قرر البرلمان العربي النظر في تجميد عضوية سوريا واليمن في البرلمان ووقف أنشطته في مقره الدائم بدمشق في أسرع وقت ممكن في حال عدم استجابة السلطات في البلدين لمطالبات البرلمان بوقف العنف تجاه الشعب السوري واليمني والعمل على حل الأزمتين من خلال عدد من الإجراءات التي قدمها البرلمان.كما دعا البرلمان العربي - في دورته العادية الثانية لهذا العام- الدول العربية إلى تجميد عضوية كل من سوريا واليمن في الجامعة العربية و المنظمات العربية المتخصصة في حال عدم التزامهما بمعالجة الأزمتين .وناشد البرلمان القادة العرب اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لدفع النظام السوري لوقف القمع تجاه الشعب السوري ، وكذلك الامر مع الشعب اليمني وقد شهد البرلمان العربي جلسة عاصفة وتخلى رئيسه على الدقباسي عن إدارتها لأنه أحد المطالبين بإتخاذ موقف تجاه مايحدث في سوريا.وقرر البرلمان تكليف رئيسه برفع هذه التوصيات للأمين العام للجامعة العربية لرفعها للقادة العرب . وتضمن الاقتراحات التي قدمها البرلمان العربي والتي طلب من سوريا الاستجابة لها ، حتي لاتجمد عضويتها في البرلمان ضرورة سحب قوات الجيش والامن من المدن والقوى السورية التي زادت الأزمة اشتعالا ، ورفض استخدام السلاح ضد المواطنين ، و الحوار مع المعارضة في الداخل والخارج .كما تدعو المقترحات القيادة السورية إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين ، وتشكيل حكومة إئتلاف وطني ، وفتح المجال لجميع وسائل الإعلام لنقل مايحدث في سوريا ، والسماح للمعارضة بالتعبير عن مواقفها، ودعوة قيادات حزب البعث الاستراكي التي لم تتورط في جرائم إلى إجراء إصلاحات. وأكد البرلمان على رفض استخدام القوة من أي جهة خارجية ضد سوريا ممايضعف قدرتها على المقاومة وبصفة خاصة القوى التي تدعم إسرائيل حتى لاتتخذ حماية المدنيين ذريعة لإضعاف سوريا. وفي حال رفض سوريا تنفيذ هذه الإجراءات سيتم الإتخاذ العقوبات المشار إليها .وفيما يتعلق باليمن.. أدان البرلمان إدانة الشديدة الاستخدام المفرط للقوة ، وطالب بالعمل على سحب قوات الجيش فورا ، وإبعاد مظاهر الحل الأمني الذي لن يزيد الأزمة إلا اشتعالاوطالب البرلمان النظام اليمني فتح المجال أمام وسائل الإعلام ، والسماح للمعارضة للتعبير عن نفسها .ولوح البرلمان بتجميد عضوية اليمن في البرلمان العربي في حال عدم استجابته لمقترحات البرلمان لحل الأزمة، كما ناشد القادة العرب إتخاذ إجراءات جدية وأكثر فاعلية لدفع النظام اليمني لحل الأزمة، ودعا الدول العربية لتجميد عضوية اليمن في الجامعة العربية ومنظماتها المتخصصة. وكلف البرلمان رئيسه برفع هذه التوصيات للأمين العام لرفعها للقادة العرب.وكانت جلسة العمل الاولى للبرلمان العربي ، الذي بدأت اعمال دورته العادية الثانية هنا اليوم جدلا كبيرا وسجالا بين النواب المشاركين خاصة فيما يتعلق بمناقشة الاوضاع في سوريا . واعترض النواب السوريون على توصيات لجنة الشؤون السياسية التابعة للبرلمان والتي تقضي بتجميد عضوية نواب البرلمان السوري في البرلمان العربي (أربعة أعضاء) وتجميد أنشطة البرلمان في مقره الدائم في دمشق لمدة شهر حتى تتم استجابة القيادة السورية للمطالبات بالتغيير والإصلاح.وأمام الاجتماع أعلن عبد العزيز الحسن رئيس لجنة الشؤون السياسية والأمن القومي بالبرلمان العربي (سوري ) استقالته من رئاسة اللجنة احتجاجا على ما اعتبره ممارسات خاطئة من قبل رئيس البرلمان على سالم الدقباسي ، كما أعلن رفضه لكل توصيات اللجنة السياسية التي تقترح تجميد عضوية سوريا واليمن في حال عدم استجابتهم لمطالبات البرلمان بحل الأزمتين.وأوصت اللجنة البرلمان في بداية الجلسة بتجميد عضوية سوريا في البرلمان العربي ووقف أنشطة البرلمان في مقره الدائم في سوريا ، ودعوة الدول العربية إلى تجميد عضوية دمشق في الجامعة العربية ومناشدة القادة العرب إلى إتخاذ مواقف أكثر فاعلية في هذا الشأن ، وكل ذلك في حال عدم استجابة القيادة السورية لعدد من المقترحات أهمها وقف العنف وسحب قوى الأمن والجيش من المدن وتشكيل حكومة وحدة وطنية من كافة القوى السياسية السورية، كما قدمت اللجنة بتوصيات مشابهة بالنسبة لليمن. واتهم رئيس اللجنة المستقيل عبد العزيز الحسن رئيس البرلمان على سالم الدقباسي بالقيام بما وصفه بالتزوير لأنه نشر توصيات اللجنة السياسية كبيان نسبه اليه رغم أنه كان هناك تأكيد على عدم صدور بيان من اللجنة ، وقال إنه نصب نفسه متحدثا باسم اللجنة وهو خلط بين مؤسسات البرلمان العربي وتابع الحسن قائلا : للأسف إذا كان هذا البرلمان يؤمن بنظامه الأساسي ، وروحه ، فكان أولى به أن يكون حياديا لا أن يكون طرفا ، معتبرا أن البرلمان تجاوز لصلاحيته . وقال إن قرار تجميد العضوية لسوريا ، ليس قرار البرلمان العربي أو المجلس الوزاري ، بل هذا قرار قمة. وأشار إلى أن البعض يقول إنه حدث مع ليبيا ، ولكنه لم يكن أمرا قانونيا ، وقال إن مجلس وزراء الخارجية اعترف بذلك - على حد قوله- ورأى أن هذا الموقف يتجاهل الحوار الوطني الشامل في سوريا ،والذي يقوده الرئيس السوري بشار الأسد في الجامعات والمحافظات. وقال الحسن إن استقالته من رئاسة اللجنة السياسية تأتي لسبيين ، أولا أن هناك عدم موضوعية لدى البعض في اللجنة ،كما أنه أصر على الاستقالة احتجاجا على تجاوز رئيس البرلمان لصلاحيته والخلط بين مؤسسات البرلمان ، حيث نصب رئيس البرلمان نفسه كمتحدث باسم اللجنة.. وأضاف: انه لايحق لرئيس البرلمان أن يستولى على اللجنة السياسية. كما انتقد العضو السوري في البرلمان العربي ماسماه بالفوضى الإعلامية في اللجنة السياسية، حيث أن كل نائب يتحدث مع الإعلام ويقول إنه طرح كذا وكذا وأن اللجنة أخذت بهذا قرارا.من جانبها ، علقت النائبة السورية بالبرلمان فادية الديب إن البرلمان العربي يتخذ قرارات لقنت له سلفا على حد قولها فتدخل رئيس الجلسة وقال إن البرلمان لم يتخذ قرارات بعد ، وأن هذه توصيات اللجنة السياسية. وتابعت العضوة : إن البرلمان يتخذ قرارات دون أن يرسل بعثة لمعرفة مايحدث في سوريا ، ويكتفي بالمعلومات من وسائل الإعلام ، لافتة الى سوريا تتعرض لمؤامرة إعلامية كبيرة . وقالت إن البرلمان لايستمع لرأي الشعوب ، ولم يأخذ رأي ممثلي سوريا في البرلمان وهم المعبرون عن رأي الشعب السوري. واتهمت النائبة السورية أعضاء البرلمان بتعزيز المؤامرة على الشعب السوري ، وقالت إن الشعب السوري سوف يحاكم من يصدر هذه القرارات .من جانبه قدم النائب الاردني عواد الزوايدة مداخلة اكد خلالها دعم البرلمان الاردني لجهود حشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على حدود 1967 وحق عودة اللاجئين الفلسطينيينوفيما يتعلق بالوضع في سوريا قال : اننا لا نقبل اراقة الدماء في سوريا ولابد أن تعمل كافة القوى على حقن الدماء واجراء الاصلاح الحقيقي ، مضيفا : اننا ندرك أن سوريا تتعرض لمؤامرة كبيرة تحاك عليها ، فهي مستهدفة من العدو الصهيوني لتفكيكها ، ولكن هناك اتجاه للحوار ولابد أن نعطي الفرصة للحوار واصلاح ذات البين.وشهدت الجلسة مداخلت من بعض نواب البرلمان منها مداخلة العراقي د. رياض الزيدي الذي راى ان الحكومات المستبدة زائلة لكن العضوية في البرلمان العربي هي للشعب داعيا الى اعادة النظر في توصيات اللجنة السياسية بتجميد عضوية سوريا في البرلمان، كما ايده د. عبد ذياب العجيلي لافتا الى ان النواب لا يمثلون الحكومات فقط انما يمثلون نبض الشارع سواء في سوريا او في اليمن .وتدخل رئيس البرلمان العربي علي الدقباسي داعيا النواب الى عدم ادارة ظهورهم لما يحدث في سوريا على الاخص لافتا الى ان تقرير اللجنة السياسية التابعة للبرلمان هو الحد الادنى لمواجهة ما يحدث في سوريا ، لافتا في الوذت ذاته الى أن هناك شبيحة وبلطجية سياسيون داعيا الى ضرورة محاسبة القتلة ومن يجورون على حقوق الانسان العربي ، موضحا انه لابد من اتخاذ قرارات تعيد الثقة في مؤسسات العمل العربية.