المحكمة الجنائية الدولية تحذّر من تهديدات انتقامية ضدها    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الجديد.. سعر الذهب والسبائك بالمصنعية اليوم السبت في الصاغة    شهداء وجرحى في قصف للاحتلال على مناطق متفرقة من قطاع غزة    واشنطن بوست: أمريكا دعت قطر إلى طرد حماس حال رفض الصفقة مع إسرائيل    "جمع متعلقاته ورحل".. أفشة يفاجئ كولر بتصرف غريب بسبب مباراة الجونة    كولر يرتدي القناع الفني في استبعاد أفشة (خاص)    الأرصاد الجوية: شبورة مائية صباحًا والقاهرة تُسجل 31 درجة    مالكة عقار واقعة «طفل شبرا الخيمة»: «المتهم استأجر الشقة لمدة عامين» (مستند)    حي شرق بمحافظة الإسكندرية يحث المواطنين على بدء إجراءات التصالح    37 قتيلا و74 مفقودا على الأقل جراء الفيضانات في جنوب البرازيل    العالم يتأهب ل«حرب كبرى».. أمريكا تحذر مواطنيها من عمليات عسكرية| عاجل    حسين هريدى: الهدف الإسرائيلى من حرب غزة السيطرة على الحدود المصرية الفلسطينية    ارتفاع جديد.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم السبت 4 مايو 2024 في المصانع والأسواق    بعد انخفاضها.. أسعار الدواجن والبيض اليوم السبت 4 مايو 2024 في البورصة والأسواق    رئيس المنظمة المصرية لمكافحة المنشطات يعلق على أزمة رمضان صبحي    جوميز يكتب نهاية شيكابالا رسميا، وإبراهيم سعيد: بداية الإصلاح والزمالك أفضل بدونه    مصطفى بكري عن اتحاد القبائل العربية: سيؤسس وفق قانون الجمعيات الأهلية    وكالة فيتش تغير نظرتها المستقبلية لمصر من مستقرة إلى إيجابية    التموين تتحفظ على 2 طن أسماك فاسدة    دفنوه بجوار المنزل .. زوجان ينهيان حياة ابنهما في البحيرة    صوت النيل وكوكب الشرق الجديد، كيف استقبل الجمهور آمال ماهر في السعودية؟    توقعات الفلك وحظك اليوم لكافة الأبراج الفلكية.. السبت 4 مايو 2024    هيثم نبيل يكشف علاقته بالمخرج محمد سامي: أصدقاء منذ الطفولة    رشيد مشهراوي ل منى الشاذلي: جئت للإنسان الصح في البلد الصح    المتحدة للخدمات الإعلامية تنعى الإذاعى أحمد أبو السعود    معرض أبو ظبي للكتاب.. جناح مصر يعرض مسيرة إبداع يوسف القعيد    حسام موافي يوضح خطورة الإمساك وأسبابه.. وطريقة علاجه دون أدوية    برش خرطوش..إصابة 4 من أبناء العمومة بمشاجرة بسوهاج    سبت النور.. طقوس الاحتفال بآخر أيام أسبوع الآلام    فوزي لقجع يكشف حقيقة ترشحه لرئاسة الاتحاد الأفريقي    هبة عبدالحفيظ تكتب: واقعة الدكتور حسام موافي.. هل "الجنيه غلب الكارنيه"؟    «صلت الفجر وقطعتها».. اعترافات مثيرة لقاتلة عجوز الفيوم من أجل سرقتها    حازم خميس يكشف مصير مباراة الأهلي والترجي بعد إيقاف تونس بسبب المنشطات    هييجي امتي بقى.. موعد إجازة عيد شم النسيم 2024    عرض غريب يظهر لأول مرة.. عامل أمريكي يصاب بفيروس أنفلونزا الطيور من بقرة    أحمد ياسر يكتب: التاريخ السري لحرب المعلومات المُضللة    كندا توقف 3 أشخاص تشتبه في ضلوعهم باغتيال ناشط انفصالي من السيخ    تقرير: 26% زيادة في أسعار الطيران السياحي خلال الصيف    مصرع طفلين إثر حادث دهس في طريق أوتوستراد حلوان    احتراق فدان قمح.. ونفوق 6 رؤوس ماشية بأسيوط    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر وتثبت تصنيفها عند -B    وكالة فيتش ترفع نظرتها المستقبلية لمصر إلى إيجابية    توفيق عكاشة: الجلاد وعيسى أصدقائي.. وهذا رأيي في أحمد موسى    عضو «تعليم النواب»: ملف التعليم المفتوح مهم ويتم مناقشته حاليا بمجلس النواب    «البيطريين» تُطلق قناة جديدة لاطلاع أعضاء النقابة على كافة المستجدات    دينا عمرو: فوز الأهلي بكأس السلة دافع قوي للتتويج بدوري السوبر    أول تعليق من الخطيب على تتويج الأهلي بكأس السلة للسيدات    شيرين عبد الوهاب : النهاردة أنا صوت الكويت    سلوي طالبة فنون جميلة ببني سويف : أتمني تزيين شوارع وميادين بلدنا    دعاء الفجر مكتوب مستجاب.. 9 أدعية تزيل الهموم وتجلب الخير    دعاء الستر وراحة البال .. اقرأ هذه الأدعية والسور    250 مليون دولار .. انشاء أول مصنع لكمبوريسر التكييف في بني سويف    برلماني: تدشين اتحاد القبائل رسالة للجميع بإصطفاف المصريين خلف القيادة السياسية    طبيب يكشف سبب الشعور بالرغبة في النوم أثناء العمل.. عادة خاطئة لا تفعلها    أخبار التوك شو| مصر تستقبل وفدًا من حركة حماس لبحث موقف تطورات الهدنة بغزة.. بكري يرد على منتقدي صورة حسام موافي .. عمر كمال بفجر مفاجأة    «يباع أمام المساجد».. أحمد كريمة يهاجم العلاج ببول الإبل: حالة واحدة فقط بعهد الرسول (فيديو)    فريق طبي يستخرج مصباحا كهربائيا من رئة طفل    المفتي: تهنئة شركاء الوطن في أعيادهم ومناسباتهم من قبيل السلام والمحبة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



انسحاب القوات الصهيونية من غزة بعد مواجهات ضارية من المقاومة واستمرار الغارات
نشر في الشعب يوم 03 - 03 - 2008

انسحبت قوات الاحتلال الصهيوني من جباليا (شمال قطاع غزة)، فجر اليوم الاثنين (3/3)، بعد أن جوبهت بمقاومة ضارية من المقاومة الفلسطينية وفي طليعتها "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وبعد أيام من القتال خلف أكثر من 120 شهيد فلسطيني وأثار موجة احتجاجات دولية.
وبعد سلسلة الغارات الجوية التي توالت فجر اليوم بشكل متلاحق وبلغت ما يزيد عن 11 غارة جوية صهيونية خلفت أربعة شهداء على الأقل بينهم مجاهدان من "كتائب القسام" وآخران من "كتائب المجاهدين" في فلسطين. وبعد المواجهات الضارية التي جوبهت بها اندحرت قوات الاحتلال ليخرج الأهالي إلى الشوارع مرددين هتافات النصر.
وأكد مواطنون العثور على بزات عسكرية صهيونية وآثار دماء الجنود الصهيونية وبعض الأشلاء خلفها جنود الاحتلال قبل أن يفرّوا هاربين مما واجهوه من مقاومة أقر ضباط في جيش الاحتلال وأركانه العسكرية أنها كانت مقاومة ومنظمة وأنهم جوبهوا بحرب عصابات حقيقية تنم عن قيادة عسكرية منظمة وليس مجرد مجموعة مسلحة.
إقرار صهيوني بالهزيمة
وأقرت قوات الاحتلال بهزيمتها بصورة غير مباشرة بعد اندحارها، فبعد أن بقي قادة العدو يرددون أن الهدف من هذه الهجمة العدوانية هو وقف إطلاق الصواريخ على مغتصبات العدو بل وصل الأمر ببعض هؤلاء القادة إلى القول أن الهدف هو إسقاط حكم "حماس"، تراجعت قوات الاحتلال عن هذه الأهداف الكبيرة.
وقالت مصادر أمنية صهيونية للإذاعة العبرية باللغة العربية إن الهدف من هذه العملية لم يكن وقف الاعتداءات الصاروخية كلياً وإنما التوضيح لحماس أن جيش الاحتلال سيواصل استهداف عناصر الحركة بدون تردد إذا استمرت في إطلاق الصواريخ على المغتصبات الصهيونية المحاذية لغزة.
وفيما بدا تأكيد على الانتصار؛ دكت "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، صباح اليوم الاثنين بعدة صواريخ قسام مغتصبة "سديروت" و"ناحل عوز" لتؤكد انتصار الكف في مواجهة المخرز.
أربعة شهداء
وكان فجر اليوم الاثنين قد استشهد المجاهدان القساميان إبراهيم المصري ودرويش مقداد في غارتين صهيونيتين جويتين غرب غزة وموقع لشرطة مخيم النصيرات أصيب فيهما عدد من المجاهدين.
كما استشهد المجاهدان رمزي خويطر وعبد الفتاح عبد العال من كتائب المجاهدين في فلسطين في غارة كانت استهدفتهم شرق غزة في منطقة جبل الريس
وشنت طائرات الاحتلال عدة غارات أخرى قبل وبعد صلاة الفجر وأطلقت عدد من الصواريخ في الأحياء الشرقية لمدينة غزة وجباليا مما أدى إلى وقوع إصابات ويدور الحديث عن وجود شهداء دون أن يرد تأكيد لذلك.
وفي خان يونس؛ قصفت طائرات الاحتلال بصاروخ واحد على الأقل مكتب كتلة "التغيير والإصلاح"، ممثلة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في المجلس التشريعي بخان يونس الواقع في عمارة الفرا ودمرته بالكامل دون وقوع إصابات.
أما في رفح؛ فقد قصفت طائرات الاحتلال الصهيوني ورشة حدادة في دوار زعرب ودمرتها دون الإبلاغ عن وقوع إصابات.
يشار بهذا الصدد إلى أن العدوان الصهيوني بدأ يتصاعد منذ فجر الأربعاء الماضي (27/2)، حيث كانت ذروة هذا التصعيد يوم السبت (1/3)، حيث ارتكب مذبحة راح ضحيتها سبعة وستين شهيداً وأكثر من مائتي جريح، حيث صنّفت بأنها أكبر مجزرة ترتكب في يوم واحد منذ سنة 1967، وبذلك يرتفع عدد الشهداء حتى فجر اليوم إلى أكثر من مائة وعشرين شهيداً، ثلثهم على الأقل من الأطفال.
فشل الاحتلال
من جهتها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن اندحار الجيش الصهيوني، صباح اليوم من شمال شرق جباليا هو "إعلان بداية فشل الحرب البرية الصهيونية على القطاع".
وشدد الدكتور سامي أبو زهري المتحدث باسم حركة "حماس"، في مؤتمر صحفي عقده بغزة اليوم الاثنين (3/3)، على أن الاندحار الصهيوني من مناطق التوغل شرق جباليا هو "إعلان بداية فشل وذلك أمام بسالة المقاومين من أبناء كتائب الشهيد عز الدين القسام والأذرع العسكرية الأخرى".
وقال "نؤكد أن ما جرى من انسحاب هو تعبير عن فشل جنود الاحتلال في مواجهة كتائب القسام وبداية لفشل الحرب البرية"، مشيراً إلى أن "الاحتلال يحاول تعويض هذا الفشل من خلال ارتكاب مجازر دموية بحق المدنيين من النساء والأطفال عبر غارات جوية".
وأكد القيادي في "حماس" على أن "هذه المجازر لن تزيدنا إلا إصراراً على المواجهة وحماية شعبنا الفلسطيني وعلى رئيس حكومة العدو إيهود أولمرت التقاط الدرس جيداً من هزيمة جنوده أمام كتائب القسام شرق جباليا".
وأضاف أبو زهري: "نؤكد رغم الثمن الذي يدفعه شعبنا الكبير، أن هذه الحرب ستفشل في تحقيق أهدافها ولن تفلح في كسر إرادة شعبنا الذي سيكتب له النصر في النهاية".
وشدد على أن التسريبات الصهيونية عن مصادقة أولمرت على حملة تصفيات واغتيالات في صفوف قيادة "حماس" هو "أمر لا يخيفنا أو يخيف شعبنا الفلسطيني، بل يزيدنا إصراراً على التحدي والمواجهة"، محذّراً الاحتلال مجددا من الإقدام على أي حماقة من هذا النوع. وقال: "على الاحتلال أن يتوقع الردود".
استنكار
واستنكر استمرار صمت النظام الرسمي العربي على المجزرة ضد الأبرياء، ودعا الجماهير العربية للنزول إلى الشارع للتعبير عن دعمها والتفافها حول الشعب الفلسطيني في مواجهة المجزرة المدعومة أمريكياً وبعض الأطراف الغربية "وفي ظل، بكل أسف، هوى من بعض الأطراف الإقليمية ودعم من فريق رام الله".
كما استنكر الناطق باسم "حماس" صمت المجتمع الدولي "الذي يعتبر مشاركاً في الجريمة على شعبنا سواء بالصمت عليها أو محاولة تبريرها، كما ورد على لسان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أنكر حق شعبنا في المقاومة وحمله المسؤولية عما يجري".
وقال "إن الصور التي تبثها وسائل الإعلام عن الدمار الذي خلفه التوغل تعكس نازية هذا الاحتلال وتدفع شعبنا للدفاع عن نفسه بكل الأشكال الممكنة في مواجهة العدوان".
وشدد على أن "العدوان الصهيوني لم يقف، والمجزرة مستمرة وفي كل لحظة هناك غارات جوية"، مؤكداً على أن "أي اجتياح لغزة لن يجابه بالورود، وأي اجتياح لغزة يعني أن سكان القطاع سيتحولون لاستشهاديين لمواجهة هذا العدوان".
غضب شعبي ورسمي
وكان قد تصاعد الغضب والاستنكار على الصعيدين الشعبي والرسمي في العالم العربي والإسلامي على اعتداءات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة التي أسفرت عن استشهاد ما يزيد عن120 فلسطينيا معظمهم من المدنيين وبينهم أطفال.
فقد عمت أجواء الغضب والحداد العام والإضراب الشامل في الضفة الغربية، ونظمت اعتصامات ومسيرات احتجاجية في العديد من المدن والمخيمات احتجاجا على "محرقة" غزة التي يعمل بها رئيس الحكومة االصهيونية إيهود أولمرت ووزير دفاعه إيهود باراك.
وفي الضفة الغربية أندلعت مواجهات عنيفة بمدينة الخليل في عدد من المحاور ونقاط الاحتكاك والتماس مع قوات الاحتلال بين الشبان الفلسطينيين وجنود صهاينة، أسفرت عن استشهاد الفتى محمد مسالمة (14 عاما) وجرح ثلاثة أحدهم بحالة خطرة.
ولأول مرة منذ سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على غزة في يونيو الماضي، نظمت الحركة فعاليات ومسيرات احتجاجية في الضفة الغربية في عدد من الجامعات الفلسطينية، ولم تعترضها السلطة الفلسطينية.
وفي لبنان انطلقت تظاهرة حاشدة في مخيم عين الحلوة والبداوي ونهر البارد شاركت فيها فصائل منظمة التحرير الفلسطينية والقوى الوطنية والإسلامية، وألقيت فيها كلمات اعتبرت أن عدم توافق الدول العربية على موقف موحد حيال ما يجري في غزة دليل على عجز العرب وغياب دور الجامعة العربية. ونظم حزب الله مسيرة عند بوابة فاطمة الحدودية.
وفي مصر تواصلت التظاهرات المنددة بالعدوان الصهيوني حيث خرج أكثر من عشرة آلاف طالب وطالبة في جامعة الإسكندرية للتضامن مع أبناء غزة وللمطالبة بطرد السفير الصهيوني وقطع العلاقات مع "العدو الصهيوني".
وفي الإسكندرية نددت التظاهرة أيضا ب"الصمت العربي والضعف الذي يعتري الأنظمة العربية والإسلامية"، وطالبت بفتح باب الجهاد وفتح معبر رفح وتقديم كافة أنواع الدعم المادي والمعنوي و"إحياء المقاطعة الاقتصادية والشعبية للمنتجات الأميركية والصهيونية".
وفي العاصمة الموريتانية، نظم طلبة جامعة نواكشوط مظاهرة مماثلة استنكروا فيها الصمت العربي المخزي إزاء ما يجري في فلسطين، وطالبوا الحكومة الموريتانية بقطع علاقاتها فورا مع الكيان الصهيوني .
وكانت عدة عواصم عربية شهدت تظاهرات يوم أمس من بينها تظاهرة حاشدة في العاصمة الأرنية عمان ضمت أعدادا غفيرة من المواطنين وأحزابا ونقابات، والعاصمة التونسية والمغربية واللبنانية.
جمعيات ومنظمات
وفي رد فعله على التطورات في غزة، حذر اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا ومقره بروكسل من أن "الحملة الحربية الإسرائيلية في غزة دخلت منعطفا خطيرا بات ينذر بما هو أسوأ من كافة الفظائع" بحق السكان الفلسطينيين.
وطالب بوقف فوري "وبلا تلكؤ للحملة الإسرائيلية المتواصلة التي تصاحبها اعتداءات واجتياحات في الضفة الغربية أيضا"، ورفع الحصار المفروض على المليون ونصف المليون فلسطيني، وفتح المعابر، وتجريم الممارسات الإسرائيلية واستباحة دماء الأبرياء وبخاصة الأطفال والأمهات.
كما دعا الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا والحكومات والأسرة الدولية عامة لاتخاذ مواقف ترقى إلى جدية التطورات المتسارعة وخطورتها بما يضمن ردع الجانب الإسرائيلي عن اعتداءاته المتواصلة وإلزامه بالامتثال للمواثيق الدولية.
وفي البحرين، أدانت الجمعيات السياسية في بيان -تلقت الجزيرة نت نسخة منه- العدوان الصهيوني الجديد بحق الفلسطينيين في غزة، وحملت الأنظمة العربية الرسمية مسؤولية ما يجري بسبب "صمتها المريب"، واستنكرت الغطاء الأميركي للمجازر واستعراض القوة عبر المدمرة كول.
أما منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها، فأدانت في بيان "كل الهجمات على السكان المدنيين"، ولكنها قالت إن "هجمات غير قانونية من جهة لا يمكن أن تبرر انتهاكات من جهة أخرى".
إدانة دولية
وقد صدرت ردود فعل عديدة على المستوى العالمي إزاء ما يجري من هجمات صهيونية على قطاع غزة.
ومع استمرار تزايد الشهداء في الغارات التي سقط فيها مدنيون وأطفال، عمدت هذه الردود إلى المساواة بين إطلاق الصواريخ الفلسطينية وبين الهجمات الصهيونية.
وفيما فشل مجلس الأمن الدولي في توجيه إدانة للكيان الصهيوني، دعت الدول ال15 الدائمة العضوية فيه -بحسب ما جاء في ملخص عن مجريات المناقشات تلاه السفير الروسي فيتالي تشوركين- إلى "ضرورة أن توقف كل الأطراف فورا أعمال العنف كافة"، معبرة عن "القلق البالغ بشأن فقدان أرواح مدنيين في جنوب الكيان الصهيوني وغزة".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان الهجمات الصاروخية الفلسطينية ودعا إلى "الوقف الفوري لكافة الأعمال الإرهابية التي لا تخدم أي هدف وتعرض حياة المدنيين للخطر وتجلب البؤس للشعب الفلسطيني".
وأكد بان أن للكيان الصهيوني الحق فيما أسماه الدفاع عن نفسه، ولكنه انتقد بشدة "استخدام القوة المفرط وغير المتكافئ الذي أدى إلى مقتل وجرح عدد كبير من المدنيين بينهم أطفال".
ورداً على ذلك فقد حمل الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى مجلس الأمن الدولي مسئولية ما يحدث في قطاع غزة, وقال موسى إن تراجع المجلس عن أداء دوره أدى إلى إمعان الكيان الصهيوني في تصرفاته الخرقاء على حد وصفه.
وفي ردود الفعل الأخرى، طالب البيت الأبيض بإنهاء العنف بين الصهاينة والفلسطينيين في قطاع غزة ومعاودة المفاوضات بين الجانبين.
وقال المتحدث غوردون جوندرو إن "الولايات المتحدة تأسف للخسائر البشرية الإسرائيلية والفلسطينية وتوجه نداء لوقف العنف وكل الأعمال الإرهابية التي تطاول مدنيين أبرياء".
وأوروبيا، أدانت الرئاسة السلوفينية للاتحاد الأوروبي استخدام القوة بشكل "غير متكافئ" من جانب الجيش الصهيوني ضد المدنيين في قطاع غزة، معتبرة أن مثل هذه الممارسات "مخالفة للقانون الدولي".
كما كررت الرئاسة "إدانتها لاستمرار إطلاق الصواريخ على الأراضي الصهيونية".
ومن جانبه، جدد البابا بنديكت السادس عشر دعوته طرفي النزاع إلى وقف القتال "من دون أي شروط".
وقال في عظة الأحد "لا أمل في صنع مستقبل من السلام والتعايش لكلا الشعبين اللذين يضربان بجذورهما في الأرض المقدسة إلا من خلال إبداء الاحترام المطلق لحياة الإنسان حتى لو كانت حياة العدو".
كما أدانت كل من بريطانيا وألمانيا وإيطاليا واليونان استمرار العنف الصهيوني ضد الفلسطينيين.
وفي فرنسا أقيم تجمع حاشد في العاصمة باريس ندد فيه المتظاهرون بما اعتبروه تواطؤا رسميا عربيا وغربيا، كما نددوا بالموقف الفرنسي الداعم للكيان الصهيوني سياسيا وإعلاميا.
أما موقف تركيا إزاء الكيان الصهيوني فقد كان أكثر وضوحا، حيث اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان الجيش الصهيوني ب"استخدام غير متكافئ للقوة" وب"ممارسات غير إنسانية" في عملياته في قطاع غزة.
ورغم النداءات الدولية بوقف أعمال العنف، واصل الكيان الصهيوني غاراته الجوية وإطلاق قذائف قطع البحرية على أهداف في القطاع.
واستهدفت معظم الهجمات الجوية ورش تصنيع المواد المعدنية في أنحاء القطاع، وهناك تقارير بشأن مشاركة قطع البحرية في قصف الورش.
وأكد ناطق باسم الجيش الصهيوني وقوع " عدد من الغارات الجوية على منشآت لتصنيع الأسلحة".
ويقول الكيان الصهيوني إنه يستهدف المواقع التي تستخدمها حركة حماس وحلفاؤها لتصنيع وتخزين وإطلاق الصواريخ التي ضربت البلدات الحدودية الصهيونية خلال العام الماضي.
كما دمرت غارة أخرى مقر أعضاء البرلمان الفلسطيني في خان يونس جنوبي القطاع.
تجميد الاتصالات
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد أعلن وقف كافة الاتصالات الفلسطينية مع الحكومة الصهيونية احتجاجا على الهجمات التي تشنها على قطاع غزة، والتي أوقعت إلى الآن 105 قتيل على الأقل.
وسقط من الجانب الصهيوني ثلاثة قتلى وهم جنديان قتلا في الاجتياح البري في غزة والثالث رجل مدني قتل بصاروخ أطلقه مسلحون فلسطينيون على سديروت.
وقال نبيل ابو ردينة الناطق باسم عباس " في ضوء الاعتداء الصهيوني فان مثل هذه الاتصالات ليس لها معنى".
وقال الناطق باسم الحكومة الصهيونية، مارك ريجيف، إن المشكلات ينبغي حلها عن طريق المفاوضات، وأضاف أن " الكيان الصهيوني تظل ملتزمة بهدف التوصل إلى اتفاق تاريخي مع الفلسطينيين قبل نهاية السنة الحالية".
وتابع "إن قرار الجانب الفلسطيني الانسحاب من المباحثات يبعث على الأسى. لا يمكن حل أي مشكلة بوقف المباحثات بل بالعكس يكمن الحل في الانخراط في المباحثات".
مظاهرات غاضبة
وتزامنت تلك الخطوة مع المظاهرات الغاضبة التي شهدها قطاع غزة والضفة الغربية حيث ندد الآلاف من الفلسطينيين بالهجوم الصهيوني، كما شهدت الضفة اشتباكات مع القوات الصهيونية.
وكان رئيس الوزراء الصهيوني إيهود أولمرت قد تعهد بمواصلة العملية العسكرية وأعلن رفضه الانتقادات الدولية الموجهة لبلاده.
وقال أولمرت مخاطبا أعضاء مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأسبوعي الأحد "إذا كان هناك من يتوهم أن زيادة مدى ( الهجمات الصاروخية) سيجعلنا نخفض حجم عملياتنا، فإنه يرتكب خطأ كبيرا".
وقالت مصر أنها فتحت المعبر الحدودي مع غزة وسمحت للحالات الحرجة بدخول البلاد من اجل تلقي العلاج.
تواصل الصواريخ
وتواصل إطلاق الصواريخ الفلسطينية على الكيان الصهيوني رغم استمرار الهجوم على غزة.
وقال يوري بارليف رئيس الشرطة الصهيونية في جنوب الكيان الصهيوني إن بلدة سديروت استهدفت يوم الأحد بخمسة عشر صاروخا.
وقال إن حوالي 50 صاروخا تضرب البلدة يوميا. وكان رجل صهيوني قد قتل جراء احد هذه الصواريخ منذ أيام.
ووصلت الصواريخ الفلسطينية إلى مدينة عسقلان التي تبعد 16 كيلو مترا عن قطاع غزة.
اشتباكات الضفة
وفي وقت مبكر من الأحد دمرت غارة جوية مكاتب إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس.
وأفادت تقارير أن 10 فلسطينيين قد قتلوا في أعمال العنف الأحد في قطاع غزة.
ووصف مسئولو لجنة الصليب الأحمر الوضع الصحي في غزة بأنه " هش للغاية".
وقد شهدت الضفة الغربية اشتباكات في مدينة الخليل بين شبان فلسطينيين رشقوا القوات الصهيونية بالحجارة التي ردت بإطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي مما أسفر عن مقتل شاب فلسطيني.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.