يواصل الكيان الصهيوني تصعيده العدواني ضد الشعب الفلسطيني والمقاومة الفلسطينية مستخدماً في ذلك كافة وسائله غير الشرعية للضغط على الفلسطينيين بهدف إجهاض المقاومة، وكسر إرادة هذا الشعب الصامد رغم إمعان الاحتلال في تطويقه بكافة أشكال الحصار بما فيها الحصارالاقتصادي . ولكن لم يفلح أي من هذه "التدابير "الانتقامية" التي يتبناها الكيان، في وقف المقاومة في غزة ،مما دفع الصهاينة لحشد أساليبهم الدنيئة معاً،والقيام بالحصار الاقتصادي مع التصعيد العسكري وكذلك التوسع في الاستيطان وإجراءات التهويد جنباً إلى جنب. ففي الوقت الذي يقطع فيه الكيان الإمدادات عن غزة ويحاصرها اقتصادياً،يواصل أيضاً عدوانه العسكري الغاشم على سكان القطاع ويستهدف المدنيين من النساء والأطفال جنباً إلى جنب مع المقاومة التي يهدد رئيس الحكومة الصهيونية مراراً بتصفيتها واغتيال رموزها وعلى رأسهم إسماعيل هنية رئيس الحكومة الشرعية حماس ،وفي غفلة من هذا يعمل الاحتلال حثيثاً على اتخاذ الإجراءات اللازمة لمشروع استيطاني خطير انتهت مرحلة المصادقة عليه لتهويد البلدة القديمة من القدسالمحتلة. تصعيد عسكري فعلى الصعيد العسكري أسفر القصف الجوي الصهيوني ،الذي استهدف مخرطة حدادة في بناية سكنية في حي الزيتون المكتظ بالسكان في غزة فجر الأحد (10/2)عن إصابة عشرة مواطنين فلسطينيين، غالبيتهم من النساء والأطفال بجروح مختلفة . وأكدت مصادر طبية إصابة عشرة مواطنين غالبيتهم من النساء والأطفال بجروح بعدما أطلقت طائرة حربية صهيوني من نوع "إف 16" أمريكية الصنع، صاروخاً باتجاه ورشة خراطة في بناية شنيورة في حي الزيتون المكتظ بالسكان بغزة. وقال شهود عيان إن القصف دمر الورشة وألحق دماراً كبيراً في المنطقة وتسبب في وقوع إصابات في صفوف المدنيين الذين كانوا في منازلهم نائمين. استشهاد قيادي وتعد هذه الغارة هي الرابعة التي تنفذها قوات الاحتلال خلال ساعة واحدة قبيل منتصف الليل، حيث استشهد قائد ميداني في "كتائب الشهيد عز الدين القسام "، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في جريمة اغتيال جديدة اقترفتها قوات الاحتلال عبر القصف الجوي على رفح (جنوب قطاع غزة) قبيل منتصف ليل السبت / الأحد (9- 10/2). وأكدت مصادر طبية وأمنية لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام" استشهاد القائد الميداني في "كتائب القسام" محمد مطير (23 عاماً) من مسجد "أبو بكر الصديق" في حي البرازيل برفح، بعد استهدافه من قبل طائرات الاحتلال بصاروخ، عندما كان يسير مشياً على الأقدام قرب مسجد خالد بن الوليد في حي السلام برفح (جنوب القطاع). وقالت المصادر إن المجاهد مطير أصيب بجروح خطيرة، حيث تم نقله إلى مستشفى أبو يوسف النجار بالمدينة للمعالجة، قبل أن يعلن عن استشهاده متأثراً بالجراح التي أصيب بها. قصف موقع للقسام وفي وقت لاحق؛ قصفت طائرة حربية صهيونية من نوع "إف 16" الأمريكية الصنع، موقعاً لكتائب القسام في بني سهيلا بخان يونس (جنوب القطاع)، بصاروخ، مما أدى إلى إلحاق دمار كبير دون وقوع إصابات. كما عاودت بعد منتصف الليل طائرات الاحتلال شن غارة ثالثة على رفح، استهدفت منزل عطية أبو نقيرة بأربعة صواريخ في مخيم الشابورة، في حين هرعت سيارات الإسعاف للمكان. بدورها؛ زفت "كتائب القسام"، في بيان عسكري ، الشهيد أبو مطير، وقالت إنه "شارك في الكثير من المهمات الجهادية في صفوف كتائب القسام". ضغوط وتعهدات ويزعم الكيان الصهيوني أن المقاومة الفلسطينية تقوم بتهريب صواريخ وأنواع أخرى من الذخيرة إلى غزة عبر أنفاق من مصر. وكثيرا ما يشن الكيان الصهيوني ضربات جوية على قطاع غزة الذي تسيطر عليه حركة حماس في محاولة لإجهاض المقاومة الفلسطينية من إطلاق صواريخ على جنوب الأراضي المحتلة. لكن الفصائل الفلسطينية في غزة تعهدت بمواصلة هجماتها على الكيان الصهيوني رغم تخفيض الكيان إمدادات الكهرباء إلى القطاع بهدف الضغط على سكان غزة البالغ عددهم 1.4 مليون شخص لحمل حماس على ترك المقاومة و إيقاف إطلاق الصواريخ على جنوب الكيان الصهيوني والتخلي عن القطاع. تشديد الحصار في غضون ذلك خفض الكيان الصهيوني إمداداته من الغاز والكهرباء لقطاع غزة في إطار الاستمرار في فرض عقوبات على الفلسطينيين، وهو الذي ينذر بعودة الظروف الاقتصادية الخانقة التي سادت في قطاع غزة الشهر الماضي إثر قطع الكيان إمدادات الغاز والكهرباء. وفي هذا السياق تظاهر مئات من فلسطينيي ال48 السبت في الناصرة شمال الكيان احتجاجا على الحصار الذي تفرضه الصهاينة على غزة. وجاءت التظاهرة تلبية لدعوة من حركة إسلامية محلية في المدينة وشارك فيها متظاهرون شبان بشكل خاص حملوا فيها صورا لأطفال في غزة. استهداف المقاومة يأتي هذا في الوقت الذي يعزز فيه الكيان لسياسته التصعيدية ضد الفلسطينيين وخصوصاً فصائل المقاومة. فقد عقد رئيس الوزراء الصهيوني ايهود اولمرت اجتماعا مع مجموعة المسئولين الأمنيين لبحث تطورات الموقف في قطاع غزة، وهدد أولمرت في بداية هذا الاجتماع باستهداف قادة حركة حماس قائلا "سنستمر في استهداف كل المنظمات الإرهابية، والمسئولين عنها.. ولن نستثني أحدا". كما دعا وزير الإسكان الصهيوني إلى تصفية قادة الحركة و اعتبر زئيف بويم تصفية القادة السياسيين لحماس في قطاع غزة بمن فيهم إسماعيل هنية رئيس الحكومة الشرعية جزءاً مما أسماه قواعد الحرب. وكان الاحتلال الصهيوني قد اغتال عام 2004 مؤسس حركة حماس وزعيمها الشيخ أحمد ياسين وخلفه عبد العزيز الرنتيسي، لكنه فشل قبل ذلك في اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة حاليا خالد مشعل. عملية عسكرية هذا وقد تزايدت الدعوات في الكيان الصهيوني لتوسيع العمليات العسكرية في قطاع غزة. فقد ارتفعت الأصوات للمطالبة بعملية عسكرية صهيونية واسعة بقطاع غزة لوقف الصواريخ اليدوية الصنع التي تطلقها المقاومة الفلسطينية. وقد زار وزير الدفاع الصهيوني إيهود باراك صباح اليوم بلدة سديروت التي تستهدفها صواريخ المقاومة باستمرار وتعهد بمواصلة العمليات من أجل وقف إطلاق الصواريخ وهدد "برد قاس" على الصواريخ الفلسطينية. تظاهرات واستقبل أهالي البلدة باراك بهتافات معادية وقالوا إنهم سيتظاهرون اليوم في القدس للمطالبة بردّ قاس على الصواريخ التي يتم إطلاقها من القطاع. ويتوقع أن يجري رئيس الحكومة الإسرائيلية إيهود أولمرت اليوم مشاورات مع وزير الدفاع ورئيس الأركان جابي أشكنازي لمناقشة إمكانية شن عملية برية واسعة على قطاع غزة في الوقت الراهن، كما يريد عدد من أعضاء الحكومة. ومنذ سيطرة حركة حماس على قطاع غزة قبل نحو ثمانية أشهر يطالب سياسيون وكتاب صهاينة بهجوم واسع النطاق على قطاع غزة، إلا أن اولمرت فضل اللجوء إلى الغارات الجوية والعمليات الأرضية محدودة النطاق للحد من نشاط المقاومة الفلسطينية دون جدوى. تهويد الدولة وفي غفلة من هذا وبعيداً عن الأضواء والمؤتمرات الصحفية والتفاوضية؛ تعمل الحكومة الصهيونية وبلدية الاحتلال في مدينة القدس بالتعاون مع جمعيات استيطانية ودينية صهيونية في الداخل والخارج على مشروع استيطاني خطير انتهت مرحلة المصادقة عليه لتهويد البلدة القديمة من القدسالمحتلة. وطبقاً للمشروع الصهيوني، فإن الهدف هو السيطرة على المسجد الأقصى المبارك ومقبرة باب الرحمة وباب الأسباط والالتفاف على إدارة الأوقاف الإسلامية لنزع صلاحياتها في المسجد الأقصى المبارك من خلال إدارة مشتركة صهيونية مسيحية (إسلامية) تمكن الصهاينة من دخول المسجد الأقصى المبارك والصلاة فيه وبناء هيكل نموذجي بين قبة الصخرة المشرفة والمسجد الأقصى المبارك. تعزيز السيطرة ويهدف المخطط الصهيوني إلى تعزيز السيطرة اليهودية على القدسالمحتلة وخاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك والأماكن والمقدسات الإسلامية المسيحية وتحويلها إلى مرجعية وإدارة صهيونية تتولى الإشراف عليها وعلى ما يسمى ب (الحوض المقدس) الذي يمتد من حائط البراق إلى باب الساهرة. ويتضمن المخطط العديد من المشاريع الاستيطانية التي تهدف إلى نزع السيطرة عن الأراضي والأوقاف الإسلامية والمسيحية وتحويلها إلى دائرة يجري استحداثها (من قبل الحكومة الصهيونية والبلدية ولجنة تطوير البلدة القديمة ودائرة ما يسمى ب "أراضي إسرائيل" وحاخامات حائط البراق المبكى، لإدارة ما يسمى ب "التراث والتاريخ اليهودي" بإشراك المسيحيين والمسلمين، بحسب المخطط، بما فيها المسجد الأقصى المبارك والكنائس والأراضي التابعة لها في منطقة الصوانة والجثمانية ومنطقة الطور وباب الأسباط والمقبرة الإسلامية وكذلك باب المغاربة وأراضي الأوقاف في السلودحة وساحة باب المغاربة ومنها إلى عين سلوان وحتى باب الساهرة في محيط أسوار المدينة المقدسة". حملة تطهير علي صعيد آخر ومن جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن قرارات حكومة الاحتلال الصهيوني "التصعيدية الخطيرة" ضد قطاع غزة وقرارها باستهداف قيادات الفصائل الفلسطينية بما فيهم رئيس الوزراء إسماعيل هنية، إنما "تعكس طبيعة العقلية الإرهابية التي بات يخطط ويفكر بها الاحتلال". كما لفت الحركة الانتباه إلى أن هذه القرارات تشير إلى "نيته (الاحتلال) ارتكاب مجازر جديدة ضد أهلنا وشعبنا وتحديداً في قطاع غزة، وقيامه بحملة تطهير عنصري لتصفية القضية الفلسطينية وترسيخ مفهوم الدولة اليهودية التي أقرتها قرارات أنابوليس وباريس بعد أن حصل على الغطاء الدولي لإنفاذ خطته". مؤسسة للإرهاب وقال فوزي برهوم، المتحدث الرسمي باسم الحركة، في بيان صحفي له، تلقى "المركز الفلسطيني للإعلام" نسخة منه: "إننا نؤكد في حركة المقاومة الإسلامية "حماس" على أن حكومة الاحتلال الإسرائيلي هي مؤسسة للإرهاب، وإنها تشكل خطراً كبيراً ليس على شعبنا الفلسطيني فحسب؛ إنما على المنطقة برمتها، لا سيّما في ظل حالة الاحتضان والدعم الأمريكي لهذه المؤسسة الإرهابية". وأضاف يقول: "إن هذه القرارات الخطيرة والتي جاءت بعد سلسلة زيارات للمسئولين الأمريكيين للمنطقة تكشف النقاب عن زيف الإدارة الأمريكية التي باتت ترعى الإرهاب وتصدره إلى دول العالم أجمع، وهذا يؤكد أن الإدارة الأمريكية لم تعد تدير الصراع ضد الشعب الفلسطيني وإنما هي شريكة مباشرة في الحرب المعلنة على شعبنا ومقدساتنا وحقوقنا". وتابع برهوم قائلاً: "لذا فإننا نضع العالم أجمع من جديد أمام مسؤولياته تجاه حماية الشعب الفلسطينيين ودعمه من أجل نيل حقوقه وثوابته"، مشيراً إلى أن "الصمت العربي والإسلامي الرسمي لم يعد مبرراً أمام هذه التهديدات الإسرائيلية الخطيرة بإغراق غزة في بحر من الدماء إشباعاً لرغبة ونزوات الاحتلال الإسرائيلي". دعوة للعرب وشدد المتحدث باسم "حماس" على أنه "على الأمة العربية والإسلامية وكل الخيريين من دول العالم اجمع أن يهبوا لنجدة ونصرة الشعب الفلسطيني، وان يستمروا في برامجهم الداعمة لصمودنا وحقوقنا وفك الحصار عن شعبنا، وأن يشكلوا ورقة ضغط قوية على صناع القرار في العالم من أجل وضع حد نهائي لمعاناة أبناء شعبنا الفلسطيني ولجم هذا المحتل الإرهابي ونيل حقوقنا وثوابتنا". كما دعت الحركة جميع المؤسسات الحقوقية والإنسانية والمنظمات الدولية إلى "العمل الفوري والجاد لاتخاذ القرارات اللازمة لحماية أهلنا ومؤسساتنا وقيادات ورموز الشعب الفلسطيني وإدانة هذا المخطط الصهيوني الإرهابي ووضع حد لعدوانه على شعبنا الأعزل والعمل تقديم المسئولين عن هذه الجرائم بحق شعبنا للعدالة".