وضعت الدعوة السلفية خطة مكثفة لمواجهة انتشار الفكر التكفيرى بمصر، خاصة تنظيم «داعش» الإرهابى، وشملت الخطة تنظيم ندوات ومحاضرات حول خطورة هذا الفكر وكيفية مواجهته، وتنظيم لقاءات مع شباب الإسلاميين للتعريف بخطورة هذه الأفكار، وتوزيع منشورات على العامة للتحذير من توغلها فى عقول البعض وضرورة مساندة الدولة. ونظمت الدعوة بالإسكندرية ندوة للتحذير من أخطار داعش. وقال الشيخ محمد القاضى، عضو مجلس شورى الدعوة السلفية، إن الندوة جاءت فى إطار سلسلة محاضرات تنظمها الدعوة السلفية للتحذير من العنف والتكفير ودعوات التخريب والتطرف على مستوى الجمهورية. وتشمل الندوات أيضاً، بحسب مصادر بالدعوة، دراسة وضعها فقهاء السلفية حول بداية التنظيم الإرهابى منذ انشقاق أعضائه عن تنظيم القاعدة، واعتمادهم على الغلوّ والتشدد فيما يتعلق بمسائل التكفير والقتل. وأضافت المصادر أن «الدراسة تشمل الحديث حول أن عناصر داعش يسارعون فى تكفير الآخرين بالشبهة، دون أن يميزوا بين موالاة مكفِّرة، وموالاة محرمة، وأن هناك أموراً مباحة فى التعامل مع غير المسلمين، فمثلاً: لا يفرقون بين نُصرة الكفار المعلنين بكفرهم، ونصرة مَن يعلنون الإسلام، فضلاً عن وجوه المعاملة التى يقولون «إنها نصرة»، مثل: عدم القتال فى صف منظمتهم أو تخطئة ذلك أو رفض قتال الدول التى بينها وبين المسلمين عهد وإن كانوا فى الأصل معتدين مغتصبين، لكن مصلحة المسلمين فى إمضاء الصلح معهم، كما أنهم يبادرون إلى القتل دون تثبت، وهم بذلك لحقوا بالخوارج فى منهجهم، وهم وإن لم ينصوا صراحة على التكفير بالكبيرة إلا أن واقعهم العملى أشد من التكفير بالكبيرة، فهم يكفرون بأمور مباحة فى الشرع بزعم أنها موالاة للكفار، وهؤلاء الذين يكفّرونهم ويكفّرون مَن قالوا إنهم يوالونهم ليسوا كفاراً أصلاً، كما أنهم متفقون على تكفير جميع أفراد الجيش والشرطة فى الدول العربية والإسلامية». وتشمل الندوات أيضاً الحديث حول الانحرافات الفكرية والعقائدية التى وقعت عند بعض الجماعات التى تنسب نفسها للعمل الإسلامى، خاصة فى مسائل الإيمان والكفر، وفهم منهج التغيير، فالغرب يستخدم بعض الجماعات فى هذه الأحداث لتشويه صورة الإسلام عند غير المسلمين وعند المسلمين أنفسهم، وتنفير الناس منه، وأصبح البعض يرى صورة الإسلام على أنه لا يحترم حقوق الإنسان بسبب أفعالهم، وما يقع من هذه الجماعات ليس به شىء من الشريعة، ولا يمت للإسلام بصلة. ويجب أن يكون هناك بيان وإيضاح لانحراف تلك الجماعات. من جانبه، قال الشيخ عادل نصر، المتحدث باسم الدعوة السلفية ل«الوطن»: «الدعوة ترفض التلويح بالتكفير أو العنف».