انتهت حقبة الرئيس الكوبي التاريخي فيدل كاسترو التي استمرت إلى ما يقارب نصف قرن رسمياً السبت باختيار المجلس الوطني شقيقه راؤول كاسترو خلفاً له. وجاء اختيار راؤول، 76 عاماً، الذي تولى رئاسة البلاد بالإنابة لأكثر من عام ونصف العام، طبقاً للتوقعات وعقب خمسة أيام من إعلان الزعيم الكوبي المخضرم العليل التنحي عن المنصب في رسالة نشرتها صحيفة غرانما الرسمية. وأعلن رئيس البرلمان الكوبي ريكاردو ألاركون نتيجة التصويت في البرلمان وسط تصفيق نوابه وابتسامات راؤول ذي ال76 عاما. وفي خطابه الأول أمام البرلمان، أعلن راؤول أنه سيتحمل مسؤولية خلافة شقيقه فيدل على رأس الدولة، لكنه سيستمر في استشارته في القرارات الكبرى. وقال الرئيس الكوبي الجديد سأتحمل المسئولية التي أوليت إياها مع الاقتناع بأن قائد الثورة الكوبية واحد، فيدل هو فيدل كما نعلم جميعا، فيدل لا يمكنالحلول مكانه. وأضاف وحده الحزب الشيوعي يستحق أن يرث الثقة التي منحه إياها زعيمه. رفع القيود وأعلن الرئيس الكوبي الجديد أنه سيرفع اعتباراً من الأسبوع المقبل بعض القيود عن الاقتصاد التي تعيق عمل الكوبيين ولكنه لم يعط إيضاحات إضافية. وقال في كلمة بعد انتخابه خلال الأسابيع المقبلة سوف نبدأ برفع القيود التي كان هدف الكثير منها الحول دون حصول عدم مساواة جديدة في زمن النقص بالموارد في إشارة إلى بعض القيود الاقتصادية التي تطال الكوبيين. وكان القطاع الخاص قد الغي برمته تقريبا منذ العام 1968. ومن دون أن يوضح طبيعة الإجراءات الاقتصادية، أضاف راؤول كاسترو إن إلغاء قيود أخرى يتطلب المزيد من الوقت لأن ذلك يتطلب دراسة بالعمق وتحقيق تغييرات في القوانين. وفي أول رد فعل رسمي للولايات المتحدة على تعيين راؤول كاسترو، اعتبرت وزارة الخارجية الأمريكية على لسان المسئول عن ملف أمريكا اللاتينية توم شانون الأحد أن تعيين راؤول كاسترو رئيسا لكوبا يمثل قوة تغيير لكوبا. وقال هناك إمكانية وقوة للتغيير في كوبا ولكن هذا التغيير يجب أن يأتي من الداخل. وأشار إلى أنه التغيير الأول للزعامة السياسية الذي تشهده الجزيرة منذ حوالي نصف قرن معتبرا أنه أمر مهم. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ناشدت في وقت سابق النظام الكوبي مباشرة ما أسمته عملية تغيير ديمقراطي سلمي. وقالت رايس في بيان نحض الحكومة الكوبية على مباشرة عملية تغيير ديمقراطي سلمي عبر الإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين واحترام حقوق الإنسان وانتهاج طريق الانتخابات الحرة والعادلة بوضوح. وأضافت نحض أيضا المجتمع الدولي على العمل مع الكوبيين للمباشرة في بناء المؤسسات الضرورية للديمقراطية ودعم المجتمع المدني الكوبي. وقد عقب الرئيس السابق على دعوة الولاياتالمتحدة قائلاً إنهم يدعون في الخارج إلى التغيير، إنني موافق على التغيير لكن في الولاياتالمتحدة، داعيا إلى فتح النار العقائدية على الانتقادات. نواب الرئيس وفي تحرك مفاجئ وغير متوقع، عين الشيوعي المتشدد خوسيه رامون ماشادو فنتورا البالغ من العمر 77 عاما، نائبا أول للرئيس. وانتخب البرلمان نواب الرئيس الأربعة الآخرين وهم القائد التاريخي للثورة خوان ألميدا بوسكي (80 عاما) ووزير الداخلية آبلداردو كولوموي إيبارا (68 عاما). أما النائبان الآخران فهما العضو البارز في الحزب الشيوعي أستيبان لازو هرنانديس (63 عاما) والجنرال خوليو كاساس ريغيرو (71 عاما) الذي كان نائب راؤول بوزارة الدفاع. جندي الأفكار وكان فيدل كاسترو (81 عاما) أعلن الثلاثاء أنه لن يترشح لولاية جديدة بسبب حالته الصحية المتدهورة، بعد 49 عاما قضاها في سدة البلاد. وكتب القائد في كلمة إلى مواطنيه لا أطمح ولن أقبل، أكرر، لا أطمح ولن أقبل منصب رئيس مجلس الدولة ولا قائد القوات المسلحة. وفي رسالته التي أعلن فيها تنحيه قال الرفيق كاسترو -وهو لقبه الجديد بطلب منه- إنه يعتزم الآن أن يصبح جنديا للأفكار. وكتب كاسترو رسالته من جناحه في مستشفى هافانا حيث يواجه صعوبة في التعافي الكامل من نزف خطير في الأمعاء أصابه منذ 19 شهرا.