واصل الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء حشد المزيد من الامكانات والموارد اللازمة لاحتواء وباء الإيبولا الذي تفشى بصورة غير مسبوقة في بلدان غرب أوروبا. وفي استجابة للنداء الذي وجهه الاتحاد الأوروبي للدول الأعضاء وبلدان القارة بضرورة العمل على حشد العاملين المؤهلين في المجالات الصحية، فقد قررت اليونان إرسال فريق مكون من ستة متخصصين يتضمن أربعة أطباء وممرضة ومتخصص في الأوبئة والعلاجات، إلى الدول الأفريقية المتضررة بوباء الإيبولا في غرب القارة وذلك في إطار "آلية الحماية المدنية"، علاوة على المشاركة في تمويلها وتزويدها بالمواد الطبية والعلاجية المطلوبة. وعلق منسق الاتحاد الأوروبي لمرض الإيبولا والمفوض العام للمعونات الإنسانية وعلاج الأزمات، كريستوس ستايليانديس، على القرار في بيان مشترك مع وزير الصحة اليوناني، مافروديس فوريديس، صدر في أثينا أخيراً، قائلاً "نرحب ونشيد بالقرار اليوناني لنشر طاقم صحي في أكثر الدول المتضررة، وهي ثاني دولة في الاتحاد تقدم على تلك الخطوة، ومن جانبه سيقدم الاتحاد الأوروبي كل ما يلزم من دعم كاف لهذه المبادرة". كان مسؤول الاتحاد الأوروبي قد عاد أخيراً من جولة زار فيها سيراليون وغينياوليبيريا وهي من بين أكثر الدول تضررا بوباء الإيبولا، وأضاف في البيان الصادر أخيراً "لقد ناديت الدول الأعضاء بحشد أعداد وموارد إضافية، فقد أصبحت هناك حاجة صحية ملحة على أرض الواقع للمزيد من الأطباء والعاملين المدربين والمتخصصين في علاجات الأوبئة". وقد استجاب عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي للدعوة التي أصدرتها المفوضية، وفي مقدمتها فرنسا، التي قامت مؤخراً بإرسال فريقين طبيين إضافيين يعملان في الوقت الراهن في غينيا ومالي، كما قامت السويد في إطار "آلية الحماية المدنية" التابعة للاتحاد الأوروبي، بنشر 42 طبيبا وممرضة وعمال صحيين، وهو فريق طبي موسع يدير حالياً مركز علاج الإيبولا في ليبيريا. ولدعم جهود حشد المزيد من العاملين في المساعدات الإنسانية الدولية، فقد قررت الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بإسهاماتها المتنوعة العمل على تقوية قدرات إجلاء طواقم المساعدات الدولية المصابين أثناء قيامهم بمهام مواجهة الإيبولا. كانت لوكسمبورج أعلنت تخصيص طائرتين لهذا الغرض في نوفمبر الماضي، ومن جانبها بادرت ألمانيا أخيراً بتخصيص طائرة مجهزة طبياً لعلاج الحالات الحرجة المصابة بالإيبولا. ومن بين المبادرات التي اتخذت لحصار وباء الإيبولا غرب أفريقيا ومنع تفشيه، تم نشر معامل متنقلة للفحص المبكر للفيروس في المناطق المتضررة، وكانت آخر تلك الإسهامات المعمل المتنقل الذي قدمته بلجيكا قبل أيام لنشره في دولة غينيا. كانت دول الاتحاد الأوروبي من أكثر الدول نشاطا في استجابتها الطارئة لوباء الإيبولا منذ البداية، فقد بلغت حجم الاسهامات التي قدمها الاتحاد 1.1 مليار يورو، من بينها 374 مليون يورو قدمتها المفوضية الأوروبية للمساعدات الإنسانية والتنموية، والتي استهدفت تقديم المساعدة الأولية علاوة على اسهامات البحوث الطبية. كما قام الاتحاد بنشر خبراء ومختصين في المساعدات الإنسانية في المناطق المضارة والمصابة بالمرض، وبتنسيق وصول وتسليم المساعدات الطبية والإسهامات المادية والمعدات وسيارات الإسعاف والمستشفيات الميدانية. وتعاني بلدان غرب أفريقيا من أسوأ حالة لتفشى وباء إيبولا لم تشهد القارة مثلها من قبل، فقد أصيب به ما يقرب من 17 ألف شخص، وراح ضحيته أكثر من 6 آلاف ضحية في الدول المصابة. ويتطلب مواجهة المستويات غير المسبوقة لوباء الإيبولا التي ضربت غرب القارة الأفريقية سلسلة من التدابير الدولية المنسقة للاستجابة لتلك المستويات الكبيرة. وبخلاف البعد الإنساني لوباء الإيبولا، فإنها تنطوي على تداعيات خطيرة على المستويات الأمنية والاقتصادية في كل المنطقة من بينها انهيار الأنظمة الصحية في ليبيريا وسيراليون علاوة على نقص الغذاء والتغذية، تفاقم العجز الحكومي والزراعي والأمن المجتمعي وغيرها من القطاعات المهمة في الدول المضارة بالوباء.