصفقة الأساسية. وذكرت المجلة، أنه في ظل التطورات التي حدث في الشرق الأوسط خلال العقد الماضي (حرب العراق، الربيع العربي، تنويع إمدادات الطاقة)، قد نمت الخلافات بين الحليفين أمريكا والسعودية، هذه الخلافات ظهرت للعلن بوضوح فيما يتعلق بالقضية الإيرانية والاتفاق الذي حدث مؤخرًا بين إيران والقوى العالمية، حتى أن الغضب السعودي تجاوز الغضب الإسرائيلي من الاتفاق. وأكدت المجلة، أن المشكلة ليست في أن السعودية لا ترى أن الشروط المحددة للاتفاق غير مقبولة، لكن المشكلة أن السعودية ترى أن تحسنًا فى العلاقات بين إيران والدول الغربية سيأتي بالضرورة على حسابها" .