حدث في مثل هذا اليوم منذ 66 عاماً أمام مقر جمعية الشبان المسلمين بشارع رمسيس واقعة إغتيال مؤسس جماعة الإخوان المسلمين"حسن البنا" وذلك بعد إطلاق النار عليه حيث إستقرت سبع رصاصات بجسده، توفي بعدها بساعات بمستشفى القصر العيني. من هو حسن البنا؟ هو حسن أحمد عبدالرحمن محمد البنا الساعاتى، المولود فى مدينة المحمودية بمحافظة البحيرة فى 14 أكتوبر 1906 لأسرة بسيطة، فقد كان والده يعمل مأذوناً وساعاتى، والتحق بمدرسة الرشاد الإعدادية وشارك فى تأسيس طجمعية الأخلاق الأدبية"، وكان رئيساً لها، ثم أنشأ جمعية أخرى خارج مدرستهم وهى "جمعية منع المحرمات"، وكانت ترسل الخطابات لكل من يرتكبون الآثام أو لا يحسنون أداء العبادات. ثم تطورت الفكرة بعد التحاقه بمدرسة المعلمين بدمنهور فأنشأ "الجمعية الحصافية الخيرية"، التى عنيت بنشر الدعوة إلى الأخلاق الفاضلة ومقاومة المنكرات والمحرمات المنتشرة، ومقاومة الإرساليات التبشيرية. بعد انتهائه من الدراسة فى مدرسة المعلمين انتقل إلى القاهرة وانتسب إلى مدرسة دار العلوم العليا، ثم اشترك فى جمعية مكارم الأخلاق الإسلامية، وبدأت تتبلور فى رأسه وهو طالب بدار العلوم، فكرة إنشاء جمعية أو جماعة دينية، وهى ما عرفت لاحقاً باسم جماعة الإخوان المسلمين. وعندما حصل على دبلوم دار العلوم العليا سنة 1927 عين معلماً بمدرسة الإسماعيلية الابتدائية الأميرية، وفى مارس من عام 1928 تعاهد مع ستة من الشباب على تأسيس جماعة الإخوان المسلمين فى الإسماعيلية. لعبة فاروق لعب الملك فاروق بكارت الإخوان لمدة طويلة، حيث أنهم كانوا أصحاب الوجود القوي علي الساحة و المضاد لحزب الوفد، فاستخدمهم الملك لمناوءة تيار الوفد في البلاد و خاصةً في الجامعة. و لكن الموقف البريطاني كان متشدداً ضدهم، مما كان له الأثر في جعل فاروق ينقلب عليهم، و بناءً علي توجيهاته تم حل الجماعة في 8 ديسمبر 1948م، مما جعل الجماعة تخطط و تنفذ عملية اغتيال النقراشي باشا رئيس وزراء مصر فى ذلك الوقت وصاحب قرار حل الجماعة ومصادرة أموالها وأعتقال جميع أعضائها. حقيقة الإغتيال أغتيل حسن البنا عام 1949م، في وقت صراع حاد بين رجال القصر الملكي و الحكومة من ناحية و جماعة الإخوان المسلمين من ناحية أخري. فقد قام أحد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين باغتيال رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي في 28 ديسمبر 1948م لقيام الأخير باتخاذ قرار حل جماعة الإخوان المسلمين في 8 ديسمبر 1948م. فتآمر القصر مع الحكومة الجديدة برئاسة إبراهيم عبد الهادي للإنتقام من الإخوان، و دبروا اغتيال حسن البنا المرشد العام للجماعة. وهناك أنباء اخرى أكدت أن الذراع الثانية في إغتيال "البنا" كان على يد جماعة الإخوان المسلمين أنفسهم إذ أنه كان السبب وراء فتح نار القصر الملكي عليهم والبدء بسجنهم والحجز على ممتلكاتهم وجميع أموالهم، فشاركوا القصر في قتله كي يخرجوا من السجون وينالوا رضاء الملك فاروق مرة أخرى. محاكمة القتلة عندما قامت الثورة في 23 يوليو من عام 1952م، أخذت حكومة الثورة علي عاتقها محاكمة المتورطين في اغتيال حسن البنا، نظراً للتقارب الذي كان موجوداً بين قادة الثورة و قادة الإخوان في البداية. و بالفعل قُدم القتلة للعدالة، وصدرت أحكام ضدهم في 2 أغسطس 1954، و لكنها أحكام اقتصرت علي أصحاب الأيدي الملطخة بالدماء، و لم تطول أصحاب قرار الاغتيال، و لقد أُفرج عن القتلة في مدد متفرقة لأسباب صحية، و لم يقض أي منهم مدة العقوبة كاملة.