مع إقتراب موعد إنعقاد المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، شهدت هذه الأيام الكثير من الأحداث السياسية سواء من استمرار التفجيرات الأرهابية في سيناء ، وذبح الأقباط المصريين في ليبيا، فكل هذه الأمور أثارت حالة من الهلع في الشارع المصري، الأمر الذي أدى لتزايد المخاوف من ألا يحقق المؤتمر الاقتصادى الأهداف التي يسعي لها. واللافت للانتباه أن تنظيم الاخوان الارهابي يسعي أيضاً خلال هذه الأيام لإفساد مؤتمر شرم الشيخ، إذ أن عدداً من قيادات التنظيم فى الخارج أجرت عدد من المقابلات مع عدد من المستثمرين بالكثير من البلدان الخارجية كأمريكا وألمانيا وبريطانيا لأقناعهم وتحريضهم بعدم المشاركة في مؤتمر شرم الشيخ وسحب استثماراتهم من مصر بحجة تزايد مشاهد العنف في مصر وتردي الأوضاع الأمنية، وهذا ما كشفه أحد كوادر الإخوان محمد كمال. لذا استطلعت النهار أراء عدداً من الخبراء والاقتصادىين حول تأثير الأحداث السياسية الراهنة على مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادى.. وجاءت إجابتهم خلال السطور القادمة. في البداية أكدت الدكتورة ماجدة شلبي، أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة، أن الجماعات الأرهابية سواء جماعة الأخوان في الداخل وتنظيم داعش في الخارج تبذل قصارى جهدها لعرقلة المؤتمر الاقتصادى وإفساد إنعقاده، وهذا ما اتضح من خلال الهجوم المتكرر على جنود سيناء ومرورا بتسريبات منسوب للسيسي ،ووصولا إلى ذبح الاقباط المصريين في ليبيا. وأضافت شلبي أن الجماعات الإرهابية لن تفلح في تحقيق مساعيها، خاصة وان هذه الأحداث لن تقف عائقاً أمام تعطيل أنعقاد المؤتمر المزمع عقده في مارس لدعم الاقتصاد المصري وجذب الاستثمارات، كما أنه لن يكون له أي تأثير على أعداد المستثمرين والدول التي ستشارك في المؤتمر، خاصة وأنه تم الأنتهاء من جميع الاعدادات له كما تم إخطار جميع البنوك الأجنبية والمؤسسات الدولية كما تم دعوة جميع المستثمرين سواء العرب أو الاجانب. في حين أكد محمد السويدي رئيس اتحاد الصناعات ، أن جميع الأحداث السياسية التي حدثت خلال الفترة الراهنة لن تؤثر على الأطلاق على المؤتمر الاقتصادى بشرم الشيخ، خاصة وأنه تم تحديد موعده وهذا ما اتضح فعلياً من خلال الأعلانات التليفزيونية التي تمولها وزارة الأستثمار لإعلام الجميع بالمؤتمر، موضحاً أن تزايد عدد الأحداث الأرهابية التي وقعت في مصر خلال هذه الأيام، يؤكد للجميع أن مصر مستهدفه ، إلا أن جميع المؤامرات التي تسعى للنيل منها لن تفلح على الأطلاق وأضاف السويدي أن تنظيم الجماعة المحظورة لعدد من المظاهرات من حين لآخر هدفه تخويف المستثمرين وإبعادهم عن ضخ أي أموال في السوق المصري، والتأكيد لهم بأنه لا سبيل على الأطلاق للاستثمار إلا بإستقرار الأوضاع السياسية، إلا هذا المخطط لن يفلح خاصة وأن المستثمرين على دراية تامة بأهمية مصر الأستراتيجية والاقتصادىة، وأنها من أكثر البلدان التي ظلتت صامدة أمام محاربة الارهاب. في حين ترى الدكتورة عالية المهدي، أستاذ الأقتصاد بجامعة القاهرة، أن إنعقاد المؤتمر الاقتصادى في موعده يصب في مصلحة مصر في المقام الأول، خاصة وأن مصر بذلك تؤكد أنها لن تتأثر بأي مؤامرات ضدها سواء في الداخل أو الخارج، فضلاً عن أن انعقاد المؤتمر في موعده من شأنه أن يبعث برسالة طمأنينة للدول المشاركة، الأمر الذي يساهم في جذب المزيد من الاستثمارات وتقوية الأقتصاد المصري. وأضافت المهدي أن أكثر ما يهم المستثمر هوتوافر البيئة التي ستزيد من عوائده الأستثمارية دون النظر على الأطلاق لأي أعتبارات سياسية، وهذا الأمر متوافر في مصر خاصة وأنها تسعي جاهدة لمحاربة الأرهاب وهذا الأمر يعد أحد أهم الضروريات اللازمة للأستثمار. وأوضحت المهدي أن إعلان أحد القنوات التابعة للأخوان أستهدافها للمستثمرين والسياح والدبلوماسين ومقرات السفرات خلال هذه الايام هدفها ضرب مؤتمر دعم اقتصاد مصر وضرب المنشآت الاقتصادىة قبيل أنعقاد المؤتمر الذي سماه تنظيم الإخوان بمؤتمر الخاسرين، إلا أن كل هذه الأمور تزيد من إصرار المستثمرين على ضخ أموالهم في السوق المصري وسعيهم لمساندة الاقتصاد المصري لاسيما في ظل استمرار الدعم العربي وخاصة من السعودية والإمارات والكويت لمصر،متوقعةً نجاح المؤتمر وتحقيقه جميع الأهداف التي يسعى لها في ظل الأعداد الجيد للمؤتمر واستمرار التحركات الخارجية للحكومة لتقليص حدة تأثير هذه الأحداث على المؤتمر.