ترقب شديد، لا يزال يفرض نفسه، في الأزمة المثارة داخل نادي الزمالك، خلال الفترة الماضية تتعلق بملف بيع ملعب حلمي زامورا، لشركة خليجية، ترغب في هدم الملعب، واستغلال المساحة الموجودة لبناء مول تجاري مقابل ما يزيد عن ملياري جنيه. مجلس إدارة الأبيض وافق على العرض، وبخاصةً أن المقابل المادي مغرٍ من الناحية المالية، وسيتم الاستفادة منه في إنعاش خزينة النادي على مدار سنوات مقبلة، بالإضافة إلى توفير دعم مالي لبناء فرع نادي الزمالك الجديد بمدينة السادس من أكتوبر، والذي من المتوقع أن يكون طفرة كبيرة من حيث الإنشاء، حيث من المتوقع أن تصل سعة الاستاد لنحو 60 ألف متفرج. الآراء اختلفت في الأيام الماضية، داخل نادي الزمالك ما بين مؤيد ومعارض، لقرار مجلس إدارة نادي الزمالك، حيث رأى البعض أن المرحلة الحالية هي فترة احتراف واستثمار، ويحتاج مجلس الإدارة لاستغلال كل متر داخل مقر النادي، في الوقت الذي اعتبر فيه الفريق الآخر أن ملعب حلمي زامورا يعتبر جزءًا من كيان نادي الزمالك، ومن الصعب التفريط فيه بتلك السهولة. في البداية، أكد اللواء صبري سراج، نائب رئيس الزمالك السابق، رفضه التام لبيع ملعب حلمي زامورا، مشددًا على أن هذا الملعب يعتبر من التاريخ الخاص للنادي. وقال: "مش معقولة أي حد يتزنق في قرشين يبيع جزء من نادي الزمالك، وبالمبدأ ده مصر عندما يكون عليها مديونية كبيرة تقرر تأجير الإهرامات". وأضاف: "لابد من البحث عن حلول أخرى لتنشيط خزينة نادي الزمالك وحل الأزمات المالية لأن بيع ملعب حلمي زامورا هو آخر الحلول".
وإتفق ممدوح عباس، رئيس نادي الزمالك السابق، في الرأي مع سراج، وأكد أن ملعب حلمي زامورا شهد خروج العديد من رموز ونجوم القلعة البيضاء على مدار التاريخ، وبات من غير المقبول أن يتم بيع تاريخ النادي بهذا الشكل. وناشد عباس كل رموز نادي الزمالك بضرورة التدخل لوقف بيع ملعب حلمي زامورا، والتصدي لقرار مجلس الإدارة، خلال الفترة المقبلة، لعدم هدم تاريخ النادي الأبيض، وتأجير ملعب حلمي زامورا.
ولم يختلف رأي خالد الغندور نجم الزمالك السابق عن سابقيه، حيث رأى أنه من الضروري عدم بيع ملعب حلمي زامورا، مهما كان الثمن، مشيرًا إلى أنه عاش أفضل لحظات حياته في ملعب حلمي زامورا وتربى فيه، ومن الصعب بيع أفضل الذكريات بتلك الطريقة. وواصل: "ملعب حلمي زامورا ليس ستاد فحسب ولكنه يعتبر جزءًا من تاريخ نادي الزمالك وتعاقبت عليه أجيال عديدة ويعتبر من أهم بناء موجود في القلعة البيضاء".
أما الدكتور كمال درويش، رئيس نادي الزمالك الأسبق، كان له رأي مختلف، وأعلن تأييده لقرار مجلس إدارة نادي الزمالك في بيع ملعب حلمي زامورا، لافتًا إلى أنه سار على مشروع مشابه عام 2002، لكنه لم يكتب له النجاح في النهاية. وذكر: "هذا المشروع سيكون مفيد جدًا من الناحية الاستثمارية لنادي الزمالك كما أن ملعب حلمي زامورا من الأساس آيل للسقوط وممنوع اللعب عليه خوفًا من تعرض الجماهير لأي ضرر". وأكمل: "لابد من الحصول على موافقة الجمعية العمومية في بادئ الأمر بالإضافة إلى وزارة الأوقاف".
وعلق أحمد الكأس، نجم الزمالك سابقًا: "لا أتخيل دخول نادي الزمالك بدون وجود ملعب حلمي زامورا الذي يعتر جزءًا من تاريخ النادي، وكان من الممكن أن يتم بيع الملعب الفرعي لكن ملعب زامورا يعتبر أمرًا صعبًا". وتابع: "المستشار مرتضى منصور قد يكون له بعد نظر لا نراه في الوقت الحالي وله تفكير متعلق بإدخال موارد إلى نادي الزمالك لإنعاش الخزينة البيضاء خلال الفترة المقبلة والمجلس هو صاحب القرار في هذا الأمر".
أحمد عبد الحليم، نجم الزمالك سابقًا، قد انتابته حالة من الحيرة في هذا الأمر، ما بين عاطفته إلى ملعب حلمي زامورا، وبين الجوانب الاستثمارية والمكاسب المادية، التي ستدر على النادي. ورأى: "يعز علينا منشوفش الملعب اللي تربينا فيه وعشنا فيه أحلى الأيام لكن في الوقت ذاته الجوانب الاستثمارية هامة جدًا لأي نادي وتساعد على وضعه في الأمام وحل الكثير من الأمور المالية".