"أبو الغيط": نثمن قرار الاتحاد الاوروبي بمقاطعة منتجات المستوطنات ونأمل تسوية سياسية للازمات في سوريا وليبيا واليمن "أبو الغيط": ندعم جهود العراق في محاربة داعش ونطالب تركيا باحترام حسن الجوار السفير نجيب منيف: نتطلع لتنسيق المواقف العربية الاوروبية لمواجهة الارهاب والتصدي لأزمات المنطقة ممثلو الاتحاد الاوروبي : ندعم الشراكة العربية الاوروبية وجهود مكافحة الارهاب لتحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة دعا الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى تعزيز التعاون العربي الأوروبي لمواجهة التحديات الراهنة خاصة مكافحة الارهاب والتوصل لحل سياسي للازمات في سوريا وليبيا واليمن ودعم القضية الفلسطينية ، مؤكدا أنه رغم النجاحات والإخفاقات التي شهدها الحوار العربي الأوروبي منذ عقود عديدة وبرغم تحوله لتعاون مؤسسي بين الجانبين إلا أن نتائجه لم ترتق بعد لمستوى الطموحات المرجوة منه ولاتعكس حجم التحديات المطلوب مواجهتها. وطالب أبو الغيط ، في كلمته اليوم الأربعاء أمام الجلسة الافتتاحية للاجتماع الخامس للجنة السياسية والأمنية "العربية الأوروبية" المشتركة والتي ألقاها نيابة عنه نائبه السفير أحمد بن حلي ، بإجراء تقييم لما تم انجازه في إطار التعاون العربي الأوروبي الآن. ونوه أبو الغيط بالنتائج الإيجابية التي تحققت منذ انطلاق الحوار الاستراتيجي بين المنظمتين في نوفمبر الماضي حيث يتم تبادل الآراء حول القضايا السياسية والأمنية لتعزيز التعاون في مجمله والإنذار المبكر والاستجابة للمبادرات وتبني برنامج عمل مشترك تتضمن التعاون والتدريب وبناء القدرات ، معتبرا أن هذه النتائج تشكل مؤشرات واعدة للتعاون المشترك بين الجانبين. وأعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى أن يكون الاجتماع الرابع لوزراء الخارجية العرب ونظرائهم الأوروبيين المقرر أن يعقد في 20 ديسمبر المقبل ، أحد المحطات الهامة لإعطاء نقلة نوعية للتعاون المشترك وبناء شراكة عربية أوروبية حقيقية تعود بالنفع على الجانبين المتجاورين المتداخلين أمنيا واجتماعيا . وأكد أبو الغيط أن الاجتماع اليوم يأتي في وقت تشهد فيه المنطقة تحديات وأزمات تحتم تعميق آليات التشاور والتعاون من أجل إيجاد حلول سلمية لما نواجهه من أزمات استنادا للقانون الدولي وقرارات الأممالمتحدة وبما يمكن من تجاوز المرحلة الحالية نحو تحقيق التنمية والاستقرار وجعل شعار " بحيرة الأبيض المتوسط بحيرة أمن وسلام ورخاء وتفاهم " حقيقة واقعة. وبشأن القضية الفلسطينية ، انتقد أبو الغيط استمرار عجز المجتمع الدولي عن رفع الظلم الواقع عن الشعب الفلسطيني جراء استمرار السياسة الإسرائيلية الهادفة للقضاء على حل الدولتين ومواصلة الاستيطان في تحد سافر للشرعية الدولية والمجتمع الدولي . ودعا أبو الغيط إلى تكثيف الجهود لضمان الحق الفلسطيني في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ، لافتا إلى أهمية دور التجمع الأوروبي في العالم المعاصر القائم على مباديء العدالة والحرية واحترام حقوق الإنسان وأهميته في الإسهام في دعم الدولة الفلسطينية من أجل التوصل إلى تسوية عادلة لتلك القضية التي طال أمدها . وثمن أبو الغيط في الوقت ذاته قرار الاتحاد الأوروبي بتمييز منتجات المستوطنات الإسرائيلية المقامة في الأراضي الفلسطينية المحتلة ، داعيا الاتحاد الأوروبي إلى مقاطعة شاملة لمنتجات الإحتلال الإسرائيلي حتى ترضخ إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية . وحول الأزمة السورية ، طالب أبو الغيط الاتحاد الأوروبي بالعمل على تحمل المسؤولية المجتمعية الكاملة لوقف نزيف الدم السوري ، مشددا على أن الحل الوحيد للأزمة الراهنة في سوريا هو الحل السياسي . وحذر أبو الغيط من تداعيات ومخاطر الأزمة السورية وأبعادها المتمثلة في مأساة النازحين واللاجئين باعتبارها أكبر مأساة إنسانية منذ الحرب العالمية الثانية . كما حذر أبوالغيط من تدفق المقاتلين على سوريا ، معتبرا أنهم يشكلون "قنابل موقوته" ، لافتا في الإطار ذاته إلى الأبعاد الإنسانية الخطيرة لتدفق النازحين لدول الجوار السوري حيث تشكل عبئا كبيرا عليها ،داعيا إلى مساندة هذه الدول لمواجهة متطلبات النازحين السوريين، مؤكدا على أهمية الجهد الجماعي وتقاسم الأعباء في هذا الشأن. وأشار أبو الغيط إلى الوضع المتأزم في ليبيا ، داعيا إلى تضافر الجهود من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة الراهنة ومساندة ليبيا في تحقيق الأمن والاستقرار ،منوها في هذا الإطار إلى تسمية مبعوث خاص للجامعة العربية إلى ليبيا . وأعرب أبو الغيط عن تطلعه إلى تعاون المبعوث الجديد مع ممثلي الأممالمتحدة وباقي المبعوثين الأوروبيين من أجل التوصل إلى حل للأزمة الليبية. وفيما يخص اليمن ، أكد أبو الغيط دعم الجامعة العربية للتسوية السياسية في اليمن ، مشددا على أن تسوية يجب أن ترتكز على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن رقم 2216 ، معتبرا أن أي خروج عن الشرعية سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والصعوبات أمام الحل التوافقي في اليمن. وجدد أبو الغيط دعم الجامعة العربية لجهود العراق في محاربة تنظيم داعش الإرهابي وجهود تحرير الموصل ، معربا عن إدانته في الوقت ذاته لتوغل القوات التركية في شمال العراق ، مطالبا باحترام حسن الجوار بين البلدين. وأكد أبو الغيط أهمية تنسيق المواقف العربية الأوروبية وصولا للمنفعة المتبادلة وبناء الشراكة بين الجانبين . وارتكزت كلمات السفير والتر ستيفنز رئيس اللجنة السياسية والأمنية لمجلس الاتحاد الأوروبي، وجين كريستوف نائب الأمين العام للشؤون السياسية، بهيئة العمل الخارجي الأوروبي امام الاجتماع على اهمية تعزيز كافة الجهود لتعميق الشراكة العربية الاوروبية والتنسيق المشترك لمكافحة الارهاب لتحقيق الامن والاستقرار بالمنطقة. ومن جانبه ، أكد السفير نجيب المنيف سفير تونس لدى مصر ومندوبها الدائم بجامعة الدول العربية ، في كلمته ، أهمية الاجتماع لتنسيق المواقف وتعزيز التعاون بين الجانبين العربي والاوروبي بشأن أبرز القضايا الحساسة والتحديات التي تواجه المنطقة والتي يأتي على رأسها الإرهاب واللاجئين والهجرة غير الشرعية وتعزيز السلم والأمن في الفضاء النشترك بين الجانبين وتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية . وقال "المنيف" ، والذي ترأس بلاده الدورة الحالية لمجلس الجامعة العربية ، إن هذا الاجتماع يأتي أيضا لتعزيز مرتكزات التنسيق العربي الاوروبي قبل الاجتماع الوزاري المشترك بين الجانبين المقرر في 20 ديسمبر المقبل . وشدد على أن الفضاء المشترك يواجه تحديات تستوجب أحكام التنسيق ومضاعفة الجهود المشتركة من أجل دفع مسارات التسوية السياسية للعديد من الأزمات التي تواجه المنطقة والتي أدت إلى استفحال ظاهرة الإرهاب . وحول تطورات القضية الفلسطينية ، أكد "المنيف" أن القضية الفلسطينية ستبقى القضية المحورية والأساسية، مشيرا إلى أن استمرار اسرائيل في انتهاكاتها للمقدسات الدينية ومواصلة توسيع وتيرة الاستيطان يستوجب العمل على إلزامها لتنفيذ قرارات مجلس الأمن ذات الصلة بما يمكن الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية وفقا لمبادرة السلام العربية ىحل الدولتين. وأشاد "المنيفط في الإطار ذاته بالدور الإيجابي للإتحاد الأوروبي في دعم القضية الفلسطينية خاصة المبادرة الفرنسية المطروحة لعقد مؤتمر دولي للسلام ، داعيا الإتحاد الأوروبي إلى ضرورة العمل من أجل توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني ووضع جدول زمني محدد لإنهاء الاستيطان. وحول الأزمة الليبية ، أكد "المنيف" ضرورة مواصلة الجهود بالتعاون مع الأصدقاء في الإتحاد الأوروبي من أجل التوصل إلى الاتفاق السياسي بين الفرقاء الليبيين . ودعا "المنيف" كافة الأطراف الليبية للاستمرار في نهج الحوار والمصالحة الوطنية الشاملة ، مؤكدا في الوقت ذاته مركزية دول الجوار الليبي والعمل على تفعيل دور الجامعة العربية لإعادة الأمن والاستقرار إلى ليبيا والذي تمثل في تعيين مبعوثا للأمين العام للجامعة العربية إلى ليبيا ، معربا عن تطلعه في أن يسهم في تقريب وجهات النظر بين الفرقاء. وحول الوضع في سوريا ، دعا "المنيف" إلى ضرورة التحرك لدعم جهود مبعوث الأممالمتحدة إلى سوريا ستيفان دي مستورا للتوصل إلى حل للأزمة ووقف الاقتتال ومواجهة الإرهاب الذي استفحل بشكل كبير داخل الأراضي السورية. وأكد أن حل الأزمة السورية لن يكون إلا سياسيا بما يحفظ سلامة الشعب السوري ووحدة أراضيه ، داعيا الأطراف العربية والدولية لتضافر الجهود لحل الأزمة الإنسانية في حلب والمدن المحاصرة في سوريا . وعلى صعيد الأزمة اليمنية، أكد"المنيف" ضرورة التوصل لتسوية سياسية للأزمة ووضع حد لمعاناة الشعب اليمني . وحول الوضع في العراق، أكد دعم ومساندة الحكومة العراقية في حربها ضد الإرهاب في الموصل ، مشيرا إلى أنها تعد أحد أبرز محاور الاجتماع، مشددا على ضرورة تضافر الجهود والتنسيق المشترك لمكافحة الإرهاب ، مجددا الدعوة لعقد مؤتمر دولي لمكافحة الإرهاب . وأكد "المنيف" أن القضايا المطروحة على الاجتماع تتطلب التفكير في مقاربات متكاملة لمعالجتها ووضع اقتراحات بناءة لتجسيدها . ويناقش الاجتماع ضمن جدول أعماله القضايا الرئيسة في المنطقة، وأبرزها عملية السلام في الشرق الأوسط، والأزمات في سوريا و ليبيا واليمن و العراق، بالإضافة إلى سبل مكافحة الإرهاب، والتعامل مع قضايا الهجرة واللاجئين. ويعقد على هامش اللجنة السياسية والأمنية، اجتماعات لمجموعات العمل الخاصة بالتعاون الاستراتيجي، والتي تشمل ست مجموعات حول: مكافحة الإرهاب، وتقديم المساعدات الإنسانية، وأسلحة الدمار الشامل، وإدارة الأزمات، والجريمة المنظمة العابرة للحدود، بالإضافة إلى موضوع الهجرة. وسوف يصدر عن هذه المجموعات أوراق مفاهيمية تمثل خارطة طريق للتعاون في هذه المجالات. يشار الى أن تلك المجموعات قد انطلقت في نوفمبر الماضي بالاتحاد الأوروبي خلال الاجتماع الرابع للجنة السياسية والأمنية، ومع إطلاق الحوار الاستراتيجي بين الجانبين. ومن المقرر أن يرفع السفراء والمندوبون الدائمون ما توصلوا إليه خلال الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية والاتحاد الأوروبي المقرر بمقر الجامعة العربية في 20 ديسمبر المقبل.