بعد ساعات من إعلان حكومة طرابلس السابقة بقيادة خليفة الغويل انقلابا على حكومة الوفاق الوطنى الليبية المدعومة من الأممالمتحدة برئاسة فايز السراج، نددت كل من الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى بهذه الخطوة المفاجئة. محذرة من فوضى وانفلات أمنى فى ليبيا. واعتبر مبعوث الأممالمتحدة إلى ليبيا، مارتن كوبلر، أن هذه الاجراءات هدفها «إنشاء مؤسسات موازية وعرقلة تنفيذ الاتفاق السياسى فى ليبيا»، محذرا من المزيد من الفوضى وانعدام الأمن، كما جدد دعمه لحكومة الوفاق الليبية. من جانبه، قال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، مارك تونر، إن واشنطن «قلقة» من التطورات وحضت جميع الأطراف على ضبط النفس، مضيفا «يجب أن تعاد المبانى الحكومية فى طرابلس إلى سيطرة حكومة الوفاق الوطنى»، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية. بدوره، قال الاتحاد الأوروبى، فى بيان، إن «استخدام القوة للاستيلاء على السلطة فى ليبيا لا يمكن أن يؤدى إلا إلى مزيد من الفوضى وإلى دوامة عنف سيكون الشعب الليبى ضحيتها الرئيسية». وفى هذا الشأن، قال ماتيا توالدو، الخبير الإيطالى فى الشأن الليبى بالمجلس الأوروبى للعلاقات الخارجية، إن «الأممالمتحدة والأوروبيين أصبحوا مقتنعين بضعف حكومة السراج». وأضاف توالدو، : «الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبى أصبحا مقتنعين أيضا بضرورة إيجاد حل أقوى للأزمة الليبية». وكان رئيس حكومة الانقاذ الوطنى السابقة، خليفة الغويل، أعلن فى بيان، أن حكومته المنبثقة عن المؤتمر الوطنى العام، هى «الحكومة الشرعية»، داعيا «جميع الوزراء ورؤساء الهيئات والتابعين لحكومة الإنقاذ إلى ممارسة مهامهم وتقديم تقاريرهم وتسيير مؤسساتهم خاصة فيما يتعلق بالحياة اليومية للمواطن». وتعليقا على إعلان سلطات طرابلس السابقة استعادة سلطتها السابقة، أوضح أن الأمر «يتعلق بمحاولة على الأرجح فاشلة الغرض منها الاستفادة من ضعف حكومة السراج»، مشيرا إلى أن «ضعف حكومة الوفاق كان بسبب العلاقات الضعيفة بين الميليشيا التى تدعمها، كما أن الحكومة نفسها أصبحت غير قادرة على توفير الخدمات للمواطنين، فضلا عن أن رئيس وزرائها السراج يتواجد أغلب الأحيان خارج البلاد». وعن مستقبل العملية السياسية فى ليبيا فى ظل الأوضاع الراهنة، أوضح الخبير الإيطالى أن «اتفاق الصخيرات الموقع فى المغرب بنهاية عام 2015 ساهم فى التقليل من موجات العنف.. نستطيع أن نلاحظ ذلك مقارنة بالأوضاع فى سوريا واليمن على سبيل المثال».