حالة من التعقيد والارتباك باتت تسيطر على المشهد اليمني وتهدد بدخول نفق مسدود، خاصة في ظل فشل الجهود العربية والأممية في ايجاد مخرج سريع لهذه الأزمة . وإزاء هذا التصعيد الذي تشهده الساحة اليمنية على أيدي الاحتلال الحوثي قررت السفارة المصرية في اليمن اغلاق أبوابها وعادت البعثة الدبلوماسية إلى القاهرة، بسبب الأوضاع الأمنية هناك. وكانت الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا وبعض الدول العربية أغلقت سابقاً سفاراتها في اليمن بسبب مخاوف أمنية حيث يوجد مقاتلون "حوثيون" على شمال اليمن واقتحموا الشهر الماضي القصر الرئاسي، ما دفع الرئيس عبد ربه منصور هادي والحكومة إلى الاستقالة. كما فرض الحوثيون الإقامة الجبرية على هادي في مقر إقامته في العاصمة صنعاء، لكن البرلمان اليمني لم يجتمع لقبول الاستقالة حتى تصبح نافذة، وفقاً للقوانين اليمنية. وقد خرجت مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات اليمنية تأييدا لشرعية الرئيس عبد ربه منصور هادي، وتعبيرا عن رفضهم الانقلاب الحوثي على سلطات الدولة، معتبرين أن صنعاء عاصمة محتلة من قبل ميليشيات جماعة الحوثي. كما أعلن المتظاهرون الذين رفعوا صور هادي عن تأييدهم للبيان الذي أصدره من مدينة عدن، والذي أعلن فيه أن إجراءات ما بعد سيطرة الحوثيين على صنعاء كلها باطلة. وردد المتظاهرون هتافات تطالب الرئيس هادي بإعلان عدن عاصمة مؤقتة حتى يتم تحرير صنعاء من الحوثيين، كما طالبوا الرئيس هادي بالإسراع بتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وإعلان الدولة الاتحادية. ورفعت في شوارع مدينة تعز صور كبيرة وصغيرة للرئيس هادي تعبيرا عن عودة الشرعية. وقد تمكن الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، من مغادرة صنعاء بعد أسابيع من قرار الحوثيين وضعه تحت الإقامة الجبرية. ووصل هادي، يوم السبت الماضي إلى منزله في منطقة خور مكسر بعدن، مروراً بتعز، حسب ما أكدته مصادر عدة. وبعد مغادرة هادي قصره في صنعاء، اقتحمه الحوثيون ونهبوه. وفي غضون ذلك أعلنت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية أنه تقرر مناقشة موضوع تطورات الأوضاع فى اليمن خلال اجتماعات الدورة 143 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب المقررة بالقاهرة يومي 9و10 مارس المقبل . وقال السفير أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة العربية ردا على سؤال بشأن الموعد المقترح لعقد الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب بناء على طلب تقدمت به بعض الدول العربية الخليجية، أنه فى ضوء المشاورات التى قامت بها الامانة العامة للجامعة العربية مع موريتانيا " الرئيس الحالي لمجلس الجامعة العربية، والدول العربية الخليجية التى طلبت الاجتماع الطارئ والدول العربية الأخرى وفي ضوء التطورات المتسارعة فى اليمن، تم الاتفاق على مناقشة موضوع اليمن على أجندة الدورة العادية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى يومي 9و10 مارس المقبل بالقاهرة وذلك بهدف إتاحة الفرصة للجهود المبذولة حاليا للتوصل إلى تسوية للأزمة القائمة في اليمن . وأوضح بن حلي أن الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربى على تواصل مع مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى اليمن جمال بن عمر لمتابعة التطورات والجهود المبذولة للخروج من الأزمة الراهنة . وكانت مملكة البحرين قد طلبت عقد اجتماع طارئ لوزراء الخارجية العرب يوم26 فبراير الجاري وأيدتها المملكة العربية السعودية إلا أن المشاورات أسفرت عن الاتفاق على مناقشة الوضع فى اليمن على أجندة الدورة 143 لمجلس الجامعة العربية الشهر المقبل.