لقد توكلت علي الله وبعد تفكير عميق قررت عدم خوض الانتخابات لمجلس الشعب علي مقعد الفئات مستقل بدائرة سرس الليان ومنوف والسادات، كما فعلت في انتخابات 2010 المزورة. والسبب لاتخاذ هذا القرار يكمن في أن المشهد السياسي لايزال يدعو للأسي ويشوبه الغموض وهو الأمر الذي تجمع عليه كل الرموز الوطنية الشريفة التي حاربت الفساد والإفساد ورموز النظام البائد وأباطرة الحزب الوطني المنحل الذين احتكروا الوطن واحتقروا المواطن في زمن لم يجرؤ فية كثيرون علي المواجهة بل كان التملق والمهادنة والصفقات لتحقيق المصالح والأهداف السياسية هي الغالبة والحاكمة فلما حدثت الثورة تحولوا إلي زعماء وقادة دون وجه حق .المحور الثاني يتمثل في السؤال: أين شباب ثورة 25 يناير الحقيقيون الذين كانوا أصحاب الشرارة الأولي في صرخة التغيير التي أيدها الشعب وباركها الرب؟إننا نري عواجيز السياسة وقد سطوا علي الثورة وأبعدوا أبطالها وأنشأوا أحزاباً وجماعات للحصول علي أكبر قدر من الكعكة السياسية سواء في الانتخابات البرلمانية لمجلسي الشعب والشوري أو أي انتخابات قادمة حتي لو كانت انتخابات جمعية دفن الموتي ونتيجة للانفلات السياسي نري أن الصورة ضبابية وسوداء مع اختزال الشباب في الأقلية الثورية وأصبح المحترفون والفلول وسماسرة الانتخابات والذين يأكلون علي كل الموائد السياسية ويتصدرون المشهد الانتخابي ، فنراهم مرة مستقلين وأخري وفديين أو إسلاميين أو فلول ، والمحصلة النهائية الحصول علي الحصانة البرلمانية وليذهب الشعب إلي الجحيم وليحترق الوطن.. والمحور الثالث أن الانفلات الأمني سيرفع من بورصة البلطجية في سوق الانتخابات في ظل غياب متعمد من الشرطة والداخلية مما يعطي مؤشراً بعدم استكمال الانتخابات كما يجب، لأن القوي الظلامية تريد أن تفسد الثورة وتحرق البلد فالمواطن أصبح غير آمن علي نفسه وبيته فكيف سيدلي بصوته بحرية وبدون خوف في ظل هذا التدهور الأمني؟وأخيرا ورغم قراري بعدم خوض الانتخابات في دائرتي وبلدي و بين أهلي في سرس الليان ومنوف والسادات إلا أن التواصل معكم سيظل موجودا كخادم لأبناء مصر وأبناء دائرتي.. إننا سنظل أوفياء لكم لأن خوفي علي مصر وشعبها أهم من الحصانة والبرلمان.. حقا أننا تخلصنا من أحمد عز لكني أخشي علي دائرتي ومصر من أشباه عز وشركائه. إن موقفي من عدم خوض الانتخابات البرلمانية علي مقعد الفئات كمستقل بدائرة سرس الليان منوف - السادات يتبلور في عدم المشاركة في هذه المسرحية الهزلية للانتخابات هذه المرة حتي تتضح الصورة لأننا قلنا مرارا وتكرارا إن الدستور أولا هو طوق النجاة الحقيقي لعبور مصر من أزمتها الراهنة ثم الانتخابات الرئاسية تليها البرلمانية حتي لاتفرض الوصاية السياسية من المدعين الجدد والمتسلقين مع التأكيد علي أننا سنواصل المسيرة في محاربة الفاسدين وكشف أباطرة الفساد السياسي والانتخابي والمتاجرين بأزمات الناس وذلك من خلال موقعي في بلاط صاحبة الجلالة. وإني علي يقين بأن الشعب هو مصدر السلطات والقوانين وصاحب الحق الأصيل في تحديد المصير من خلال عدالة اجتماعية وسياسية ومواطنة حقيقية وحرية تفرضها إرادة الجماهير وأن ثورة 25 يناير نقطة فارقة في تاريخ هذا البلد الآمن وسوف يطلع النهار رغم الضباب والظلام.. عاشت مصر حرة قوية وشامخة وعزيزة أبد الدهر فخورة بجيشها وقواتها المسلحة.أسامة شرشررئيس تحرير جريدة النهار