حماية المنافسة: تحديد التجار لأسعار ثابتة يرفع السلعة بنسبة تصل 50%    رئيس «مصر العليا»: يجب مواجهة النمو المتزايد في الطلب على الطاقة الكهربائية    نشرة منتصف الليل| الحكومة تسعى لخفض التضخم.. وموعد إعلان نتيجة الصف الخامس الابتدائي    محافظ بني سويف: الرئيس السيسي حول المحافظة لمدينة صناعية كبيرة وطاقة نور    بعد الانخفاض الكبير في عز.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد بالمصانع والأسواق    غارات إسرائيلية تستهدف محيط مخيم النصيرات في غزة    معين الشعباني: نستطيع التسجيل في القاهرة مثلما فعل الزمالك بالمغرب    عماد النحاس: وسام أبو علي قدم مجهود متميز.. ولم نشعر بغياب علي معلول    وسام أبو علي: نسعى للتتويج باللقب في جولة الإياب أمام الترجي    نجم الأهلي السابق: الزمالك يستطيع حصد لقب كأس الكونفدرالية    محمود أبو الدهب: الأهلي حقق نتيجة جيدة أمام الترجي    باقي كام يوم على الإجازة؟.. موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى 2024    شافها في مقطع إباحي.. تفاصيل اتهام سائق لزوجته بالزنا مع عاطل بكرداسة    الأرصاد تكشف موعد انخفاض الموجة الحارة    حظك اليوم برج العذراء الأحد 19-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    سامح يسرى يحتفل بزفاف ابنته ورقصه رومانسية تجمعهما (صور)    باسم سمرة يكشف عن صور من كواليس شخصيته في فيلم «اللعب مع العيال»    "التصنيع الدوائي" تكشف سبب أزمة اختفاء الأدوية في مصر    «الداحلية» تكشف تفاصيل قيام قائدي السيارات بأداء حركات استعراضية بموكب زفاف بطريق «إسماعيلية الصحراوي»    إجراء من «كاف» ضد اثنين من لاعبي الأهلي عقب مباراة الترجي    وظائف خالية ب وزارة المالية (المستندات والشروط)    قفزة جديدة ب160 جنيهًا.. سعر الذهب اليوم الأحد 19 مايو 2024 بالصاغة (آخر تحديث)    بعد ارتفاعه.. سعر الدولار مقابل الجنيه المصري اليوم الأحد 19 مايو 2024    مدرسة ناصر للتربية الفكرية بدمنهور تحصدون المراكز الأولى في المسابقة الرياضية    أوكرانيا تُسقط طائرة هجومية روسية من طراز "سوخوى - 25"    رئيس الموساد السابق: نتنياهو يتعمد منع إعادة المحتجزين فى غزة    رقصة على ضفاف النيل تنتهي بجثة طالب في المياه بالجيزة    نقيب الصحفيين: قرار الأوقاف بمنع تصوير الجنازات يعتدي على الدستور والقانون    مدافع الترجي: حظوظنا قائمة في التتويج بدوري أبطال أفريقيا أمام الأهلي    دييجو إلياس يتوج ببطولة العالم للاسكواش بعد الفوز على مصطفى عسل    اليوم السابع يحتفى بفيلم رفعت عينى للسما وصناعه المشارك فى مهرجان كان    ماجد منير: موقف مصر واضح من القضية الفلسطينية وأهداف نتنياهو لن تتحقق    أخذتُ ابني الصبي معي في الحج فهل يصح حجُّه؟.. الإفتاء تُجيب    صرف 90 % من المقررات التموينية لأصحاب البطاقات خلال مايو    تزامناً مع الموجة الحارة.. نصائح من الصحة للمواطنين لمواجهة ارتفاع الحرارة    بذور للأكل للتغلب على حرارة الطقس والوزن الزائد    الهبوط والعصب الحائر.. جمال شعبان يتحدث عن الضغط المنخفض    البيت الأبيض: مستشار الأمن القومي الأمريكي سيبحث مع ولي العهد السعودي الحرب في غزة    «غانتس» يمهل نتنياهو حتى 10 يونيو لتحديد استراتيجية واضحة للحرب.. ورئيس الحكومة يرد: هذه هزيمة إسرائيل    على متنها اثنين مصريين.. غرق سفينة شحن في البحر الأسود    تونس.. ضبط 6 عناصر تكفيرية مطلوبين لدى الجهات الأمنية والقضائية    مسلم يطرح أحدث أغاني ألبومه الجديد «اتقابلنا» (تعرف على كلماتها)    «فايزة» سيدة صناعة «الأكياب» تكشف أسرار المهنة: «المغزل» أهم أداة فى العمل    حدث بالفن| حفل زفاف ابنة الفنان سامح يسري ونجوم الفن في عزاء زوجة أحمد عدوية وإصابة مخرج بجلطة    هل يعني قرار محكمة النقض براءة «أبوتريكة» من دعم الإرهاب؟ (فيديو)    الأزهر يوضح أول ما يحاسب عليه العبد يوم القيامة    تعرف علي حكم وشروط الأضحية 2024.. تفاصيل    حريق بالمحور المركزي في 6 أكتوبر    مصرع شخص في انقلاب سيارته داخل مصرف بالمنوفية    إعادة محاكمة المتهمين في قضية "أحداث مجلس الوزراء" اليوم    وزير روسي: التبادلات السياحية مع كوريا الشمالية تكتسب شعبية أكبر    نقص أوميغا 6 و3 يعرضك لخطر الوفاة    أدعية مستحبة خلال مناسك الحج.. تعرف عليها    وزير التعليم: التكنولوجيا يجب أن تساعد وتتكامل مع البرنامج التعليمي    نموذج إجابة امتحان اللغة العربية للصف الثالث الإعدادي محافظة الجيزة    إطلاق أول صندوق للطوارئ للمصريين بالخارج قريبًا    «الأوقاف» تفتتح 10 مساجد بعد تجديدها الجمعة المقبلة    مفتي الجمهورية: يجوز التبرع للمشروعات الوطنية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حقوق الانسان تكشف مايحدث داخل المعتقالات والسجون
نشر في النهار يوم 01 - 03 - 2011

كشف ائتلاف المراكز الحقوقية بالإسكندرية برئاسة خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان وأحمد ممدوح محامي مركز النديم و م. هيثم أبو خليل مركز ضحايا و محب عبود جمعية بلدي وأعضاء جمعية المساعدة القانونية عما ما حدث داخل الزنازين المغلقة وداخل سلخانات التعذيب بمقار أمن الدولة وعن أسماء المتوفين في السجون المصرية وقائمة سوداء لضباط التعذيبوقد عقد جلسة استماع عقدتها 6 مراكز حقوقيه بالإسكندرية أمس لكشف سلخانات التعذيب داخل السجون و مقار أمن الدولة في عصر الرئيس السابق مبارك, قام المعتقلين برواية ماساتهم عن كيفية اعتقالهم وأشكال التعذيب التي ذاقوها خلال 20 عاماً متواصلة في المعتقل دون حكم قضائي , قصص مروعة لضحايا التعذيب والاعتقالات في عهد مبارك تم تفجيرها لأول مرة .وافاد المسجونين أن من أشهر مأساتهم هي أن رئيس مباحث سجن أبو زعبل قام بحرق المصاحف وأمر المعتقلين بالسجود لصورة مبارك والطواف حولها.. و شرب المعتقلون من مياه ترعة الإسماعيلية , وتم اغتصاب 5 مساجين جنسياً وأضربوا عن الطعام فماتوا , واستشهد قرابة ال80 جراء عمليات التعذيب التي سنتعرف عليها من خلال كل معتقل .قال د. محمد نجل د. عمر عبد الرحمن المعتقل حالياً في سجون أمريكا أن والده من علماء الأزهر الشريف وحصل على دكتوراه في الدعوة , و كان متميز في دراسته وحصل على المركز الثاني على مستوى الجمهورية في الشهادة الابتدائية والأول على مستوى الجمهورية , وحصل في الجامعة على مرتبة الشرف وحصل على درجة الامتياز في الدكتوراه , فهو من العلماء القلة الذين يصدعون بالحق .و اضاف عمل على فضح الأنظمة الفاسدة فلم يلن ولم يُساوم وهذه هي مشكلته , فكان يصدع بالحق , فلم يرضى أن يقبل مساومات المحكومة المصرية ونظام مبارك , حيث عرضوا عليه منصب مشيخة الأزهر ودار الإفتاء , إلا أنه كان دائماً يقول كلمته المشهورة:إن المناصب تحبو تحت أقدامنا , ونحن ندوسها بنعالنا .وافاد انهم منعوا والدي من الدراسة في جامعة أصول الدين , فتفرغ لفضحهم , مشيراً إلى أن ثورة 25 يناير هي من صميم السنة النبوية الشريفة , فكان يناشد بهذه الشعارات التي خرج بها شباب مصر فى ثورتهم الناجحة التغيير والحرية والعدالة الاجتماعية .وألمح إلى أنه تم تلفيق له عشرات القضايا داخل المحاكمة المصرية , ولكن قضاء مصر الشامخ برأه من جميع التهم التي حاول نظام مبارك الفاسد إلصاقها به , فقضاء مصر لم يلوثه النظام الفاسد.وفجر نجله مفاجأة بأن والده قد تعرض لعملية اغتيال من الأجهزة المصرية في عام 88 عندما خرج من مسجد على النور فوجا بإطلاق النار عليه والقنابل المسيلة للدموع , ولكن أنقذته العناية الإلهية من عملية الاغتيال فوضعوه تحت الإقامة الجبرية عام كاملاً (1989 حتى 1990) فكان لا يخرج من منزله إلى للصلاة فى المسجد , وحاول أن يسافر إلى أداء سنة العمرة ولكن السلطات المصرية منعته أكثر من مرة .وقال أن والده علم أن النظام المصري يحيل بينه وبين طريقه الدعوى , فسافر إلى السودان ثم طاف بلدان عديدة لنشر الإسلام فيها والسنة النبوية , على أن أنتهي به المطاف فى أمريكا , وعمل بالدعوة الإسلامية فيها حتى صار أسمه يعرفه أغلب الإسلاميين في أمريكا , حتى أن قناة الCNN أجرت معه حواراً كاملاً , وقال فيه أن حسنى مبارك هو قاتل الأبرياء وحسنى مبارك يعتقل ويعذب الشباب .وأضاف وعلى الفور قام نظام مبارك بفبركة قضية لأبى عام 92 وهو يقيم في أمريكا وتم الحكم عليه 7 سنوات غيابي , وتم القبض علي أبي في أمريكا , ووجهوا له اتهامات منها التحريض على جرائم العنف والاغتيال , والتحريض على نسف المباني العامة في نيويورك , و التآمر والتحريض على اغتيال حسنى مبارك أثناء زيارته لنيويورك , وتدريب أشخاص على عمل المفرقعات , على الرغم من أنه كفيف وتم الحكم على أبى فى مجموعة هذه الاتهامات بالسجن لمدة 385 عاماً , أي السجن لمدى الحياة مع العلم أن القاضي الذي حكم على أبي كان يهودياً و القانون الذي حوكم به أبي كان استثنائياً وليسأمريكي ولم يطبق منذ 200 عاماً أيام الحرب الأهلية .وأضاف أبي مسجون منذ 18 عاما , في زنزانة انفرادي , ولم يري لأحداً منذ وقتها , ممنوع من الزيارة , مشيراًُ إلى أنه أصيب بالأوبة والأمراض بسبب الإهمال الطبي فأصبح قعيداً بعدما تفحمت أحدى قدميه لإهمال علاجها من مرض السكر ؛ فضلاً عن أنه كفيف فكيف يغسل ملابسه لنفسه ويكف يقوم بتنشيرها 18 عاماً لم نسمع صوت أبانا إلا ربع ساعة شهرياً عبر مكالمة هاتفية , ولم نراه مطلقاً, وخلال ال18 عاماً ذهبت إلى جميع مشايخ الأزهر حتى يتحركون لإنقاذ أبي , وذهب إلى الشيخ الطنطاوي شيخ الأزهر وقتها , فرحب بي , وقال لي: والدك كان صديقي في الدراسة, فنعم هذا الرجل , ففرحت, فقلت له أطلب من أمن الدولة السماح لأبي بأن يتم ترحيله إلى السجون المصرية , فقال لي : يا أبنى متلجأش لحد غير ربنا.. إحنا ندعيلوا أحسن.وأضاف: فذهبت إلى الشيخ أحمد الطيب عندما تسلم منصب شيخ الأزهر , فقال لي والدك من المشايخ القلة الذين يصدعون بالحق , وقال لي سأجلس مع المستشارين القانونيين , وبإذن الله هشوف حل , وحتى الآن لم أحد يحرك ساكناً فى قضية أبي, فذهبت إلي رئيس جبهة علماء الأزهر فقال لي: يا أبنى كلنا جبناء ووالدك كان من المشايخ القلة , بس صدقنى مفيش فى أدينا حاجة نعملها.فعندما رحل نظام مبارك , تقدمت إلى المجلس الأعلى للقوات المسلحة بطلب محاولة مخاطبة أمريكا لترحيل أبى إلى سجون مصر , لأن المسئولين في أمريكا مرحبين بترحيل أبي , ولكن جهاز مباحث أمن الدولة هو الذي يرفض أن ياتي أبي إلى مصر , فحتى الآن لم يصلني الرد على طلبي من المجلس الأعلى للقوات المسلحة فأرسلت لهم طلباً آخر منذ أسبوع حتى يتمكن أبى من الدخول إلى مصر ثم دفن في ترابها الذي حُرم منه سنوات عديدة لا لشئ وإنما لأنه كان يقول كلمه حق في وجه سلطان جائر .وفي نهاية كلمته ناشد الرئيس الأمريكي أوباما قائلاً: أن كنت كما تدعى أنك تبحث عن الحريات فلماذا ما زلتم محتجزين أبى.أما مجدي عثمان الذي قضى من عمره في السجن 17 عاماً خلال حكم مبارك , فيقول عن نفسه أنه دخل إلى السجن في رعيان شبابه عندما كان عمره 28 عاماً وخرج من السجن عندما تجاوز عمره ال45 عاماً , فمرضت والدتي بمرض السرطان وخلال ال17 عاماً لم أرى زوجتي ولا أولادي ولا أمي المريضة .وتحدث عن سجن أبو زعبل وقال : كان إدارة السجن تأتى لنا بالمياه من ترعة الإسماعيلية وكانت المياه ورائحتها كريهة ولا يطيق أحد أن يشمها لا أن يشربها , فكنا نضع المياه في زجاجات ثم نأتي بالقماش ونحاول أن نصفيها من الشوائب والطين الذي يملئها , فالمياه التي كنا نشربها خارج السجن والتي كنا ندرس خصائصها فى المدارس أن ليس لها لون ولا طعم ولا رائحة , ولكن اختلفت تماماً مياه أبو زعبل عن المياه التي كنا ندرسها في كتب المدارس فكانت المياه لونها أسود وطعمها لا يطاق ورائحتها كريهة , وعلى الرغم من ذلك كنا نشربها حتى نعيش ولكن سقط منا شهداء داخلالسجن لأن معدتهم كانت لا تتحملها .وعن شكل الزنزانة قال عثمان لا توجد كهرباء فيها والصراصير والحشرات الغريبة كانت تملئها, ولا يوجد بها حمام , وكنا نقضى حاجاتنا في أكياس وكنا نتيمم لنصلى , وكان في كل صباح يكون يحدث تفتيش من إدارة السجن ويسمى تفتيش مصلحة كان المخبرون والضباط يدخلون علينا ويخرجونا من الزنازين ويجعلوا وجوهنا في الحيط , ثم يسرقون كل ما في الزنزانة , ثم يأتوا بمياه المجاري ويملؤا بها الزنزانة, فلا نصلى من النجاسة ولا ننام من الرائحة والمياه العفنة .وكشف عثمان عن وسائل جديدة للتعذيب وقال: خلال 17 عاماً لم نأكل أي طعام به ملح , حتى فقدنا الكالسيوم من أجسادنا فأصبحنا ضعفاء ووقعت جميع أسنانا , وحرمنا من الشمس , وأصاب الكثير منا بتشنجات وصرع , فكان أي حدث يحدث خارج السجن مظاهرات أو خلافة كنا نعذب بسببه , فالدماء كانت تنزف من أجسادنا يومياً .أما مجدي زكي محمد موسي الحاصل على ليسانس حقوق وإجازة في تعليم القرآن الكريم والذي اعتقل في شهر 8 عام 1990م فأنه يقول: الضابط إللى ألقى القبض عليا قال لي نصف ساعة نحقق معاك وترجع لبيتك بالسلامة , فرجعت لبيتي في 29 /7 / 2007م !!. , وحتى الآن لا أعرف ماذا صنعت ولماذا تم اعتقالي كل هذه الفترة على الرغم من أننى حصلت على مئات الأحكام القضائية الواجبة للإفراج عنى ومعي صور تلك الأحكاموفجر مجدي مفاجأة من العيار الثقيل وقال: 17 عاماً ضاعوا من عمري في سجون مبارك , وبعد الثورة الناجحة التي أطاحت بالرئيس مبارك وحبيب العادلي , نسمع خبر تعيين اللواء محمود وجدي وزيراً للداخلية , اللواء محمود وجدي هو رئيس مصلحة السجون فترة اعتقالي , فكان هو الشاهد على تعذيبنا , ودفن مئات الشهداء من المساجين في عصره , فهل هذه هي انجازات محمود وجدي في السجون المصرية , فكنا نأكل في عهده في السجن الفول والأرز والخبز, لمدة 17 عاماً, وأقسم بالله العظيم لم أذق خلال ال17 عاما سواء الأصناف الثلاثة فقط , وكان السجان يأتي لنا بالطعام ويضعه على الأرضدون أطباق , وكنت أخرج من وجبة العدس الواحدة عندما أقوم بتنقيتها على الأرض ما يزيد عن 25 دودة , فهل هذه مكافأة للواء محمود وجدي الذي أخشى أن يحول مصر إلى سجون كبيرة ك أبو زعبل وليمان طره والعقرب الذي مات في زنازينه المئات من شباب مصر اليافع .وأضاف بصوت حزين و قال: أنا لفيت السجون كعب داير قضيت عام في سجن الاستقبال , وعام آخر في ليمان طره ثم كنت أنا أول سجين يدخل سجن شديد الحراسة أو ما يسمي بالعقرب بعد افتتاحه في شهر6 عام 1993م , ونقلت في حملة تأديبية لسجن ليمان أبو زعبل قضيت فيه 12 عاماً دون زيارة وفى حبس إنفرادي .وأضاف: كنا 47 معتقل سياسي , مات مننا 8 , وأتذكر السفاح الضابط وليد فاروق النادي , الذي كان يتولى تعذيبنا وكان يشترط علينا أن نتجرد تماماً من ملابسنا , وكنا بالتالي لا نصلى لأن عورتنا متكشفة , وكانت إدارة السجن تعطينا بدلة خيش كل عام , وال48 معتقل فقدوا أسنانهم جميعاً بسبب عدم وجود ملح في الطعام أدى إلى نقص الكالسيوم .فبكى عندما تذكر موقفاً , فحكى وقال: أنا كنت في عنبر 5 , زنزانة انفرادي, وضابط السجن فتح لي الزنزانة وقال لي ادخل الزنزانة إللي جنبك وخلى زميلك يفك الإضراب عن الطعام إللى عمله لأن مفيش حاجة عندنا بتجيب نتيجة معانا .وأكمل كلامه قائلاً: فدخلت الزنزانة المجاورة لي ووجدت أخ لا أريد أن أقول أسمه ملقى على الأرض وبدون ملابس تماماً فقلت له لماذا أنت مضرب عن الطعام فقال لي , كنت مريض فطلبت من إدارة السجن علاج فأعطوني , ولكن العلاج كان ليس علاًجاً لمرضي ولكنه كان منوم , ثم قام ضباط السجن بإدخال الجنائيين عليا فاعتدوا عليا جنسياً , فقررت أن أضرب عن الطعام , وبعدها بلحظات قد فارق الحياة . وأضاف: كما أتذكر أخي خالد كمال أبو المجد الذي توفى أيضاً بعدما اعتدوا عليه جنسياً واضرب عن الطعام حتى الموت .وكشف عن أسماء المعتقلين الذين استشهدوا داخل السجون وقال: أتذكر أخي أحمد عبد الرحمن الذي كان يعانى من مرض البواسير و ظل ينزف لمدة 3 سنوات دون علاج حتى مات بالجفاف, فرأيت من نظارة الزنزانة العساكر وهم يحملونه في بطانية ثم إلى ثلاجة الموتى .أما أخي الشهيد حسن محمد إبراهيم , فقد مات من شدة التعذيب , وكذلك الأخ مجدي عبد المقصود , ولا استطيع أن أنسي الأخ الشهيد نبيل على جمعة الذي مات وهو جالس على الجردل أثناء قضاء حاجته , وكذلك الشهيد أحمد عبد العظيم الذي توفى عام 1997 من شدة التعذيب في السجن, وكان الشهيد يوسف صديق باشا في الثلاثينات من عمره ومن شدة التعذيب كان يقضى حاجته على نفسه حتى مات .وكان المجرمون السفاحون هم الذين يعذبوننا حتى الموت وهم: وليد فاروق ضابط أمن الدولة , و أشرف إسماعيل رئيس مباحث السجن .وعن جرائم هؤلاء الضباط فقال: فكان رئيس المباحث أشرف إسماعيل- , يقول لنا ده لو الواحد حبس حمار كان مات , فرد عليه أحد المعتقلين إحنا معانا كتاب ربنا , فقام هذا المجرم بلم جميع المصاحف من كل الزنازين وأحرقها أمام أعيننا ونحن مكبلين الأيدي والأرجل, فكان هذا الضابط يفعل ما لا يتخيله عقل , فكنا قرابة 100 معتقل في التأديب فكان يجمعنا , ويقول لنا طوفوا حول
هذه الشجرة وقولوا لبيك اللهم لبيك , وكان يأتي بصورة حسنى مبارك ويقول لنا أسجدوا تحتها , فاعترض أحدنا فقتله , فسجد جميع الباقين وكنا شباب من العشرينات من عمرنا , ولكن كانت قلوبنا تتقطعحزناً وألمناً , وبعد هذه المشاهد التي لا استطيع أن أحكيها كلها لأن بها أحداث لا يصح أن أحكيها , قام الرئيس مبارك بإعطائه وسام شرف في إحدى أعياد الشرطة .وكذلك المجرم الضابط طارق إلياس كان يدخل كل زنزانة ويعطى لها الطعام فكان الطبيعي أن يأتى بمغرفة العدس ويضعها على الأرض دون أطباق -وكنا راضين بذلك- , ولكن كان يقوم بوضعها على رأسي ويقول كل بقى العدس من على راسك , وكان لا يوجد مياه لكي ننظف أنفسنا أو نغسل الخيشه التى كنا نرتديها , فكنا في حالة تعفن صعبة .وأشار إلى أن الضابط أيمن طاهر بيلعب مصارعة فكان يأتي بالمعتقلين ويتمرن فيهم كل يوم , وقال: والضابط باسل حسن وعلاء طه كانوا يمارسون التعذيب علينا أيضاً .وطالب بحل جهاز أمن الدولة والإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين, وقال: سأقوم برفع قضية على الضابط المجرم على أحمد سليمان مدرب حراس مرمي النادى الأهلى الذى كان يمارس علينا أشد ألوان التعذيب .وقال محمد إسماعيل عبد الغنى قال : تم اعتقالي من 81 ثم خرجت ودخلت عشرات المرات إلا أن خرجت من المعتقل بعد مقتل السيد بلال , وقال أن ضباط السجن أمثال مجدي الفار ومحمد السعيد لابد أن يعدموا على ما ارتكبوه من إجرام في حق المساجين السياسيين الذين نزفت دمائهم الشريف وقت التعذيب .وقال: وكان ما يؤلمني هو لحظة الحكم بالإفراج فكنا نطلق عليه اسم إحراج لأن الإفراج لم يطبق علينا, فأنا حصلت على عشرات الأحكام بالإفراج عنى ولكن الضباط يتحفظون علينا في جهاز أمن الدولة بلاظوغلي ثم يفبركون محضراً , حتى ظللت في هذه الدوامة قرابة ال20 عاماً .وعن الكوارث التى تحدث في سجن الوادي الجديد فيقول: أن ضابط السجن دخل علينا ونحن نصلى وأجبرنا على التسليم من الصلاة وقال لنا كلكم تصول وتقولوا مبارك أكبر .. جمال أكبر وأخذ يضحك ويستهزأ ونحن نبكيواشار اننا كنا أمام مقر أمن الدولة نصلى بالغمايه فقام أخ بنزعها, فوجدنا واقفون على شكل دائرة كلنا في وجه بعضنا نصلى الظهر , وكان الحلاق يدخل علينا في الزنزانة ويحلق لنا شعر رأسنا وحواجبنا وذقننا وصدرنا ويتم تعذيبنا وضربنا بمواسير من حديد .وعن أشكال التعذيب التي تتنافى مع الآدمية قال: كان الضباط يمرحون بنا فكانوا يجبرونا على أن نمشي على أربع ونخرج كما يخرج البعير ونحن بلا ملابس تماماً , وكانا الضابط يأمرنا بتغيير أسمائنا لأسماء بنات فطلب منى أن أغير أسمى إلى أسم بنت فقلت له أنا حذيفة , فظن أنها أسم أنثى فتركني .وأتذكر الضابط مدحت محمد عندما قال له المعتقل محمد أسامة أنا أخويا ضابط فرد عليه وقال له أنت وأخوك والحكومة وربنا هسجنكم بنفس ما فعلتوا بنا .وكشف هيثم إبراهيم الذي قام بتغسيل السيد بلال وأهو أقرب أصدقائه , عن وقائع جديدة فى عملية قتله حيث قال: استشهد السيد بلال في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة ثم تم نقله إلي مشرحة كوم الدكة , فأسرعت إلى المشرحة ودخلت غرفة المشرحة ووجدت الشهيد في كيس ففتحت هذا الكيس وقمت بتصوير أماكن التعذيب التي تعرض لها السيد , إلى أن شاهدني لأحد المخبرين فكتفني واعتدى على بالضرب , وحضر الغسل معي ناصر العبد مدير مباحث الإسكندرية و خالد شلبي رئيس مباحث الإسكندرية , وشاهدت بعيني سحجات في رأس السيد بلال مكان مشابك الكهرباء نتيجة التعذيب,بالإضافة إلى طعنات تحت كتفه وفى فخده وفى رجلة و تقدر ب50 غرزة , بالإضافة إلى أن عورته كانت متورمة تماماً , وعلمت من أصدقاء السيد الذين اعتقلوا معه أن عددهم كان 23 أخ محتجزون في مقر أمن الدولة بمديرية الأمن القديمة وأن السيد وضعوه ضباط امن الدولة على سرير التعذيب الكهربائي لمدة 12 ساعة متواصلة حتى فارق الحياة .وبعد كل هذا قال لنا الضابط خالد شلبي : الرمة ده لازم يدفن دلوقتي , ولو مش هتدفنوه, إحنا هندفنه فى مدافن الصدقة , وحتى الآن يتصل خالد شلبي وناصر العبد وقيادات أخرى بمديرية الأمن بأسرة السيد بلال يهددوهم بخطف بلال أبنهم , وأضاف: الذي حال بينه وبين الحضور هو أن ضابط من المديرية اتصل به قبل بدأ جلسة الاستماع وقال له عن حضرت ستعود إلى المنزل ولن تجد أبن أخيك .أما عن أحداث الكنيسة فقال والد المعتقل السيد إبراهيم, أن أبنه تم اعتقاله عقب زواجه بخمس أيام وقام الضباط بسرقة كل ما في البيت لحظة التفتيش حتى أن المخبر لقي استمارة بطاقة فاضيه فاخدها في جيبه وكذلك سرق التليفون المحمول .وتحدثت والد المعتقل ممدوح على هنداوي في أحداث الكنيسة وقالت أن أبنها أيضاً قد تزوج حديثاً أي قبل اعتقاله ب7 أيام , وقالت أنها ذهبت فى زيارة لأبنها فى سجن طره وشاهدت آثار التعذيب على جسده , وقال لها أن أيام الثورة ألقى عليهم ضباط السجن القنابل المسيلة للدموع وعندما فرت الشرطة وتركت السجن خرج من خرج وتبقينا نحن فى المعتقل وجلسنا 4 أيام دون طعام أو شراب ولا أحد يسأل عنوتحدث أيضاً والد المعتقل حمادة مصباح حمادة محمد الذي بكي من شدة حزنه على فراق أبينه واعتذر عن عدم استطاعته الحديث بعدما سمع كل ألوان وأشكال التعذيب التى تمارس على المعتقلين فى السجون .وفي النهاية عقب المهندس هيثم أبو خليل عن هذه الجرائم البشعة التي ارتكبها زبانية مبارك على شباب مصر داخل السجون وقال إن عصر مبارك كان استدعاء لعصر حمزة البسيوني فكما تم توثيق عصر سجون السادات لا بد أن نوثق جرائم السجون في عهد الطاغية المخلوع مبارك , وطالب الحضور بتأليف كتب عن ما جرى في السجون المصرية وأنواع وأشكال التعذيب وما هي سلخانات التعذيب , وطالبهم بالدخول على الفيس بوك ليقوموا بفضح كل المتورطين في جرائم التعذيب , وطالب الحضور بمراسلة الصحفيين , مشيراً إلى أن سجن العقرب والوادى الجديد وأبو زعبل وطره أشد قسوة من سجن غوانتنموا .ثم تلي خلف بيومي مدير مركز الشهاب لحقو الإنسان قائمة العار من ضباط الداخلية المتورطين فى التعذيب وكان فى مقدمة هذه القائمة السوداء : اللواء ممدوح وجدي-وزير الداخلية واللواء محمد إبراهيم-مدير أمن الإسكندرية السابق و خالد شلبي و ناصر العبد و خالد سعد و مجدي الفار و محمد السعيد و طارق إسماعيل و باسل حسن و علاء طه و محمد أبو حتيتة و محمد إبراهيم و و ائل الكومي و محمد صبري و محمد التهامي و إبراهيم النجار و أحمد المجبر و معتز العسقلانى و هيثم صبحي .

انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.