سارع رجل الأعمال نجيب ساويرس إلى تبرئة نفسه من اتهام الإعلامي عبدالرحيم علي بتقديم 7مليارات جنيه للرئيس المعزول محمد مرسي، من أجل "قتل الجيش والشرطة" كما ادعى الأخير في إطار الحرب الإعلامية المستعرة بين الرجلين. وكان علي قد اتهم ساويرس بالكذب في إعلان تبرعه لحملة صندوق "تحيا مصر"، الذي أطلقه الرئيس عبدالفتاح السيسي لدعم الاقتصاد المصري، بعدما سأله خلال اللقاء الذي جمع الرئيس مع الإعلاميين مؤخرًا. وقال معلقًا علي ذلك: "صدقت السيسي على الفور، وقلت: "يعنى ينفع ساويرس يدفع لمحمد مرسى 7مليارات عشان يشترى بها سلاحا يقتل به أولادنا فى الجيش والشرطة، ولا يدفع شيئا لمصر". ويبدو أن ما كتبه علي والذي هدد رجل الأعمال بأنه سيجعله يتحسس رأسه قد أوجع الأخير، وخاصة بعد تلميحات مقدم برنامج "الصندوق الأسود" عن علاقة ساويرس ب "الإخوان المسلمين"، ما دفعه إلى المسارعة بنشر مقال في جريدة "الأخبار" الحكومية نأى فيه بنفسه عن الجماعة، والتي وصف حكمها للبلاد ب "الأيام السوداء". وكتب ساويرس في مقاله المعنون "أيام سوداء... أنا مصري... انت فاهم... انا مصري أكتر منكم كلكم"!، قائلاً: "أول مرة ألتقي فيها بالرئيس السابق محمد مرسي...كانت في لقاء دعا إليه المرحوم اللواء عمر سليمان (نائب الرئيس السابق) في فبراير2011 في مقر مجلس الوزراء مع كافة القوي الوطنية وبعض شباب 25يناير أذكر منهم مصطفي النجار ويوسف عبدالرحمن (يقصد عبدالرحمن يوسف) وخالد تليمة". وتابع "جاء موقعي في هذا الاجتماع بجوار د. محمد مرسي... وضحكت في سري لأني أحسست أن المرحوم اللواء عمر سليمان أراد أن يضعني في هذا المكان لإيصال رسالة معينة... وكان كمن يضع البنزين جنب النار لأن موقفي من جماعته ومن شعاراتهم الطائفية كان معارضا للغاية حتى في فترة حكم الرئيس حسني مبارك". وأضاف "جلست في مكاني بهدوء... إلي أن بادرني د.مرسي بفتح الحديث كالتالي: إيه يا باشمهندس إنت مش حاترضي علينا بقي ؟»... ورديت عليه كطبيعة الشعب المصري الفكاهية المعتادة: «طبعا يا دكتور ده أنا حتي عايز انضم للحزب بتعاكم»... وبدلا من أن يفهم الدكتور المداعبة ويبتسم فوجئت به ينظر نظرة جادة ويقول لي: «وماله ممكن تكون عضو منتسب»... وطبعا العرق الصعيدي طلع ونظرت إليه نظرة تجمع بين الغضب وعدم التصديق ورديت عليه متعصبا: «حزب إيه بتعاكم ده إلي انضم ليه لما انت حتي الهزار ما بتفهموش.. أنا مصري... انت فاهم...انا مصري أكتر منكم كلكم"! وعلق "طبعا في عرف الدكتور واخوانه..المسيحي المصري مواطن من الدرجة التانية وليس له شرف عضوية تنظيمهم الإخواني !... المهم أدرت الكرسي وأعطيته ظهري بقية الاجتماع... وإحقاقا للحق لم أتصور أبدا ولا في الخيال ان يكون هو رئيس مصر القادم...و مازالت غير مصدق". ومضى ساويرس ليتحدث عن لقاء ثان جمعه مع الرئيس المعزول قبل انتخابه قائلاً: "المرة الثانية كانت في اجتماع للمجلس الاستشاري مع المشير (حسين) طنطاوي (رئيس المجلس العسكري) ومرة أخري جاءت جلستي بجانب د.مرسي... وبادر المشير د.مرسي بابتسامة، وقال له مداعبا: «يا دكتور احنا قعدناك جنب المهندس نجيب لعل النفوس تهدأ» فرد عليه: والله يا سيادة المشير أنا حاولت أتلاطف مع المهندس نجيب (وكان يقصد المقابلة الأولي على أساس أنه كان غاية في اللطف معي) لكن مفيش فايدة... المهندس نجيب عنده مشكلة انه لا يثق في أي شيء أو تعهدات مننا علي الإطلاق... فقلت للمشير: «الصراحة الدكتور مرسي عداه العيب... كلامه صح ميه في الميه»... وضحك الجميع ما عدا الدكتور طبعا"! وأضاف ساويرس: "لم ينتهي الأمر عند هذا الحد، فظللت أنا علي موقفي من معارضة حكم الإخوان من خلال حزب المصريين الأحرار وقناة أون تي في ومن خلال مقالاتي في بعض الجرائد المصرية... وظل الدكتور يخصني بفاصل من الردح في كل خطبة... كما اشرف بنفسه علي موضوع تلفيق الضرائب علي شركة أخي وأبي والضغط عليهما بمنعهما من السفر وأعلن عنه في احتفالية أكتوبر... حتى قبل أن تقوم المصلحة بالإجراءات المتبعة للمطالبة غير القانونية والتي أثبت النائب العام في تحقيقه أنه لا يوجد أي تهرب ضريبي حيث تمت الصفقة في ظل القانون المعمول به في ذلك الوقت والذي يعفي الشركات المدرجة في البورصة من الضريبة والذي تم تعديله في قانون الضرائب الجديد"! وقال "لا أريد الاستطراد لأن الموضوع أمام القضاء الآن ولأنه لا يخصني شخصيا حيث أني لا املك أي سهم في شركة الإنشاءات ولا أنا عضو في مجلس إدارتها... إلا أني أعلم أنا لدي الأجهزة الأمنية معلومات ومستندات تثبت يقينا خفايا مسلسل تلفيق هذه الضريبة وأرجو من الله أن تظهر حتى يعرف الجميع الحقيقة". وكشف ساويرس عما قال إنها كانت رسائل من الإخوان تصل إليه عن طريق أخيه، "لا أخفي سراً عندما أحكي عن كل الرسائل التي كانت تذهب لأخي «قول لنجيب أن يكف عن معارضته وكل مشاكلك تتحل... خلي نجيب يبيع محطة أون تي في وكل الأمور تمشي» لدرجة أن والدي والذي لم اعص له أمرا ولم أرفض له طلبا أبدا قال لي: «علشان خاطري أنا يا بني بيع المحطة»......أيام سودا عن حق" .