أكد نزار الخير الله وكيل وزارة الخارجية العراقى أن بلاده تسعى لوضع ضوابط للحدود وآليات للتعاون على كافة المستويات فى مواجهة الإرهاب الأسود الذى يمارسه تنظيم "داعش" الإرهابى فى العراق. وقال الخير الله ل"النهار" إن المهم فى محاربة الإرهاب الذى يعانيه العراق وجود آليات لضبط الحدود، لأن هناك من يدخل من كل دول العالم إلى بلادنا وهذه هى المشكلة إذ إن داعش لديه القدرة على تجنيد وتحشيد الكثير من الشباب من الدول الأوروبية والعربية والإفريقية لذا نحتاج إلى آليات ولذلك فإن قرارات مجلس الأمن أصبحت تدعو إلى الالتزام بغيقاف كل دعم لوجيستى إلى المنظمات الإرهابية والدول التى تخالف هذه الإجراءات تعرض نفسها لعقوبات دولية. وشدد الخير الله الذى ترأس وفد العراق فى الوزارى العربى على أن نهاية تنظيم داعش الإرهابى وممارساته المتطرفة ستكون فى العراق، مؤكدا أهمية القرار الجماعى التوافقى الذى أصدره مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية فى دورته ال142 أمس لمواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة وتجفيف منابعها وكذلك القرار الخاص بحماية وصيانة الأمن القومى العربى والذى يحث على التعاون فى مواجهة الإرهاب. وحول خطة التحرك فى مواجهة إرهاب داعش وهل تم التوافق بشأنها، قال الخير الله هناك استحقاقات زمنية فى هذا الإطار وتم الاتفاق على عقد بعض المؤتمرات سواء على مستوى وزراء الخارجية العرب أو العدل أوالوزارات المتخصصة وحتى الآن لم يحدد إطار للقرار للبدء فيه . وأوضح أن العراق قدم مشروع قرار وكذلك الأمانة العامة حول الإرهاب وتمت نقاشات معمقة من قبل الوزراء وبرز استشعار جدى للخطر الذى تمثله داعش والمنظمات الإرهابية ولذلك تم الاتفاق على منظومة آليات وتم تقسيم المخاطر إلى آنية تحتاج إلى تحرك من الجامعة العربية ومخاطر مستقبلية تحتاج إلى آليات واجتماعات أخرى وتم تحديد مجموعة من الاجتماعات الوزارية التى من الممكن أن تقدم مرئيات ودراسات جدية لظاهرة الإرهاب. ونبه الخير الله إلى أن التحديات كبيرة فى مواجهة هذه الآفة التى تهدد دول العالم، مشيرا إلى أن الجامعة العربية جادة فى إيجاد آليات بحيث يكون هناك تعاون عربى حقيقى فى كثير من المجالات سواء القضائية أو الاستخباراتية والخبرات التى تتعلق بمكافحة الإرهاب. التحالف الدولى وحول ما إذا كان هناك تعاون عربى ضمن التحالف الدولى الذى أعلن لمواجهة إرهاب داعش، قال الخير الله إن التحالف الدولى موضوع مختلف فأمريكا وأوروبا استشعرا أن هناك خطرا وأن التنظيمات الإرهابية وجودها أمر حساس بالمنطقة خاصة وأنها منطقة الشرق الأوسط إستراتيجية وبها آبار نفط وأقليات دينية ومصالح وشركات وبالتالى رأوا أن هذا الخطر سينعكس على أوروبا بالدرجة الأولى أما الدول العربية فمن الأجدر أن تنظر إلى الخطر أيضا لأن هذا الموضوع إقليمى وما يحدث فى العراق يمكن أن يهدد لبنانوسوريا فداعش موجود فى سوريا واطلعنا على ممارساته واعتداءاته على لبنان والأردن وسوريا . وبالتالى نحن كعراق لدينا ارتياح نحو الجدية التى حدثت خلال الوزارى باعتبار الإرهاب ظاهرة خطيرة تحتاج إلى مواقف عربية موحدة وصدر قرارين الأول يتعلق بالإرهاب ومكافحته والآخر يتعلق بالأمن القومى العربى ونعتبره إنجازا كبيرا لتجاوز القضايا التقليدية بإصدار بيانات الإدانة ليصدر قرار بتوافق عربى للتصدى للمخاطر الراهنة . وحول التحرك على الأرض وهل سيكون كالتحرك الغربى لحرب داعش، قال إن موضوع التحالف الغربى مختلف لأن دوله تمتلك الإمكانيات والقدرة أما نحن كعراق أكدنا خلال مباحثاتنا مع الدول الصديقة والولايات المتحدة بأننا لا نحتاج إلى مقاتلين فى العراق فلدينا متطوعون بما يكفى لمحاربة داعش فى العراق لكن ما نحتاجه هو توفير الدعم اللوجيستى والتدريب والتسليح والقوى الجوية وبالتالى فحتى الأوروبيين والأمريكان لا يريدون وجود قوات فى العراق ولدينا ما يكفى ممن لديهم استعداد لمقاتلة هذه المنظمات الإرهابية وعلى ثقة بأن نهاية داعش ستكون فى العراق، أما الدول العربية فهى لا تمتلك هذه الإمكانيات إنما تحتاج إلى تنسيق وجهد ووضع إستراتيجية طويلة الأمد ورؤية مستقبلية فى محاربة التطرف فالتطرف والإرهاب منظومة فكرية ثقافية تحتاج إلى جهود كبيرة من هذه الدول وبالتالى الدول العربية استطاعت أن تضع آليات للتعاون وهذه بداية للطريق وسنرى إمكانية تكامل الجهود للتعاون. تمويل داعش وفى رده على سؤال حول الاتهامات الموجهة لدول بعينها لدول عربية بدعم داعش وهل جرى بحثه، قال لا لم نتحدث عن دول عربية بل قرارات مجلس الأمن الصادرة مؤخرا تحت الفصل السابع وهى ملزمة للدول العربية بأن تتعامل ضمن هذه الإجراءات القانونية لمواجهة الإرهاب لأننا أمام مشكلة كبيرة تحتاج جهدا عربيا للتنسيق والآليات، ولم نتهم أحدا .