اختار الشعب التونسي، أن يقصي الإخوان جانبا، ويبعدهم عن السلطة، ليعطي فرصة لدولة مدنية قوية، وهذا ما أكدته النتائج الأولية للانتخابات البرلمانية التونسية، التي احتلت فيها حركة "النهضة التونسية"، الذراع السياسية لجماعة الإخوان في تونس المركز الثاني ب68 مقعداً فقط ، مقابل 83 مقعداً لحزب نداء تونس، الذى يتزعمه رئيس الوزراء الأسبق الباجي قائد السبسي، ليبتعد الإخوان عن السلطة وتشكيل الحكومة بعد أن كانوا على رأسها في السنوات الثلاث الماضية. تراجع "إخوان" تونس في الانتخابات البرلمانية، وفشل نظامهم في مصر، والحرب الدائرة ضد إرهابهم في ليبيا، جعل الإخوان في دائرة المنبوذين عربيا، وهو ما يقول عنه سامح عيد، الباحث في شؤون الحركات الإسلامية، "تراجع الإخوان في تونس، نتيجة طبيعية لما يحدث في مصر، وسوريا والعراق ما يسمى ب(تنظيم الدولة الإسلامية) كانت له آثاره على الشعب التونسي. "التونسيون أكثر قبولا للمدني"، هذا ما يؤكده سامح عيد، في حديثه ل"الوطن"، مشيرا إلى أن الشعب التونسي ثار منذ البداية على فساد سلطة وحكم نظام زين العابدين بن علي، وليس من أجل الإخوان، كما أن الشعب التونسي متأثرا بالمدنية، لقربه الشديد من فرنسا، واتصال الكثير من التونسيين بأوروبا، ما جعلهم أكثر انفتاحا ووعيا على العالم. "لن ندفع بمرشح في الانتخابات الرئاسية"، تصريح راشد الغنونشي، زعيم حركة النهضة التونسية، قبل بدء مارثون الانتخابات البرلمانية، قد يتغير بعد نتائج الانتخابات الرئاسية، ليضمن "إخوان تونس" المشاركة في الحكم، وهو ما استبعده "عيد"، بقوله: "أظن أن حركة النهضة التونسية، ستظل على موقفها، ولن تقدم مرشحا في الانتخابات الرئاسية، فراشد الغنوشي أكثر ذكاء من قيادات تنظيم الإخوان في مصر، كما أنه استوعب الدرس جيدا، ولن يقدموا مرشحا لهم في الرئاسية، وربما يدعموا إحدى الشخصيات المدنية في السباق الرئاسي التونسي".