«ديفيد إجناتيوس»: العلاقات الاستخبارية بين مصر وأمريكا عادت إلى ما كانت عليه فى عهد مبارك! التهامى: حزب الحرية والعدالة مرحب به فى العملية السياسية الناتجة عن خارطة الطريق ولن يتم استبعاد أحد أكد اللواء«محمد التهامى» مدير المخابرات العامة المصرية أن العلاقات الاستخبارية بين الولاياتالمتحدة ومصر لم تغيير بعد الانقلاب العسكرى، مؤكداأن «التعاون بين الأجهزة الصديقة يتم من خلال قناة مختلفة تماما عن القنوات السياسية». وفى أول حوار يجريه منذ تعيينه فى منصبه مع صحيفة أمريكية«واشنطن بوست» الأمريكية الثلاثاء 12 من نوفمبر 2013، حرص الصحفى «ديفيد إجناتيوس» الذى أجرى الحوار على تأكيد أن هدف «التهامى»من أول مقابلة صحفية له على الإطلاق منذ تعيينه، هو توضيح بعض النقاط الأساسية بشأن كيفية عمل المخابرات فى مصر تحت قيادة وزير الدفاع الفريق أول«عبد الفتاح السيسى». قال التهامىإن تعليق بعض المساعدات الأمريكية لمصر والحديث عن اتصالات عسكرية للقاهرة مع روسيا لم يؤثر فى استمرار الاتصالات بينه وبين«جون بيرنان» مدير«سى آى إيه» ورئيس الوحدة المحلية أكثر من أى جهاز استخباراتى آخر فى العالم. ووصف الصحفى «ديفيد إجناتيوس» فى التقرير الذى جاء تحت عنوان (The future of Egypt's intelligence service) أو «مستقبل المخابرات المصرية» (يقصد بعد الانقلاب) أن «عودة هذه العلاقة بين الولاياتالمتحدة والمخابرات المصرية فى عهد التهامى إلى ما كانت عليه فى السابق،يعد ردة أو عودة إلى العلاقة نفسهاالتى كانت موجودة فى عهد الرئيس حسنى مبارك، عندما كان عمر سليمان رئيس المخابرات آنذاك يقوم بالتنسيق المتبادل بين البلدين بشأن قضايا مكافحة«الإرهاب» التى ساهمت فى عزلة مبارك عن شعبه وأدت إلى ثورة 25 يناير ضده والتى صُدمت الولاياتالمتحدة من اندلاعها. وقال الصحفى «ديفيد إجناتيوس» الذى أجرى المقابلة مع مدير المخابرات عبر مترجم،إن «التهامى قال إنه كان واحدا من الموجهين للسيسى عندما عمل الاثنان فى جهاز الاستخبارات العسكرية، ولذلك سعى السيسى بعد الانقلاب لجلب التهامى من التقاعد ليتولى منصب مدير المخابرات، ليحل محل المرشح الذى عينه مرسى «رأفت شحاتة». وأضاف أن هذه«العودة إلى المستقبل» للتهامى مثلت جانبا من جوانب مصر الجديدة (بعد الانقلاب)، وجلعت التهامى يؤكد أن قوة الأمن الداخلى التابعة لوزارة الداخلية«نجحت فى استعادة بعض من قدراتها المهنية السابقة» و«إعادة إدماج بعض المسئولين السابقين الذين كانوا قد أقالهم الرئيس مرسى» قاصدا بذلك قيادات أمن الدولة على ما يبدو التى يتردد أنه تم إعادة 575 منهم إلى الجهاز مرة أخرى لمواجهة الإسلاميين. وكان تعيين التهامى فى وظيفة حساسة هى مدير الرقابة الإدارية أو هيئة مكافحة الفساد خلال حكم مبارك مكنه من الوصول إلى الأسرار الأكثر حساسية للنظام، وهذا الدور -بحسب منتقدين لدور التهامى-شعله يساعد فى دفن مخالفات مالية تضم الكثير من أعوان ودائرة مبارك الداخلية، ولكن التهامى ينفى هذه الاتهامات. وردا عن سؤال عما إذا كان يخشى أن تؤدى الحملة على الإخوان المسلمين إلى دفع أعضائها نحو العمل السرى،وما ربما ينتج عن هذا من منظمات إرهابية ترتبط بتنظيم القاعدة، تجاهل التهامى الحديث عن الإخوان، وقال:«إن بعض الخلايا التابعة للقاعدة كانت تحاول أن تضرب بجذورها فى سيناء»وأشار إلى جماعة«بيت المقدس» كواحدة من الجماعات التى تزعم ارتباطها بالقاعدة، إلا أن التهامى أوضح أنه لا يوجد دليل على صلتها بتنظيم القاعدة الأساسى أو زعيمه«أيمن الظواهرى»، معتبرا أن الاتصالات بين هذه التنظيمات تجرى حاليا من خلال مواقع الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعية، وقالإن «تنظيم القاعدة يمثل أيديولوجية أكثر من منظمة». ورجح التهامى أن تستهدف الهجمات الإرهابية المصادر الرئيسية للدخل الأجنبى مثل السياحة وقناة السويس، وقال:«بالرغم من الهيكل الفضفاض لتلك الجماعات، فإن القضاء على خلاياه بسيناء قد يستغرق بعض الوقت»، موضحا أن الجيش حقق نتائج طيبة مؤخرا بسيناء، مضيفا أن بعض الخلايا الجهادية تسللت إلى القاهرة والدلتا والصعيد، بيد أن وزارة الداخلية تعقبتهم. وبشأن السماح للإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة بالمشاركة فى الحياة السياسية، قال التهامى:«بحسب خارطة الطريق لاستعادة الديمقراطية المدنية لمصر، فإنه لن يتم استبعاد أحد من العملية السياسية»، ولكن عندما أعاد مراسل الجريدة الأمريكية السؤال تحديدا عن (حزب الحرية والعدالة ) قال التهامى:«كل من يريد الانخراط فى العملية السياسية فهو موضع ترحيب كبير به». أما عن تقديره مشاركة الإسلاميين عموما فى الحكومة الجديدة فأبدى تأييده لذلك، وكان على استعداد لدعم هذه الفكرة، بحسب مراسل «واشنطن بوست». مُعلِّم وأستاذ الفريق السيسى وسبق أن كشف تقرير لصحيفة«نيويورك تايمز»عن أن اللواء محمد التهامى الذى عينه الفريق أول عبد الفتاح السيسى رئيسا لجهاز المخابرات العامة عقب الانقلاب مباشرة، هو مُعلِّم وأستاذ الفريق السيسى؛فقد كان التهامى هو رئيس المخابرات الحربية قبل السيسسى وهو من رشحه لهذا المنصب. ونقل مراسل صحيفة«نيويورك تايمز» الأمريكية فى القاهرة «ديفيد كيركباتريك» (DAVIDKIRKPATRICKعن دبلوماسيين غربيين ومصريين مقربين من حكومة الانقلاب قولهم«إن التهامى برز كأحد أكبر المحرضين على الحملة القاتلة على الإسلاميين الرافضين للانقلاب وأنصار الرئيس، فى محاولة لسحق جماعة الإخوان». وأشار مراسل«نيويورك تايمز» ديفيد كيركباتريك فى تقرير نشره فى 30 من أكتوبر 2013 تحت عنوان: (Ousted General in Egypt Is Back، as Islamists' Foe ) أو «عودة الجنرال المخلوع عدو الإسلاميين» فى تقرير عمن أسمناه«أحد أقوى الجنرالات المصريين فى عهد السيسى مدير المخابرات العامة، محمد التهامى»؛ إلى أنه«أكثر المدافعين عن الحملة القمعية القاتلة الحالية». ونقل مراسل «نيويورك تايمز» عن مسئولون غربيين اجتمعوا مع الجنرال التهامى وغيره من كبار مسئولى الحكومة التى يقودها الجيش، قولهم:«إنه كانالأكثر تشددا، وعدو الإصلاح الأول»، وأضاف الدبلوماسى الغربى:«تحدث كما لو أن ثورة 2011 لم تحدث أبدا». واتهم الإسلاميون الجنرال التهامى بالانتقام من الرئيس مرسى بسبب عزله إياه نتيجة اتهامه فى قضايا فساد لم يعرف أين ذهبت نتائجها، وقال «وائل هدارة» مستشار مرسى السابق الذين يعيش الآن فى كندا:«الانتقام حافز قوى». http://www.washingtonpost.com/blogs/post-partisan/wp/2013/11/11/the-future-of-egypts-intelligence-service/