أرجع الخبير النفطي د. عبدالسميع بهبهاني مدير شركة شرق للاستثمارات البترولية انخفاض أسعار النفط إلى البعد الجيوسياسي وعدم التجانس والانسجام بين دول الأوبك مشيرا الى ان كل هذه العوامل اتخذت كسلاح لحرب باردة ضد دول الاوبك. وقال إنه من خلال المتابعة لأسعار النفط خلال العقد الماضي تبين ان العامل الجيوسياسي يؤثر صعودا وهبوطا بما يعادل بين 10 الى 15 دولارا موضحا ان نشوب الحروب أو التهديد بالحرب أو التلويح باستخدام القوة أو الازمات السياسية في المنطقة أو حتى الخلاف بين الدول المصدرة للبترول «أوبك» كل هذه العوامل تؤثر بما لا يدع مجالا للشك في انخفض أسعار النفط، وأن هناك اسباباً غير منطقية تحدث في الاسواق النفطية وتلاعبا واضحا. ونوه بهبهاني أن الاعلان عن ارتفاع الانتاج في الولاياتالمتحدة بنحو 400 ألف برميل يوميا خلال شهر واحد ليصبح حجم الانتاج الصخري 3 ملايين برميل و6 ملايين برميل من النفط التقليدي ليصبح انتاجها حوالي 9 ملايين برميل، كل ذلك كان له تأثير على أسعار النفط. وأشار إلى أن الاسواق بها 2.5 مليون برميل كفائض، حيث ان الطلب العالمي على النفط يبلغ 9207 براميل يوميا واجمالي المعروض حاليا 95 مليون برميل هذا بخلاف القدرة الاحتياطية لمنظمة الدول المصدرة للبترول أوبك والبالغة حاليا 3.5 ملايين برميل، موضحا أنه كلما كان الاعلان عن القدرة الاحتياطية أكبر كلما انخفضت الاسعار، لأن القدرة الاحتياطية تكون جاهزة للتوصيل للمستهلك خلال 20 يوماً ولكن خارج اطار الاسعار المتعارف عليها. وأكد بهبهاني أن اوبك عادة تعمل على تخفيض الانتاج في مثل هذه الحالات بحيث يتناسب مع الانتاج العالمي ليصل الى 91 دولاراً وذلك للحفاظ على الاسعار المعتدلة. وبين أن الانخفاض السريع لن يطول لاسيما وان 20٪ من ابراج الحفر الصخرية والعميقة في اميركا قد توقفت عن العمل وتلك الشركات لم تصمت أمام توقف اعمالها. وأكد بهبهاني ان هناك بادرة أمل في استقرار الأسعار بسبب توقعات الوزير السعودي والذي أكد عليها الوزير الكويتي بارتفاع الاسعار تدريجيا، متوقعا انه خلال اجتماع اوبك المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل سيكون هناك حل سريع لهذا الانخفاض والعمل على اعادة الاسعار لوضعها الطبيعي