يبدأ رئيس الوزراء الفرنسي، مانويل فالس ، الجمعة، مباحثاته مع الرئيس عبدالفتاح السيسي حول تطورات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط كما سيشهد اللقاء التوقيع على صفقة حاملتي المروحيات ميسترال التي تم الإعلان عنها في سبتمبر الماضي. ومن المقرر أن يبحث السيسي مع رئيس الوزراء الفرنسي القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك لاسيما تتطورات الأوضاع في سوريا وليبيا واليمن فضلاً عن سبل استئناف عملية السلام في الشرق الأوسط في ضوء التصعيد الذي تشهده القدس والأراضي الفلسطينية. كما سيلتقي «فالس» رئيس الوزراء المهندس شريف إسماعيل لبحث زيادة الاستثمارات المشتركة في القطاعات المتنوعة، وسيشهد الجانبان التوقيع على عدد من الاتفاقيات من بينها اتفاق تنفيذي بقيمة 40 مليون يورو لتمويل القرض الخاص بمشروع توليد الطاقة الكهربائية بواسطة الخلايا الفوتوفولتية في مدينة كوم إمبو بالصعيد بقدرة 20 ميجاوات. وسيوقع الطرفان على اتفاق منحة بقيمة 30 مليون يورو لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة في المجال الزراعي بالإضافة إلى اتفاق منحة للصندوق الاجتماعي للتنمية في مجالات التوظيف والتنمية في المناطق العشوائية بقيمة 15 مليون يورو فضلاً عن التوقيع على بروتوكول تفاهم بين شركة «أو دي إف» الفرنسية بشأن التعاون الفني في مجالات إنتاج ونقل وتوزيع الطاقة المتجددة. ومن المقرر أن يشارك رئيس الوزراء الفرنسي في لقاء اقتصادي موسع يحضره عددًا كبيرًا من رجال الأعمال الفرنسيين والمصريين ورؤساء كبريات الشركات الفرنسية، وسيلتقي في اليوم التالي للزيارة بالدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر وذلك قبل أن يفتتح الليسيه الفرنسي الجديد بحضور ممثلين عن الجالية الفرنسية. ووصف مصدر دبلوماسي العلاقات الثنائية بين البلدين بأنها متميزة وتشهد نموًا مطردًا في شتى المجالات لاسيما السياسي والعسكري وذلك في إطار الحرص المشترك على تعزيز التعاون الثنائي والتنسيق والتشاور حول القضايا الإقليمية والدولية. وأشار إلى الدعم الفرنسي لانضمام مصر لعضوية مجلس الأمن في ضوء الإدراك المتزايد لقيمة مصر ودورها الإقليمي والمحوري في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة، مؤكدًا تطابق وجهات نظر البلدين إزاء التحديات والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط، مشيرًا إلى أن الهدف الاستراتيجي لكلا البلدين يتمثل في مكافحة الإرهاب. ولفت إلى حرص فرنسا على الإسهام في تدعيم قدرات مصر في حفظ أمنها واستقرارها وذلك إدراكًا منها بأن مصر عنصر استقرار جوهري على مستوى أمن المنطقة والمتوسط وأمن البحر الأحمر. كما أشاد بالمواقف الإيجابية لفرنسا على المستوى السياسي من خلال مبادرتها لتعديل بعض الرؤى والمفاهيم المغلوطة عن مصر في الاتحاد الأوروبي. من جانبه، قال اللواء عبدالمنعم سعيد، الخبير العسكري، إن العلاقات المصرية الفرنسية تتسم بالإيجابية، مشيرًا إلى دعم فرنسا لمصر منذ ثورة 30 يونيو. وأضاف «سعيد» أن العلاقات بين البلدين وطيدة في كافة المجالات الاقتصادية والسياسية والعسكرية، لافتًا إلى أن صفقة ميسترال تأتي في إطار السياسة المصرية لتنويع مصادر التسليح وهو مبدأ تسير عليه مصر منذ عدة سنوات. وأشار إلى أن مبدأ مصر لتنويع مصادر السلاح يأتي من أجل الحفاظ على الكفاءة القتالية، مؤكدًا على أهمية هذا المبدأ وأن الدعم اللوجيستي العسكري لا يتوقف ولا يعتمد على دولة بعينها وإنما يعتمد على تنويع مصادر السلاح . ويرأس رئيس الحكومة الفرنسية وفد وزاري يضم وزير الدفاع جون ايف لودريان، وعدد من كبرى الشركات الفرنسية، وتأتي بعد الزيارة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي في نوفمبر الماضي للعاصمة الفرنسية ورئيس الوزراء السابق المهندس إبراهيم محلب في مايو الماضي إلى باريس وكذلك عقب زيارة الرئيس فرانسوا هولاند لافتتاح قناة السويس الجديدة في 6 أغسطس الماضي.