رسالة قوية أرسلها مؤتمر عمال مصر الديمقراطى فى دورة انعقاده الثانى التى عقدت فى 6 يناير الماضى، رسالة أرسلتها أكثر من 220 نقابة مستقلة من أماكن جغرافية وأنشطة اقتصادية متعددة جمعهم دفاعهم عن حركتهم النقابية المستقلة التى شهدت فى الأسابيع القليلة الماضية هجوما لا يخفى على أحد .. رسالة أكدت على إصرار الطبقة العاملة المصرية على انتزاع حريتها رافضة المؤامرات التى تحاك لعرقلة قطار النقابات المستقلة الذى انطلق قبل ثورة يناير، ثم اخذ سرعته القصوى عقب قيام الثورة المجيدة .. رسالة واضحة تحذر كل من تسول له نفسه مهما علت قامته الوقوف أمام طوفان الحركة العمالية، خاصة بعد مؤامرات محاولة إعادة إنتاج الوضع النقابى القديم بنقابييه الصفر الموالين دوما للسلطة والسلطان .. حيث أكدت النقابات المجتمعة على ضرورة مواجهة كل ما يحاك ضدهم واعتبار معركة إصدار قانون الحريات النقابية معركة حياة أو موت، ذلك القانون الذى أقره مجلس الوزراء منذ أكثر من ثلاثة شهور وأحاله إلى المجلس العسكرى ليصدره بمرسوم بقانون، إلا انه ما زال قابعا فى الأدراج ليتأكد بذلك أن نظام الحكم البائد لم يتغير وما زال هناك الفلول متواجدين يناصبون الحركة العمالية العداء .. هؤلاء الذين سارعوا فى أقل من 48 ساعة بإصدار مرسوم بقانون لتجريم الإعتصامات والإضرابات العمالية، وإصدار مرسوم أخر بقانون لمد الدورة النقابية للاتحاد الحكومى ستة أشهر يتباطئون عامدين متعمدين عن إصدار قانون الحريات النقابية.اتفق ممثلى النقابات المشاركة على مواصلة حركتهم لإنشاء إتحاد عمال ديمقراطى مستقل وممثل لكافة قطاعات العمل، وإطلاق حملة للضغط على المجلس العسكرى ومجلس الشعب لسرعة إصدار قانون الحريات النقابية والمطالبة بإعادة النظر فى منظومة التشريعات العمالية التى تحكم علاقات العمل، تلك المنظومة التى صدرت فى ظل حكومات رجال الأعمال والمنحازة دوما لصالح رجال الأعمال على حساب العمال.وفى كلمته قال عبد الستار منصور منسق الاتحاد الدولى للنقابات : باسم الإتحاد الدولى للنقابات تحية لكل الحاضرين، هذه هى الحلقة الثانية من عرض الحركة النقابية المستقلة لمشكلاتها، والتى اخذ الاتحاد الدولى على عاتقه مساندتها منذ البدء فى إنشائها، ألاحظ أن العديد من الإشكاليات مازالت قائمة حتى الآن، ولا يسعنى إلا أن أؤكد على إنكم اخترتم أن تكونوا نقابات مناضلة، والنقابات المناضلة لا يجب أن تظن أن طريقها مفروشا بالورود، المطلوب هو أن يكون لدينا المزيد من الصمود والتلاحم ونحن مستعدون لمواصلة المشوار معكم، المجتمع النقابى الدولى يقف داعما لمساركم، انتم قطعتم خطوات ولابد من التضحية .. التضامن مستويات المستوى المحلى هو الأساس ثم يعقبه المستوى الدولى ونقاباتكم مدعوة إلى الربط مع الاتحادات المهنية الدولية لخلق هذا التضامن واعتقد أن البعض منكم على علاقة بها.أما محمد الطرابلسى ممثل منظمة العمل الدولية فقال : أؤكد على سعادتى بحضور هذا اللقاء المميز واعتقد انه من خلال النقاشات وضعتم أصابعكم على نقاط هامة فى مسالة الحركة النقابية المستقلة فى مصر، نحن نسير فى الطريق ونتدرج، وأحيانا لان الطريق طويل لا نقف لنتأمل ما قطعناه خلفنا من مسافات اعتقد أنها هامة جدا، لكننا ما زلنا نقول إننا فى بداية الطريق، ما دام هناك أناس يفصلون من العمل، ما دام هناك فجوة قانونية، نحن فى المنظمة نعترف بالنقابات التى لها تواجد على الأرض، ولا نشترط اعتراف الحكومة أو صاحب العمل .. نحن فى المنظمة واكبنا ميلاد هذه الحركة المستقلة منذ عام 2008، وأنا أرى أن أهم وليد لثورة يناير هو الحركة النقابية المستقلة .. والتى اعتقد أنها ستغير المشهد السياسى والاجتماعى المصرى.هذا وقد أكد ممثلى النقابات المشاركة فى المؤتمر على أهمية العمل على تقوية النقابات الجديدة واستكمال أركان بناؤها وأيضاً أهمية بناء كادر نقابى قادر على قيادة نقابته وتمثيل أعضاء نقابته تمثيلاً صحيحاً، وأكد المشاركون على النضال من أجل فرض شرعية النقابات المستقلة على أرض الواقع.