حث الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، حلفاءه في أمريكا اللاتينية السبت على البدء بسحب مليارات الدولارات الموجودة على شكل احتياطي دولي في البنوك والمصارف الأمريكية، محذراً إياهم من أزمة تلوح في أفق الاقتصاد الأمريكي. وقدم شافيز اقتراحه هذا فيما كان يستضيف قمة لاتينية تهدف إلى دعم التكامل بين دول أمريكا الجنوبية وإضعاف النفوذ الأمريكي على القارة الجنوبية. وقال شافيز: "ينبغي علينا البدء بجلب أموالنا هنا.. لماذا يجب على تلك الأموال أن تكون في الشمال (الولاياتالمتحدةالأمريكية)؟ لا يمكنكم وضع كل البيض في سلة واحدة!" مصرف بديل وللمساعدة في تجميع الموارد في المنطقة، أطلق شافيز وزعماء أمريكا اللاتينية مصرفاً جديداً للتنمية والتطوير خلال قمة "البديل البوليفاري لدولنا الأمريكية" ALBA. ويعتبر هذا التجمع أحد أفكار شافيز والتي تهدف إلى توفير البديل وهو المسار الاشتراكي للتكامل، وفي الوقت نفسه الوقوف في وجه صفقات الجارة الحرة مع الولاياتالمتحدة. وأشار شافيز إلى أن زيارة وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، إلى كولومبيا في الأيام الأخيرة، قائلاً: "إن لزيارتها علاقة بالقمة." وأضاف شافيز في القمة التي جمعته مع زعيمي نيكاراغوا وبوليفيا، إلى جانب نائب الرئيس الكوبي: "إن الإمبراطورية (الولاياتالمتحدة) ترفض قبول البدائل." وحذر الرئيس الفنزويلي من أن الولاياتالمتحدة دولة "إمبريالية تدخل في أزمة يمكن أن تؤثر علينا جيمعأً"، وأن أمريكا اللاتينية "ستنقذ نفسها بنفسها." سقوط ديكتاتورية الرأسمالية من جانبه، وفي انتقاده للرأسمالية الأمريكية، قال الزعيم النيكاراغوي دانيال أورتيغا: "إن دكتاتورية الرأسمالية العالمية فقد السيطرة على نفسها." وكان شافيز، إلى جانب قادة ست دول أخرى من أمريكا الجنوبية، قد قاموا في العاشر من ديسمبر الماضي، بإطلاق بنك تنمية إقليمي، يعتبرونه كرد القارة اللاتينية على المقرضين الدوليين المتأثرين بالولاياتالمتحدة. وبرأس مال أولي قيمته المتوقعة سبعة مليارات، يقول الداعمون إن Banco del Surأو بالعربية "بنك الجنوب"، سيقدم قروضا لدول أمريكا اللاتينية بشروط والتزامات أقل من تلك التي يقدمها البنك الدولي، أو صندوق النقد الدولي، أو بنك التنمية للدول الأمريكية. تأييد أمريكي يأتي هذا في وقت أيدت فيه الولاياتالمتحدة حليفها الرئيس الكولومبي ألفارو أوريبي في خلافه الدبلوماسي مع الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز. جاء ذلك في اجتماع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس مع أوريبي أثناء زيارتها الخميس لبلاده لبحث اتفاقية التجارة الحرة التي يقول البيت الأبيض إنها قد تساعد في مواجهة نفوذ شافيز في أميركا اللاتينية. وقالت رايس وهي تقف إلى جوار أوريبي في قاعدة للقوات الجوية قرب مدينة ميدلين "نعرف أن كولومبيا تواجه تحديات كثيرة، ولكن أريد أن أطمئنكم بأنكم ستجدون في الولاياتالمتحدة صديقا وفيا لدى اجتيازكم هذه التحديات". وكانت التجارة هي القضية الأساسية، لكن واشنطن دعمت أوريبي عندما تفجر خلاف مع شافيز بشأن وساطة الأخير لجماعات يسارية متمردة في كولومبيا ودعوته لرفع اسمها من قائمة الإرهاب الأمريكية والأوروبية. موقف شافيز وفي رد فعله على زيارة رايس، اعتبر الرئيس الفنزويلي أن الحكومة الكولومبية تتآمر مع الولاياتالمتحدة لغزو بلاده. واتهم شافيز في مؤتمر صحفي في نفس اليوم الذي استضافت فيه كولومبيا رايس حكومة أوريبي بالعمل كمخلب لإمبراطورية أمريكا الشمالية وبالتآمر لاستفزاز عسكري ضد فنزويلا. وأكد أنه من الصعب جدا "تطبيع" العلاقات مع كولومبيا، معتبرا أن "كل شيء يشير إلى أن الأمور ستستمر في السوء". وسبق أن اتهم شافيز الولاياتالمتحدة مرات عدة بالتآمر لعزله، وهو حاليا على خلاف دبلوماسي مع الرئيس الكولومبي المؤيد لواشنطن ألفارو أوريبي أدى لتدهور العلاقات الثنائية إلى أدنى مستوى لها. تهديد عسكري ويعتبر شافيز أن وجود القوات الأميركية في كولومبيا للمشاركة بما تقول إنه عمليات مكافحة المخدرات يمثل تهديدا عسكريا لبلاده، ويرى أن ترويج واشنطن لاتفاقية التجارة الحرة محاولة للسيطرة على الدول الصغيرة. وبالنسبة لأميركا، يعد شافيز خطرا على ما تعتبره "ديمقراطية" في أمريكا اللاتينية باستغلال ثروة بلاده النفطية لبناء دولة اشتراكية ودعم الحلفاء اليساريين في الإكوادور وبوليفيا ونيكاراغوا.