مفاجأة من العيار الثقيل فجرتها صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية حيث ذكرت أن رئيس الوزراء القطرى السابق، حمد بن جاسم بن جابر الثاني، يفكر فى الترشح لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة، ليحل محل بان كى مون، مشيرة إلى أن أمير قطر عرض عليه دعم ترشحه لهذا المنصب الأممى بعد استقالته العام الماضى من رئاسة الوزراء. وقالت الصحيفة بحسب تقرير بثته على موقعها الإلكترونى إن فترة الولاية الثانية لبان كى مون كأمين عام للأمم المتحدة، التى امتدت لخمس سنوات، ستنتهى فى عام 2016، لكن المناورة على المنصب قد بدأت بالفعل. وكان الشيخ حمد الشخصية الأقوى سياسيا لدولة قطر لمدة عقد تقريبا، وكان رئيسا للوزراء من عام 2007 حتى عام 2013 ووزير الخارجية فى آن واحد، وهو المنصب الذى تولاه منذ عام 1992 وحتى العام الماضي، وكان أيضا الرئيس التنفيذى لهيئة قطر للاستثمار، وهو صندوق الثروة السيادية الذى استثمر مليارات الجنيهات الإسترلينية فى جميع أنحاء العالم، من خلال شراء حصص فى الشركات الكبرى وحتى شراء محلات هارودز مقابل 1.5 مليار جنيه إسترليني. وفى غضون ذلك كشفت مصادر دبلوماسية عربية عن تحرك دبلوماسى قوى يقوم به أمير قطر السابق حمد بن خليفة آل ثاني، لحشد توافق دولى لترشح رئيس وزراء قطر السابق حمد بن جاسم لمنصب الأمين العام للأمم المتحدة خلفا للأمين العام الحالى بان كى مون الذى تنتهى ولايته عام 2016، معتبرة ان هذا المنصب يعد بمثابة مكافأة دولية لقطر التى تعد وكيل الغرب وأمريكا لتنفيذ مخططات الفوضى وبسط النفوذ فى المنطقة وقامة الشرق الأوسط الجديد. ولفتت المصادر إلى أن قطر لعبت دورا أساسيا خلال العام 2006 فى إيصال بان كى مون الأمين العام الحالى للأمم المتحدة إلى منصبه عام 2007، حيث كان مون وزيرا للخارجية فى كوريا الجنوبية، وكانت الدوحة من بين العواصم العربية القليلة التى ألقت بثقلها خلفه للوصول إلى منصبه الحالي. وأوضحت المصادر أن خطوة الأمير الأب لدعم ترشيح بن جاسم ليصبح أمينا عاما للأمم المتحدة لا يرجع إلى إعجابه بسياسة الرجل الذى كان مساعده الأول طوال فترة حكمه بين 1995 ومنتصف 2013، ولا هدفه أيضا استرضاء الرجل بل إن هدفه الأساسى هو إبعاده عن السياسة الداخلية للدوحة. كشفت المصادر عن كراهية الأمير الابن تميم الشديدة لرئيس الوزراء السابق وأولاده وأفراد أسرته المقربين، والذى بسببه أصر على ترك حمد بن جاسم لكل مناصبه، بما فى ذلك الاستثمارات، كما أن الأمير الأب يخشى من مناورات يمكن أن يقدم عليها حمد بن جاسم فى حال وفاته تؤدى إلى إضعاف الأمير الجديد الذى لم يشتد عوده بعد ، خاصة وأن بن جاسم يتطلع إلى تولى منصب الأمير. ومن جانبه اعتبر طلعت حامد الأمين العام السابق للبرلمان العربى أن حسم هذا الموضوع بشكل اساسى سيكون بيد الاعضاء الدائمين لمجلس الأمن عند التصويت على ترشح بن جاسم والذى يمكن أن يعوقه حق النقض " الفيتو "حيث يجب أن يحظى الترشح بالأغلبية . واستبعد حامد امكانية ترشح بن جاسم لهذا المنصب لافتا إلى أن الأمين العام للأمم المتحدة يجب أن يتسم بالحيادية المطلقة وألا تكون دولته متورطة فى أى أعمال تتنافى مع القانون الدولى وبالتالى الأمر سيتوقف على تقييم سياسة قطر ومدى التزامها بميثاق الأممالمتحدة وعلاقاتها مع محيطها الإقليمى والدولى ومدى تورطها فى أعمال الإرهاب والمنظمات الإرهابية. وقال حامد إننا نرحب بترشح أى شخصية عربية لهذا المنصب لأنه سيعطى الأمة العربية وقضاياها قوة مثلما كان الأمين العام الأسبق بطرس بطرس غالى ، لكن بالنظر إلى بن جاسم فإن له دورا قويا فى سياسة قطر عندما كان رئيسا للوزراء ووزيرا للخارجية تجاه ثورات الربيع العربى ولا ننسى دوره عندما جعل الجامعة العربية تتجه إلى التدخل الدولى فى ليبيا وسوريا وأيضا بصماته قوية فى انفصال الجنوب السودانى وتأجيج الصراع فى مصر وبالتالى فإن تاريخ بن جاسم لا يؤهله لهذا المنصب ولعلنا نجد فى ما حدث تجاه ترشح تركيا فى مجلس لأمن واعتراض الدول عليه نموذجا نظرا لسياسات تركيا التى باتت معروفة للجميع.