" بكري ": كل ما يتردد حول إبراهيم العرجاني شائعات ليس لها أساس من الصحة    مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 17 مايو في محافظات مصر    «واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن والمرافق العامة» .. موضوع خطبة اليوم الجمعة    محافظ جنوب سيناء يبحث مع رئيس الجهاز المركزي للتعمير عددًا من المشروعات    مدارس النصيرات بغزة في مرمى نيران الاحتلال ووقوع شهداء    فصائل عراقية تعلن استهدف موقع إسرائيلي حيوي في إيلات بواسطة الطيران المسير    جهاد جريشة: لا بد من محاسبة من تعاقد مع فيتور بيريرا.. ويجب تدخل وزرارة الرياضة والرابطة    وليد عبدالوهاب: نهائي الكونفدرالية سيكون تاريخيا..وجاهزين بالسعة الكاملة لاستقبال الجماهير    سيد عبد الحفيظ ل أحمد سليمان: عايزين زيزو وفتوح في الأهلي (فيديو)    بعد اختفائه 12 يومًا.. العثور على جثة الطفل أدهم في بالوعة صرف بالإسكندرية    برج الجدى.. حظك اليوم الجمعة 17 مايو: "جوائز بانتظارك"    أحمد السقا يكشف عن مفاجأة لأول مرة: "عندي أخت بالتبني اسمها ندى"    شريف الشوباشي: أرفض الدولة الدينية والخلافة الإسلامية    محافظ الغربية: تقديم الخدمات الطبية اللائقة للمرضى في مستشفيات المحافظة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الجمعة 17 مايو 2024    كارثة تهدد السودان بسبب سد النهضة.. تفاصيل    تركيب المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلي بمفاعل محطة الضبعة النووية    عاجل - واشنطن: مقترح القمة العربية قد يضر بجهود هزيمة حماس    براميل متفجرة.. صحفية فلسطينية تكشف جرائم إسرائيل في غزة    انقسام إسرائيلي حول غزة يعقد سيناريوهات إنهاء الحرب    الدراسة بجامعة القاهرة والشهادة من هامبورج.. تفاصيل ماجستير القانون والاقتصاد بالمنطقة العربية    براتب 1140 يورو.. رابط وخطوات التقديم على وظائف اليونان لراغبي العمل بالخارج    عيار 21 الآن في السودان وسعر الذهب اليوم الجمعة 17 مايو 2024    برشلونة يعزز وصافة الدوري الإسباني بانتصار على ألميريا    طارق مصطفى: استغللنا المساحات للاستفادة من غيابات المصري في الدفاع    حسين الشحات : نحترم تاريخ الترجي ولكننا نلعب على الفوز دائما    بهذه الطريقة.. اضبط تردد قناة كراميش 2024    شروط الحصول على المعاش المبكر للمتقاعدين 2024    ترقب المسلمين لإجازة عيد الأضحى وموسم الحج لعام 2024    بعد ساعات من انتشار الفيديو، ضبط بلطجي الإسماعيلية والأمن يكشف ملابسات الواقعة    حالة الطقس اليوم على القاهرة والمحافظات    ماذا قالت نهاد أبو القمصان عن واقعة فتاة التجمع وسائق أوبر ؟    قوات الإنقاذ تنتشل جثة مواطن سقط في مياه البحر بالإسكندرية    سعر الفراخ البيضاء والبيض البلدي بعد ارتفاعه الجمعة 17 مايو 2024    بعد الانخفاض الأخير لسعر كيلو اللحمة البلدي.. أسعار اللحوم اليوم الجمعة 17-5-2024 في الأسواق    ورشة عمل إقليمية تحت عنوان «الذكاء الاصطناعي مدخلاً لإعادة هندسة منظومة التعليم»    للرجال على طريقة «البيت بيتي».. أفضل طرق للتعامل مع الزوجة المادية    رد ناري من شريف الشوباشي على يوسف زيدان بعد تصريحاته عن طه حسين (فيديو)    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    كلمت طليقى من وراء زوجي.. هل علي ذنب؟ أمين الفتوى يجيب    المظهر العصري والأناقة.. هل جرَّبت سيارة hyundai elantra 2024 1.6L Smart Plus؟    كمال الدين رضا يكتب: الكشرى والبط    اسكواش - خماسي مصري في نصف نهائي بطولة العالم    مصر ترفض مقترح إسرائيلي بشأن معبر رفح    ميلاد الزعيم.. سعيد صالح وعادل إمام ثنائي فني بدأ من المدرسة السعيدية    بعد عرضه في «كان» السينمائي.. ردود فعل متباينة لفيلم «Megalopolis»    «السياحة» تلزم شركات النقل بالسداد الإلكتروني في المنافذ    تعرف على.. آخر تطورات الهدنة بين إسرائيل وحماس    كاميرا ممتازة وتصميم جذاب.. Oppo Find X7 Ultra    بنده السعودية.. أحدث عروض الهواتف المحمولة حتى 21 مايو 2024    الأمير تركي بن طلال يرعى حفل تخريج 11 ألف طالب وطالبة من جامعة الملك خالد    طريقة عمل بيكاتا بالشامبينيون: وصفة شهية لوجبة لذيذة    للحفاظ على مينا الأسنان.. تجنب تناول هذه الفواكه والعصائر    تنظم مستويات السكر وتدعم صحة العظام.. أبرز فوائد بذور البطيخ وطريقة تحميصها    لراحة القلب والبال.. أفضل دعاء في يوم الجمعة «اللّهم ارزقني الرضا وراحة البال»    نتيجة الصف الرابع الابتدائى الترم الثانى.. موعد وطريقة الحصول عليها    لا عملتها ولا بحبها ولن نقترب من الفكر الديني.. يوسف زيدان يكشف سر رفضه «مناظرة بحيري ورشدي»    أعطيت أمي هدية ثمينة هل تحق لي بعد وفاتها؟.. أمين الفتوى يوضح    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"العفو الدولية":الانقلاب يحتجز أكثر من 250 من مؤيدى الشرعية فى أماكن مجهولة.. واعتداءات جنسية ولفظية تتعرض لها النساء فى السجون
نشر في الشعب يوم 05 - 11 - 2013

قوات الأمن المصرى تملك سجلًا سيئا فى استخدام القوة والعنف بحق المتظاهرين فى الميادين وفى السجون
ضابط شرطة يعذب الألتراس إحنا اللى قتلناكوا فى بورسعيد.. وهنقتلكوا هنا!!
لم نسمع لها صوتا ولم تحرك ساكنا اتجاه ما يحدث من انتهاكات ضد الإنسان فى مصر... لم ينجُ منها الكبير أو الصغير نساء أو أطفالا فأصبحت شيطانا أخرس فى وجه الانقلاب.. إنها منظمات حقوق الإنسان المصرية التى باعت ضمائرها وتناست الدور المنوط بها فى الدفاع عن حرية وكرامة الإنسان.
وعلى الرغم من انضمام مصر إلى الكثير من المعاهدات التى تحمى حقوق الإنسان إلا أنها تعانى مع غياب ذلك، فانضمامها إلى هذه المعاهدات الدولية يعتبر انضماما شكليا ولا يتم العمل ببنود تلك المعاهدات، وتعانى مصر من تلك الانتهاكات منذ ثورة يوليو؛ فأشهر ما يميز فترة حكم الرئيس جمال عبد الناصر، هو ما كان يتم فى السجون من انتهاكات وممارسات الأجهزة الأمنية للقمع، وخاصة تحت ظل قانون الطوارئ، وذلك نظرا لانشغال جهاز المخابرات المصرى بالشأن الداخلى عن واجباته تجاه بحث الشأن الخارجى والعدو المرابض على الحدود وتحركاته.
انتهاكات لا تتوقف
وتتم انتهاكات حقوق الإنسان بصورة دورية فى الأقسام والمعتقلات السياسة، إلا أنه تزداد حدته كلما ازداد الحراك السياسى فى الشارع المصرى، مثل حركة الشارع فى 18 و19 يناير عام 1977 وانتفاضة عساكر الأمن المركزى عام 86 وما تبعها من مقتل عدد من عساكر الأمن المركزى لإنهاء تلك الانتفاضة، وما جرى فى المعتقلات أثناء محاربة الحركات الجهادية فى التسعينيات، وازدادت حدة التعذيب فى السنوات العشر الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، أشهر حادثتى تعذيب فى عهد مبارك هى حادثة خالد سعيد وحادثة سيد بلال، وهما من أهم أسباب قيام الثورة المصرية فى 25 يناير، ورغم أن أحد أهم مطالب الثورة هو إيقاف التعذيب فى الأقسام والمعتقلات، إلا أن عمليات التعذيب وانتهاك حقوق الإنسان قد استمرت ولم تتوقف، وتوجد الكثير من حوادث انتهاكات الجماعية، مثل ما حدث فى المتحف المصرى فى 9 مارس 2011، وقد فتح حكم المجلس العسكرى فيما بعد الثورة الباب على مصراعيه بعرض المدنيين للمحاكمات العسكرية، ولم يتوقف الأمر عند المحاكمات العسكرية للمدنيين فقط، بل تجاوز ذلك بكثير، فقد تعرض أغلب المقبوض عليهم لعمليات تعذيب شديدة، ليظهر مصطلح جديد على الحياة المصرية وعلى مجال انتهاكات حقوق الإنسان بعد أن اعترفت قيادات فى الجيش المصرى بإجراء كشوف عذرية للسيدات أثناء التحقيق معهن، وبعد انقلاب 30 يوليو زادت وتيرة التعذيب وانتهاكات حقوق الإنسان بصوره لم تشهدها لها مصر من قبل.
سيارة الترحيلات
وقد أظهرت حادثة سيارة الترحيلات التى راح خلالها 38 شهيدا مدى بشاعة وعنصرية وانتهاكات حقوق الإنسان فى مصر؛ حيث أكد السبعة الناجون من المجزرة فى أقوالهم بالتحقيقات أنهم تم نقلهم داخل سيارة واحدة وصل عددهم 44 متهما داخلها، وفوجئوا عقب وصولهم سجن أبو زعبل تنفيذا لقرار النيابة العامة بحبسهم 15 يوما بقوات الشرطة تعتدى على زملائهم بأول السيارة بجوار الباب بالضرب، ثم قام الضابط المسئول عن المأمورية بإلقاء قنبلة غاز داخل السيارة وإغلاق بابها، وفى مشهد غير إنسانى رفض الاستجابة إلى توسلاتهم وصرخاتهم بفتح الباب واكتفى بالانتظار والفرجة بجوار زملائه من المسئولين عن المأمورية وضباط سجن أبو زعبل، الذين رفضوا التدخل وحماية السجناء وانتظروا حتى تأكدوا من مصرع كل الموجودين بالسيارة، ثم قام بفتح بابها وقاموا بفرز الجثث وفوجئوا بأننا على قيد الحياة، فقاموا بنقلنا إلى المستشفى للعلاج ونقل الجثث إلى مشرحة المستشفى.
وقال بعض السجناء فى أقوالهم كشهود عيان على الواقعة أنهم تشبثوا بشبابيك السيارة من أجل الاستنجاد بالضباط، وأكدوا أنهم يموتون ولكن لم يتدخلوا لإنقاذهم وتساقط زملاؤهم واحدا تلو الآخر مغشيا عليه، ولفظوا أنفاسهم الأخيرة فى دقائق،
وتوضح الفيديوهات التى نشرت للجثث الضحايا آثار التعذيب الواضحة على أجسادهم، وهو ما يكشف إلى مدى وصلت حقوق الإنسان فى مصر
كنديان يفضحان جرائم الانقلاب
وفى حادثة أخرى كشفت روايات المواطنين الكنديين "طارق اللوباني" و"جون جريسونوف، اللذين اعتقلا فى مصر من ميدان رمسيس وألقى بهما فى سجن طره وأطلق سراحهما بعد ضجة أثيرت فى البرلمان الكندى وتدخل الحكومة هناك لإطلاق سراحهما عن جرائم تعذيب بشعة داخل السجون تقوم بها قوات الانقلاب وارتكاب جرائم بشعة ليس فقط لحقوق الإنسان وإنما جرائم إبادة وتعذيب بشعة.
السجينان رويا كيف عادت ممارسات الشرطة المصرية إلى نفس ما كانت عليه قبل ثورة يناير إن لم يكن أسوأ، وأن مصر تحولت إلى فوضى ودم واستباحة للأرواح وجنون وهذيان سياسى وأمنى وقانونى.
وبعد أن أثارت قضيتهما ضجة كبيرة فى البرلمان الكندى وهدد البرلمان الحكومة بعظائم الأمور لأن مواطنين اعتقلا عبثا فى القاهرة.
وعندما أفرج عنهما رويا للإعلام الكندى مشاهد التعذيب والمعاملات الوحشية التى تقوم بها الشرطة المصرية مع المعتقلين والحياة التى لا تتصل بالآدمية بأى سند فى السجون المصرية.
وحشية التعذيب
ونقل الاثنان صورة تضع مصر فى مصاف البلاد الوحشية التى لم تمر عليها حضارة ولا عرفت شيئا اسمه الإنسان وحقوقه. قال جريسون، إنه عقب وصوله إلى سجن طره تعرض للضرب والركل حتى حُفرت إحدى الكدمات على ظهره، وكذلك صديقه اللوبانى تعرض لذات المعاملة الوحشية.
وأضاف، "أنهما كانا يتخذان الوضع الجنينى لحماية أنفسهما من الضرب، وأنه ظل يشعر بالألم لحوالى أسبوع"، مشيرًا إلى مدى ضيق الزنزانة للدرجة التى جعلتهم ينامان ملتصقين ببعضهما البعض.
وعندما وصل الكنديان إلى سجن طره، تعمد الحراس ترك عدد كبير من المساجين داخل الشاحنة المكتظة حتى يتألموا بفعل درجة الحرارة المرتفعة من شمس القاهرة الحارقة، وكان أحد المساجين على وشك الدخول فى غيبوبة قبل أن تُفتح أبواب الشاحنة فى نهاية المطاف.
فيما قال اللوبانى إن المشهد خارج الشاحنة كان مخيفًا، حيث وقف صفان من رجال الشرطة المسلحين بالهراوات والعصا الكهربائية وضربوا الناس، وعقب ذلك بقليل تعرضا للإهانات التى أخلفت كدمة فى ظهر جريسون.
وأضاف: كانت الظروف فى الزنزانة «مروعة»، فكان ينام 38 مسجونا على الخرسانة وبينهم صنبور واحد فقط، وبحسب قول اللوبانى كانت الرعاية الطبية «يرثى لها»، فقد وصل أحد المساجين وإحدى قدميه مصابة بكسر لم يتم علاجه لمدة ثلاثة أسابيع حتى تدهورت الحالة وتم بتر القدم!
ألمانى يحكى مأساته
وقد نشر صحفى ألمانى أيضا واقعة تعذيب له أثارت ضجة كبيره فى الصحف الغربية، وهو الصحفى الألمانى سيباستيان باكهاوس الذى تعرض للاعتقال فى ميدان التحرير فى نفس يوم مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، لكنه نجا من الموت على أيدى الشرطة؛ لأنه ألمانى.. فى حين واجه من رافقوه مصيرهم المحتوم لأنهم مواطنون مصريون!
ويقول فى شهادته التى نشرتها الصحف الألمانية "العبء يزول عن كاهلك عندما تدرك أنك لن تحترق حتى الموت فى سيارة ترحيلات تابعة للشرطة المصرية، لكن على الرغم من ذلك، مشاهدة محاولة اغتصاب بعد ذلك بلحظات يريك مباشرة حقيقة الوضع الذى تعيشه، وهو -فى حالتى- أنك سجين فى القاهرة أثناء أكثر الاشتباكات دموية فى تاريخ مصر الحديث، وعندها علمت أننا سنقضى الليلة فى قسم الشرطة
يتابع سباستيان أعطونا قطعة جبن ضئيلة جدا، كما أجبرونا على الاستماع طوال الليلة التى لم ننمها لصرخات قادمة من الدور السفلى (لأشخاص يُعذبون على ما يبدو). صباح اليوم التالى انتظرنا اتصالا ممثل السفارة، إلا أننا لم نعثر له على أثر، طلب صديقى استخدام الحمام، وفجأة وجدنا الجنود يدفعوننا، لا إلى الحمام، ولكن إلى الدور السفلى الذى كانت أصوات الصراخ تأتى منه طوال الليل. أوقفنا الجنود فى ردهة تطل على أربعة أبواب لا تحجب عنا رائحة العرق «الشرسة» التى تأتى من خلفهم، وفجأة فُتحت أبواب ثلاثة، رأينا خلف كل واحد منها زنزانة مساحتها تقارب 15 مترا مربعا، وبكل واحدة عددا غير محدود من المساجين الذين يقبعون فى ظلام دامس. لم تكن هناك نافذة فى أى من الزنازين.
التحرش بالنساء
ذهبوا بنا لقسم بوليس آخر، لم نظل هناك طويلا، وبعدها تحركنا فى سيارة أخرى مع تسعة سجناء، وعندما ركبنا فى السيارة كانت هناك امرأة شابة معنا، وبعد دقائق من تحركنا بدأ الرجل الجالس أمامها بالتحرش بها جسديا. بدأت وصديقى بالصراخ محتجين، لكنه لم يلتفت إلينا. ظل الرجل يحاول أن يمسك بقدميها، وبعدها أمسك بصدرها، ثم حاول أن ينزع عنها حجابها، ثم أمسك برأسها بعنف صادما إياه بجدار السيارة، وبعد أن أدرك أنه لن يستطيع أن يحصل منها على ما يريد، بدأ يضربها بشكل عنيف ويائس.
تعذيب أعضاء الأولترس
وفى سياق متصل نشر مركز النديم لتأهيل ضحايا التعذيب 3 شهادات تكشف تعرض أعضاء الأولترس للتعذيب بمطار القاهرة، الذين ذهبوا إلى مطار القاهرة، لاستقبال فريق النادى الأهلى لكرة اليد، مؤكدا أن قوات الداخلية هاجمت واعتدت وأصابت واعتقلت 130 من شباب الألتراس، ثم أطلقت سراحهم، وأبقوا على 25 منهم لا يزالون فى السجون.
وجاءت الشهادة الأولى لأحد الضحايا -رفض ذكر اسمه- بدأها قائلا: "كنا ننتظر لاعبى الأهلى عند المطار القديم، صالة 1، وحدثت مشادة بيننا وبين الأمن، مجهولة السبب، وبعض شباب الألتراس أشعلوا شماريخ، وفوجئنا أن ضابطا أخرج مسدسه وأطلق رصاصا حيا، وجرينا خارج المطار، واعتقل اثنين من أصدقائنا.
ضابط: إحنا اللى قتلناكم فى بورسعيد
عند الكمين تم تفتيش الميكروباص وطلعنا برة وأخد بطايقنا، وأمرونا بالنوم على الأرض على بطننا، وقال لنا: اللى هيبص يمين أو شمال أنا هقتله. جه ظابط قوات خاصة "شرطة"، و25 عسكرى أمن مركزى أخدونا ومشينا حوالى 800 متر، اتلم عليا 3 عساكر، واحد مكتفنى واتنين بيضربونى بالعصيان طول الطريق، والضابط معاه بندقية الغاز بيضربنى بسلاح البندقية".
وبدأ يشتمنا وقال: "إحنا اللى قتلناكوا فى بورسعيد، وإحنا اللى هنقتلكوا هنا"، ولم تختلف الشهادة الثانية والثالثة كثيرا عن الشهادة الأولى، عبروا فيها عن همجية الشرطة وتعاملها الوحشى، ولم تختلف الشاهدة الثانية والثالثة كثيرا فى توثيق همجية ميليشيات الانقلاب فى التعامل معهم.
إدانة منظمة العفو
وقد أدانت منظمه العفو الدولية أشكال العنف والتعذيب التى يتعرض لها معارضو الانقلاب العسكرى، قالت نائبة مدير برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمنظمة العفو الدولية " حسيبة حاج صحراوى " تمتلك قوات الأمن المصرى سجلًا سيئا فى استخدام القوة غير المتناسبة بحق المتظاهرين. وإن استخفاف السلطات الكامل بالمعايير الدولية المتعلقة بالاستخدام المشروع للقوة ليشير إلى مدى استعدادها لقمع أنصار مرسى وبأى ثمن.
وفى تقريها الصادر بتاريخ 12 سبتمبر، قالت منظمة العفو الدولية إن عشرات من المعتقلين الذين قبض عليهم عقب فض اعتصامين كبيرين مؤيدين لمرسى فى القاهرة، قد حرموا من حقوقهم القانونية الأساسية.
وقامت المنظمة بتوثيق عدة حالات حرم فيها المحتجون من الاتصال على وجه السرعة بالمحامين والأقارب، أو من فرصة الطعن فى قانونية اعتقالهم عقب القبض عليهم.
وقد اعتقلت قوات الأمن ما لا يقل عن 3,000 شخص، معظمهم من مؤيدى أو أعضاء الإخوان المسلمين، منذ 3 يوليو، وفقًا لمن وكّلوهم من المحامين.
عدم رعاية المرضى
فى ميدان رمسيس يوم 16 أغسطس تم اعتقال أكثر من 80 شخصًا بينهم 77 رجلًا وثلاث نساء. واحتجز هؤلاء لما لا يقل عن 14 يومًا فى قسم شرطة حدائق القبة- فى زنزانتين صممت كل واحدة منهما لاستيعاب 20 سجينًا فى الحد الأقصى، واحتجزت النساء وحدهن بصورة منفصلة.
وكانت بينهن امرأة كسرت ساقها واحتجزت لأربعة أيام دون أن تنقل إلى المستشفى أو يسمح لها بأن تُعرض على طبيب. ورُفضت طلباتها للحصول على المعونة الطبية لها بصورة متكررة. ولم تُنقل إلى المستشفى إلا بعد فترة كبيرة.
اختطاف المواطنين
وقد علمت المنظمة كذلك أن هناك ما لا يقل عن 250 شخصًا محتجزون فى "معسكر السلام للأمن المركزى" فى القاهرة، وهو مركز احتجاز غير رسمى، ما يشكل انتهاكًا لحقوقهم.
ولا يزال 30 شخصًا قبض عليهم أثناء أعمال العنف التى جرت بالقرب من محكمة شمال الجيزة، فى الجيزة، فى 16 أغسطس محتجزين فى أماكن غير معلومة.
وطالبت المنظمة قوات الأمن والنيابة العامة تقديم معلومات دقيقة تحدد أماكن اعتقال من يحتجزون فى أماكن غير معلومة دون إبطاء.
تعذيب الصحفيين
كما كشفت حركة صحفيون ضد التعذيب، عن واقعتى انتهاك ضد الزميلين محمد الجباس، مراسل شبكة يقين، ومحمد صبيح، الصحفى بجريدة الفجر، من قبل قوات الأمن بالاستعانة ببلطجية وخارجين عن القانون.
بدأت الواقعة الأولى، أثناء تغطية "الجباس"، مسيرة لمعارضى الانقلاب العسكرى، من المهندسين إلى أن وصلت شارع التحرير، فى حى الدقى، عندما بدأت قوات الأمن التعامل مع المسيرة لتفريقها بقنابل الغاز المسيل للدموع، وتفرقت المسيرة فى الشوارع الجانبية.
وأوضح "الجباس"، فى شهادته ل"صحفيون ضد التعذيب"، أنه اختبأ مع عدد من المتظاهرين فى أحد المبانى اقتحمته قوات الأمن، وقبضت على الإخوان، واعتدت عليه بالضرب، وعندما أبرز هويته الصحفية، قال له ضابط: "صحفى إيه يا ابن...."، وتجمع حوله أمناء الشرطة والضابط، وهو ملقى على الأرض، وضربوه ضربا مبرحا، وأمروه بالنوم على وجهه ويده خلفه مثل باقى المتظاهرين، مشيرا إلى الاعتداء عليهم من قبل بلطجية بالجنازير، فصرخ "أنا صحفى أنا صحفى"، فسحبه جندى وأخبره "متخافش مش هاخلى حد يضربك"، وبعدها أعطوه الحقيبة وبها معدات التصوير، واستقل سيارة الترحيلات إلى قسم الدقى، وأفرجوا عنه من هناك، بعد سرقة كل الموبيلات والكارنيهات، وتركوا له معدات التصوير.
الشرطة والبلطجية إيد واحدة
فيما حدثت الواقعة الثانية التى أعلنتها الحركة، عندما اعتدى بلطجية وخارجون عن القانون على معتز صبيح، الصحفى بجريدة الفجر، أثناء تغطيته اشتباكات يوم الأحد الموافق 6 أكتوبر، بشارع التحرير، بحى الدقى، حيث أمسكوا به أثناء تصويره الاشتباكات التى وقعت بين الطرفين، وأبرز "صبيح" ما يثبت أنه صحفى، فقاموا بتمزيق التفويض الخاص به، وأشهروا فى وجهه السنج والشوم والأسلحة البيضاء، وهدده أحدهم بالقتل إذا شاهده مرة أخرى يصور الأحداث، ثم أطلقوا سراحه.
وأكد "صبيح"، لحركة صحفيون ضد التعذيب، أنه استنجد بلواء شرطة متواجد فى موقع الاشتباكات، فقال له اللواء "أنا ممنعتكش من التصوير، ودى مهنة البحث عن متاعب استحملو، احمى نفسك"، وفتح الزميل الكاميرا الخاصة به دون علمهم، وسجل لقطات الاعتداء عليه وحواره مع لواء الشرطة.
انتهاكات ضد المرأة
لم تعد الانتهاكات بعد الانقلاب للرجال فقط؛ بل تتعرض المرأة والفتاة المصرية لانتهاكات لحقوقهن فى الرأى والتعبير بسبب موقفها الرافض للانقلاب سواء كانت بالغة أو قاصرة أو طالبة، ما اعتبره متخصصون ظاهرة غير مسبوقة على المجتمع المصرى، فلم تعد المرأة خطا أحمر، فى ظل صمت مخز من المجلس القومى للمرأة والمجلس القومى لحقوق الإنسان، ومنظمات حقوق المرأة التى تتشدق بالحريات، ولم تتحرك للدفاع عنهن وهن يتعرضن للاعتقال والاحتجاز والسب والضرب.
ولم يكن الاعتداء على فتيات من بلطجية بمعهد الطاروطى الثانوى الأزهرى بمدينة فاقوس الأول من نوعه ذلك أثناء تنظيمهم لتظاهرة لرفض الانقلاب تم بعد ذلك الاعتداء عليهن
حرائر مصر فى وجه الطغيان
فقد سبق قتل أربعة نساء فى أحداث شارع الترعة بمدينة المنصورة والمعروفة بمجزرة حرائر المنصورة والتى قتل فيها البلطجية الشهيدات هالة أبو شعيشع، آمال فرحات، وفريال الزهيرى، دكتورة إسلام عبد الغنى، واستشهد غيرهن بمجازر الحرس الجمهورى ومجازر الفض 14 أغسطس وليس حولهن إحصاء دقيق حتى الآن، وتم اعتقال يوم 16 أغسطس بأحداث مسجد الفتح ورمسيس اعتقلت 240 سيدة وفتاة، واعتقلت شيماء عوض برفقة عدد آخر من النساء، منهم هبة زكريا مراسلة وكالة الأناضول، وشيماء منير، الإعلامية بشبكة نبض الإخوان، والدكتورة حنان أمين, أستاذ بكلية طب الزقازيق، بالإضافة إلى اعتقال 7 من الطالبات لمجرد رفعهن إشارة رابعة.
وقالت هدى عبد المنعم أحد مؤسسى حركة نساء ضد الانقلاب والناشطة الحقوقية إنه لا يوجد إحصاء دقيق حتى الآن عن عدد النساء والفتيات ممن استشهدن أو اعتقلن أو تعرضن لانتهاكات لحقوقهن بشكل عام؛ لأن هناك صعوبة فى الوصول لمعلومة وهناك تعتيم بهذا الشأن عموما، ولكن الحقيقة الواضحة وقوع انتهاكات كبيرة فى مجال حقوق المرأة والفتيات القصر والطفلة بشكل متصاعد وبشكل يتنافى مع القانون وحقوق الإنسان المقررة للمرأة بالدستور المصرى الذى تم الانقلاب عليه.
كما يتم الآن انتهاك حرمة البيوت أثناء الاعتقال منها أثناء اقتحام دلجا وكرداسة، وهناك تعرض بالضرب والإهانة لنساء وسب بأفظع الألفاظ للنساء اللاتى لم يجدوا أزواجهن.
حركة 7 الصبح
وفى واقعة جديدة تضاف إلى سجل همجية الانقلاب وعدم مراعاته لقيم المجتمع تعرضت 22 فتاة ينتمين لحركة ال"7 الصبح"، التى تهدف للقيام بمظاهرات فى الساعة السابعة من الصباح قبل دخول التلاميذ المدارس، قام الأمن باعتقالهن الخميس فى الإسكندرية، قبل أن يفرج عن أحدهن لصغر سنها إلى كافة أشكال التعذيب والضرب والسحل.
وقامت مجموعه ممن نجين من الاعتقال لكشف تفاصيل ما حدث للفتيات بنبرة تملؤها الحسرة على ما وصل إليه حال البلد، عقب الإطاحة بالرئيس محمد مرسى فى يوليو الماضى.
شهودعيان
وتروى إحداهن وتدعى "سنية إبراهيم" قائلة: "الساعة 7 الصبح كان فيه وقفة لمجموعة شباب وبنات حركة 7 الصبح، زى كل الوقفات الشبابية هتافات ضد اعتقال الطلبة وقتل الشهداء، وقفنا حوالى 20 دقيقة بالكثير فى سيدى بشر وافترقنا".
وتضيف: "ثم تقابلنا تانى فى رشدى ش أبوقير وقفنا 10 دقائق هتفنا وبعدين اتحركنا لشارع سوريا، الشارع الذى يربط شارع أبوقير بالكورنيش، ومشينا فيه كان عددنا كبير مقارنة بأننا كلنا شباب، وفى آخر شارع سوريا واحدة من المسوخ اللى ساكنة هناك حدفت زجاج بايريكس اتكسر خلفى!
وقالت: "لقيت البنت اللى خلفى بتصرخ من الألم!! وبعدها بدقائق الجيش والشرطة جريوا ورانا بالعصيان فى ستانلى، طبعا البنت دى مقدرتش تتحرك أصلا لأن الزجاج دخل فى رجلها ودى أول واحدة اعتقلوها الكلاب"!!
وأضافت: "وعرفت بعدها أن البطلة دى اسمها علا علاء، لما وصلنا ستانلى كانت الداخلية وصلت وبدأت تجرى ورانا، الحمد لله إنى كنت مع 3 من صحابى فى أول المسيرة، فخدناها جرى طول كوبرى ستانلى وبعدين عدينا ناحية الشوارع وفضلنا نجرى حتى سابا باشا وقعدنا ندخل فى وسط الشوارع الجانبية ونلف لغاية ما بعدنا عنهم الحمد لله".
وتابعت: "البنات اللى كانت فى الآخر الشرطة فضلت تجرى وراهم ولما الشباب كان بيحاولوا يحموهم، الشرطة كانت بتسيب الشباب وتضرب البنات!!! البنات اللى ملحقتش تجرى أو اللى دخلت فى جراج أو مدخل عمارة اعتقلوهم، اللى نجوا من الاعتقال هما للى قدروا يجروا منهم!.
أين الرجولة؟
وتقول إحدى المعتقلات عقب الإفراج عنها وتدعى "بسنت وتبلغ 13عاما": "إن المخبرين اللى مسكونى سحلونى وضربونى على دماغى وكانوا بيعملوا كده مع كل البنات وكثير منا كانوا فاقدين الوعى، المخبر أخد كل الفلوس اللى معايا قبل ما نوصل المديرية وكانوا بيجرونا لحد ما ندخل البوكس بالغصب".
وعن التحقيق قالت: "اللى بيحقق معايا قاللي: إنتى نازلة ليه قولتله بكل ثبات وثقة عشان انتو اغتصبتوا الوطن وده مش من حقكوا وأنا مش عايزة حكومة الطراطير بتاعتكو وكان رد فعله إنه كان بيضحك!! وتضيف أن "البنات اللى جوا ثابتين جدا وصامدين ومكملين".
ويظل مسلسل التعذيب والقتل مستمرا وبقوة خاصة بعد انقلاب يوليو الدموى الذى قضى على مكتسيات ثورة يناير وما كانت تسعى إليه من حرية ومحافظة على حقوق الإنسان وصون كرامته من أى عبث.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.