وقع انفجار هائل، صباح اليوم السبت، فى مبنى القنصلية الإيطالية بمنطقة الإسعاف بوسط القاهرة، ما أسفر عن تدمير المبنى بالكامل. وفى سياق متصل أكدت وزارة الصحة، على لسان المتحدث الرسمى للوزارة الدكتور حسام عبدالغفار، أن عدد المصابين جراء التفجير الإرهابى الذى استهدف مبنى القنصلية الإيطالية صباح اليوم، ارتفع إلى 9 أشخاص، بينهم أم وطفلها.
ومن جانبه أكد الشيخ نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد سابقا، فى تصريحات إعلامية، أن القنصلية الإيطالية لم تكن هى المستهدف من تفجير اليوم، وإنما استغل الإرهابيون هذه المنطقة الفارغة منذ سنوات، لأن القنصلية الإيطالية لاتعمل منذ سنوات، فهذا يعتبر مكان نموذجى بالنسبة لهم لتجهيز السيارة بالمتفجرات، بعد ذلك تنتقل لمكان أخر لتفجيره ربما لدار القضاء العالى أو غيره.
وعلى جانب أخر إستبعد الكاتب الصحفى والمؤرخ السياسى حلمى النمنم، رئيس مجلس إدارة دار الكتب والوثائق القومية، أن يكون المستهدف هو دار القضاء العالى، أو نقابة الصحفيين، مشيرا إلى أن وقوع التفجير فى الساعة السادسة صباحا، إنما يعنى أن الإستحكامات الأمنية حالت دون وقوعه، فى منتصف النهار، أو بعد الإفطار، وإلا لسقط ضحايا بالمئات لا قدر الله.
وأضاف النمنم إن الجماعة الإرهابية تسعى لتحقيق عدة أهداف من خلال إرتكاب تلك الجرائم فى هذا التوقيت، فى مقدمتها إفساد فرحة المصريين بالأعياد، ثم بإفتتاح قناة السويس الجديدة، ونجاح مشروع الرئيس السيسى الذى طالما شككوا فيه، والهدف الأخر هو إرسال رسالة للرأى العام العالمى مفادها أن الأوضاع فى مصر غير مستقرة؛ لأن مبنى القنصلية وإن كان لا يعمل ولكنه فى النهاية مبنى يخص دولة أجنبية وتفجيره يثير إهتمام الرأى العام العالمي.
وفى سياق متصل إستنكر الربان عمر المختار صميدة رئيس حزب المؤتمر التفجير الذي وقع بالقرب من القنصلية الإيطالية بوسط العاصمة القاهرة، متمنياً للمصابين الشفاء العاجل، ومتقدما بخالص العزاء لأسرة المتوفى فى هذا الحادث الغادر .
وإعتبر صميدة أن هذا العمل الإجرامى إنما يندرج فى إطار العمليات الإرهابية، التى تتعرض لها مقار البعثات الدبلوماسية فى عدد من دول العالم، وفى مقدمتها الدول الأوروبية.
وأشار إلى أن مثل هذه الأعمال الإرهابية إنما تهدف إلى إرهاب شعب لا يهتز لمثل هذه الأفعال، وتقويض الجهود المبذولة من أجل دعم الإستقرار والأمن الذى يصر عليهما الشعب المصرى وسيصل إليهما، داعياً إلى تكثيف الجهود للقضاء على آفة الإرهاب التى تشكل تهديدا مستمراً للأمن والسلم ليس فى مصر فقط بل فى المنطقة والعالم بأسره.
وقال الربان إن الهدف أن هذه الهجمات محاولة للوقيعة بين مصر والغرب، وإثبات وجود الإرهاب داخل العمق المصرى كمحاولة واهمة وورقة ضغط؛ للتأثير على دول أوروبا وأمريكا للتدخل، والضغط لعدم تنفيذ أحكام الإعدام الصادرة بحق قيادات الجماعة الأرهابية ، مشددا على أن مصر لم ولن تنحنى أمام تلك المحاولات.
وأشار رئيس المؤتمر إلى أن هذا التفجير يعد بمثابة رسالة وضح بجلال مغزاها الخسيس، فحينما تصل التفجيرات إلى مقرات السفارات، فهنا نتأكد أن الارهاب فقد القدره فى التعامل مع الدولة المصرية، وبدأ فى سيناريو جديد لإحراجها خارجيا وتشوية الصوره أمام العالم، ولكن ستندحر هذه الجماعات الإرهابية على يد خير أجناد الأرض، بعد أن تبين أنها تلفظ أنفاسها، مطالباً بالحزم والشدة فى التعامل مع هذا الملف الهام.