انتقدت صحيفة القدس العربي اللندنية ما وصفته بتقصير الدبلوماسية المصرية في التواصل مع دول حوض النيل، ولاسيما دول المنبع، وهاجمت الصحيفة سياسات مصر الخارجية مع تلك الدول، متهمة النظام المصري بإهمال العلاقات الإفريقية بصفة عامة، ومن ثم التسبب بهذه الأزمة.وقالت الصحيفة في عددها الصادر اليوم الإثنين إن النظام الحالي، وعلى مدى ثلاثين عاماً من حكمه، أهمل القارة الإفريقية، بل ودخل في خصومات شرسة مع بعض دول المنبع، ووصلت علاقاته مع دولة الممر، أي السودان إلى حد التوتر العسكري، عندما افتعل قضية مثلث حلايب الحدودي بين البلدين، ودعم حركة التمرد الانفصالية في جنوب السودان، نكاية بحكم ثورة الإنقاذ الوطني السودانية.وأضافت أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أهمل قضية منابع النيل والتسلل الإسرائيلي في الفناء المصري الجنوبي، رغم تصريحاته التي أدلى بها يوم أمس نافيًا أي قصور من جانب حكومته أو وزارته، ومؤكدًا أن حجم التمثيل الدبلوماسي المصري هو الأعلى في إفريقيا.وردت الصحيفة علي تلك التصريحات بالقول أن المسألة ليست في حجم التمثيل الدبلوماسي، وإنما في فاعليته، ومدى تأثيره في محيطه، وباتت هناك قناعة راسخة بأن النفوذ السياسي المصري في القارة الإفريقية بات في حدوده الدنيا هذه الأيام، وذلك في رأي الصحيفة- يصب في مصلحة جانبين أحدهما إسرائيلي نشط، ينطلق من خطة مستقبلية تضع هدف خنق مصر، وتهديدها في مرتكزات أسباب بقائها، وآخر إفريقي يبحث عن مصالحه في الاستفادة من ثروة مائية يرى أنها تشكل 'نفطاً' لا يقل أهمية عن النفط العربي الحقيقي.