تخصيص 1.5 فدان لإنشاء محطات لتحلية مياه البحر في رفح    وزير التعليم العالي ل النواب: السنة تمهيدية بعد الثانوية ستكون "اختيارية"    ب عروض مسرحية وأغاني بلغة الإشارة.. افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    محافظ أسوان يتابع إقبال المواطنين على المراكز التكنولوجية وتلقى طلبات التصالح فى مخالفات البناء    محافظ مطروح يناقش جهود تنمية الثروة الحيوانية والزراعية بقرية جارة أم الصغير    رئيس شركة العاصمة الإدارية يشرح تفاصيل المشروعات المنفذة: تراعي احتياجات ذوي الهمم    البنك الأهلي المتحد مصر يفتتح أحدث فروعه "شبين الكوم" بمحافظة المنوفية    المشرف على الحجر الزراعي المصري يتفقد المعامل المركزية بالمطار    الرئيس السيسي يصل المنامة للمشاركة في القمة العربية ال33    أمير الكويت يدعو الحكومة الجديدة إلى الإسراع في تنفيذ مشاريع استراتيجية تنموية    نتنياهو يزعم: لا كارثة إنسانية في رفح الفلسطينية بعد إجلاء نحو 500 ألف شخص منها    وكالة الأنباء الأردنية: الأسلحة المهربة أرسلتها مجوعات مسلحة إلى خلية في المملكة    شوبير يصدم جماهير الأهلي قبل النهائي الإفريقي    مساعد كلوب في ليفربول يتولى تدريب سالزبورج    وثقت الواقعة بالفيديو .. القبض على سائق كريم لارتكابه فعل فاضح خلال توصيل موظفة بالتجمع الخامس    "رسميًا".. موعد عيد الاضحى 2024 تونس وعدد أيام إجازة العيد للموظفين    إصابة 4 أشخاص في مشاجرة بين عائلتين بالفيوم    إصابة عامل صيانة إثر سقوطه داخل مصعد بالدقهلية    الحكومة توافق على ترميم مسجدي جوهر اللالا ومسجد قانيباي الرماح بالقاهرة    الفنانة سلمى أبو ضيف تعلن خطبتها    ميريل ستريب تتحدث عن ذكرياتها مع مهرجان كان في لقاء مفتوح    على أنغام "حادى بادى" .. المتحدة تحتفل بعيد ميلاد عادل إمام بمشاهد من أعماله    مناقشة رواية بيت من زخرف لإبراهيم فرغلي بمبنى قنصلية.. الإثنين    ملك قورة تعلن الانتهاء من تصوير فيلم جوازة توكسيك.. «فركش مبروك علينا»    الصورة الأولى لأمير المصري في دور نسيم حميد من فيلم Giant    صحة الإسماعيلية تفحص 776 حالة في قافلة طبية بمركز أبوصوير    «الصحة» تقدم 5 نصائح لحماية صحتك خلال أداء مناسك الحج 2024    ماذا قال مدير دار نشر السيفير عن مستوى الأبحاث المصرية؟    بالفيديو| أمين الفتوى يذكر بعض كرامات السيد البدوي: لا أحد يستطيع التشكيك فيها    «الهجرة» تتفق مع رجال أعمال اسكندرية على شراكة فاعلة لخدمة ملف تدريب وتأهيل الشباب    افتتاح مركز خدمات ذوي الإعاقة بجامعة جنوب الوادي    6 يوليو.. بدء امتحانات الفصل الدراسي الثاني بمركز التعلم المدمج ببني سويف    مفتي الجمهورية من منتدى كايسيد: الإسلام يعظم المشتركات بين الأديان والتعايش السلمي    أبرزها «الأسد» و«الميزان».. 4 أبراج لا تتحمل الوحدة    أمين الفتوى: الصلاة النورانية لها قوة كبيرة فى زيادة البركة والرزق    الإفتاء توضح حكم الطواف على الكرسي المتحرك    الأمم المتحدة: أكثر من 7 ملايين شخص يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي بجنوب السودان    بث مباشر.. حجز شقق جنة في القاهرة الجديدة و6 أكتوبر بالقرعة العلنية    تحرير (148) مخالفة للمحلات التى لم تلتزم بقرار الغلق خلال 24 ساعة    "النقد الدولي" يوافق على قروض لدعم اقتصاد غينيا بيساو والرأس الأخضر    حكم وشروط الأضحية.. الإفتاء توضح: لا بد أن تبلغ سن الذبح    «الأمن الاقتصادي»: ضبط 13238 قضية سرقة تيار كهربائي ومخالفة لشروط التعاقد    "التعاون الإسلامي" تؤكد دعمها الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني    للنهائى الأفريقي فوائد أخرى.. مصطفى شوبير يستهدف المنتخب من بوابة الترجى    «حياة كريمة» تطلق قافلة تنموية شاملة إلى قرية شماس بمركز أبو النمرس    الداخلية: ضبط 25 كيلو مخدرات و132 قطعة سلاح بالدقهلية    الصحة تشارك في اليوم التثقيفي لأنيميا البحر المتوسط الخامس والعشرين    أحمد مجدي: السيطرة على غرفة خلع ملابس غزل المحلة وراء العودة للممتاز    6 ميداليات لتعليم الإسكندرية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى للتربية الفكرية والدمج    سؤال يُحير طلاب الشهادة الإعدادية في امتحان العربي.. ما معنى كلمة "أوبة"؟    بعد الصين.. بوتين يزور فيتنام قريبا    تصالح مرتضى منصور مع عبد الناصر زيدان في دعوى السب والقذف    «الداخلية»: تحرير 484 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1539 رخصة خلال 24 ساعة    تشاهدون اليوم.. نهائي كأس إيطاليا وبيراميدز يستضيف سيراميكا    «إكسترا نيوز»: قصف مدفعي إسرائيلي عنيف على عدة مناطق في رفح الفلسطينية    النائب إيهاب رمزي يطالب بتقاسم العصمة: من حق الزوجة الطلاق في أي وقت بدون خلع    بشرى سارة للجميع | عدد الاجازات في مصر وموعد عيد الأضحى المبارك 2024 في العالم العربي    ريال مدريد يكتسح ألافيس بخماسية نظيفة في ليلة الاحتفال بالليجا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صحافة مصر المتصهينة أخرجت قيئها ..!!
نشر في الشعب يوم 10 - 02 - 2008


بقلم عبد الرحمن عبد الوهاب


تصريحات ابو الغيط :
فكيف وفيما بيننا ملك قيصر *** ولا مجد يحيي النفوس ولا وعد
يا زمان البيت الابيض ،، يا قوم ..هاهو ُملك قيصر .. وعليه كانت منظومة دهاليز السياسات ، والكلمات المنمقات ، وكل أنواع الخيانات .. انها الحرب على الاسلام .. وحصار على يتيم يحمل حقيبته على ظهره ذاهبا إلى المدرسة يركل حجارة الطرقات في غزة .. حاصروه في كسرة خبزه .. أنها أزمنة العار ..!!
كيف لشيخ مسن يتضور جوعا ..في عصور التخمة والنفط والنفايات والانهزامات ..
كيف لأرملة تحتضن صغارها وسط الجوع والحصار تحت القصف في غياب الزوج والسند ..ليقيل عثرتها في أزمنة اللئام ..
وها قد غاب الفرسان ..
قد كان لي مجدٌ وأيامٌ .. عظام
قد كان لي عقل يفجر..
في صخور الأرض أنهار الضياء..
كان لنا سيفا مشرعا في الأفق مخضب بدم المشركين ..
وها نحن قد غاب السيف وغاب الصهيل وغاب الفرسان .. !!
وماذا الآن .. اليكم جزء من سياق الاحداث ..
نعم كان عجيب أمر أبو الغيط .. فلقد تمخض الجبل فولد فأرا ،، عجيب أمر أبو الغيط أن يقول انه سيكسر رجل أي فلسطيني إذا حاول المرور إلى مصر ،، والأغرب انه يقول ان صواريخ المقاومة كاريكاترية مضحكة ،، أبو الغيط فقد الاتزان ،، ويتحدث بلسان نظيرته الإسرائيلية تيزبي ليفني .. عجيب أن يتهكم على المقاومة .. بالرغم انه من سياقات المروءة التي لا يعرفها ابو الغيط . أنه من المفترض أخلاقيا فضلا عنه دينيا أن تتحمل الدول العربية بأسرها تحرير الأقصى .. وألا يتركوا اسرائبل تفترس الضعفاء على مرأي من الجميع .. أهذا كل ما في جعبتك يا أبا الغيط ،، ايها السادة .. إننا نعيش مرحلة إسرائيل الكبرى .. ليس من النيل إلى( الفرات) بعد سقوط( بغداد) ،، ولكن اسرائيل الكبرى من موريتانيا إلى قطر ،، هذا هو الواقع العربي .. فقد المروءة والحياء .. حينما تشاهد ابو الغيط وهو ميت من كثرة الضحك مع تيزبي ليفني ،، لا تستشعر إلا القيء إزاء هذا الواقع المفضوح .. وعلى على رموز الخيانة .. وكسياق طبيعي ان تدور المنظومة الإعلامية في فلك المنظومة السياسية .. وتكون صدى وبوق لها .. لإعلاميين فقدوا الاتزان إسرائيليا .. فالعرب يحبون إسرائيل ،، وحب الشيء يعمي ويصم .. لأن وجود إسرائيل مرتبط بأنظمة سايكس بيكو .. وإذا سقطت إسرائيل ستلغى الحدود الجغرافية بين الأمة بأسرها .. وهذا ما لا تريده أميركا وما لا يريده الغرب .. يقول المستشرق وك سينث "إذا أعطي المسلمون الحرية في العالم الإسلامي وعاشوا في ظل أنظمة ديمقراطية فإن الإسلام ينتصر في هذه البلاد، وبالديكتاتوريات وحدها يمكن الحيلولة بين الشعوب الإسلامية ودينها"
يقول سارلازار: "إن الخطر الحقيقي على حضارتنا هو الذي يمكن أن يحدثه المسلمون حين يغيرون نظام العالم" ولكننا لم نغير العالم .. نحن من يقع عليهم تنفيذ اجندات الكفر وان كانت ضد الله والاخوة الإسلامية والدين .. والجغرافيا والتاريخ .. والمال الإسلامي ..ولكن كما قال احدهم في التراث العربي .. حينما تفاخر أحدهم بما ليس له من سياقات المجد ،، قائلا أنا ابن شداد الأرض ،، فرد عليه أحدهم من أبناء المجد المؤثل .. ابي شدها برمحه وأبيك شدها بسلحه .. والسلح هو قضاء الحاجه ..
انها مفارقة الأجيال بين المجد المؤثل من جهة والعار من جهة أخرى،، فأجدادنا كانوا فرسان الساحة . يوم خفقت البيارق في ساحات الكون .. أجدادنا شدوا الأرض برماحهم وقومنا شدوها بسلحهم .. مفارقة
قال ابو فراس :
ما كل من شاء المعالي ينالها ولا *** كل سيار الى المجد يهتدي
كنت ابحث دوما عن معضلة الامة .. واين الوجه الغائب من الحلول للنهضة ،، نعم ضربت رأس هذا الأمر وأنفه .. كيف لنا أن بقر الباطل ونخرج الحق من خاصرته ..
لقد اختصرها المصطفى الكريم ..
( تتكالب عليكم الأمم كما تتكالب الاكلة إلى قصعتها قالوا أمن قله نحن يومئذ قال صلى الله عليه وسلم لا بل كثير ولكن كغثاء السيل رفع الله هيبتكم من قلوب اعدائكم و قذف في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يارسول اللة قال صلى الله عليه وسلم حب الدنيا وكراهية الموت) ,,انه حب الدنيا وكراهية الموت ..
سأل احدهم رويم الزاهد أن يوصيه .. فقال له: ( هو بذل الروح وإلا فلا تشتغل بالترهات )
وكان يمد بها ابن الجوزي صوته على نهر الفرات : : اول قدم في الطريق هو بذل الروح ، هذه الجادة فأين السالك ..؟!
وقالها لسان الدين الخطيب :طريق القوم مبنية على الموت ..
معضلتنا قد لخصها احد الدعاة الأفاضل حينما قال :إن فطرة الدم لا زالت غالية على المسلمين ، وما دامت قطرة الدم غالية فلن يصلوا الى شيء ، إن ثمن العزة والحرية قطرة دم ..
ومن هنا قالها ربعي لكسرى .. أننا نحب الموت كما تحبون الحياة .. وأضاف ان رماحنا طوال وأعمارنا قصار ..
أنها سيكولوجية موسى بن نصير .. الذي أراد فتح أوربا كلها ليمر بها كلها فتحا من جهة الأندلس إلى ارض الخلافة بالشام ..لأنه وطن نفسه على المنية..
هكذا قالوا :
ذروة الدين جهاد في الصميم *** فلنجاهد أو تلفظنا الحياة ..
هكذا قالوا :
وقومي إن سألتي بنو لؤي**** بمصر علموا الناس الضرابا..
هكذا قالوا:
لا صلح حتى تعثر الخيل بالقنا *** ويضرب بالبيض الرقاق الجماجم
هكذا كانت عزائم الرجال والفرسان .. أما أجيال العار .. تراه يدلي بمثل هذه التصريحات ، ضد أخيه المسلم .. انه سيكسر رجله .. او يتهكم على قوم ليس له مد تضحيتهم .. او له مجد دمائهم في الدفاع عنه وعن عرضه .. فالمقاومة هم رأس الحربة للأمة كلها .. ولا يستشعر أبو الغيط ذلك .. هل يستطيع أبا الغيط أن يقولها لإسرائيلي يرتع ويسكر بالقاهرة او شرم الشيخ انه سيكسر رجله ..لا يمكن ، لأن قومنا متصهينون .. ويعشقون تراب نعل إسرائيل .. ولا مانع أن يتقربوا إلى الله بتراب نعل إسرائيل بل يتبركون بالملابس الداخلية لجولدا مائير ويتخذونها تمائم .. او يتخذوا نعال اولمرت ويضعونها تاجا على الرأس .. صار (نحمان بياليك )عميد الأدب العبري بديلا لاحمد شوقي ،، وهاتيكفاه النشيد القومي الإسرائيلي بديلا من نشيد الله اكبر.. وصارالتلمود بديلا للقرآن لدى القوم
. مما استفز احدهم بعدما لاموه للغناء في سوريا .. فقال أنا لم أغن في إسرائيل ولم اغن بالعبرية .. وكأن العبرية صارت اليوم من سياق المألوف لدى بني يعرب .. ..
بالرغم أن الدين عند الله الإسلام .. (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران : 85 )
ولله في خلقه شئون ..

******
ولا عجب أن كانت المنظومة الإعلامية تدور في فلك أبو الغيط وخوضها حرب ضروس ضد الفلسطينيين الذين يعانون من الإجرام اليهودي .. ليكون الحال كما قال احدهم القاهرة أمامكم وإسرائيل من ورائكم .. إن هذه الأمة تحتاج إلى سيف بن زي يزن .. إلى خالد بن الوليد ،، إلى أبو فراس ، إلى فرسان يأخذون السيف بحقه .. لا حاجة للأمة بأشباه الرجال . وهذه التصريحات غير مسئولة ..التي لا تتفق مع شرع الأمة ولا معاييرها الأخلاقية والحضارية فضلا عن سياقات النخوة والمروءة ..
.فالأمة بالفعل تحت الاحتلال وفي حالة حرب .. والفلسطينيين تحت القتل اليومي . ولكن أعرابنا لا يدركون ذلك .. انهم مغيبون في عشق صهيون.. ونتساءل ما هو طبهم وما هو دائهم .. وما هي النهاية .. لهذه الآلام ..لقوم ارتهنوا سيوفهم ،، وذبحوا خيولهم وأعطوا نسائهم هدية لحاكم الرومان .. كما قال نزار ..

غزة وخيانة الصحافة!!

لقد كان شعار أحد الجرائد في الغرب .. أنشر وعليك اللعنة ، وأطبع وأذهب إلى الجحيم ،، مما لاشك فيه ..أن قوانين الصحافة في بلاد الغرب ، في ظل في معايير قسوة رأس المال . والافتقار إلى قيم عليا من السماء تنظم المجتمع انتهت إلى تعريفهم بأن الإعلام ليس إلا نوعا من الصحافة الرديئة ،،
.معضلة يعاني منها الغرب اليوم ،، ذلك لأنه مهما اختلف مشارب الشعوب و عقائدهم ، ان الحقيقة والدفاع عن الحق من الأساسيات التي يبحث عنها الجميع ..
كان وضع الصحافة كما قال شيكسبير ،في هاملت . يقول هوراشيو : ها أنما أموت الآن ، وأنت ما زالت حيا .. اكتب تقريرا بقضيتي العادلة لغير المقتنعين بها .. وتلك كانت المهمة .. ان تحمل النبأ اليقين لمن هم واقعين تحت التضليل . وسياقا أن يكتب الإنسان عن القضايا العادلة .. لمن اختلط عليهم الأمر .. وليس العكس أن يزيف الحقائق ويقلب الحق باطلا .... وعن اختراعات الصحفيين يقول بسمارك : لا تصدق أي شيء حتى يتم نفيه رسميا ، وياترى اذا كان الرسمي خائنا ؟! وأضاف بسمارك في موطن أخر :
Numerous politicians have seized absolute power and muzzled the press. Never in history has the press seized absolute power and muzzled the politicians. Karl Otto von Schonhausen Bismarck
"كثير من السياسيين استحوذوا على سلطة مطلقة ، وكمموا الصحافة ، ولم يكن بالتاريخ ان حصلت الصحافة على سلطة مطلقة وكممت أفواه السياسيين .
اعتبروا ان الصحافة سلطة لها سلطة هائلة على الساحة ، حيث اعتبروا ان المواطن العادي يقع تحت سطوة الحكومة وجرائد الصباح ،، لهذا قالوا .. ان جريدة بدرهم في نيو يورك تعمل كثيرا لحكم هذا البلد أكثر مما يفعله البيت الأبيض في واشنطن ،،
The penny-papers of New York do more to govern this country than the White House at Washington. - Wendell Phillips
وهذا لايمنع أن ثمة أقوال قيلت في فائدة الصحافة، بأن جريدة (التايم ) مثلا تحتوي من المعلومات أعظم مما احتوته الكتب التاريخية لثيوكليدس ، وكانت الحقيقة هي (الغائبة) في الصحافة دوما .. ليقول دانيل مويناهام إذا احتلت الحقيقة جرائد الدولة فكثيرا من الشرفاء سيملئون السجون .
،، If the newspapers of a country are filled with truth, the jails of that country will be filled with good people. Daniel Moynihan ،،
وقال آخرون .. ان الصحافة دعوة نبيلة ، للكتابة والتحليل حينما تتماشى أعلى المقاييس المهنية العالية ، إلا ان هذه الرؤية .. تتحقق في حال ما لم تكن الصحافة تقوم بدور البوق والقواد
A journal should be neither an echo nor a pander, - George William Curtis
واعتبروا أن الصحافة في الغرب .. عالم من الوحل .. وأن السماء إذا ما نظرت الى وحل الصحافة .. فلن يتسنى لها رفع الصحافيين من واقع الوحل الانحطاط ،، وهذا لا يختلف مع ما قاله مارلون براندو .. أن اربعة من الحكمة تساند العالم الصحفي ،، الأكاذيب والغباء والبحث عن المال واللا مسئولية الأخلاقية . The four pillars of wisdom that support journalistic endeavors are: lies, stupidity, money-grubbing, and ethical irresponsibility. --Marlon Brando
وكلما اتذكر مأساة الكلمة الحرة على مر الأزمان وما يمرون به من سجن وتضييق نتذكر قول هنتر ثمبتون : ان العمل الاعلامي خندق شرس وضيق للمال ..بهو بلاستيكي حيث اللصوص والقوادون يمرون بحرية والرجال الطيبون يموتون كالكلاب .
Media business is a cruel and shallow money trench, a long plastic hallway where thieves and pimps run free and good men die like dogs. --Hunter S. Thompson
، ليقول احدهم ليس من قانون أهم في عالم الصحافة أكثر من أن تقول الحق وتلحق العار بالشيطان،،
There can be no higher law in journalism than to tell the truth and to shame the devil. Walter Lippmann
إلا أن الصحافة في عالمنا العربي ... لم تقل الحق ولمن تلحق العار بالشيطان .. وان كان العكس هو الصحيح كانت تعمل لصالح الشيطان ..تضفي هالات من المجد على العار السياسي .. ، في الاعتبارات الإسلامية .. ان الكلمة مسئولية .. ورب كلمة تهوي بصاحبها في النار سبعين خريفا .. لما بها من غضب الله .. كما ان التصور الاسلامي للكلمة الطيبة .. لم يكن أروع منه في كل السياقات على الإطلاق ..
(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء) (إبراهيم : 24 ) (تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ) (إبراهيم : 25 )
بل ان الكلمة في السياق الإسلامي .. ترفعه الى مقام سيد الشهداء . قال المصطفى الكريم ::( سيد الشهداء حمزة ورجل قام إلى إمام جائر ، أمره ونهاه ، فقتله ) .
صحافتنا اليوم .. فقدت البوصلة إسلاميا .. وتتخبط في أحضان صهيون ..
انها صحافة داعرة كانت رسالتها المثلى ان تتطاول على الله .. وتخون الله ورسوله .. وتخون أمانة الأمة وتخون المسلمين .. صحافة أجندتها اليومية وجدول أعمالها يأتيها من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة . كما يفعل الملحق الإعلامي للسفارة الأمريكية .. ان يمد الصحافة العربية .. بكم من الاخبار لتهيء الرأي العام .. وتجعله مستأنسا ..متقبلا لما يدور على الساحة .. ويميع الرأي العام تجاه الأحداث العظام .. حتى لا تتنتفض بها مروءة الشرف الغابر .. ونخوة بني تغلب . هذا تلخيصا لما هو في الكواليس ..
حيث يتم صياغة الرأي العام المصري .. وفق هوى صهيون سواء من خلال ما تمدنا به وكالات الاعلام الغربية .. او الملحق الاعلامي للسفارة الإسرائيلية .. صحافة انسلخت عن المباديء .. والقيم .. والمثل العليا .. وما أسوأ أن ينسلخ الإنسان عن دينه .. ويبيع قلمه لمن يدفع .. فمن سياقات المروءة انه العار .. ومن سياقات الاسلام انها الخيانة ..مؤلم ان ترى مظلوما .. يذبح ويكون تحت المقصلة .. ثم تهز الكتف في فتور .. بل ان الجريمة كانت .. ان يلبسوا الحق بالباطل و يكتمون الحق وهم يعلمون ..(وَلاَ تَلْبِسُواْ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُواْ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 42 )،، انها جريمة .. إبطال الحق ..
(وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنذِرُوا هُزُواً) (الكهف : 56 )،،
يتحول الصحفي فيها الى مقامات الانتكاس ،، أن يكون بوقا أو قواد .. حتى تستكمل المسرحية ..
واسألوهم .. لم كان الملحق الثقافي الإسرائيلي داخل مبنى جريدة الأهرام يوما .. والديسك الصحفي بها .. ما سر ان يبعث رئيس تحرير الاهرام رسالة مغلقة الى سفارة اسرائيل بالقاهرة ..
ان الاعتبارات المنطقية .. والأخلاقية .. ان يقف المرء الى صف قضايا المظلومين حتى وان كانوا من غير الملة وان يكون للظالم خصما وللمظلوم عونا .. فما بالك ان يكون المظلوم هو الشقيق في العروبة والدم والمصير على بعد أمتار منك في غزة .. . ولا عجب .. فالنفاق الصحفي في مصر قديم .. ومن باعوا المبدأ بالأمس كثير ..
اذا راجعنا المواد الصحفية التي صدرت أيام قتل سيد قطب سنجد أن كان هناك طائفة كانت ترقص من كانوا يضللون الرأي العام ويمرحون على الساحة بحرية والرجل كان هناك على حبل المشنقة .. ولا غريب .. أن نرى ما قالته ابنة نزار قباني مؤخرا حول أيام عاش بها الشاعر نزار قباني في مصر أيام مبادرة السادات الى القدس ولما كان نزار رافضا ..تآمروا عليه ليعيش أياما أسود من قرن الخروب ....معضلة أن تتآمر على لاجيء الى بلدك ،، لم يكن في حوزته إلا الورقة والقلم والضمير.. وكل ما في جعبته حفنة من الكلمات .. ليعاني نزار من اللوبي المتصهين بزعامة أنيس منصور آنذاك كما قالت ابنة نزار .. ولم يسع الرجل الا ان يحمل عصا الترحال.. وترك لهم الجمل بما حمل وذهب إلى لندن .. وقال يومها هنا المحيا والممات .
كما قال الشاعر
إذا ظلمت بأرض فارتحل فلا**** خير في ارض مهان كريمها
وقال الاخر
قوض خيامك عن ارض ظلمت بها ****وجانب الذل أن الذل يجتنب
ولقد طالعت مقال للأستاذ فهمي هويدي الأخير يتكلم فيه عن اللوبي الإسرائيلي في مصر ، بما يفيد أنها لم تعد مقتصره على أنيس منصور .. الذي كان يكتب منذ فترة مقالات بالشرق الأوسط تمهد الرأي العام لثقافة إسرائيلية إلا أن الشيطان باض في ارض الكنانة وفرخ .. وصار هناك شعبا من الخونة .. ولم يعد على الساحة إلا اللئام ،، ممن يبيعون الضمير والقلم .. فلقد قرأت تحليل الأستاذ حسن كرموم على القدس العربي .. فيما يخص ،،الأوضاع الأخيرة في غزة .. وأصداء الواقع المتصهين واللوبي الصحفي الإسرائيلي بمصر الذي كان يهتف ضد غزة ووقف علانية في خندق إسرائيل ضد غزة ,, وعليك ان تلاحظ ما بين السطور .. لتعرف أن اللوبي الصهيوني بمصر صار يسيطر على الإعلام بلا منازع في أزمنة الانكسار حيث يخرج الأقزام وكل من لا خلاق له على الساحة ليقضي حاجته على الملأ .. إلا اننا لم نكن نتوقع ان الصفاقة على ساحة المتصهين وصلت لهذه الدرجة .. تطعن في العروبة وآصرة الأخوة الإسلامية .. تحت ادعاءات الامن القومي .. وأي أمن قومي .. ؟!! واليهود يرتعون في قاهرة المعز .. وفتاه اسرائيلية تثير البلطجة في شارع القصر العيني .. أي أمن قومي .. ؟!! إذا كان الصهيوني اقرب لهؤلاء قربي ووشيجة رحم من أخيك في العروبة والإسلام ، أي أمن قومي ..؟!! وماذا بقي من المروءة ان تشارك مع العدو في حصار ضد اهلك وناسك .. !! حينما تضع يدك في يد القاتل لأخيك .. وهي التي لم يفعلها الزير ،، وغطاريف وائل .. بل كانت الحرب ..
عموما لكل عصر إفرازاته .. ولكل طاغية نهاية ولكل مخلوق اجل.. لكن أعتقد أن الأقزام بهذا الحس والشعور المتصهين .. قد افصحوا بوجوههم الكالحة .. ولن يكون لهم وجود على الساحة حين يحكم الإسلام وسيتوارون عن الأنظار .. ولن يكون لهم على الساحة موطيء قدم .. انها الأزمات التي تفصح عن معادن الرجال .. فلم يكن معدنهم .. من الذهب الحر .. ولا حتى الحديد .. بل كان صفيحا أكله الصدأ .. كان لابد ان يحدث ذلك حتى يعرف الشعب الى أي فريق ينتمي هؤلاء .. وفى أي خندق اعلامي يقاتل هؤلاء .. وعلى أي زوايا كان الانتماء هل الى حائط المبكى ام الى الكعبة المشرفة ..
ايها السادة ان علاقة الأخوة الإسلامية ،، اقرب من آصرة الدم .. وكيف يقول صحابي لآخر .. أشدد عليه وثاقه فإن امه غنية تستطيع أن تفديه .. ولم يكون الأسير يومها إلا اخيه ابن امه .. ومن يتحدث اليه هو اخيه في الاسلام ..
فكيف يصير الدم نوعا من الماء إلا في عصور التصهين والخيانة .. في اليوم ..الذي تصبح فيه مصر على اليهودي بردا وسلاما و على الشقيق المسلم نارا ورصاصا.. انها افرازات ازمنة الانحطاط العربي .. كانت الأمة الإسلامية ،،مترامية الأطراف من الصين إلى الأندلس .. وهانحن اليوم نتقاتل على مترات مربعة .. ونتشدق بمفردات أمن قومي .. وسياج وكلاب.. وإطلاق رصاص،، هل رأيتم مثل هذه الخيبة الثقيلة على امة من العالمين .. !!
وخريطة الوطن الكبير فضيحة فحواجز ومخافر وكلاب ..
حينما .. تكون الخيانة سافرة للأمة والوطن والأقصى والتاريخ ،، ابسط الأمور الموضوعية .في سياقات الحق والباطل . ان من نكص عن نصرة الحق فقد نصر الباطل ،، فما بالنا اليوم نرى قلوبا قدت من صخر،، كيف ينادي برلماني مصري .. بتلغيم الحدود مع غزة ..
إلا إذا كان متصهينا.. ولا يعرف شيء عن أبجديات الإسلام أو الدين والضمير.. مؤلم ان ينسلخ الإنسان عن إسلامه وضميره وأمته، مؤلم أن يكون الإنسان إسرائيليا حتى النخاع.. بالامس اعتبروها جريمة ان يكون الإنسان خائنا قيد بوصة او شبر.. فما بالك ان تكون الخيانة بمقدار الكيلو مترات على قدر مساحة الحدود مع غزة.
لا عجب انها أنظمة أنطوان لحد،، ذلك الذي كان يقاتل دون إسرائيل في جنوب لبنان.. إلى أن زال الى مزبلة التاريخ.. إلا أن مصر صارت اليوم لحدية النزعة والأفكار.. صارت متصهينة.. إعلاما وسياسة.. وصحافة وأقلام.. إلا من رحم ربى.. كنا نتمنى دوما ان يميط النفاق اللثام عن وجهه.. وهاهو اليوم والحمد لله قد خرج بوجهه الحقيقي.. وكأن الشعار.. يا متصهيني العالم اهبطوا مصر فإن لكم ما سألتم وكان على النقيض ان يفتحوا النار على الفلسطينين على معبر رفح.. انها منظومة.. متكاملة من الخيانة.. أخرج فيها المتصهينين قيحهم وقيئهم على الملأ ومن يفضحه الله فلا ساتر له..
إنها الصحافة التي تقوم بدور البوق والقواد كما قال وليام كورتيس أعلاه..
ماهذه مصر..؟! ان صلاتها عبرية وإمامها كذاب ..!!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.