وزارة الأوقاف تفتتح 19 مسجدًا.. اليوم الجمعة    تعرف على سعر الذهب اليوم الجمعة.. عيار 21 ب3080    الفسفور.. أسعار الجمبري اليوم الجمعة3-5-2024 في محافظة قنا    مواعيد صرف معاش تكافل وكرامة بالزيادة الجديدة لشهر مايو 2024    طائرات الاحتلال الإسرائيلي تجدد غارتها على مخيم النصيرات وسط قطاع غزة    أكبر جامعة في المكسيك تنضم للاحتجاجات الطلابية المناصرة لفلسطين.. ما القصة؟    تموين الغربية يضبط 2000 لتر سولار بمحطة وقود لبيعها بالسوق السوداء بالسنطة    جنازة مهيبة لطالب لقى مصرعه غرقًا بالمنوفية (صور)    وزارة التضامن وصندوق مكافحة الإدمان يكرمان نجوم دراما رمضان 2024    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة3-5-2024    دراسة أمريكية: بعض المواد الكيميائية يمكن أن تؤدي لزيادة انتشار البدانة    دراسة: الأرز والدقيق يحتويان مستويات عالية من السموم الضارة إذا ساء تخزينهما    أوستن: لا مؤشرات على نية حماس مهاجمة القوات الأمريكية في غزة    انتهاء أزمة الشيبي والشحات؟ رئيس اتحاد الكرة يرد    اليونسكو تمنح الصحفيين الفلسطينيين جائزة حرية الصحافة    أهداف برشلونة في الميركاتو الصيفي    نجم الأهلي يقترب من الرحيل عن الفريق | لهذا السبب    "الدفاع التايوانية" تعلن رصد 26 طائرة و5 سفن صينية في محيط الجزيرة    رسالة جديدة من هاني الناظر إلى ابنه في المنام.. ما هي؟    20 لاعبًا بقائمة الاتحاد السكندري لمواجهة بلدية المحلة اليوم في الدوري    "نلون البيض ونسمع الدنيا ربيع".. أبرز مظاهر احتفال شم النسيم 2024 في مصر    10 أيام في العناية.. وفاة عروس "حادث يوم الزفاف" بكفر الشيخ    هل يجوز الظهور بدون حجاب أمام زوج الأخت كونه من المحارم؟    حكم البيع والهبة في مرض الموت؟.. الإفتاء تُجيب    ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على منزلًا شمال رفح الفلسطينية إلى 6 شهداء    تركيا تعلق جميع المعاملات التجارية مع إسرائيل    كاتبة: تعامل المصريين مع الوباء خالف الواقع.. ورواية "أولاد الناس" تنبأت به    العثور على جثة سيدة مسنة بأرض زراعية في الفيوم    سر جملة مستفزة أشعلت الخلاف بين صلاح وكلوب.. 15 دقيقة غضب في مباراة ليفربول    بعد انفراد "فيتو"، التراجع عن قرار وقف صرف السكر الحر على البطاقات التموينية، والتموين تكشف السبب    الإفتاء: لا يجوز تطبب غير الطبيب وتصدرِه لعلاج الناس    تعيين رئيس جديد لشعبة الاستخبارات العسكرية في إسرائيل    بركات ينتقد تصرفات لاعب الإسماعيلي والبنك الأهلي    مصطفى كامل ينشر صورا لعقد قران ابنته فرح: اللهم أنعم عليهما بالذرية الصالحة    فريدة سيف النصر توجه رسالة بعد تجاهل اسمها في اللقاءات التليفزيونية    نكشف ماذا حدث فى جريمة طفل شبرا الخيمة؟.. لماذا تدخل الإنتربول؟    قتل.. ذبح.. تعذيب..«إبليس» يدير «الدارك ويب» وكر لأبشع الجرائم    برلماني: إطلاق اسم السيسي على أحد مدن سيناء رسالة تؤكد أهمية البقعة الغالية    عز يعود للارتفاع.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الجمعة 3 مايو 2024 بالمصانع والأسواق    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدده    انقطاع المياه بمدينة طما في سوهاج للقيام بأعمال الصيانة | اليوم    أحكام بالسجن المشدد .. «الجنايات» تضع النهاية لتجار الأعضاء البشرية    السفير سامح أبو العينين مساعداً لوزير الخارجية للشؤون الأمريكية    معهد التغذية ينصح بوضع الرنجة والأسماك المملحة في الفريزر قبل الأكل، ما السبب؟    خبيرة أسرية: ارتداء المرأة للملابس الفضفاضة لا يحميها من التحرش    "عيدنا عيدكم".. مبادرة شبابية لتوزيع اللحوم مجاناً على الأقباط بأسيوط    محمد مختار يكتب عن البرادعي .. حامل الحقيبة الذي خدعنا وخدعهم وخدع نفسه !    ضم النني وعودة حمدي فتحي.. مفاجآت مدوية في خريطة صفقات الأهلي الصيفية    الحمار «جاك» يفوز بمسابقة الحمير بإحدى قرى الفيوم    سفير الكويت: مصر شهدت قفزة كبيرة في الإصلاحات والقوانين الاقتصادية والبنية التحتية    سعر الموز والتفاح والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 3 مايو 2024    بشير التابعي: من المستحيل انتقال إكرامي للزمالك.. وكولر لن يغامر أمام الترجي    قفزة كبيرة في الاستثمارات الكويتية بمصر.. 15 مليار دولار تعكس قوة العلاقات الثنائية    هالة زايد مدافعة عن حسام موافي بعد مشهد تقبيل الأيادي: كفوا أيديكم عن الأستاذ الجليل    البطريرك يوسف العبسي بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يحتفل برتبة غسل الأرجل    برج السرطان.. حظك اليوم الجمعة 3 مايو 2024: نظام صحي جديد    تعرف على طقس «غسل الأرجل» بالهند    القصة الكاملة لتغريم مرتضى منصور 400 ألف جنيه لصالح محامي الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



سيدة تجبر أبناء زوجها على مشاهدة أفلام جنسية
نشر في النهار يوم 07 - 08 - 2015

"سامية": مرات زوجى حرمت صغارى من التعليم ومنعت عنهم الطعام "أصيلة": "نيمتنى على البلاط وحرضت أولادها على مقاطعة أبيهم المصاب بالزهايمر "منى": هجرنى عامين بسببها تكره المرأة أن يشاركها أحد فى قلب زوجها وجسده، فدوما تريد أن تكون الملكة الوحيدة المتوجة على عرش قلبه وعقله، وحينما تشعر بظهور واحدة من بنات جنسها فى حياة زوجها تكشر عن أنيابها، وتستل سكاكينها وتستدعى كل أسلحتها المشروعة وغير المشروعة لدحر غريمتها واسترداد رجلها المسلوب والحفاظ على بيتها المخترق، فى المقابل تبدأ الجديدة هي الأخرى فى البحث عن وسائل تثبت بها أقدامها فى حياة رجلها وتزيح منها القديمة للأبد، حتى وإن كانت هذه الوسائل مجرمة أخلاقيا، ففى حروب المرأة كل شىء مباح، وصدق من قال "الضرة مرة"، فى السطور التالية يرصد "صدى البلد" قصص "حرب الضراير" من داخل أروقة وساحات محاكم الأسرة والتى غالبا ماتنتهى أما بالخلع أو الطلاق.
"على البلاط"
تدق الساعة السابعة صباحا، تستيقظ "أصيلة" السيدة الخمسينية كعادتها، تحضر طعام الفطور لزوجها الستينى المسجى على "المرتبة" الناجية الوحيدة - حتى الآن- من مذبحة "ضرتها" التى طالت بموجب أحكام النفقة الصادرة لصالحها على مدار ستة أعوام كاملة، جميع محتويات شقتها، تاركة لها إياها خاوية على عروشها، يعشعش بين أركانها الحزن والخوف من فقدان آخر قطعة باقية فيها، وبعد أن تفرغ من مهمة إعطائه آخر حبة دواء فى قائمة أدويته الطويلة التى تشمل أدوية لعلاج السكر والضغط والكبد والقلب وفقدان الذاكرة، تهرع لتلتقط عباءتها السوداء، ثم توصد الباب بإحكام على شريك حياتها، موصية أشقاءها بمراقبته جيدا حتى لا يتسلل إلى الخارج ويتوه بين العباد، قبل أن تنطلق إلى محكمة الأسرة بزنانيرى بحثا عن وسيلة تخلصها من كابوس دعوى الحجر التى ظنت أنه سينجيها من جحيم "ضرتها" وملاحقتها القضائية المستمرة لرجلها - حسبما أشار عليها محاميها الخاص - فكان السبب فى الحجز على "عفشها" ونومها على "البلاط".
وبصوت تتلون نبراته بالبكاء تبدأ الزوجة الخمسينية رواية حكايتها مع ضرتها ل"صدى البلد" قائلة: "لم أعلم بأمر زواج شريك حياتى وإنجابه ثلاثة أبناء من بينهم طفل يعانى من مرض التوحد، وأسباب زواجه بى وتفاصيل رفض زوجته الأولى البقاء معه فى باكستان، حيث كان يعمل كرئيس لطاقم المضيفين بإحدى شركات الطيران العالمية، بعد إصابة طفلها المريض فى حادث هناك، إلا بعد إتمام مراسم الزفاف، وعندما وصل الخبر إلى مسامعى لم أقو على فعل شيء سوى الصمت وكتمان غضبى بين ضلوعى، لأننى خفت أن أحظى بلقب مطلقة، وللأسف دفعت ثمن خوفى هذا غاليا، مرت الأيام ثقيلة ولم أجد فى زيجتى ما كنت أبحث عنه طوال عمرى من حب وحرية واستقرار، صحيح أننى سافرت إلى بلدان أوروبية عديدة لكنى لم أمتع ناظرى بمعالمها، ومعظم الوقت كنت أقضيه وحيدة بين أركان غرفتى فى الفندق، فكرت أن أنجب طفلا يؤنس وحشتى، لكن زوجى كان دائم الرفض وحينما يشتم خبر حملى يرغمنى على إجهاضه، أربع مرات حتى يأست، وبعد ثلاث سنوات من الوحدة والترحال عدت إلى القاهرة وليتنى لم أعد".
تبتلع الزوجة الخمسينية ريقها الذى جف من الألم وبكلمات ثقيلة تردف: "منذ أن وطأت قدمى أرض الوطن والمشاكل تحاصرنى، فما إن علمت "ضرتى" بخبر عودتنا حتى جن جنونها، وزادت فى طغيانها، خاصة بعد أن أقام زوجى ضدها دعوى رؤية، ومن وقتها وهي تلاحقه قضائيا وتمطره بدعاوى النفقة حتى بلغ عدد القضايا 12 قضية، ونسيت فى غمار انتقامها لقصة حبها أنه تنازل لها ولأولادها عن فيللا بإحدى المدن الجديدة وشقتين، وحتى بعد أن علمت بأمر فقدانه الذاكرة منذ أكثر من ثمان سنوات لم ترحمه، بالعكس استغلت دعوى الحجر التى أوصانى المحامى برفعها ضده كحل أخير للهروب من جحيم ملاحقتها بعد قضاء الزهايمر على ما تبقى فيه من عقل لتحجز على أثاث بيتى قطعة قطعة ولم تترك لى سوى "مرتبة" مهترئة ننام عليها أنا وزوجى، وأخشى أن تحجز عليها هي الأخرى، ولولا أن شقة الزوجية كنت ورثتها عن والدتى لما نجت من بين براثنها".
تزيح الزوجة الخمسينية ذرات الدموع المتناثرة على وجنتيها بطرف عباءتها السوداء وهي تختتم حكايتها: "لم تكتف ضرتى بما فعلت لكنها قست قلوب أولادها على والدهم فجعلتها كالحجارة أو أشد قسوة، لم يكلف ابنه أستاذ الجامعة وابنته المعيدة نفسيهما أن يرفعا حتى سماعة التليفون ليسألا عن والدهما المريض، الجميع يحرضنى على طلب الطلاق، خاصة أنه لا يربطنى به أولاده، لكنى أخشى أن أتركه فى حالته هذه، فمن سيعتنى به بعدى، من سيتحمل نوبات غضبه ويتلقى اللكمات بصدر رحب، من سيناوله حبات الدواء فى مواعيدها المحددة ويوفر له طعامه المخصص لمن فى حالته، حرام أن يهان فى آخر أيامه وقد عاش طوال عمره فى رغد ورفاهية، كل ما أتمناه أن ينتهى من حياتى مشهد المحضر الذى يطرق بابى دوما بحثا عن قطعة أثاث جديدة يحجز عليها".
"تجويع وأفلام إباحية"
وسط زحام المتنازعين، جلست"سامية" الزوجة الأربعينية فى رواق مفضى إلى إحدى قاعات الجلسات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة، تصارع شبح ذكريات عاشتها مع رجل أربعينى ضحت بشبابها وصحتها من أجل إسعاده وفى النهاية طلقها غيابيا بعد 13 عاما وتزوج بأخرى "سيئة السمعة" - حسب تعبيرها - أجبرت أولادهاعلى مشاهدة الأفلام الإباحية فى غياب والدهم، ولم يخرج "سامية" من دوامة أحزانها إلا صوت الحاجب الأجش الذى أذن لها بالمثول أمام القاضى فى دعوى نفقة صغارها.
تبدأ الزوجة الأربعينية سرد حكايتها بنبرة تلمح فيها الشعور بالإهانة والذل: "ما أصعب الإحساس بالظلم، وما أمر من طعنة الغدر عندما تأتى من رفيق دربك وعشرة عمرك الذى افترشت الأرصفة لأجله، وخدمت فى بيوت العباد لتساعده على أعباء الحياة، ورضيت أن تعيش معه فى غرفة مسقوفة بألواح خشبية تفع فى أحد الأحياء الشعبية الفقيرة، شتاؤها قارس وصيفها كنار الله الموقدة، يغمرها ماء الصرف ويشاركك الحياة فيها الفئران والثعابين، وبمجرد أن عرف المال طريق جيبه، وبات صاحب محلات ومالك سيارات بعد أن كان موظفا بسيطا يعمل فى المصنع الحربى خان العشرة وبحث عن امرأة أخرى".
ترتسم على وجه الزوجة الأربعينية ابتسامة تخفى وراءها علامات الشماتة والسخرية وهي تكمل روايتها: "ويا ليته حسن الاختيار، لكنه ارتمى فى أحضان سيدة خمسينية الكل يعرف ماضيها فى حينا الفقير، الصغير قبل الكبير، وسيرتها تتناقلها الألسن بسبب سوء سلوكها وترددها على بيوت الرجال لإفراغ شهواتها، زوجها نفسه يعلم بحقيقتها لكنه صامت على أفعالها خوفا من أن تطرده من البيت فهي من تمسك بزمام الأمور، أما هو فلا حول له ولا قوة، اعترف أننى أخطأت عندما غضضت بصرى عن علاقة زوجى المحرمة بتلك السيدة العجوز، وأوهمت نفسى بأنها مجرد نزوة وستمر، ثلاث سنوات كاملة وأنا أمنى نفسى بأنه سيعود إلى رشده وينتبه إلى أولاده الأربعة وبيته، حتى فوجئت به يطلقنى غيابيا، ويهدم البيت الذى حافظت على استقراره لمدة 13 عاما، مستغلا شجارا نشب بينى وبينه بسبب سكوته على إهانة أخته المتسلطة لى، خاصة أنها لم تكن المرة الأولى التى أهان فيها من أحد افراد عائلته، فقد سبق وأن صفعنى شقيقه على وجهى وعندما علم اكتفى بكلمة "معلش" كالعادة".
تترقرق ذرات الدموع فى عيون الزوجة الأربعينية وهي تختتم روايتها: "عدت إلى منزل أهلى وأنا أجر أذيال الخيبة بعدما طردنى زوجى من الشقة رغم أننى حاضنة ويحق لى البقاء فيها، تركت فلذات أكبادى لوالدهم لعله يتراجع ويردنى لعصمته، لكنه تزوج عشيقته وأتى بها لتحيا على أنقاض بيتى ولتذيق أولادى المرار، والحقيقة أنها لم تقصر فى تعذيبهم والتنكيل بهم، منعت عنهم المصروف، حرمتهم من الطعام ورفضت إعطاءهم نفقات الدروس الخصوصية، الأدهى أنها أجبرت ابنتى الكبرى البالغة من العمر 16 عاما على مشاهدة أفلام إباحية لتثير غرائزها وتستدرجها إلى طريق الرذيلة وتحولها إلى نسخة مصغرة منها، وحين وصل إلى مسامعى ما فعلته مع ابنتى أصريت على أن يعيش الأولاد معى، وأقمت دعوى لتمكينى من شقة الزوجية ودعوى أخرى خاصة بطلب نفقة للصغار، وشهد معى زوج ابنة "ضرتى" التى تبرأت من أمها اللعوب مع باقى أخواتها بعد طلاقها من بيهم وإصرارها على الزواج من رجل يصغرها بسنوات عدة، وأنا الآن أعمل عاملة نظافة بأحد المولات التجارية لأنفق على أطفالى الأربعة".
"أنا وضرتى فى بيت واحد"
"زوجى تزوج بزوجة عمى وتركنى" هكذا بدأت "منى"، التى طرقت أبواب محكمة الأسرة لرفع دعوى طلاق للضرر ضد زوجها الحديث عن حكايتها، وبوجه تعلوه ابتسامة تخفى وراءها جبالا من الحزن والألم تتابع: "لم أتخيل أن أقف يوما فى ساحات المحاكم طالبة الخلاص من حبيبى ورفيق دربى، فقد كان زواجى مثالا للزواج المثالى أو كما كنت أحسبه، زوج محب ومخلص وبيت مستقر يملأ جنباته العشق والحنان، ويعشعش فى جدرانه الدفء، كنت أنا وهو نموذج للكفاح ومحاربة الظروف الصعبة، عشنا فى شقة صغيرة بنظام الإيجار الجديد، وقفت إلى جواره حتى التحق بالعمل فى شركة للخدمات البترولية بعد أن كان نجارا يعمل ب"اليومية" لدى الغرباء، وطوال هذه الفترة لم تتغير طباعه بل زاد ارتباطه بى وببيته وبصغيريه، ولم يعد يفوت مناسبة إلا ويغدق علي بالهدايا والورود".
تلمع عيون الزوجة الثلاثينية فى مشهد يشى بسقوط دمعة، ورغم ذلك تظل الابتسامة الحزينة مرسومة على ثغرها الدقيق وهي تتذكر تفاصيل حياتها الزوجية: "فى كل مرة يسافر فيها لمهمة خاصة بعمله يعود إلى حضنى ونار الشوق تشتعل فى قلبه، والحنين إلى صدرى يعتصره، كان يقسم لى أن الوقت يمر كئيبا بعيدا عنى، وأنا كالبلهاء أصدقه وأصبره على الفراق، ترقى زوجى فى عمله وتوسط لعمى ليلتحق بوظيفة بنفس الشركة، ودأب على التردد على بيته فى غيابه بحجة توصيل المرتب الشهرى لزوجته الأربعينية، لعدم قدرة عمى على ترك موقعه والسفر إلى المنصورة كل شهر، لم أعبأ بهذا الأمر، بل اعتبرته شهامة تضاف لصفات حبيبى الحميدة، ولم يخطر ببالى أنه لم يكن لوجه الله، ولكنه من أجل جسد زوجة عمى".
تردف "منى" فى ألم وأسى: "اشتم عمى رائحة العلاقة المحرمة بين زوجته وزوجى، وتأكد من صدق حدسه بعد أن تركت له المنزل واختفت واختفى معها والد طفلى لفترة، وقتها نبهنى وقالها لى صراحة: "مراتى طفشت مع جوزك"، لكنى لم أصدقه فكيف لهذا الملاك المخلص - كما كنت أراه - أن يخون؟! ومرت ليلة العيد لأول مرة دون أن يقضيه معنا، لأفاجأ فى صبيحته بظهور "ضرة" لى بعقد عرفى، كانت هذه أول صدمة لى فى رفيق دربى، واجهته وقتها ولم ينكر بل اتهمنى بأننى على علاقة برجل آخر وأنتوى الزواج به وكل ذلك لكى يزيغ بصرى عن جرمه، سامحته واعتبرت أن ما فعله غلطة ونزوة، وبعد شهرين من الواقعة اتصل بى وألقى على مسامعى خبر زواجه، وبدون تردد قلت له: "موافقة وحقك بس أرجع لبيتك وولولادك"، لكنه أصر على أن أعرف من هي زوجته الجديدة، وبصوت ثابت قاس أطلق رصاصة غدره على: " مرات عمك"، سقطت الجملة على كالصاعقة وفقدت النطق لشهور، وشخص الأطباء حالتى بأنها حالة نفسية، ولم يسأل على".
يزداد الحزن والقهر المستتر وراء ابتسامة الزوجة الثلاثينية وبصوت وهي تختتم حكايتها: "عاد زوجى لى مرة أخرى طالبا أن ننسى الماضى ونبدأ صفحة جديدة نعيش فيها كعائلة واحدة، وطلب منى أن تمكث "ضرتى" فى بيتى حتى يؤجر لها شقة قريبة منى، وافقت بهذا الوضع الشاذ بعد أن اشترطت عليه أن تبات ليلها معى فى غرفتى، وهو ينام مع الصغار، فعلت كل هذا لأحافظ للصغيرين على والدهما، إضافة إلى أننى لا أعمل وليس لى مورد أنفق منه ولا شقة، لكن يبدو أننى أخطأت، فما إن وطأت قدماهما بيتى حتى باتا يتفننا فى إذلالى حتى أترك لهما الشقة وأغادر، فقررت أن أنهى عذابى وصارحته بأنه مات بالنسبة لى وأننى باقية فى عصمته من أجل وعد وعمر، فخرج معها ولم يعد، عامان ونصف العام مرا على دون أن أسمع عنه خبرا، ومؤجرا علمت من شقيقته أنه سافر إلى ليبيا، فقررت أن أتخلص منه للأبد وأقمت دعوى طلاق للضرر".
"يمين طلاق"
لم تجد "زينب" ذات ال45 ربيعا هي الأخرى سبيلا للهروب من نار ضرتها التى حولت حياتها إلى جحيم وتسببت فى ضياع مستقبل ابنتها الصغرى وإدمان زوجها للمخدرات إلا برفع دعوى خلع لعلها تهدأ بها نار الحسرة المشتعلة فى قلبها.
وبعين تمحو الدموع معالمها بدأت الزوجة الخمسينية روايته تفاصيل معاناتها مع ضرتها: "يا ليتنى تركتها تبيت ليلها فى الشوارع بعدما طردها أخى المخدوع، لم أكن أعلم أنها دخلت بيتى لتلقى بشباكها على زوجى وتضمه إلى قائمة رجالها التى لا تنتهى، مستغلة غرقى فى دوامة البحث عن لقمة العيش، انقلبت حياتنا رأسا على عقب، وتحول عشرة عمرى إلى رجل آخر، يسينى ويهيننى على أتفه سبب، امتنع عن المشاركة فى النفقات، وبات يقضى معظم يومه إلى جوارها يضحكان ويتسامران، تسلل الشك إلى قلبى طلبت منه أن يطردها فورا، فطردنى أنا وألقى على يمين الطلاق، أصبت بصدمة أفقدتنى وعى، فكيف له أن يفعل ذلك بمن رضيت بضيق حاله، وعاشت معه فى غرفة ضيقة أعلى جبل الموت دون أن تعلن استياءها حتى شاء الله أن ينتقلا إلى شقة تستر لحمهما، بمن وضعت كل ما تجنى بين يديه يوزعه على صغاره الأربعة كما يشاء حتى لا تهتز صورته أمامهم؟ ورحلت على أمل العودة، وصل الخبر إلى أخى، غلت الدماء فى عروقه وطلق زوجته، خاصة بعدما اكتشف أن هذه العلاقة قائمة بينهما منذ عامين".
ينتفض جسد الزوجة الأربعينية وتخرج دموعها عن السيطرة وهي تختتم حديثها: "كان أسود يوم فى حياتى يوم سمعت بخبر طلاقها، وقتها صرخت فى وجه أخى قائلة: "هرب زوجى مع عشيقته التى سلبت عقله"، وبالفعل حدث ما كنت أخشاه، واختفى الاثنان ليتزوجا عرفيا، وبعد حملها حولاه إلى زواج رسمى، واجهتها لأفهم لماذا فعلت معى هذا وأنا لم أسئ لها يوما، فقالت لى بنبرة باردة: "أنا لم ارتكب جريمة، أنا اتجوزت على سنة الله ورسوله"، حينها قررت أن أخوض معها معركة لأعيد رجلى إلى بيته، ست سنوات وأنا أحاول لكن دون جدوى، سيطرت عليه بأعمالها السفلية لدرجة أنه نسى أولاده وامتنع عن الإنفاق عليهم تماما، ولم يحضر زفاف ابنته، حولته إلى هيكل عظمى بعد أن أدمن المخدرات، وعندما نفد ماله أراد أن يسكنها معى فى منزل واحد لكننى رفضت خوفا على الصبيين، فقد تراودهما عن نفسيهما، ويعلم أبوهما فيقتلهما، يكفى أن مستقبل ابنتى الصغرى ضاع بسبب أفعال والدها وتركت التعليم لنقص المال، ولأنهى معاناتى طرقت أبواب محكمة الأسرة ورفعت دعوى خلع بعد أن يأست من انصلاح حال زوجى".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.