انحصر الوضع القائم في مصر على الاخوان ولاغيرهم كعقبة أمام أي تطور أو تقدم ،هكذا الاستقطاب القائم الذي روج له الاعلام ونجح فيه بشكل تام،وصور الوضع بأن هناك عدوا حقيقياً وخطرا يواجه الدولة ولابد من التخلص منه ليعاود القطار مساره الصحيح،حتى ان البعض صور الأمر على أن الجيش حقق بطولات لم تتحقق من قبل عندما انقلب على الرئيس المنتخب،ومازال التهليل مستمراً بشكل يومي للبطولات التي تحققت والإقصاء الذي يمارس بشكل ممنهج ضد فصيل مجتمعي موجود بالفعل،أياً كانت الأساليب التي يتم بها تغييبه في المرحلة القادمة،وهو ما أنسانا بشكل كامل ما قامت من أجله ثورة 25 يناير بالقضاء على دولة الفساد،والتوجه نحو مستقبل يضمن للاجيال القادمة حياة ديمقراطية سليمة في بلد آمن متطور على كافة الصعد وعدالة اجتماعية حقيقية،ولم يتحقق منه ولو شيء بسيط حتى الآن، فبعد مرور مايزيد على 4 شهور على الانقلاب الذي قام به السيسي وضح بشدة أن المشاكل التي يعاني منها المصريون لم تحل منها ولا واحدة ولم يتغير الوضع كثيرا عما كان عليه الأمر أيام مرسي والمجلس العسكري،بل ازدادت الأمور سوءا،ولا أحد يشعر بها بعدما نجح الاعلام في حشد عدد ليس بقليل من الشعب صوب اتجاه واحد فقط بأن الإخوان هم فقط أعداء الله والوطن ولابد من الخلاص منهم أولا،ومع مرور الوقت تتلاشى كل الحلول للخروج من الوضع القائم بشكل يضمن الانتقال إلى المرفأ الآمن الذي يضمن تنفيذ كل الخطط الطموحة التي تنتقل بالدولة إالى مصاف الدول المستقرة وتعود عجلة الاقتصاد للدوران وتنشط السياحة ويأمن الناس على أنفسهم وأملاكهم وتعود الحركة التعليمية لمسارها الطبيعي ويواصل أبناؤنا تحصيلهم للعلم بشكل صحي سليم،إضافة إلي المشكلات المتكدسة المتعلقة بالأمن وزيادة الأسعار والطاقة والمواصلات وأكوام الزبالة والعشوائيات،فأين هي من خطط السلطة القائمة وماذا قدمت لحل مشكلة من تلك المشاكل؟ بالطبع لا أحد يسأل عنها الآن،طالما تسير الأمور وفق هوى المؤيدين للانقلابيين بالقضاء على الإخوان بشكل كامل حتى لو تحول ذلك لإبادة جماعية كما جرى في رابعة والنهضة،ورائع كل ذلك طالما تم التخلص من الإخوان ويحاكم الرئيس المنتخب الآن.!، فلماذا لاتنجز الحكومة أياً من المشكلات التي كان الجميع يصرخ منها في العهود السابقة، وكان يركز عليها الإعلام بشكل يومي وبدقة،والعمل على شحن الغلابة ضد من يحكم جرى ذلك في عهد المجلس العسكري وحدث أيضاً في عهد مرسي،ولا يسمع عنه أحد شيئاً اليوم..فإذا كانت كل مشاكلنا كانت تكمن في الإخوان ومن قبلهم المجلس العسكري،وأنهما كانا وراء كل نقيصة، أين السلطة القائمة من كل ذلك الآن؟ ونسأل المؤيدين للإنقلاب على مدار الأربعة شهور الماضية لماذا لاتخرجون من الدائرة التي وضعتم انفسكم فيها بالتمجيد والتفخيم في شخص العظيم السيسي الذي أنقذكم من براثن أعداء الوطن، وتسألونه عن خارطة طريقه التي وضعها عشان تشوفوا مصر بحسب ما قال (مصر أم الدنيا وهاتبقي قد الدنيا)..هل رأيتم حجمها الآن بقت قد الدنيا أم لا؟ ياسادة القصة ليست التخلص من نظام وقدوم غيره مهما كانت الوسيلة بل القصة كيف تواجه المشاكل وتسارع بحلها ويشعر الشعب معك بالأمان السياسي والاقتصادي والأمني،بأنك بالفعل تسير وفق خطط واضحة تظهر نتائجها عاجلاً أم آجلاً..وهو ما لم يتحقق في عهد السيسي ومؤيديه، بل فقط كل ما يتحقق لت وعجن يومي في الإعلام برفع درجة الاستقطاب إلى أعلى نسبة لها ضد الإخوان،وتصوير الوضع بأنه حرب بين الوطن وعدو يقف دون تقدمه ورفاهيته،..فعلى الجميع أن يعلم أن الحلول الأمنية لن تجدي في الحالة التي عليها الوضع القائم مهما مهد الاعلام واقنع الغلابة بأنها مسألة وقت ليس إلا..!، فالوقت يمر والاقتصاد يتراجع والمشاكل تتفاقم فمليارات الخليج التي حصلت عليها حكومة الببلاوي لن تكون أبداً الحل السحري للتراجع الذي عليه مصر،فالأمر يحتاج لحلول سريعة، بوضع كل الأمور المتعلقة على الطاولة والتشاور حولها وتقديم كل ما يثبت حسن النية من جميع الأطراف إذا ردتم بحق أن تخدموا هذا البلد، فالبطولة ليست على بني وطنك البطولة الحقيقية كيف تنهض بوطنك.