أول مرة ألتقي فيها بالرئيس السابق محمد مرسي...كانت في لقاء دعا إليه المرحوم اللواء عمر سليمان في فبراير2011 في مقر مجلس الوزراء مع كافة القوي الوطنية وبعض شباب 25 يناير أذكر منهم مصطفي النجار ويوسف عبد الرحمن وخالد تليمة... وجاء موقعي في هذا الاجتماع بجوار د. محمد مرسي... وضحكت في سري لأني أحسست أن المرحوم اللواء عمر سليمان أراد أن يضعني في هذا المكان لإيصال رسالة معينة... وكان كمن يضع البنزين جنب النار لأن موقفي من جماعته ومن شعاراتهم الطائفية كان معارضا للغاية حتي في فترة حكم الرئيس حسني مبارك. وجلست في مكاني بهدوء... إلي أن بادرني د.مرسي بفتح الحديث كالتالي: إيه يا باشمهندس إنت مش حاترضي علينا بقي ؟»... ورديت عليه كطبيعة الشعب المصري الفكاهية المعتادة: «طبعا يا دكتور ده أنا حتي عايز انضم للحزب بتعاكم»... وبدلا من أن يفهم الدكتور المداعبة ويبتسم فوجئت به ينظر نظرة جادة ويقول لي: «وماله ممكن تكون عضو منتسب»... وطبعا العرق الصعيدي طلع ونظرت إليه نظرة تجمع بين الغضب وعدم التصديق ورديت عليه متعصبا: «حزب إيه بتعاكم ده إلي انضم ليه لما انت حتي الهزار ما بتفهموش.. أنا مصري... انت فاهم...انا مصري أكتر منكم كلكم ! طبعا في عرف الدكتور واخوانه..المسيحي المصري مواطن من الدرجة التانية وليس له شرف عضوية تنظيمهم الإخواني !... المهم أدرت الكرسي وأعطيته ظهري بقية الاجتماع... وإحقاقا للحق لم أتصور أبدا ولا في الخيال ان يكون هو رئيس مصر القادم...و مازالت غير مصدق... المرة الثانية كانت في اجتماع للمجلس الاستشاري مع المشير طنطاوي ومرة أخري جاءت جلستي بجانب د.مرسي... وبادر المشير د.مرسي بابتسامة وقال له مداعبا: «يا دكتور احنا قعدناك جنب المهندس نجيب لعل النفوس تهدأ» فرد عليه: والله يا سيادة المشير أنا حاولت أتلاطف مع المهندس نجيب (وكان يقصد المقابلة الاولي علي أساس أنه كان غاية في اللطف معي) لكن مفيش فايدة... المهندس نجيب عنده مشكلة انه لا يثق في أي شيء أو تعهدات مننا علي الإطلاق... فقلت للمشير: «الصراحة الدكتور مرسي عداه العيب... كلامه صح ميه في الميه»... وضحك الجميع ما عدا الدكتور طبعا! ولم ينتهي الأمر عند هذا الحد، فظللت أنا علي موقفي من معارضة حكم الإخوان من خلال حزب المصريين الأحرار وقناة أون تي في ومن خلال مقالاتي في بعض الجرائد المصرية... وظل الدكتور يخصني بفاصل من الردح في كل خطبة... كما اشرف بنفسه علي موضوع تلفيق الضرائب علي شركة أخي وأبي وأعلن عنها في احتفالية أكتوبر... حتي قبل ان تقوم المصلحة بالإجراءات المتبعة للمطالبة غير القانونية والتي أثبت النائب العام في تحقيقه انه لا يوجد أي تهرب ضريبي حيث تمت الصفقة في ظل القانون المعمول به في ذلك الوقت والذي يعفي الشركات المدرجة في البورصة من الضريبة والذي تم تعديله في قانون الضرائب الجديد ! و لا اريد الاستطراد لأن الموضوع أمام القضاء الآن ولأنه لا يخصني شخصيا حيث أني لا املك أي سهم في شركة الإنشاءات ولا أنا عضو في مجلس إدارتها... إلا أني أعلم أنا لدي الأجهزة الأمنية معلومات ومستندات تثبت يقينا خفايا مسلسل تلفيق هذه الضريبة وأرجو من الله أن تظهر حتي يعرف الجميع الحقيقة. و لا أخفي سراً عندما أحكي عن كل الرسائل التي كانت تذهب لأخي «قول لنجيب أن يكف عن معارضته وكل مشاكلك تتحل... خلي نجيب يبيع محطة أون تي في وكل الأمور تمشي» لدرجة أن والدي والذي لم اعص له أمرا ولم أرفض له طلبا أبدا قال لي: «علشان خاطري أنا يا بني بيع المحطة»......أيام سودا عن حق...